أخبار

أحداث الضواحي الفرنسية لم تكن منظمة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

اندريه مهاوج من باريس : استبعد تقرير ذو صفة سرية ، وضعه جهاز الاستخبارات العامة في فرنسا ان تكون احداث الشغب التي شهدتها الضواحي الفرنسية في الشهر الماضي ناجمة عن اعمال منظمة ومخطط لها بشكل مسبق . كما استبعد التقرير الذي نشرت مقتطفات منه احدى الصحف الفرنسية ان يكون لهذه الاحداث اي طابع ديني اسلامي مما يعني ان المجموعات الاسلامية الناشطة لم تقم باي دور في التحضير لهذه الحوادث ولا في تغذية شرارتها ولا في التحريض لها ، لا بل على العكس يقول التقرير ، فالاسلاميون كانوا ينشطون لتهدئة الاوضاع و لا يريدون ان تتوسع هذه الاحداث وتطول مدتها لكي لا تنعكس سلبا على وضع المسلمين.

واوضح التقرير ان المحققين لم يعثروا على اي ادلة او اثباتات حول وجود تحريض او استغلال منظم للاحداث التي انطلقت في السابع والعشرين من تشرين الاول اكتوبر واستمرت ثلاثة اسابيع ، مما يعني انه لم يكن يوجد مخطط يهدف الى حصول عصيان عام ومنظم او حركة جماعية وبالتالي فلم تكن هناك عمليات تنسيق او تضامن بين منفذي اعمال الشغب تلك ، اذ ان كل مجموعة كانت تتحرك بشكل منفرد وغالبا لأهدافها الخاصة والفردية . من هنا يرى واضعو التقرير ان ما حصل كان مجرد تعبير عن نقمة شعبية عارمة وان فرنسا عرفت من خلال هذه الاحداث انتفاضة محدودة غير منظمة ناجمة اساسا عن شعور بالغبن وبالاهمال لدى سكان بعض الضواحي والمجمعات السكنية للمهاجرين من دون ان يكون على رأسهم قائد يوجههم او برنامج محدد يتحركون على اساسه .

واستنادا الى ذلك يستنتج التقرير ان الشبان في الضواحي وفي المجمعات السكنية لم يتحركوا بدافع ديني او أتني أو حتى جغرافي فقط بل ان تحركهم كان نابعا بشكل اساسي من اليأس الذي اصابهم جراء وضعهم الاجتماعي والمادي ومن جراء انعدام اي افق مستقبلي امامهم او ضيق امكانات انخراطهم في المجتمع الفرنسي . ويستخلص التقرير ان المجتمع الفرنسي اهمل مشاكل الضواحي المعقدة بسب انشغاله بالمخاوف من صعود التطرف الاسلامي والارهاب وبسبب تركيزه على مواجهة هذين الخطرين على حساب الاهتمام بتحسين الاوضاع المعيشية والاقتصادية والاجتماعية في الضواحي التي تقطنها غالبية من المهاجرين واستنادا الى ذلك تحولت هذه الضواحي الى نوع من مجمعات منعزلة يعاني سكانها الذين غالبا ما تجمع بينهم اواصر الدم او بلد المنشأ، من صعوبات في الاندماج ومن فشل في الدراسة ومن تفكك العائلة ومن انعدام الامن وازدياد اعمال النهب والسرقة والاعتداءات على انواعها من دون تدخل فاعل من السلطات .

وتوقع التقرير ان تشهد احتفالات نهاية السنة اعمال شغب وعنف كما هي العادة في كل مناسبة احتفالية من دون ان يكون لها طابع "الانتفاض على الاوضاع المعيشية او على فقدان العدالة " الاجتماعية .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف