ماروك سوار صحيفة الجيل الجديد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عثمان العمير ل"الصباح" المغربية: "ماروك سوار" صحيفة الجيل الجديد في المغرب
خص ناشر"إيلاف" عثمان العمير، جريدة "الصباح" المغربية" الواسعة الانتشار بحوار تطرق فيه إلى واقع الصحافة في المغرب، "إيلاف" كانت حاضرة في هذا الحوار.
أجرى الحوار: حسن العطافي
مقدمة الحوار
من ناحية ثانية، دعا عثمان العمير الناشرين المغاربة إلى التفكير بجدية في إنشاء مطابع جهوية، لأنها في رأيه السبيل الأوحد لتطوير المقروئية والربحية أيضا. كما دعا إلى ضرورة البحث في سؤال المقروئية في المغرب، على اعتبار أن الحديث عن 300 ألف قارئ قار لم يعد ممكنا التعمل معه هكذا دون تحليل ودراسة.
في الحوار ذاته أوضح عثمان العمير أن إصدار اليومية الفرنسية "مارك سوار" جاء ليؤكد انسجام المجموعة مع نفسها، أولا لأنه من غير المعقول أن تسمى باسم لا يصدر عنها، فضلا عن أن لديها رغبة في التواصل مع جيل جديد، هو الجيل الرقمي الذي يحتاج إلى صحافته الخاصة.
ما الذي تغير منذ مرحلة تحمل قيادة مجموعة "ماروك سوار" حتى الآن؟
في البداية لا بد من الإشارة إلى أن هناك عملا منفصلا عن السابق، فهذه الشركة تنمو وتتمدد وتزيد منذ أن تأسست ومرت عليها مجموعة عهود، وكل عهد أعطى الإمكانية التي لديه وأبدع في ما يمكن أن يعمله، سواء تعلق الأمر بمرحلة ما قبل الاستقلال أو مرحلة ما بعده وفترة الراحل أحمد العلوي.
عندما أتيت إلى مجموعة "ماروك سوار" كانت متجهة فعلا إلى نوع من التغيير بفضل صديقنا الكبير عثمان بنجلون، وأعتقد أن الميزة التي تتميز بها المرحلة التي أتوسطها هي الرغبة في توسيع المجال التحريري بشكل أكبر ومحاولة تغيير نوعية الشركة من الملكية الفردية إلى شركة تمتلكها مجموعة من المستثمرين ما يتيح فرصة تطوير أكبر، لأن العصر هو عصر الشركات الكبرى العملاقة وعصر التكاثف، لم يعد هناك ما يمكن تسميته الفرد القادر على تسيير مجموعة أو طاقم، بقدر ما أصبحت العملية جماعية، ومن هذا المنطلق جاء تصوري لمجموعة ماروك سوار، أولا تطوير المطبوعات الموجودة وتحسين وضعها، وضخ مجموعة من الكفاءات المغربية وغير المغربية في الصحف، وأنا أومن دائما بالتغيير بتزامن مع سير القطار، أسوأ شيء هو إيقاف القطار للتغيير يجب أن تواصل العجلة المسير ويحدث التغيير، نحن الآن أمام مراحل كبيرة ومشاريع طموحة ونتمنى أن نصل إلى تحقيقها.
هل شرعتم في وضع مخطط تحويل مؤسسة "ماروك سوار" إلى مؤسسة مساهمة؟
هناك بعض الوضعيات القانونية التي تحتاج إلى بحث وإعادة من أجل وضع المؤسسة في وضعها الصحيح، مثلا كان لدينا مشكلة مطبعة سونير، وكانت مجموعة فرنسية تملك منها نسبة في حدود 30 في المائة، وتمكنا هذا العام من شراء حصة المجموعة الفرنسية لتصبح سونير ملكا لمجموعة ماروك سوار، مثل هذه الترتيبات تحتاج إلى مسطرة قانونية، وتقييم من قبل بيت بنكي لديه خبرة، وبعد ذلك تعرض ككل شركة إعلامية كبرى في العالم.
هل التفكير في تحويل "ماروك سوار" إلى مجموعة مساهمة هو الذي جعل الناس يتحدثون عن احتمال بيعها؟
الملكية لم تعد مشكلة في هذا العالم، والمهم هو أن تشارك في تحمل النتائج الإيجابية المقبلة، كل المؤسسات تبيع، والنسبة ليست مهمة في تقديري، بقدر ما هو مهم استمرار تطوير العمل الجماعي بين شركاء معينين، طبيعي أنه عندما تباع هذه المؤسسة ستصبح الملكية التي أتوفر عليها فيها أقل، إذ سيعتمد على ما سيباع من أسهم.
في حوار سابق قلتم إنكم لا تتذكرون بكم اشتريتم "ماروك سوار"، فهل هذا يعني أنكم تنزعجون من هذه الأسئلة؟
(يبتسم) بصراحة لا أذكر إن قلت إني لا أتذكر، وربما كانت الأسئلة خفيفة الطبع لذلك كان ردي مماثلا، تعرف أن عملية البيع والشراء معقدة، إذ هناك ما يسمى الأصول وهناك الديون وهناك الالتزامات، فعندما تسأل هذا السؤال لابد أن تفصل أكثر، فماروك سوار لما اشتريتها كانت عليها ديون ومازالت هناك ديون وعليها التزامات، وهذه الالتزامات المالية كيفما كان حجمها تتحول آليا إلى التزامات من اشترى.
الالتزام الذي كان مفروضا علينا عند شراء "ماروك سوار" هو في حدود 150 مليون درهم، وليس هناك أمر خفي وكل شيء في المؤسسة معروف.
يرى المهتمون أن الاسم ليس بالضرورة عائقا في وجه تطور صحيفة الصحراء المغربية فهل تشاطرونهم الرأي؟
أنا أتصور أنه من الخطأ اعتبار الاسم عائقا وأنا ضد أن تظل فكرة معينة هي السائدة إلى الأبد، فالناس يتغيرون وتتغير أفكارهم فإذا كانت صحيفة "الصحراء المغربية" جامدة أو عديمة الملامح في مرحلة معينة، فمن الممكن إذا جاء طاقم تحرير جيد أن يعيد إليها رونقها وتصبح صحيفة محترمة، والتطور الذي حدث في صحيفة "الصحراء المغربية" جعلها مختلفة عما كانت عليه في السابق.
تحدثتم من قبل عن طاقم التحرير وقلتم إن عدد أفراده قليل، وأنكم ستعززونه، لكن لوحظ أن عدة كفاءات غادرت فهل حالت الظروف دون تعزيز الطاقم؟
صحيح أن هناك فعاليات خرجت، وهذا طبيعي جدا، وأنا لست قلقا ممن يخرج أو من يعود، لأنها عملية سوق في العالم كله، إذ يغادر الناس مواقعهم إلى أخرى ويعوضهم آخرون، وهذا لا علاقة له بمواقف سياسية بقدر ما هو مرتبط بالعرض والطلب. وعززنا الطاقم بمجموعة جيدة من الخبرات وسنواصل في العام المقبل، لأن كل شيء يسير وفق خطة مدروسة.
هل تعتقدون أنه تحقق لها الإشعاع الذي كنتم تأملونه من خلال الحملة الإعلانية وتغيير الشكل؟
من الصعب أن أقول لك إنه تحقق، لم يحدث أبدا أن رضيت عن عمل قمت به، أنا أطمح دائما إلى أن أكون أفضل، وليس هناك شك أن بعض الخطوات التي كنت أخطط لها في "الصحراء المغربية" لم تتحقق كلها، لكني أتصور أنه يمكن تحقيقها على المدى الطويل.
كيف ترون سوق الصحافة في المغرب؟
أعتقد أن الصحافة في المغرب مظلومة من ناحيتين، فهي مظلومة من الخارج ومن الداخل لأنها لا تعطى الحجم الذي وصلت إليه، فالناس يتحدثون دائما عن مضايقة الصحافة، هذا موجود ولا يمكن أن ننكره، إذ هناك أمور يجب علينا بصفتنا صحافيين أن نقف منها موقفا موحدا، لكن لايمكن أن تقول منظمة مراسلون بلا حدود كما قرأت أخيرا إن ترتيب المغرب في حرية الصحافة يقل عن ترتيب دول عربية لا توجد فيها أصلا صحافة، فإما أن يكون المغاربة أنفسهم لم يوفقوا في إيصال صوتهم إلى الخارج ولم يستطيعوا أن يقدموا التجربة الموجودة والمتمثلة في أكثر من صحيفة سواء كانت فردية أو مؤسسية، أو هناك ظلم يقع عليهم من طرف المؤسسات الدولية بسبب جهات سياسية أو عقائدية معينة، يعني بأحكام مسبقة قررت أن المغرب ضد حقوق الانسان.
الأمر الداخلي هو الحديث عن قلة توزيع الصحف المغربية، يعني أني منذ أن عرفت الصحافة في المغرب، أو على الأقل منذ 15 عاما وأنا أسمع أن توزيع الصحف في المغرب لا يتجاوز 300 ألف، هذا الرقم يحتاج إلى مراجعة حقيقية، ويحتاج إلى أن نبحث هل هناك خطأ، أو القارئ المغربي لا يتطور، وقررنا أن يبقى عند هذا الحد وكفى الله المؤمنين شر القتال، هذان السؤالان مهمان في موضوع الصحافة.
هل يساعد الجو السياسي في المغرب على جرأة الصحافة؟
علينا أن نعترف أن العالم تغير، وحتى الدول التي لم تعش التجربة الصحافية أصبحت لديها صحافة قوية وتختلف عن الرأي العام السياسي، هناك تطور سياسي في المغرب ومسايرة وتماهي مع الجو العام الدولي الذي أصبح لا يقبل إلا أن تكون صحافة تجسد فعلا أنها سلطة رابعة، وأصبحت الصحافة فعلا سلطة رابعة، قبل الجرأة لابد أن تراعى المهنية، لأنها أساسية.
