عيون

إيلاف اسم على مسمى

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

طبيعي أن نبارك لجريدة "إيلاف" الإلكترونية في في عيدها التاسع.. أن نبارك لإدارتها والقائمين عليها، على ما أنجزوا وينجزوا، وعلى ريادتهم في النشر الإلكتروني.. نبارك على ثراء الموقع الذي صار قِبلة، ليس فقط للقراء طالبي الثقافة بمختلف فروعها، ولكن أيضاً لطالبي العلم، فكم من دارس يعد رسالة ماجستير أو دكتوراه في الدراسات الإنسانية بمختلف فروعها، استعان بدراسات إيلاف وبحوثها، وأرسل يستأذن كتابها في أن يُضَمِّن رسالته مقتطفات مما ورد في إيلاف.. طبيعي أيضاً أن نبارك لإيلاف إمامتها للعشرات والمئات من المواقع الإلكترونية والجرائد الورقية، التي تنقل عن "إيلاف" ما تقدمه للقارئ، سواء تلك التي تلتزم بحقوق الملكية الفكرية فتنسب ما تنشر إلى مصدره، أو تلك التي لا تلتزم، ويتسع لتجاوزها صدر مسؤولي إيلاف، تاركين للقراء الحكم من القائد الرائد، ومن الناقل التابع.
لكن التميز الحقيقي، والذي يعد إنجازاً غير مسبوق، وإن كنا نتمنى أن تلحق به وتحذو حذوه سائر وسائلنا الإعلامية، هو ما يمكن تسميته "معادلة إيلاف".. فهذه المنطقة من العالم والمتحدثة باللغة العربية، خيم عليها لقرون خطاب واحد أحادي مهيمن، وانتحل ذلك الخطاب لنفسة قداسة، بغض النظر عن مجال ذلك الخطاب، إن كان سياسياً أواجتماعياً أو اقتصادياً، ناهيك عن الخطاب الديني السائد، والذي لا يعدو أن يكون فهماً بشرياً لنصوص مقدسة، لا يجوز بأي حال أن تدعي قداسة، هي حكر على النصوص الإلهية وحدها، وليس لأي تفسيرات أو اجتهادات بشرية مهما عظم شأنها، ومهما كانت عزيزة علينا شخوص من حرروها.
في المقابل كان هناك دائماً خطاباً متمرداً مضاداً، يهمس على استحياء في الغرف المغلقة، لكنه مع ثورة الاتصالات الحالية، ومع انتشار الإنترنت الواسع، وجد ذلك الخطاب المفارق مجالاً يتنفس ويحيا فيه، لكنه ولطبيعته المتشددة، التي تعد الوجه الآخر من الخطاب العربي السلفي والمتجمد، ظل مفارقاً لعقول وقلوب الجماهير الباحثة عن الجديد، ولم ينجح إلا أن يكون طارداً وليس جاذباً لها، ليدخل جيتو الخاص به، حتى ولو كان على الشبكة العنكبوتية المفتوحة على مصراعيها للجميع، ما دام رواده هم ذات الشخوص العنيفة في عدائها للقديم، بحث صنعت أصنامها المضادة، لتتعبد لها وحدها، دونما إمكانية لدخولها ودخولهم في جدل صحي على أرض أرض الواقع، ومفارق للتنظريات والفلسفات الهائمة في فضاء يبدو بلا نهاية.
هنا تأتي "إيلاف" بمعادلتها العبقرية، لتفتح نوافذ للعقلية العربية، ليتسلل إليها نور الحداثة الهادي والرصين، ليس ليعمي أبصارها فتفزع وتجمح، بل ليمنحها من الأنوار ما يكفي لكي تتبين معالم الطريق، ويغريها على المضي في طريق الاستكشاف، دونما استشعار بخطر الضياع.. هي خلطة إيلافية إذن اسماً على مسمى، كان أحد معالمها احتضان إيلاف لما عرف عن طريقها "بالليبرالية الجديدة"، لتنمو على صفحاتها الافتراضية وتترعرع، ويجري الجدل هادئاً بين دعاتها، وبين الذين فاجأتهم الحداثها وأنوارها، حتى وإن كانت تصرح بما يخفيه الكثيرون في صدورهم، ويؤرقهم ساعات الصحو والمنام.
لنا هنا أن نتساءل، إن كانت إيلاف بنهجها هي التي صنعت فجر الليبرالية الجديدة في منطقة الشرق الأوسط الغارقة في ثوابت القرون الوسطى بهيمنتها وظلماتها، أم أن العصر والحداثة التي لا مهرب منها، هو الذي صنع "إيلاف"، والذي لابد وأن يدفع نحو المزيد والمزيد من ذات النموذج، طالما استمرت عقارب الساعة في دوران؟.. قد يبدو في اختيار الإجابة الأولى بعض النرجسية، كما لا يبدو الخيار الثاني منطقياً، دون توفر رجال من نوعية من صنعوا "إيلاف"، سواء صناعة المؤسسة وإدارتها وتصميم ما قلنا أنه معادلتها، أو من خَطُّوا بعصارة فكرهم وأعصابهم مادتها الفكرية.. الكتاب الذين دخلوا إلى ساحة جدل فكري، في ظروف أبعد ما تكون عن المناسبة أو المشجعة.. ظروف كان فيها الإرهاب الجسدي والدموي حقيقة واقعة تخيم على الرؤوس، والإرهاب الفكري بالتكفير والتخوين يشحن الساحة بضبابه الأسود.. كان الصراع يبدو غير متكافئ بين القلم والكومبيوتر من جانب، وبين والسيف والحزام الناسف من الجانب المقابل.. هل يمكن لأحد أن يتصور أن الانتصار النهائي يمكن أن يكون لغير الكلمة، ولغير الحداثة والحرية؟!
تحية وتهنئة لمؤسس إيلاف، ولكتيبته المحاربة من أجل غد أفضل.. من أجل عالم منير بالحرية والحداثة، وتحية لكل الأقلام الشريفة التي تقف في صحراء الشرق الأوسط، لترسم بسمه، وتبعث بومضة نور لا تقوى كل ظلمات الجهل أن تنتصر عليها.
مصر- الإسكندرية
kghobrial@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الاستاذ المستشار ..
حزام .. -

