أخبار

صدام بين الأمن ومتظاهرين أمام كنيسة بالإسكندرية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

احتقانات طائفية تتواصل في مصر بسبب مسرحية :
صدام بين الأمن ومتظاهرين أمام كنيسة بالإسكندرية


نبيل شرف الدين من القاهرة : توقع مصدر في الكنيسة القبطية المصرية أن يصل البابا شنودة الثالث إلى مدينة الإسكندرية شمال البلاد للمشاركة في مأدبة إفطار مع المسلمين هناك، والعمل على احتواء فصل جديد من أحداث الاحتقان الطائفي الذي تشهده المدينة منذ أيام، بعد أن أوشك على دخول منعطف مثير للقلق، إذ خرج اليوم الجمعة آلاف المسلمين عقب صلاة الجمعة في حي "محرم بك" الشعبي بالمدينة الساحلية، في مظاهرة احتجاج تخللتها هتافات طائفية، إثر شائعات سرت بين المتظاهرين، واتهمت القائمين على كنيسة "مارجرجس" بعرض مسرحية بعنوان "كنت أعمى والآن أبصر"، قيل إنها تسيء إلى الإسلام والمسلمين، وهو ما تسبب في مظاهرة سابقة قبل أيام، حاصر خلالها آلاف الشباب الكنيسة عقب صلاة التراويح، إثر ما نشرته إحدى صحف الإثارة المحلية بتاريخ 6 و13 تشرين أول (أكتوبر) الجاري أنباء عن أن كنيسة "مارجرجس والأنبا أنطونيوس" في حي "محرم بك" الشعبي بالإسكندرية، صورت مسرحية تسب القرآن الكريم والإسلام

وقال بيان لوزارة الداخلية المصرية ـ تلقت (إيلاف) نسخة منه ـ إن قوات الأمن تصدت للمتظاهرين لمنع تقدمهم نحو الكنيسة ومحاولة التعدي عليها، غير أن المتجمهرين لم ينصاعوا لتحذير الشرطة، وقاموا بقذف الكنيسة والقوات والمارة بالحجارة، مما أسفر عن إصابات، فاضطرت الشرطة إلى استخدام الغازات المسيلة للدموع لتفريقهم والحيلولة دون وقوع مصادمات .

الإرهابي
وعقب المظاهرة الأولى الأسبوع الماضي، طعن شاب مسلم راهبة وشخصاً آخر يوم الأربعاء الماضي أمام الكنيسة، وهو يهتف "الله أكبر"، فألحق بالراهبة إصابة باليد، كما أصاب رجل الأمن الذي حاول منعه، بينما طالب المتظاهرون الكنيسة بالاعتذار، لكن المجلس الملي للأقباط الأرثوذكس قال إن المسرحية لم يكن بها أي شيء يسيء للاسلام بل للتطرف والإرهاب، وإن المسرحية عرضت قبل عامين، وأبدى مصدر في المجلس دهشته من إثارتها الآن والجهة التي تقف وراء توزيع الأقراص المدمجة التي تحتوي المسرحية، وحشد كل هذه الآلاف من المتظاهرين لإثارة أزمة طائفية في هذا التوقيت"، حسب تعبيره .

واستخدمت قوات الأمن المصرية اليوم الجمعة قنابل مسيلة للدموع في تفريق آلاف من الشباب المسلمين الذين تظاهروا بعد صلاة الجمعة حول الكنيسة، وحالت دون وصول المتظاهرين الى الكنيسة، الذين كانوا يرددون هتافات منها : "لا إله إلا الله .. النصارى أعداء الله"، و"الله أكبر" و"فداك يا إسلام" و"فداك يا محمد"، ورشقوا قوات الشرطة بالحجارة حين حاولت تفريقهم فردت القوات بإلقاء القنابل المسيلة للدموع مما أدى إلى إصابة بعض المتظاهرين بالاغماء، وتمكنت من إلقاء القبض على بعض منظمي المظاهرة .
وقال الأنبا آرميا سكرتير البابا شنودة الثالث إن المسرحية التي عرضتها كنيسة الإسكندرية لا تتضمن أي إساءة للإسلام، ولفت إلى أن هذه المسرحية انتهى عرضها منذ عامين على الأقل، وكانت بها احدى الشخصيات مثل شخصية "الإرهابي" التي تناولها فيلم عادل إمام الشهير "الإرهابي"، مؤكدا أن الاقباط لم ولن يقبلوا أي مساس بالدين الاسلامي، وأن مصر منذ فجر التاريخ عرفت التسامح والتعايش بين الاديان واحترام الآخر والتعايش السلمي الرائع"، حسب تعبيره .

تجدر الإشارة هنا إلى أن إحدى صحف الإثارة المحلية كانت قد نشرت تقريرا تحت عنوان (الأفلام والمسرحيات السرية داخل الكنيسة)، زعمت فيه أن الأقباط يحرضون على العنف ضد المسلمين من خلال تلك الأعمال الفنية التي يعرضها الهواة، كما ادعت الصحيفة أنها تهاجم حالات تحول بعض الأقباط إلى الإسلام، وتسخر من تعدد الزوجات في الإسلام، وغير ذلك من القضايا ذات الحساسية البالغة، وقالت أيضاً في تقريرها الذي كان بمثابة أول شرارة في هذه الأزمة إن "الكنيسة تعرض مسرحية تهاجم الإسلام، وتسب المسلمين"، وأضافت أن نص المسرحية يسخر من أسلوب حياة من أسمتهم الصحيفة "الملتزمين" .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف