أخبار

العمير بين الصحافة والأعمال

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

العمير لمجلة مغربية:
كل صحافي ناجح يمكن أن يصبح رجل أعمال

الدار البيضاء: ايلاف

من أرشيف إيلاف

بروين حبيب تواجه عثمان العمير

خصصت "ليكونومي انتربريز" حوار عدد ديسمبر لناشر ورئيس تحرير "ايلاف" عثمان العمير. رئيسة تحرير المجلة الموجهة للنخبة الاقتصادية ورجال الاعمال في المغرب، هناء فلاني، حاورت العمير باعتباره رئيس "مجموعة ماروك سوار"، أكبر دار نشر صحافية في المغرب التي تصدر صحيفتين يوميتين هما "لوماتان" و"الصحراء المغربية" واعادت اخيرا اصدار "ماروك سوار"، كأول صحيفة مسائية في المغرب، بالاضافة الى الصحيفة الالكترونية "موروكوتايمز".

هنا نص الحوار:

كان مبسوطا ومنشرحا حين استقبلنا عثمان العمير في بيته الهادئ بحي النخيل في مراكش بعيدا عن ضغط وضوضاء الدار البيضاء.

أبدى العمير استعدادا كبيرا للإجابة عن أسئلتنا بلا أي تحفظ، وبرحابة صدر، وبدا من أسلوبه في الحديث غير قادر على إخفاء صورة الرجل الذي يحب الحياة.

سؤال: من هو عثمان العمير بإيجاز؟
جواب: أنا صحافي ورجل أعمال ساعده القدر كثيرا. لعب الحظ دورا كبيرا في حياتي، سواء على المستوى الشخصي أو المهني. اتيحت لي حظوة التعامل مع شخصيات من آفاق مختلفة، وفي بعض الأحيان متناقضة، في العديد من البلدان.

سؤال: ما هي الصفة التي تفضلها، صحافي أم رجل أعمال؟
جواب: الصحافي بالطبع. ربما تفاجئين، ولكن على الرغم من أنني نجحت كرجل أعمال، الا انني لا أحس بالارتياح في سياج رجال الأعمال. لست من محبي لغة الأرقام، ولا أحتمل البقاء طويلا في محيط الأعمال.

سؤال: كيف إذن كان لرجل الصحافة أن يصبح رجل أعمال؟
جواب: أعتقد أن لدى كل صحافي الاستعداد ليصبح رجل أعمال، المهم أن يتمكن من الإمساك بالفرصة عندما تتاح له. الصحافة تفتح أبوابا كثيرة. فمجال العلاقات العامة يتطور بشكل سريع، وبذلك يوفر فرصا سانحة لكل صحافي لديه علاقات قوية، وبالتالي كيف له ألا يبني مستقبلا أفضل. أعتقد أن الرغبة في النجاح على المستوى المادي أو على الأصعدة الأخرى طموح مشروع.

العمير يتصفح أول عدد من صحيفة ماروك سوار سؤال: أنت مواطن سعودي تعاملت مع ملكين للمغرب، ماذا يمكن أن تقول لنا عن العلاقة بكل منهما؟
جواب: لكل ملك شخصيته. كان لي شرف التعرف على المغفور له الحسن الثاني، كنت آنذاك في بداية مساري المهني. في ذلك الوقت، كان اللقاء مع شخصيات من وزن الحسن الثاني، بالنسبة لي وللصحافيين من جيلي، مسألة شبه مستحيلة. وبالطبع سعدت بالثقة والعناية الخاصتين، اللتين منحني اياهما جلالته، وكنت دوما أحاول أن أكون في مستوى المسؤولية. اما علاقتي بجلالة الملك محمد السادس، فهي قوية، وما زالت تتطور. إنها علاقة مختلفة بالطبع عما كان عليه الحال بالنسبة لوالده، لكن القاسم المشترك بينهما عنصر الثقة، الذي يكون حاسما في هذا النوع من العلاقات.

سؤال: ما هو تقديركم للعلاقات التي تربط العاهلين بالصحافة؟
جواب: لم أكن أعرف الحسن الثاني خلال الخمس سنوات الأولى من ملكه، لكنني أعرف أنهما كثيرا القراءة، ويتابعان مستجدات الصحافة في المغرب.

سؤال: لكن كلاهما يخص وسائل الإعلام الدولية بالمقابلات الصحفية؟
جواب: لا يمكنني الإجابة عوضهما عن السؤال. غير أنه من وجهة نظري المتواضعة، اقول ان الامر ربما يرجع إلى كون الصحافة المغربية كان يطغى عليها انتماؤها الحزبي. ربما يكون هذا جزءا من التفسير لهذا الأمر، وأعتقد بصدق أن التطور وارتفاع المستوى المهني، الذي تشهده الصحافة المستقلة، سيساهمان في تغيير الوضع في السنوات المقبلة.

سؤال: يقال إن "لوماتان" هي صحيفة الحسن الثاني. هل يمكن اعتبار "ماروك سوار" صحيفة جيل محمد السادس؟
جواب: ليس كذلك بالضرورة. أولا "ماروك سوار" ليست صحيفة جديدة، وانما أعيد إحياؤها وانبعثت من رمادها. قد تكون صحيفة محمد الخامس. أستطيع أن أقول بكل جدية إن لكل ملك مشروعه الوطني وبصماته الخاصة، سواء تعلق الأمر بالإعلام أو بأي مجال آخر، والكل يندرج في سياق الاستمرارية.

سؤال: قررتم فتح المشاركة في رأس مال المجموعة، لماذا؟
جواب: أولا لأننا في عصر المؤسسات الكبرى. والمغرب يعيش حاليا فترة من النمو في أفق انفتاح أكبر على العالم. وهذا يعني أنه في الغد المنظور، سنشهد مجيء مستثمرين كبار ليستثمروا في منشأة صحفية، وعلينا أن نتهيأ لهذه المنافسة. وفوق كل هذا وذاك، على الصناعة الإعلامية أن تنتظم في إطار مؤسسات، وهذا الأمر لن يتأتى من خلال شركات أحادية الملكية، هذا من جهة. ومن جهة أخرى، لن أفشي سرا إذا ذكرت أن مجموعة "ماروك سوار" تعاني من ديون تراكمت خلال الماضي. والخروج من الأزمة يكمن في ضرورة تثمين رأس مال الشركة، من خلال فتح فرص جديدة، وخلق شركات تجارية تابعة للمجموعة، تمكنها من تحسين مردوديتها. انه السبيل الوحيد لجعل "ماروك سوار" مجموعة ناجحة.

سؤال: من ترونهم شركاءكم الجدد؟
جواب: إننا نتوجه بالأساس في هذه المرحلة إلى المؤسسات المالية الوطنية، ولم لا الأجنبية.

سؤال: ما هو التأثير المرتقب لدخول هذه المؤسسات في ملكية رأس المال على الخط التحريري للمجموعة؟
جواب: لن يكون هناك أي تأثير على الخط التحريري، لأن المساهمين الجدد، الذين سيلتحقون بنا، يعرفون جيدا المجموعة، وعليهم أن يقبلوا مسبقا مبدأ المحافظة على الرمزية، التي تحظى بها هذه المؤسسة، وهم على علم تام بموقعها الاقتصادي والسياسي. لكن بالمقابل، ما يمكن أن يتغير هو الاستراتيجية الصناعية والتجارية لمجموعة "ماروك سوار". سيطرح حينئذ السؤال ما إذا كانت الشركة ستستمر في نشر الصحف فقط، أم أنها ستتجه نحو أنشطة مرتبطة بنشاطها الأصلي في المجال الإعلامي. إننا نراهن كثيرا على صناعة الطباعة، وربما التوزيع. نحن بصدد التفكير في كل هذا. ويبقى أن الشكل العام الذي نطمح إلى تحقيقه هو وضع تصور لمجموعة إعلامية كبيرة، تدور حولها شركات متعددة الاختصاصات.

