صحيفة النهار المعارضة تفقد ثاني صحافي لها خلال ستة أشهر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: تعتبر جريدة النهار التي فقدت مديرها العام جبران تويني اعرق الصحف اللبنانية، وقد خسرت اليوم الاثنين الصحافي الثاني من اسرتها اغتيالا بعد ستة اشهر على مقتل سمير قصير، وكانت سباقة خلال السنوات الماضية في مناهضة السياسة السورية.
وعرفت هذه الصحيفة منذ منتصف التسعينات بمواقفها الجريئة المعارضة للحكم في لبنان الذي كان مواليا لسوريا وللسياسة السورية في لبنان.
وكان جبران تويني وسمير قصير من اوائل الصحافيين اللبنانيين الذين هاجموا السياسة السورية من داخل لبنان، وهما ساهما عبر صحيفة النهار في تنامي التيار الذي ادى الى قيام"انتفاضة الاستقلال" بعد اغتيال رفيق الحريري في شباط/فبراير الماضي وانسحاب القوات السورية من لبنان في نيسان/ابريل الماضي.
وتميزت جريدة النهار خلال السنوات القليلة الماضية بتحولها الى منبر اساسي لمعارضين سوريين كانوا يوجهون سهام الانتقاد الى النظام السوري من بيروت، خصوصا في الفترة التي اعقبت تسلم الرئيس السوري بشار الاسد السلطة في عام 2000.
ويتحدر جبران تويني من اسرة عريقة في مجال الصحافة والسياسة، وهو الجيل الثالث الذي يتسلم ادارة وتحرير صحيفة "النهار" بعد جبران الجد النائب والوزير السابق الذي اسسها في الثلاثينات، ثم غسان تويني الوزير والنائب السابق ايضا الذي لا يزال رئيس تحريرها رغم تجاوزه الثمانين.
وعرفت هذه الصحيفة بمواقفها الجريئة وكان انتشارها يتسع مع تزايد معارضتها للانظمة والحكومات المتعاقبة في لبنان عبر افتتاحيات لاذعة كانت تشارك في صنع القرار السياسي اللبناني.
وتنقل آل تويني مرارا بسبب مقالاتهم على صفحات "النهار" بين الحكم والسجن والمنفى.
وقد دخل غسان تويني السجن لثلاثة اشهر في مطلع السبعينات كما دخل الوزارة ايضا لثلاثة اشهر اخرى قبل ان يستقيل ليعود الى صحيفته، ثم يعين مندوبا للبنان في مطلع الثمانينات لدى الامم المتحدة فكان عراب قرار مجلس الامن رقم 425 الذي دعا اسرائيل الى الانسحاب من جنوب لبنان.
ودخل جبران تويني الصحافة في مطلع الثمانينات واجبر في التسعينات على الانتقال الى المنفى في باريس لمساندته العماد ميشال عون عام 1990 ضد الوجود السوري في لبنان.
الا انه عاد في مطلع التسعينات وحول جريدة النهار الى منبر مناهض للسياسة السورية ونشر مقالات عدة كان اشهرها "رسالة مفتوحة الى الرئيس بشار الاسد" تساءل فيها عن "جدوى وجود الجيش السوري في لبنان"، مطالبا بألا "يكون ثمن السلام في المنطقة عبر وضع يد سوريا نهائيا على لبنان".