سبق أن تحدثتم عن حاجة المغرب إلى مطابع جهوية فهل تفكرون بجد في هذا الأمر؟
أولا لابد من الإشارة إلى أننا أنجزنا في مجموعة ماروك سوار مشروع مطبعة واشترينا أكبر مطبعة في إفريقيا، وكلفتنا 7 ملايين أورو، وركبت وبدأت تعمل الآن، نحن نأمل أن يتكاثف الإخوة الناشرون الآخرون معنا لتأسيس عمل طباعي جديد في المغرب يكون شاملا لكل أراضيه ونتشارك فيه في طباعة صحفنا، سواء كانت يومية أو أسبوعية، وهذا العمل لن تستطيع مؤسسة ماروك سوار وحدها القيام به، بل بجهود الإخوان في الصحف اليومية والأسبوعية، إذ بالإمكان اعتماد النهج المتبع في أوربا وهو العمل الجماعي لإنشاء مطابع عبر التراب المغربي سواء في طنجة أو أكادير أو فاس، ومناطق أخرى.
هل بحثتم هذا الموضوع مع الفدرالية المغربية لناشري الصحف؟
في الحقيقة لدينا علاقة جيدة مع الفيدرالية ومجموعتنا عضو فيها من خلال الأخ هشام السنوسي، ونحضر اجتماعاتها بشكل منتظم ولم يتم التطرق إلى هذا الموضوع، ونحن نسعى بعد التطويرات التي ستحصل في مؤسسة "ماروك سوار" إلى دعوتهم إلى العمل على بلورتها وكيفية استحضار المبالغ التي تتطلبها.
في الواقع الطباعة في مكان واحد لم تعد مجدية أو ذات مردود من الناحية المهنية أو الإعلانية أو القدرة على التطور.
كان هناك أمر غريب هو غياب المطبوعة التي تحمل المؤسسة اسمها فهل هذا ما دفعكم إلى التفكير في إحياء صحيفة "ماروك سوار"؟
كما تفضلتم من الصعب جدا أن تحمل المؤسسة اسم مطبوعة لم يعد لها وجود، من الصعب تغييب اسم له هذه الجاذبية لدى الناس، وله هذا المعنى ويظل غائبا، ثانيا شعرت أن المغرب في حاجة إلى جريدة أخرى تصدر بالفرنسية، تكون موجهة إلى جيل آخر من المغاربة، ليس جيل ليكونمست ولوماتان أو غيرهما، بل جيلا شابا ينتمي إلى الطبقة المتوسطة، جيل ينتمي إلى عالم آخر غير الذي عشناه، هذا هو القالب الذي أحاول أن أضع فيه صحيفة "ماروك سوار"، اخترنا مجموعة شباب غير معروفين بشكل بارز في الصحافة المغربية ونحاول إن شاء الله إطلاق هذا المنتوج يوم الجمعة 11 نونبر، إذ يأتي في الذكرى الخمسين للاستقلال وهذا له معنى آخر.
لكن من يسمع أن عثمان العمير مقبل على إصدار صحيفة يتوقعها عربية وليس فرنسية؟
هذا لأثبت للمفرنسين أني وإن كنت لا أتحدث لغتهم فإني أحترمها وأحترم ثقافتهم، لابد من الاعتراف أن الثقافة الفرنسية والثقافة الانجليزية يجب الاهتمام والاحتفاء بهما، الثقافة العربية لا خوف عليها والملاحظ أن المغرب شهد في السنوات الأخيرة صدور أكثر من صحيفة باللغة العربية في حين لم تصدر عناوين كثيرة بالفرنسية، الآن تأتي هذه العملية لتؤكد أن لكل شيء مكانه وقراء الصحافة باللغة العربية سينتظرون أن نقدم لهم شيئا جديدا.
توقع الكثيرون حدوث تغيير في الخط التحريري لمطبوعات المؤسسة لكن ذلك لم يحدث فماهي الأسباب؟
لماذا نغير الخط التحريري لمؤسسة ناجحة، أنا أغير الخط التحريري حين تكون المؤسسة فاشلة أو عديمة القابلية للتطور، ماروك سوار هي أكبر مؤسسة صحافية في المغرب العربي، وهي إحدى أقدم المؤسسات الصحافية في العالم العربي بعد الصحف اللبنانية والمصرية، فتغيير الخط التحريري يجب أن يكون مبنيا على أسس لكن يمكن أن أصدر مطبوعات تحمل نفسا آخر.
هل هذه النية موجودة؟
ليس هناك شك أن صحيفة "ماروك سوار" ستصدر مختلفة عن "لوماتان" حتى نحافظ على هذه الأخيرة، وفي الوقت نفسه نبحث عن فرص أخرى لصحيفة جيل جديد، جيل محمد السادس، والجيل المقبل جيل مولاي الحسن، هذا الجيل الذي لم نره ولا نعرفه، فالمرأة ليس لها دور في الكثير من الصحف سيكون لها دور في "ماروك سوار"، الرياضة أيضا، يعني أن الجيل الجديد جيل الانترنت والبطاقات البنكية والعالم الرقمي ستكون له صحيفته وصحافيوه.
جريدة "الصباح" المغربية.