أخبار

شكوك في نجاح مؤتمر الحوار بوقف العنف

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لامشاركة للبعثيين والمقاومة العراقية المسلحة
شكوك في نجاح مؤتمر الحوار بوقف العنف

أسامة مهدي من لندن : في وقت يصل فيه الى بغداد الاسبوع الحالي الامين العام المساعد للجامعة العربية احمد بن حلي لوضع الترتيبات النهائية لمؤتمر الحوار الوطني العراقي الذي سينعقد في مقر الجامعة بالقاهرة اواخر الشهر الحالي ابدت مصادر عراقية تشاؤما حيال امكانية نجاح المؤتمر في وقف العنف والارهاب الذي تعاني منه البلاد بع تاكيدات لوزير الخارجية العراقي برفض حضور البعثيين الصداميين له وتأكيد الامين العام للجامعة عمرو موسى عدم مشاركة المقاومة المسلحة فيه .
واشارت المصادر التي تحدثت مع "ايلاف" اليوم الى ان تدخل الجامعة في الازمة العراقية أستهدف في الاساس انقاذ العراق من العنف الذي يحصد ارواح المئات من العراقيين يوميا ويهدد بحرب طائفية تؤدي الى تقسيم البلاد من خلال عقد مؤتمر للمصالحة الوطنية بمشاركة جميع الفرقاء السياسيين لكنها اوضحت ان مهمة الاعداد لهذا المؤتمر التي حملها معه موسى خلال زيارته الى العراق في العشرين من الشهر الماضي تحولت الى مهمة مغايرة بعقد مؤتمر للحوار الوطني قالت المصادر انها لاتدري الهدف منه والفريقين السياسيين المفروض تصالحهما يبتعد بعضها عن الاخر بشكل كبير .
واضافت ان موسى قد لمس في بغداد معارضة هذين الفريقين لاي لقاء بينهما فلا الاول الذي يضم قوى منخرطة في العملية السياسية راض التصالح مع قوى الفريق الثاني التي تتهمها بتنفيذ الاعمال الارهابية الحالية او التي تتحمل الجرائم التي ارتكبت في عهد النظام السابق والتي يطلق عليها " البعثيون الصداميون والارهابيون التكفيريون" .. ومن جهتها فان القوى المسلحة ترفض الدخول في العملية السياسية وتعارض بشدة الاعتراف بالجهات المنخرطة فيها والتي تعتبرها عميلة للاحتلال ومنفذة لمخططاته في تقسيم العراق وفي احسن الاحوال تكريس الطائفية والعرقية في حياته السياسية .
واوضحت المصادر ان مهمة بن حلي الثانية هذه لبغداد بعد زيارته لها مطلع الشهر الحالي تستهدف تشكيل لجنة تحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني تقوم بادراج جميع الاراء التي طرحتها القوى السياسية ومن بينها هيئة علماء المسلمين والمجلس التاسيسي المعارضين اللذين وضعا خمسة شروط لاي مصالحة او انخراط في العملية السياسية وبينها جدولة انسحاب القوات الاجنبية واطلاق سراح المعتقلين واعادة الجيش العراقي القديم وحل جميع المليشيات الحزبية المسلحة وتعويض سكان المدن التي هاجمتها القوات الاميركية والعراقية . واوضحت ان بن حلي سيسعى للحصول على موافقة جميع محاوريه في السلطة وخارجة بان يكون جدول الاعمال هذا محور مناقشات مؤتمر القاهرة الذي سيعد للمؤتمر الموسع الذي يعقد في بغداد قبيل اجراء الانتخابات العامة منتصف الشهر المقبل .
وازاء رفض القوى العراقية المنخرطة في العملية السياسية لشروط القوى المعارضة او تلك التي توجد خارج العملية السياسية فان المصادر قالت ان مؤتمر الحوار هذا سيتحول الى "اجتماع لقوى تحاور نفسها بنفسها" .

وفي تصريحات له اليوم اكد هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي أن الصداميين البعثيين الذين يرفعون شعار تدمير الحكومة وتدمير السلطة وتعطيل العملية السياسية لن يكون لهم مجال لحضور هذا الملتقى .

واشار الى ان زيارة بن حلي للعراق تستهدف الاتفاق على الأشخاص المدعوين للمؤتمر وتوقيته الزمني وعلى جدول أعماله مسبقا موضحا في تصريح لراديو سوا ان " المبدأ الذي اتفقنا عليه مع الأمين العام للجامعة والدول العربية أن كل من يؤمن بالعمل السياسي وبالعملية السياسية وينبذ العنف والإرهاب كوسيلة باستطاعته حضور المؤتمر .. أما بالنسبة للصداميين البعثيين وشعارهم تدمير الحكومة وتدمير السلطة وتعطيل العملية فلن يكون لهم مجال لحضور هكذا ملتقى .. نحن نميز بالتأكيد بين الصداميين والبعثيين والقتلة والمدنيين المطلوبين وبين ناس آخرين لا تنطبق عليهم هذه المواصفات. . ولكن حتى في توزيع الدعوات يجب أن نتفق مسبقا مع السيد بن حلي والأمانة العامة للجامعة لتحديد هذه الشخصيات التي يمكن مساهمتها في العملية" كما قال .

ومن جهته أكد عمرو موسى أن المقاومة المسلحة العراقية لن تشارك في مؤتمر الوفاق الوطني العراقي برغم تفهمه "لدوافع المقاومة المشروعة نظرا لوجود الاحتلال الأجنبي على أرض العراق". واكد انه ليس بالإمكان دعوة جماعات المقاومة المسلحة "لأننا نتعامل مع القوى السياسية المشروعة ولا علاقة لنا بالقوى التي تعمل في سرية رغم تفهمنا لدوافع المقاومة المشروعة نظرا لوجود الاحتلال الأجنبي على أرض العراق".
ودعا موسى المجتمع الدولي إلى "ضرورة التفريق بين ما يشهده العراق من مقاومة مشروعة وأعمال إرهابية وتصفية حسابات لقوى بعينها مع الولايات المتحدة" نافيا بشدة أن تكون زيارته الأخيرة للعراق ودعوته لمؤتمر وفاق وطني تصب في اتجاه تكريس استمرار الاحتلال الأميركي للعراق حسبما اتهمته بعض الجماعات المسلحة.

واشار موسى الى انه لمس خلال زيارته للعراق بان الجميع يستشعرون الخطر لذلك فإن وجود الجامعة وتدخلها في هذا التوقيت يعد أمرا لا بديل له "فلا يجوز أن نظل في موقف المتفرج على ما يحدث في هذا البلد الشقيق والعزيز خاصة وأن قرارات الأمم المتحدة ظلت عاجزة عن جلب الاستقرار والأمن للعراق" كما قال في تصريح للتلفزيون المصري . وكان حزب البعث العراقي المنحل قد هاجم عمرو موسى ومهمته في بغداد واعتبرها تنفيذ لرغبة اميركية للتخلص من الورطة التي وضعت واشنطن نفسها فيها بأحتلال العراق . وقال الحزب في بيان له في الثالث والعشرين من الشهر الماضي "أن المقاومة العراقية المسلحة لا تعترف بالعملية السياسية ومكوناتها ومشروعاتها الدستورية وغيرها في العراق المحتل وعليه سيكون على الموظف العربي الكبير(موسى) مثلما على وزيرة خارجية الولايات المتحدة أن يفهما ويتأكدا من أن البندقية المقاومة هي الطرف المقابل للاحتلال وسلطته والنظام الإقليمي العربي المدمج معهما في العراق المحتل". واضاف انه عندما يتعامل ويشيد موسى بالعراق الجديد "ويتعامل مع الاحتلال ومشروعاته كأمر واقع فأنه يكون قد وضع نفسه ومؤسسته والنظام الإقليمي العربي في حالة اصطفاف مقابل للبعث والمقاومة العراقية المسلحة وهذا أمر قد توقعه البعث وحذر منه وتحسب وتهيأ له" كما ادعى.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف