إسرائيل تتنصل لأول مرة من مجزرة قانا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أسامة العيسة من القدس : قالت وسائل الإعلام العبرية، ومن بينها الإذاعة الرسمية، أن مجزرة قانا التي وقعت جنوب لبنان، عام 1996، كانت عن طريق الخطأ، وليس عمدا. ويعتبر هذا أول تنصل، غير رسمي من تلك المجزرة التي ذهب ضحيتها نحو 100 لبناني، خلال تصعيد من قبل شمعون بيرس رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، خلال عملية واسعة أطلق عليها اسم (عناقيد الغضب). وحرص بيرس الذي تولى مسؤولية رئاسة الوزراء خلفا لسلفه اسحق رابين الذي اغتيل على يد متطرف يهودي، على إظهار حزم عسكري، عشية الانتخابات العامة الإسرائيلية، وقدم ما اعتبر أوراق اعتماده بالتصعيد في جنوب لبنان وقصف مقر قوات الأمم المتحدة في بلدة قانا جنوب لبنان، مما أدى إلى سقوط نحو 100 من المدنيين اللبنانيين.
وقدم مستشارو بيرس آنذاك، الذي كان يواجه انتقادات من قبل أوساط في الرأي العام الإسرائيلي، بكونه غير عسكري، الرجل على انه يستطيع أن يفعل في مواجهة ما يعتبر التهديدات الخارجية، رؤساء وزراء إسرائيل الذين عادة ما يأتون من المؤسسة العسكرية، واعتبروا قصفه لمقر الأمم المتحدة في قانا، دليلا على حزمه وعدم تهاونه. ولم تزعم الرواية الإسرائيلية الرسمية آنذاك انه تم قصف الموقع بطريق الخطأ، ولكنها شككت بوجود مدنيين فيها. وبقيت الرواية هي نفسها، رغم خسارة بيرس أمام منافسه زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو. أما الان فتتجه إسرائيل إلى تقديم رواية جديدة مفادها أن المجزرة وقعت بإطلاق قذيفة بطريق الخطأ، على مقر الأمم المتحدة، وسط تشكيك بقبول هذه الرواية، وتساؤل حول إذا كانت قذيفة واحدة تستطيع التسبب بمقتل مئة، أم أن ذلك نتج عن قصف متواصل ومقصود للمقر، كما لم تخف إسرائيل ذلك سابقا.
وأثيرت القضية مجددا، بسبب دعوى رفعتها جمعية اميركية هي (رابطة الحقوق الدستورية)، ضد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق الجنرال احتياط موشيه يعالون، باعتباره مسؤولا عن مجزرة قانا، وكان حين وقوع المجزرة يتولى رئاسة هيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية. ويزور يعلون هذه الأيام الولايات المتحدة وقال بأنه لن يغير من برنامجه، بسبب هذه الدعوى، مشيرا إلى أن السلطات الإسرائيلية ستتعامل معها قضائيا وقانونيا. ويعلون ثاني مسؤول إسرائيلي يواجه احتمال الملاحقة القضائية في أميركا بعد أفي ديختر الرئيس السابق لجهاز الأمن العام (الشاباك)، الذي رفعت عليه نفس الجمعية الاميركية بالتضامن مع مركز حقوقي في غزة دعوى تحمله مسؤولية مقتل 15 فلسطينيا، وإصابة 150 بجروح، خلال عملية اغتيال الشيخ صلاح شحادة القائد العام السابق للجناح العسكري لحركة حماس، وذلك بقصف منزله بقنبلة تزن طن، ألقيت على بناية سكنية مدنية في حي الدرج بمدينة غزة. ومازال ديختر في الولايات المتحدة التي وصلها الأسبوع الماضي، وحسب مصادر حقوقية هناك، فانه ويعلون يستطيعان التنقل بحرية، لان الدعوتين مدنيتين وليستا جنائيتين.