أخبار

البحرين تسلم رئاسة القمة الخليجية إلى الإمارات

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


نصر المجالي من المنامة: في الوقت الذي تتواصل فيه الاحتفالات في مملكة البحرين بالعيد الوطني وذكرى جلوس الملك على عرش المملكة منذ ثلاث سنوات بعد إصدار الدستور الذي حول الإمارة الخليجية الدستورية إلى مملكة دستورية تحتكم إلى نظام برلماني في واقعها التشريعي ويجعل الحكم وراثيا في أسرة آل خليفة، فإن البحرين منشغلة على الصعيد السياسي بتسليم رئاسة القمة الخليجية بعد ثلاثة أيام إلى دولة الإمارات العربية المتحدة. وسيشارك عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة في القمة، حيث سيسلم الرئاسة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.

يذكر هنا أن مملكة البحرين كانت استضافت القمة الخامسة والعشرين في ديسمبر العام 2004 بدل استضافة أبو ظبي حيث هذه الأخيرة كانت منشغلة بالتعازي بوفاة رئيس أول قمة خليجية، الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

وتقديرا للشيخ زايد من جانب رئيس قمة المنامة الملك حمد فإنه أطلق على القمة اسم قمة زايد، الأمر الذي نال تقديرا عاليا من جانب الزعماء الخليجيين المشاركين في تلك القمة.

وسيلقي ملك البحرين يوم الاثنين المقبل كلمة في افتتاح قمة أبو ظبي، يتحدث فيها عن ما تحقق خلال عام من رئاسته للدورة الخامسة والعشرين، ثم يسلم الرئاسة للشيخ خليفة بن زايد، الذي يترأس للمرة الأولى مثل هذه الاجتماعات الكبرى على أرض بلاده.

وإليه، فإنه على عكس كثير من التحليلات السياسية التي تتحدث في شكل متشائم عن مصير مجلس التعاون الخليجي الذي تأسس قبل خمسة وعشرين عاما و الذي شمل أهل منطقة الخليج في منظومة واحدة تشمل الدول الست حفاظا على أمن هذه الدول والعمل على تلاقي مصالحها السياسية والاقتصادية والأمنية، فإن المسؤولين البحرينين يتحدثون بثقة عن أن هذا البناء الخليجي الموحد أصبح ضرورة الآن أكثر من أي وقت مضى.

ويشير هؤلاء إلى التطورات الراهنة في المنطقة وهي تستدعي استمرار مجلس التعاون الخليجي حيا وقادرا على البقاء "حيث التهديدات والتحديات لا زالت قائمة" حسب ما يشير هؤلاء الذين كانوا يتحدثون أمام (إيلاف) لتقويم الحال الخليجي الراهن.

كما يقول هؤلاء أن العالم من حولنا وهو يسير بخطى ثابتة وواسعة نحو العولمة، فإن العالم الخارجي "بحاجة إلى التعامل مع الوحدات الكبيرة" وهذا ما سيحرص القادة في في قمة أبوظبي على تأكيده. ويضيفوا القول "كما أننا لا نعتقد أن القيادات الخليجية الجديدة عازمة على فك عرى هذه المنظومة الموحدة خلافا لما كان قرره السلف".

وتسلم الحكم أربعة قادة جدد في دول مجلس التعاون الخليجي منذ تأسيسه في أبو ظبي في العام 1981 في أبوظبي، وهم على التوالي أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني (1995 ) والملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين (1999 ) والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة (2004 ) ثم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز (2005 ).

وكانت تقارير محللين أشارت إلى أن انخراط دول مجلس التعاون الخليجي الست في توقيع اتفاقية التجارة الحرة بشكل منفرد "يشير إلى الخطوة الأولى في انفراط عقد المنظومة الخليجية"، لكن في الأسبوع الماضي خرجت معلومات جديدة تعطي آفاق واسعة نحو المزيد من التلاحم على الصعيد الأمني والعسكري.

ولفتت مصادر خليجية إلى جولة الفريق الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير والدفاع والطيران في المملكة العربية السعودية في عواصم الخليج حيث سلم رسائل من خادم الحرمين الشريفين لقادة هذه الدول، وقالت المصادر "يبدو أن هناك نية لتطوير أداء قوات الجزيرة وتصعيده، لتكون هذه القوة قادرة على التعاطي مع المستجدات".

وكانت هذه القوات التي تستضيف قيادتها السعودية في منطقة حفر الباطن تشكلت في منتصف ثمانينيات القرن الفائت في الوقت الذي كانت تشتعل فيه الحرب العراقية الإيرانية ضراما، وشاركت هذه القوات في حرب تحرير الكويت من الغزو العراقي في العام 1991 .

في الختام، فإن مملكة البحرين التي تحتفل بعيدها الوطني حاليا، كانت نالت استقلالها العام 1971 من الحكم البريطاني على يد الشيخ الراحل عيسى بن سلمان آل خليفة، الذي رحل العام 1999 ، وخلال سنوات حكمه فإن الشيخ عيسى استطاع بناء إمارة حديثة رغم شح الإمكانيات وتزايد الضغوط السياسية والأمنية على إمارته الصفيرة.

فقد واجه الراحل الشيخ عيسى بصلابة حاشدة الأشقاء والأصدقاء ضد المطامع الإيرانية في عهدين متتالين رغم تناقضها فكل منهما كان يطالب بالسيادة على البحرين، والنظامان كانا حكم آل بهلوي المنهار والحكم المتشدد دينيا الذي تلاه وهم حكم آيات الله الذين أقاموا الجمهورية الإسلامية في إيران، وهم ظلوا على الدوام يسعون إلى تصدير الثورة إلى دول الجوار.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف