كفاية تتظاهر أمام دار القضاء بدلاً من بيت مبارك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نبيل شرف الدين من القاهرة : تظاهر اليوم مئات من نشطاء الحركة المصرية من أجل التغيير المعروفة باسم (كفاية) انطلقت من أمام دار القضاء العالي وسط القاهرة ضد ما وصفوه بالتلاعب في الانتخابات البرلمانية التي حصد فيها الحزب الحاكم نسبة وصلت إلى نحو 75 بالمائة من المقاعد، بينما نجح 88 مرشحاً من أعضاء جماعة "الإخوان المسلمين" كما أدان المتظاهرون أحداث العنف التي أدت إلى مصرع 12 شخصا في أعمال عنف خلال الانتخابات التي أجريت على ثلاث مراحل، على مدى نحو شهر .
وطالب نشطاء الحركة من المتظاهرين باستقالة الرئيس حسني مبارك ووزير الداخلية حبيب العادلي، كما حملوا نعشا كتب عليه عبارة "جنازة الانتخابات"، ولم تقع أية مصادمات تذكر بين نشطاء الحركة وقوات الأمن التي طوقت المظاهرة خلال تحركها وسط القاهرة .
وبعد توقف لبضع أسابيع عن تسيير مظاهرات واعتصامات عاودت (كفاية) مظاهراتها، وقال عبد الحليم قنديل المتحدث الرسمي باسم الحركة إنه كان من المقرر تنظيم هذه المظاهرة أمام بيت الرئيس حسني مبارك لكن الموقف المشّرف لقضاة مصر خلال الانتخابات دفع الحركة إلى تغيير مكانها إلى دار القضاء العالي، موضحاً أن "هذه العودة للشارع هي ببساطة لان طريق التغيير مسدود"، على حد تعبيره .
كفاية والانتخابات
وفي أحدث بيانات (كفاية) بشأن الانتخابات البرلمانية ، قالت فيه إنه على الرغم من الإدعاء بالحياد الشكلي لأجهزة الأمن في المعركة الانتخابية، إلا أن السلطة لجأت إلى أساليب أكثر دهاء لإحكام الهيمنة على نتائج المعركة بحيث تضمن تكوين البرلمان الجديد، بأغلبية كاسحة، تحقق لحزب الحاكم، ولمجموعات النهب العام للثروة الوطنية المندمجة في بنيان السلطة، انفراداً خطيراً، يجهض كل الاحتمالات (الضعيفة أصلاً) للتغيير السلمي، ويفتح الطريق أمام محاصرة أسباب التفجير الدموي التي تتجمع في أحشاء المجتمع"، وفق ما ورد في البيان .
ومضت (كفاية) قائلة في بيانها إن "الدور الذي لعبته العملية القذرة لشراء أصوات المهمشين والفقراء وذوي الحاجات، (الذين هم في الأصل ضحايا لسياسات النظام)، بواسطة "رجال الأعمال" من كبار كوادر الحزب الحاكم، قد برز بشكل واضح، فضلاً عن استخدام إمكانات الدولة والوزارات والأجهزة السيادية للاحتيال على أصوات المواطنين بواسطة رشى مقنعه وإغراءات بالتوظيف ووعود بحل المشكلات المتراكمة نتيجة لتفسخ جهاز الدولة وفساده، وكذلك لفت الانتباه لجوء الحكم إلى عمليات القيد الجماعي للعاملين بالدولة وأعمال البلطجة والعنف والترهيب، والتعدي على المعارضين والإعلاميين في ظل تجاهل متعمد من الأمن لهذه الانتهاكات الفاضحة يصل إلى حد التواطؤ الصريح"، حسب بيان حركة (كفاية) .
وخلص بيان (كفاية) إلى القول إنه "إذا كان لهذه النتائج وقع الصدمة في قطاع من المجتمع، راهن على تصور غير واقعي بالمرة، حول امكانية الخروج بنتائج أفضل، في ظل شروط غير مواتيه، فإنها في ذات الوقت أكبر دليل على صحة المنطلقات التأسيسية لحركة "كفاية"، والتي ارتكزت على رؤية كاشفة ومستقلة، لا تراهن على النظام و "أريحيته الديمقراطية" المزعومة، ولا تُخدع بوعود بالحرية لا تنفذ، أو تجري وراء سراب برامج وهمية للتغير، لا تتحقق وإنما تثق في نفسها، وتراهن على إرادة شرفاء الأمة، وتؤمن بقدرة الجموع المنظمة من أبناء شعبنا، أصحاب الحق في الحياة والراغبين في إنجاز عملية الانتقال الديمقراطي السلمي في مصر .
وتأسست حركة (كفاية) في مصر نهاية العام الماضي بعضوية نحو ألفي مثقف وسياسي وتضم مثقفين وصحافيين ونقابيين من اليسار الناصري والماركسي، بالإضافة إلى عدد من الليبراليين، وتدعو الحركة إلى إصلاح سياسي ودستوري شامل، "يضعه أبناء مصر قبل أن يزايد البعض به عليهم تحت أي مسمى"، وتدعو إلى مبادئ عامة، منها التداول الفعلي للسلطة بكل مستوياتها، وإعلاء سيادة القانون واستقلال القضاء وتكافؤ الفرص بين المواطنين، وإنهاء احتكار الحزب الحاكم للسلطة، وإلغاء حالة الطوارئ وكافة القوانين الاستثنائية المقيدة للحريات، وتعديل الدستور بما يسمح بانتخاب رئيس الجمهورية ونائبه من الشعب مباشرة ولمدة لا تزيد على دورتين، مع تحديد للصلاحيات المطلقة للرئيس يحقق الفصل بين السلطات في الدولة .