سؤال: ما هي مشاريعكم المستقبلية؟
جواب: أتجه نحو انشاء مؤسسة إعلامية جديدة، مقرها لندن، يكون لها حضور في المغرب، من خلال مساهمات في عدد من المنشآت الإعلامية. وسيكون من بين مهام المؤسسة استحداث وتسيير عدد من المنشورات على شبكة الأنترنت باللغتين الفرنسية والإنجليزية، والتي يمكنها أن تتحول إلى الصيغة الورقية في وقت لاحق. دخلت كذلك في مفاوضات من أجل شراء حصة في رأس مال صحيفة "إيل موندو" الإسبانية، لكنها لم تتوج بالنجاح.

سؤال: ما رأيكم في حرية الصحافة بالمغرب؟
جواب: ينبغي التذكير بأن المغرب متقدم كثيرا في مجال حرية الصحافة بالنسبة إلى دول من المستوى نفسه، أو دول عربية. لكن هناك كذلك انفلاتات من حين لآخر، وهي ضريبة ضرورية في سبيل تنمية حرية الصحافة. أعتقد أن قانون العرض والطلب سيحسم الأمر في الآخر.

سؤال: تسارعت وتيرة رحيل الرساميل العربية نحو شمال إفريقيا غداة الحادي عشر من سبتمبر، لكن المغرب لم يستفد إلا بشكل ضئيل من هذه الحركية. ما هي الأسباب في رأيكم؟
جواب: أعتقد أن المسؤولية مشتركة. فالمغرب يشكو من عجز كبير في التواصل تجاه المستثمرين الأجانب بصفة عامة، والعرب بصفة خاصة. هناك دول متواضعة من حيث الإمكانات الطبيعية، ولا تتوفر على مؤهلات المغرب، تجدها تجتهد في إطلاق الحملات من أجل صيانة صورتها. وبالمقابل يكتفي المغرب ببعض المبادرات المعزولة، ويركن مستسلما في انتظار أن يأتي الآخر إليه. أعتقد أن المغرب يحتاج إلى مبادرة ترويجية مميزة وأصيلة، بعيدة عن الحملات الاعلانية التقليدية، التي أظهرت محدوديتها. لقد وصل الاستثمار في أوروبا إلى ذروته، وأعتقد أن المغرب ينبغي له أن يأخذ المشعل في هذا المجال، ويستفيد بدوره.

العمير وبن جلون سؤال: ماذا تقترحون من أجل تحسين جاذبية المغرب؟
جواب: تشكل الفرص مسألة جوهرية، إضافة إلى ضرورة تخفيف الاجراءات الإدارية. ما زلت أذكر انني عندما اشتريت مجموعة "ماروك سوار" كان علي ان أوقع ما لا يقل عن 150 وثيقة. هذا أمر مبالغ فيه، سيما إذا علمت أنه في لندن، يمكنك شراء أي شيء حتى من دون أن تنتقل إلى أي مكتب أو غيره. وأعتقد كذلك أنه من الضروري إبداء نوع من الليونة على المستوى الضريبي، مع العمل على إشراك المؤسسات البنكية في الاستثمار الوطني بغية إعادة الثقة لدى المستثمرين.

سؤال: العلاقات المغربية السعودية شهدت نوعا من الفتور منذ اعتلاء محمد السادس العرش. كيف تفسرون هذا التحول؟
جواب: لا أعتقد ذلك. ما يجب التذكير به هو أن التغييرات، التي حدثت في هرم السلطة، وفي حكومتي البلدين، ربما تطلبت وقتا من التأقلم والتعارف المتبادل. وما عدا ذلك، فالاتفاقات والعلاقات الثنائية ما زالت على حالها. والمغرب يبقى الوجهة المفضلة لعدد كبير من السعوديين. ولا أدل على ذلك من كثافة الزيارات التي يقوم بها الأمراء والوزراء السعوديون للمغرب، والأمر نفسه بالنسبة إلى المغاربة في وجهتهم للمملكة العربية السعودية.

سؤال: تعطي عن نفسك صورة الشخصية اللغز، أقترح أن ترفع الحجاب عن جانب من شخصك من خلال الإجابة عن مجموعة من الأسئلة السريعة. مثلا، يقول البعض إنكم لم تدفعوا أي رأسمال مقابل شراء "ماروك سوار"...؟
جواب: هذا غير صحيح. وإلا فكيف تفسرون أنني أصبحت مالكا للشركة. أقترح عليكم أن تطرحوا السؤال على البنوك، التي تكلفت بإجراء عملية البيع. لقد دفعت 150 مليون درهم، والأهم من هذا المبلغ هو الضمانات، التي وضعتها مقابل هذا الاستثمار، والتي لا يعرف عنها الرأي العام أي شيء، وقيمتها في الواقع أكثر بكثير من كل هذا.

سؤال: يقول البعض إنك تعمل لصالح بعض الأمراء العرب؟
جواب: هذا غير صحيح. إنني أعمل كشريك في عدد من الأعمال والشركات مع بعض الامراء في السعودية، ولكن ليسوا لوحدهم، أنا لم أعمل على الإطلاق لحسابهم. هناك فرق بين أن تكون شخصية صورية، وأن تكون مالكا لمساهمات فعلية في شركات بعينها. أعرف أن هذا الأمر ساري المفعول في مجال المال والأعمال، لكنه لا ينطبق علي.

سؤال: يقال إنكم أحد المقربين من الأمير بندر بن سلطان؟
جواب: بالفعل انا أحد أصدقائه، وهذا شرف لي، وأنا سعيد لأنه أخذ بنصيحتي لما اختار أن يكون جارا لي في مراكش. أما إذا كنت تسألين عما إذا كانت هناك علاقات أعمال بيننا، فأقول لك لا. فكل أصدقائي ليسوا بالضرورة شركاء لي.

سؤال: يقال عنكم إنك لا تحب الدار البيضاء، وإنك تدير "مجموعة ماروك سوار" عن بعد...
جواب: أعترف بأنني لا أحب العيش في الدار البيضاء، وأعترف كذلك بأنني وقعت في حب مراكش من أول وهلة، وبقيت وفيا لها. الدار البيضاء مدينة قاسية، ضوضاء وضغط كبير... وزيادة على ذلك، المطار يقع على مسافة بعيدة من وسط المدينة، وهذه مسألة حاسمة بالنسبة إلي. اما في ما يتعلق بتسيير المجموعة الإعلامية، لدي قناعة صميمة، وهي أن افضل رجال الأعمال هم الذين يشتغلون قليلا (ضحك).

سؤال: يقال إن الصفحة الأولى ليومية "لوماتان" تقع المصادقة عليها من قبل بعض الشخصيات المقربة من الدائرة الملكية.
جواب: نظرا لخطنا التحريري، فإننا نغطي كل الأنشطة الملكية، ونحن مطالبون باحترام مجموعة من الممارسات المتعارف عليها، والتي هي تقاليد عريقة لدى "مجموعة ماروك سوار" منذ عدة أجيال. لكن هذا لا يعني بتاتا أن هناك تدخلا في تسيير الجريدة. كل ما في الأمر أن هناك تقليدا نحن حريصون على المحافظة عليه. منذ امتلكت المجموعة، ترسل لي يوميا على بريدي الالكتروني الصفحة الاولى لكل من "الصحراء المغربية" و"لوماتان"، والآن "ماروك سوار"، لأعطي موافقتي عليها قبل الطباعة.

سؤال: من أنتم من بين رجال الإعلام؟
جواب: هذا السؤال يجب أن يطرح على الزملاء، الذين يشتغلون معي. لكن في ما يتعلق بي، أنا صاحب مشروع إعلامي، يحاول أن يكون أقرب ما يمكن من مساعديه، وأن يصغي إليهم كيفما كانت المسافات، التي تفصل بينهم. وهذا أمر مهم جدا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف