كلينتون يترافع عن صديقه بلير
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
"إيلاف" من لندن: قال الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون أن قرار رئيس وزراء بريطانيا توني بلير في المشاركة في حربه التحالفية مع الولايات المتحدة لإسقاط حكم الرئيس العراقي صدام حسين كان صائبا، وأضاف أن بلير كان يواجه قرارا صعبا "وهو اعتمد على تقارير استخبارات بلاده حول التهديدات المزعومة من جانب رئيس الحكم العراقي السابق".
ويزور كلينتون حاليا العاصمة البريطانية لتوقيع كتاب مذكراته الذي نشره في الأوان الأخير، وهو يعتبر الأعلى مبيعا في سوق الكتب في الولايات المتحدة والعالم من بعد أسبوعين من إصداره، حيث قالت مصادر أن مبيعات الكتاب حققت ما يعادل أربعة مليون دولار أميركي، وبهذا يدخل الرئيس السابق عالم المليونيرات.
ويأتي حديث كلينتون متزامنا مع إعلان تقرير اللورد باتلر الذي أذيع اليوم بتفاصيله الكاملة المثيرة للجدل حول المعلومات الاستخبارية التي قدمتها الأجهزة المختصة لحكومة بلير وعلى أساسها تحالف مع الولايات في الحرب ضد العراق في مارس (آذار) العام 2003 ، وإذ نجا بلير من عواقب التقرير فإن قادة كبارا في جهاز الاستخبارات البريطاني وفي مقدمتهم جون سكارلوت الذي يعتبر كبير الجواسيس البريطانيين لن يتمكنوا من النجاة حيث سيجري تغيير شامل في وظائفهم وقد يطاح بكثير من القادة الكبار في جهاز الاستخبارات.
وفي دفاعه عن موقف رئيس الوزراء بلير، قال الرئيس الأميركي السابق الذي التقى بلير يوم الأحد الماضي في مقابلة تلفزيونية ستذاع الليلة على القناة الخامسة في التلفزيون البريطاني "استخبارات بريطانيا كانت على ما يبدو اكثر عدوانية في تقاريرها من الاستخبارات الأميركية، ولهذا كان على السيد بلير أن يتصرف استنادا إلى تلك التقارير الاستخبارية التي أمامه".
يذكر أن الذي أجرى المقابلة مع الرئيس الأميركي السابق هو ألستر كامبل مدير مكتب الاتصالات السابق في مكتب رئيس الوزراء البريطاني الذي استقال قبل اشهر على خلفية تقرير اللورد هاتون الخاص بمسالة انتحار العالم النووي العامل لوزارة الدفاع ديفيد كيلي الذي قال ان التقارير عن جاهزية العراق لشن هجوم نووي خلال 45 دقيقة غير دقيقة.
وقال كلينتون "في الوقت الذي جاءت فيه التقارير الاستخبارية صادقة كانت أو مشكوك فيها في ذلك الوقت، فإنه كان يتعين على بلير أن يتخذ قرارا حاسما، لأنه في ذلك الوقت كان كل واحد فينا يعتقد فعلا بخطورة إمكان استخدام أسلحة كيماوية أو جرثومية من جانب الرئيس العراقي، والتهديد الأخطر هو ماذا لو سقطت هذه الأسلحة في أيدي جماعات إرهابية؟".
وقال كلينتون في مقابلة أخرى مع راديو 4 التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية "من بعد هجمات سبتمبر 2001، فغن كل قادة العالم شعروا بضرورة التأهب والاعتماد على معلومات أجهزتهم الاستخبارية وتوني بلير ليس استثناء من القاعدة"، مشيرا في الاتجاه ذاته أن كل زعيم في العالم وكذلك أجهزة الاستخبارات كانت تعرف جيدا أن الرئيس العراقي صدام حسين "كان يحاول إنجاز برنامج لأسلحة الدمار الشامل".
والرئيس الأميركي السابق أعاد إلى الأذهان في تصريحاته المعلومات الاستخبارية البريطانية التي كان الرئيس الميركي جورج دبليو بوش تحدث عنها في خطابه السنوي في العام الماضي عن أن العراق كان يحاول الحصول على اليورانيوم المشع من النيجر.
وفي دفاعه اللافت للانتباه، قال الرئيس كلينتون "مهما كانت نتائج تقرير اللورد باتلر عن فشل الاستخبارات البريطانية وأسلوب تعامل 10 داونينغ ستريت مع تقاريرها، فإنه يتعين على الجمهور البريطاني أن يدرك كم كانت القرارات قاسية بالنسبة لرئيس الوزراء بلير في تلك الأيام التي سبقت الحرب".
وقال كلينتون الذي يتمتع بصداقة حميمة مع رئيس الوزراء البريطاني "صدقوني أنني كنت وأنا في البيت الأبيض لولايتين أتلقى كل يوم عبر ثماني سنوات تقارير تشير إلى أن العراق لم يدمر أسلحته من الدمار الشامل، بل إنه كان يسعى إلى الحصول على المزيد منها".
وختاما، في معرض حديثه الإذاعي لم يوفر كلينتون، الرئيس الأميركي الجمهوري الحالي بوش من الانتقاد، حيث قال "رغم إدراكي للضغوط التي كان يواجهها، إلا أنه لمزيد السف اعتمد في بعض قراراته على تقارير لرئيس المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي الذي لم اكن أثق به في أي يوم من الأيام".