تأجيل مؤتمر الأقباط
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نبيل شرف الدين من القاهرة : قال الناشط السياسي القبطي المقيم في سويسرا عدلي أبادير يوسف إنه تقرر إرجاء عقد المؤتمر الدولي الثاني لأقباط المهجر الذي كان مقرراً في واشنطن، يوم 12 حتى 16 من تشرين الأول (أكتوبر) الحالي، موضحاً أنه سيعقد خلال الفترة من السادس عشر وحتى الثامن عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وأن التأجيل جاء لأسباب تنظيمية وحتى لا يشق على المشاركين في المؤتمر من المسلمين، بالحضور خلال شهر رمضان المعظم، أو عيد الفطر، واحتراماً من منظمي المؤتمر لهذه الاعتبارات فقد رأت تأجيل انعقاده إلى الموعد الجديد، من دون أن يشكل ذلك أي إخلال في أجندة المؤتمر أو ضيوفه أو فعالياته .
ويرعى هذا المؤتمر المزمع إلى جانب مؤسسة "الأقباط المتحدون" التي يرأسها أبادير في سويسرا كل من منظمات "فريدم هاوس - كريستيان سولدرتي ـ يو اس كوبتس - امد ايست فريدم ووتش - جوبالي كمبين"، وسيدعى الى حضوره عدد من أعضاء الكونغرس الأميركي، كما أشار إلى ذلك أبادير في اتصال هاتفي أجرته معه (إيلاف) .
ونفى رئيس المؤتمر القبطي أي صلة لهذا المؤتمر أو فعالياته أو أجندته بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية قائلاً إنه شأن سياسي لا صلة للكنيسة كمظلة روحية به، وأنه كثيراً ما اختلف مع توجهات الكنيسة في العديد من المواقف السياسية التي تتبناها، مضيفاً أنه يعمل انطلاقاً من "أجندة وطنية" وليست طائفية، ولفت إلى أن مصر الأفضل ينبغي أن تكرس جهودها لتقوية علاقات المحبة والاحترام بين كل المصريين، مسلمين ومسيحيين، عن طريق تشجيع النشاطات المشتركة في كل مناحي الحياة، باعتبار أن كل ما هو صالح للأقباط هو لصالح مصر؛ وكل ما هو صالح لمصر هو لصالح الأقباط بالضرورة، لأن الأقباط لم يكونوا يوماً "خونة الوطن"، بل من خيرة أبنائه الذين قدموا ويقدمون كل غال ونفيس من أجل الارتقاء بشأنه بين الأمم والشعوب"، على حد تعبير الناشط السياسي القبطي .
أجندة المؤتمر
وبعد الكلمة الافتتاحية التي سيلقيها رئيس المؤتمر عدلي أبادير، سيكون المتحدث الرئيس الناشط الدكتور سعد الدين إبراهيم، أستاذ الاجتماع السياسي في الجامعة الأميركية في القاهرة، ورئيس مركز "ابن خلدون للدراسات الإنمائية"، والذي سيلقي كلمة عن "دور الاقليات في الإصلاح والديمقراطية"، كما سيلقي أيضاً عدد من المدعوين من المسلمين والأقباط وشخصيات غربية في المؤتمر العديد من أوراق العمل والكلمات التي تتناول محاور عدة تتعلق بالشأن القبطي، فضلاً عن قضية الإصلاح في مصر التي يقول منظمو المؤتمر إنها ليست مجرد مطلب قبطي أو طائفي، بل هي مطلب كل المواطنين المصريين .
وحول سبب اختياره واشنطن لعقد المؤتمر الثاني، قال أبادير إن الولايات المتحدة مركز دولي لأنشطة المنظمات الحقوقية، وأنها أيضاً تضم أكبر تجمع للأقباط المهجر، إلا أن الناشط القبطي استدرك قائلاً إن هذا لا يعني أبداً استعداء الولايات المتحدة على مصر، لأنه يتوجه إلى المجتمع المدني الدولي، الأمر الذي يراه أبادير حقاً مشروعاً لكل صاحب مظلمة وقضية تخص ملايين البشر، خاصة وأن الحكومة المصرية تصر على تجاهل مطالب الأقباط وتواصل اضطهادهم، حسب تعبيره .
ورداً على سؤال لـ (إيلاف) عن سبب عدم عقد هذا المؤتمر في القاهرة، قال أبادير إن الحكومة المصرية لن تسمح بعقد مثل هذا المؤتمر أساساً، وأنه سبق له أن وجه دعوات للعديد من المسؤولين المصريين، ولم يرد أي منهم على الدعوة ولو بالاعتذار، فضلاً عن أنه "لا يستبعد أن يقبض على أي من المشاركين، كما حدث للعديد من المعارضين في مصر"، على حد قوله .
ونفى أبادير بشكل قاطع الاتهامات بالتحريض على التدخّل الخارجي في الشؤون المصرية الداخلية، قائلاً إن هذا مؤتمر مرموق ليس للملاسنات ولا توزيع الاتهامات، بل تحضره نخبة من كل أنحاء العالم، ويتسم بالحوار الهادئ حول حقوق الأقباط ومطالبهم التي عبرت عنها توصيات المؤتمر الأول الذي عقد في زيورخ، والتي أكدت أنه ليس موجهاً ضد الإسلام ولا المسلمين، ولا ضد مصر ولا المصريين .
وأوجز عدلي أبادير أبرز ما سيخلص إليه المؤتمر الثاني لأقباط المهجر من مطالب، قائلاً إنها كما هي توصيات المؤتمر الأول، التي لم تستجب لها الحكومة المصرية، ولم تكلف نفسها حتى مشقة الرد عليها، ظناً منها أن التجاهل من شأنه أن يميت القضية، ورهاناً على نسيان الناس ويأسهم من الإصلاح والتغيير.
واختتم أبادير تصريحاته لـ (إيلاف) قائلاً إن "مؤتمر واشنطن سيناقش أيضاً مسألة مراجعة المحتوى الإعلامي في ما تبثه محطات الإذاعة والتلفزيون من خطاب متعصب ضد الأقباط، لأن هذه المنابر الإعلامية تمول من دافعي الضرائب، ومن بينهم مسيحيون مصريون، فهل يدفعون الضرائب كي يهانوا وتسفه معتقداتهم من خلال ما تبثه وسائل الإعلام الحكومية بشكل يومي لمن وصفهم بفقهاء التعصب، ومروجي الفتن الطائفية والمحرضين على الإرهاب"، حسب تعبيره.