أخبار

هزة ارضية تمنح الاماراتيين نزهة اجبارية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بهاء حمزة من دبي: ربما لم تكن الهزة التي تعرضت لها الامارات اليوم تعني شيئا بمقاييس علماء الزلازل والمراصد الارضية كما انها لا تقارن ولله الحمد بالزلازل التي تقع في بلدان اخرى كثيرة وآخرها تلك التي شهدتها عدة مدن باكستانية وخلفت عشرات الالاف من القتلى والمشردين الا ان هزة الامس حفلت بوقع مختلف وما يشبه الاحتفالية العكسية بأول هزة تشهدها الامارات في عصرها الحديث حيث تسابق الالاف للخروج من منازلهم والبقاء في الشوارع والاماكن الخليوة فيما يشبه النزهة الاجبارية منذ وقوع الهزة حوالي الساعة الثانية ظهرا وحتى المساء رغم انها لم تتعد القشعريرة الارضية ولم يشعر بها اغلب المقيمين في الدولة خصوصا في ابو ظبي حيث كانت امارات دبي والشارقة ورأس الخيمة الاكثر احساسا بالهزة باعتبار انها الاقرب الى مركزها في ايران.

لكن رغم ضعف الهزة وترفق القدر بالمقيمين في الدولة الا ان بعضهم لم يكن رفيقا بنفسه او بالاخرين حيث سرعان ما ملأت الشائعات الاجواء وارتفعت حرارة الهواتف المحمولة والارضية تتناقل اخبار مختلقة عن حدوث هزات جديدة اعنف واشد من الاولى ووجدت السيدات في المناسبة فرصة هائلة لممارسة الدور الغائب في النصح والارشاد فضلا عن اشباع رغباتهن (غير المكبوتة) في الثرثرة فبدأت تظهر دعوات جماعية الى النساء والامهات بمغادرة المنازل فورا والتجمع في الحدائق العامة او على كورنيش الخليج خصوصا في امارتي دبي والشارقة خوفا من وقوع زلزال لا يرحم.
وساهم في تمهيد اجواء الخوف مسارعة بعض الجهات والشركات والمدارس في دبي خصوصا ثم الشارقة الى صرف موظفيها وطلابها بمجرد الشعور بالهزة الاولى ربما تحسبا لاي تبعات وهو ما خلق احساسا متناميا ساهمت الهواتف المحمولة في نشره بالخوف من ان هناك هزات اخرى اشد قسوة من تلك الاولى التي كانت فاتحة زلزال على الامارات، وبدأ البعض ممن تماسكوا ولم يستجيبوا لدعوات مغادرة المنازل في التنقل الهيستيري بين الفضائيات بحثا عما يطمئنهم على احوالهم لكن الكوميديا السوداء هنا ان هؤلاء لم يكونوا يبحثون عن نفي لوقوع زلازل جديدة وانما كانوا يدورون بحثا عمن يخبرهم بأن هناك زلازل قادمة ويحدد لهم شدتها والاثار التي يمكن ان تحدثها.

كذلك زاد من انتشار مشاعر الخوف ان الدولة وتحديدا امارات دبي والشارقة وابو ظبي تحفل بالناطحات الخرسانية التي تصل في دبي الى خمسين وستين طابق ما سبب هلعا لدى المقيمين في هذه الابراج التي لم يبن معظمها بكود مقاوم للزلازل ليس بخلا من ملاكها وانما لان الموضوع بعيد جدا على الثقافة المحلية التي تنحصر علاقتها بتك الهزات على السمع وربما مشاهدة اثارها في الدول الاخرى او بالكثير المشاركة في اسعاف واعادة بناء الدول والمناطق التي تدمرها الزلازل مثلما تفعل مجموعات من الهلال الاحمر والجيش الاماراتيين الان في باكستان، وتسببت حالة الهلع هذه في حالة هجرة جماعية لسكان بعض الابراج حتى بدابعضها مهجورا تماما الا من حارس البناية (الناطور) لزوم حماية المقتنيات من اموال ومجوهرات وخلافه تركها اصحابها في لحظات الهلع داخل المنازل تواجه المصير المجهول. ولم يخل الامر مثلما الحال في كل الكوارث واشباهها من الدعابات التي لم يخل بعضها من الحس الفكاهي مثل قول احد الوافدين ان الهزة التي حدثت بشكل مخفف استوردها مسؤولو الامارات حتى لا يبقى شيء يشعر الاماراتيون انهم محرومون منه بعد ان وفرت الدولة لابنائها كل شيء من مأكل وملبس وتعليم وزواج وسيارات ومساكن ووظائف وخلافه حتى لم يعد هناك شيء يفتقده ابناء الدولة وفقا لنظرية صاحب الطرفة الا الشعور بوقع الكوارث مثل الزلازل وغيرها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف