الأردن: اعترافات إنتحارية.. والطب الشرعي ينهي الترميم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عامر الحنتولي من عمان: قال مسؤول في وزارة الصحة الأردنية لـ "إيلاف" انالطب الشرعي أنهى عمله في ترميم وجوه الإنتحاريين الثلاثة، الذين ارتكبوا الجرائم الإرهابية البشعة في فنادق راديسون ساس، وحياة عمان، وديز إن، مؤكدا ان عملية الترميم بينت ان ملامح الإنتحاريين الثلاثة باتت واضحة، وهي لثلاث رجال, وقد زودت الجهات الأمنية بصور للإنتحاريين، تمهيدا لإجراء التحريات للتعرف على هوياتهم، ولم تستبعد المصادر ان تعمم الأجهزة الامنية صور الإنتحاريين لجمع أكبر قدر من المعلومات حولهم.
واوضح ان ن هناك خمسة من جرحى تفجيرات الفنادق الثلاثة يوم الأربعاء الماضي في حالة "حرجة جدا"، في حين بلغ عدد الجرحى في المستشفيات الأردنية 39 حالة استقرت الحالة الصحية لـ 34 منهم، فيما حالة الخمسة الاخرين حرجة للغاية، ويتلقون العلاج الطبي المكثف في مستشفى الاردن.
وكانت الإنتحارية الإرهابية ساجدة العتروس (عراقية الجنسية) قالتانها لاتعرف الجهة التي خططت ونسقت في العراق لتنفيذ العمليات الإرهابية، مؤكدة ان زوجها قد أتقن تعليمها كيفية تنفيذ الإنفجار في فندق راديسون الساس والزاوية الواجب تنفيذ التفجير فيها في قاعة الإحتفال التي كان يقام فيها عرسا.
وقالت ساجدة العتروس في اعترافات أدلت بها قبل قليل للتلفزيون الأردني وظهرت خلالها بصحة جيدة ولاآثار للتعذيب عليها مرتدية زيا اسلاميا وغطاء للرأس "انها دخلت للأردن عن طريق تزوير جواز سفر عراقي بإسم (ساجدة لطيف) وكذلك فعل الإنتحاريين الثلاثة واحدا منهم هو علي حسين الشمري زوجها، الذي نسبت اليه المسؤولية عما كانت تنوي فعله والقيام به من عملية إجرامية.
وقالت ساجدة العتروس انها لم توفق في نزع صاعق التفجير للسترة التي تحوي عشرين كيلوا غراما من المتفجرات ، الأمر الذي اضطرها للهرب من القاعة التي بدأت تتهاوي فوق رؤوس الأطفال والنساء في الحفلة بعد ان نجح زوجها في نزع صاعق التفجير.وعرض التلفزيون الأردني مشاهد لساجدة العتروس وهي تمثل كيفية ارتدائها للسترة التي تحمل المتفجرات وكيفية عمل صاعق التفجير، وقد تم تصوير الإنتحارية وهي واقفة أثناء التمثيل، لكنها كانت جالسة على مقعد وهي تدلي بالإعترافات التي تدينها، لكنها لم تأت على ذكر تنظيم القاعدة مدعية ان زوجها رتب "كل شئ"، حتى عملية الإنتقال بسيارة بيضاء الى موقع الفندق ليلة التفجيرات الإرهابية.
و كاننائب رئيس الوزراء الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية الدكتور مروان المعشر اعلناليوم هويات الارهابيين الاربعة الذين فجروا الفنادق الثلاثة في عمان وهم :علي حسين علي الشمري، من مواليد الانبار عام 1970، وزوجته ساجدة مبارك عتروس الريشاوي ، ورواد جاسم محمد عبد (23 عاما) و صفاء محمد علي(23 عاما) وجميعهم يحملون الجنسية العراقية . وكشف عن تفاصيل عمليات التفجير خلال لقائه مع ممثلي وسائل الاعلام المحلية والعربية والاجنبية في المركز الثقافي الملكي، فقال "ان الارهابيين الأربعة دخلوا المملكة يوم الخامس من الشهر الجاري عن طريق حدود الكرامة بسيارة خاصة ،وفي السابع منه استأجروا شقة مفروشة في ضاحية تلاع العلي لمدة شهر، وفي التاسع منه اي يوم تنفيذ عمليتهم الدنيئة، غادروا الشقة ولم يعودوا إليها". وأضاف انه "في إطار المتابعات الاستخبارية جرى اعتقال المرأة وهي زوجة علي الشمري و تدعى ساجدة مبارك عتروس الريشاوي من الانبار ومن مواليد عام 1970 وتحمل جواز سفر عراقيا مزورا باسم ساجدة عبد القادر لطيف وهي شقيقة الإرهابي سامر مبارك عتروس الريشاوي أمير منطقة الانبار في تنظيم القاعدة الذي كان يشغل الساعد الأيمن لابي مصعب الزرقاوي في الانبار وكان قد قتل سابقا في الفلوجة".
