النموذج الكردي العراقي غير صالح لسورية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بهية مارديني من دمشق: لاحظ مراقبون ان لهجة بعض الاحزاب الكردية قد تغيرت بتغير الظروف السياسية التي تعيشها سورية والمنطقة وهو ما يمكن تفسيره بانه رغبة في تحقيق اكبر قدر من المطالب جراء التناقضات والمصالح في الاقليم .
وعلى سبيل المثال يمكن رصد تحول في تعابير البيانات التي اصدرها حزبي يكيتي والمستقبل في الفترة الاخيرة حيث ظهرت مفردات جديدة لم تكن متداولة في السابق مثل " ان شعبنا الكردي في كردستان سوريا " ويرى متابعون ان تصعيد اللهجة ينم عن عدم قدرة على الاستفادة الايجابية من الظروف الداخلية وتفضيل الرسائل الى الخارج على الرسائل الى السلطة التي على مايبدو ماتزال قوية وان كانت تظهر متسامحة ازاء الملف الكردي بعض الشيء ، الا ان هناك رايا مخالفا يقول بان هذا التشدد انما هو انذار للسلطة لتنفذ بسرعة وعودها التي قطعتها من قبيل اعطاء الجنسية للاكراد المتضررين باحصاء الستينات .
وفي الحقيقة تختلف مقاربة المسالة الكردية في سورية عنها في العراق الى درجة كبيرة فاكراد سورية متفرقون في اماكن جغرافية متباعدة فضلا عن ان احزابهم متنافسة وتوجهاتهم مختلفة حتى ان اعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي لم ينجح في جمع جميع الاحزاب الكردية للتوقيع عليه ، كما ان اكبر تجمع للاكراد في مدينة القامشلي الصغيرة بنسبة 50 بالمائة بحسب مصادر عربية اما نسبتهم في محافظة الحسكة ككل حوالي 15 بالمائة وبالتالي حتى لو افترضنا سوء النية والرغبة في الانفصال فان ماحصل في العراق واقتطاع الاقليم لايمكن ان يحدث في سورية فضلا ان اكراد سورية معروفون في البلاد باندماجهم في المجتمع السوري حتى ان العديد منهم وصلوا الى سدة الرئاسة ومناصب مهمة وفي كل الاحوال لايلاحظ ارتفاع النبرة الانفصالية ليتم التركيز بدلا من ذلك على المطالب .
وفي اخر بيان لحزبي يكيتي حزب يكيتي الكردي في سوريا و تيار المستقبل الكردي في سوريا بمناسبة الذكرى السنوية للاعلان العالمي لحقوق الانسان ، تلقت ايلاف نسخة منه، اعتبر الحزبان انه "رغم التطورات الخطيرة والأحداث المتسارعة في المنطقة فان الوضع الداخلي في سوريا بقي مأساويا بل ازداد سوءاً واستمر الفساد والقمع وسياسة كم الأفواه وحملات المداهمات والاعتقالات السياسية واتسعت البطالة وعم الفقر وفي ظل هذه الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد عموماً فان شعبنا الكردي في كردستان سوريا ما زال يتعرض لصنوف الاضطهاد ويعاني من وطأة المشاريع العنصرية من استيطان وتشريد وتعريب وتجريد من الجنسية , كما انه محروم من ابسط حقوقه الإنسانية والقومية المشروعة وهو محروم أيضا من المشاركة في إدارة البلاد وثرواتها ومجالسها التمثيلية علماً بأنه شعب عريق يعيش على أرضه التاريخية ويشكل القومية الرئيسية الثانية ولديه كل المؤهلات لأداء دوره في كافة مجالات الحياة ".
واكد البيان"إن القضية الكردية هي قضية شعب يتطلع إلى التخلص من القهر والظلم والاستبداد والتمتع بحقوقه القومية المشروعة التي تقرها كافة العهود والمواثيق الدولية وهو شعب مصمم على النضال الديمقراطي وتقديم كافة التضحيات بسخاء على طريق تحقيق المساواة وتوفير مستلزمات الاستقرار والازدهار لسوريا كوطن يتسع لجميع مكوناته القومية والدينية والثقافية".
وراى البيان"إن الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان ينبغي أن تدفعنا إلى المزيد من النضال الديمقراطي الفاعل لانتزاع حقوقنا القومية"ودعا " جماهير شعبنا يوم العاشر من كانون الأول الحالي إلى التجمع والاحتجاج في دمشق والمطالبة بإطلاق الحريات العامة وإنهاء ملف الاعتقال السياسي وإلغاء كافة السياسات والمشاريع العنصرية المطبقة بحق شعبنا الكردي والاعتراف الدستوري بحقوقه القومية في إطار وحدة الوطن المشترك " مشير الى ان الحزبين سيتابعان الاتصالات " مع القوى السياسية الكردية والعربية السورية للتنسيق بشان التوقيت والمكان بما يحقق وحدة المعارضة الديمقراطية وتعاونها المشترك من اجل سوريا ديمقراطية، تعددية ، يتمتع الجميع فيها بالكرامة والحرية والحقوق وعلى قدم المساواة" .