مستشارة ألمانيا تكشف النقاب عن تشكيلة حكومتها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
برلين: تشهد العاصمة الألمانية برلين اليوم حدثا انتظره المراقبون السياسيون لأسابيع عدة وهو انطلاق المباحثات بين صناع القرار السياسي الألمان حول مجريات الحياة السياسية في جمهورية ألمانيا الاتحادية خلال السنوات الأربع المقبلة .
فبعد مرور ما يقارب الشهر على إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية في ألمانيا، بدأت بعد ظهر اليوم محدثات في غاية الأهمية بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة فرانس مونتهفيرنيغ منت جهة والاتحاد المسيحي الديمقراطي بزعامة أنجيلا ميركل من جهة أخرى، وذلك بهدف تشكيل ائتلاف حكومي موسع في ألمانيا.
وستقعد أول جلسات هذه المحدثات والتي ستسمر لمدة أربعة أسابيع بالمقر الرئيسي للحزب الاشتراكي الديمقراطي في برلين، حيث أنه من المقرر أن يتم الاتفاق اليوم على جدول أعمال بغرض تناول كافة المواضيع الحيوية التي ستكون محلاً النقاش.
مناصب ووزارات
ويأتي ذلك بعد مرور أربعة أيام على إعلان المستشار الاتحادي الحالي غيرهادر شرودر عن نيته في عدم شغل أية مناصب سياسية في الحكومة الاتحادية المقبلة. أما الحزب الاشتراكي الديمقراطي فقد أعلن عن أسماء مرشحيه للحكومة الجديدة، وهم: فرانك فالتر شتاينماير كوزير للخارجية وبير شتاينبروك كوزير للمالية وفرانس موينتيفيرنغ كوزيرللعمل وبريغيت تسيبريز كوزيرة للعدل وأولا شميت لمنصب وزيرة للصحة وفولفغانغ تيفينسي لمنصب وزير النقل والمواصلات. وقال مصدر في الحزب الاشتراكي الديمقراطي إن زيغمار غابرييل سيصبح وزيرا للبيئة. وذلك بعد أن تم الاتفاق على أحقية الحزب الاشتراكي الديمقراطي في تعيين ثمانية من شخصياته كوزراء اتحادين، بينما لم يخرج الاتحاد المسيحي الديمقراطي من المفاوضات إلا بـ 6 مقاعد وزارية فحسب.
خطوة هامة قبل المباحثات
وقبل توجهها إلى طاولة المباحثات، قامت أنجيلا ميركل، مستشارة ألمانيا القادمة بإعلان أسماء ذوي أصحاب الحقائب الوزارية الاتحادية القادمين من حزبها. وعنهم يقول نائب كريستيان فولف، نائب رئيسة الاتحاد المسيحي الديمقراطي إنهم "تشكيلة رائعة من السياسين المسيحيين الديمقراطيين ذوي الخبرة الفائقة." وهؤلاء هم: هورست زيهوفر الذي سيشغل منصب وزير الزراعة وشؤون المستهلكين وفرانس جوزيف يونغ الذي حظى بمنصب وزير الدفاع، بالإضافة إلى أورسولا فون دير لاين كوزيرة لشؤون الأسرة وأنيته شفان كوزيرة للتعليم والبحث العلمي و فولفغانغ شويبله كوزير للداخلية. وكان قد تم الإعلان في الأسابيع الماضية عن نية أنجيلا ميركل في تقليد إيدموند شتوبير، رئيس وزراء ولاية بافاريا، منصب وزير الاقتصاد والتكنولوجيا.
زيهوفر وميركل
وجاءت هذه التشكيلة بعد نقاش حاد دار خلال الساعات الأخيرة في أوساط المسيحيين الديمقراطيين وشركائهم الاجتماعيين الديمقراطيين حول شخصية صاحب منصب وزير الدفاع الاتحادي. وكانت ميركل ترغب في تسليم هذا المنصب إلى ميخائيل كولس، السياسي الباز في الحزب المسيحي الاجتماعي. لكن ذلك أثار حفيظة إيدموند شتوبير، رئيس الحزب ذاته، والذي صرح لوكالة الأنباء الألمانية أن إعلان ميركل عن هذه الرغبة يعد في حد ذاته تدخل صريح في مسؤولياته. ومن المعروف أن سبب ذلك تلخص في رغبة ميركل في تفويت الفرصة على هورست زيهوفر وتقليل فرص حصوله على أي مقعد وزاري في الحكومة الاتحادية المقبلة، وذلك بسبب معارضته ونقده اللاذع لسياسية الاتحاد المسيحي في مجال الشؤون الصحية. ولكن ميخائيل كولس خرج من عملية توزيع الحقائبق الوزارية صفر اليدين وحصل هورست زيهوفر على منصب وزير الزراعة وشؤون المستهلكين.
نقاط تقارب...
وتعد الموازنة العامة للدولة من أهم المواضيع التي ستطرح للنقاش خلال محادثات تشكيل الائتلاف الحكومي الألماني الموسع. فبينما يطالب الاتحاد المسيحي الديمقراطي بالعمل على تخفيض حجم النفقات بمبلغ 25 مليار يورو كل عام، يحرص الحزب الاشتراكي الديمقراطي على ألا يتعدى المبلغ الموفر 22 مليار يورو سنوياً. ومن المتوقع أن تمثل السياسية الأمنية والقضائية أقوى جسور التقارب بين الاتحاد المسيحي الديمقراطي وشريكة المزمع في التحالف. إذ يتبنى الحزبان مواقف موحدة من قضايا حيوية كقانون الأجانب والتعاون بين الهيئات القضائية على مستوى الولايات والاتحاد وسبل مكافحة الإرهاب، على سبيل المثال. ويتفق الحزبان على أن يشترك الجيش الألماني (بوندسفير) في مهام حفظ السلام في العالم وعلى ضرورة الابقاء على واجب الخدمة العسكرية بالنسبة للذكور.
...واختلاف
إلا إن الاختلاف يعتري مواقف الحزبين فيما يتعلق بمسألة مشاركة الجيش الألماني في مهمة حفظ الأمن داخل ألمانيا وهذا ما يسعى إليه المسيحيون الديمقراطيون، بينما يرفضه الاشتراكيون الديمقراطيون رفضاً قاطعاً. ويتوقع المراقبون السياسيون أن تستمر السياسية الخارجية الألمانية على ما هي عليه حالياً في ظل الائتلاف الحكومي الموسع المزمع تشكيله، وذلك مع العمل على تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية في ظل حكم المستشارة القادمة ميركل التي ستسعى إلى تلقيص دور "محور برلين - باريس - موسكو" الذي تكون إبان فترة ولاية المستشار غيرهادر شرودر والذي عرف عنه تبني مواقف سياسية موحدة تجاه العديد من القضايا الدولية.