وأشار إلى" أن الارهابيين الأربعة خرجوا يوم 9 / 11 يوم التنفيذ واستقلوا سيارات أجرة، وخرجت الارهابية مع زوجها الارهابي مرتدية الحزام الناسف، ولبس هو أيضا الحزام الناسف وتوجهوا إلى فندق الراديسون ساس يرتدون ملابس توحي أنهما ذاهبان إلى حفلة عرس، بمعنى أن هنالك تخطيطا مسبقا لإيقاع اكبر عدد من الضحايا خاصة وان الاحزمة الناسف تزن من 5 الى 10 كيلوغرامات نوع "ار دي اكس" ومزودة بكرات معدنية ، ودخلوا إلى قاعة العرس حيث سحبت الارهابية ساجدة ساعة الحزام الناسف إلا انه لم ينفجر، فدفعها زوجها للخروج، وبعد خروجها من القاعة فجر نفسه/." واشار المعشر الى انه" لم يكن هنالك أي اتصال للمنفذين مع أي أردني ربما حتى لا تفشل العملية/ ." وفي رده على سؤال عن وجود دعم للانتحاريين ومن أين حصلوا على المتفجرات قال "أن التحقيقات لم تثبت تورط أي احد داخل الأردن، وجميع التحقيقات تظهر أنهم دخلوا من حدود الكرامة ولم يكن في نيتهم الاتصال باخرين حتى لا ينفضح أمرهم/." وردا على سؤال اخر قال "ان لا معلومات حتى ألان عن شراء المتفجرات أو ما اذا كانت أدخلت عبر الحدود ". وعن المعتقلين الحاليين قال "انهم جميعا ممن لهم علاقة تنظيمية بتنظيم القاعدة وجماعة الزرقاوي لكن لم يثبت تورطهم في هذه العملية تحديدا".
و في وقت اعلنت فيه السلطات الأردنية انها أعتقلت الخلية المدبرة لعمليات الفنادق الإرهابية يوم الأربعاء الماضي، وان من بين أفراد الخلية سيدة ينتظر ان تدلي لاحقا بتفاصيل العملية الإجرامية أمام الكاميرات، قال مراقبون محللون في الأردن ان قائد تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين أبو مصعب الزرقاوي قدم خدمة جليلة للسلطات الأمنية التي تتولى عملية التحقيق في التفجيرات، بإعلانه في بيان له شبكة الإنترنت أمس ان سيدة كانت من بين منفذي تفجيرات الفنادق، وهو مالم تجد عمان عليه دليلا ملموسا له لا من افادات شهود العيان ولا من الأشلاء التي جمعت لأجساد الإنتحاريين ، قبل ان تتركز توجهات المحققين لوجود سيدة مجهولة وطليقة في عمان تتحين الظرف المناسب للهرب، ولم تفلح في ان تكون مع الإنتحاريين وقت الهجوم المتزامن، وهو ما قدر رجال التحقيق ان الزرقاوي يجهله حيث سارت التحقيقات منذ ساعات المساء يوم أمس.
وبحسب المراقبين والمحللين فقد كشف الزرقاوي ببيانه عن وجود سيدة بين المنفذين عن "سر ثمين وخدمة لاتوصف" للمحققين الأردنيين اللذين أفلحوا في الإحاطة بلغز السيدة التي مجدها الزرقاوي في بيانه، وقال انها أصرت على ترافق زوجها الى "الجنة" بإصرارها على تفجير نفسها في فندق "الديز إن" وهو خطأ آخر مهد لوصول المققين للحقيقة، حيث ان السيدة لم يأت على ذكرها أي من شهود العيان في الفندق ، خلافا لشهود العيان في فندق راديسون ساس الذي هزته ثاني الإنفجارات الثلاثة التي ضربت فندقا ثالثا هو غراند حياة عمان.
وقال احد المحققين ان قيادات القاعدة قد فقدت على الأرجح الإتصال مع السيدة المفترض ان تكون بين الإنتحاريين، أو هي لم ترد ذلك، حيث قاد بيان الزرقاوي الذي يكشف عن حقد انتقامي على موطنه الأردن الى السيدة ودورها المفترض، حيث اعتبرت القاعدة ان ساجدة الريشاوي "ام عميرة" كانت ضمن المنفذين، إذ قاموا بالكشف عن وجودها لأنه لاأهمية لذلك بعد موتها كما كانوا يظنون ويعتقدون.