بعد ازاحة الاستاذ العمير من مؤسسة اعلامية كبيرة .. واحالته الى موظف برتبة مستشار لا يستشيره احد .. استلهم الماضي وعول على الاستقلالية باقامة هكذا مشروع تجاري .. مشكلة ايلاف انها بتصريح مزاولة منحه .. ولا ترتقي الى المستوى الاعلامي المميز والمستقل .. لذا تراها تعوم في المياه السطحية الصافية فقط .. وستبقى ايلاف صوت خافت لانها نشأت جبرا للخواطر فقط .. ولا تعبر بأي حال عن دعم معنوي يمكنها من السباحة الحرة .

اضحك على الاقباط
توتي السعودي -

اعتقد ان كتابة في ايلاف المتصهينين والعلمانين وبعض المتعصبين الاقباط الموالين للمشروع الامريكي- الصهيوني مثل السيد غابريال وغيرة هو من سلبيات ايلاف نتمنى ان تتلافها

اضحك على شروط النشر
somer -

شروط النشر:( عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان )فقط لتذكيركم يا اسرة (ايلاف ) بشروط نشركم التي تنسونها من اجل تمرير من تستهويكم تعليقاته كهذا توتي فما الذي بقي من شروط النشر امام كلامه بحق الكاتب ودين الكاتب رقم 2 ارجو ان يقرأ الكاتب الذي بدا في مقاله كالشاعر المتنبي يمدح كافور الاخشيدي ..

elaph
suriani -

ايلاف هي دمي وعقلي وان حدث يوم ما مشكلة ولم استطيع الدخول اليها قد يحدث خلل فكري معي * ايلاف حرة معبرة عن افكار الجميع ليس من العرب فقط شاملة ثقافيا رياضيا ـ،ـ،ـ،ايلاف في الارمية السريانية ـ تعلم ـ وهي كذلك اسم على مسمى