علاوي يرفض نتائج الانتخابات المعلنة

أسامة مهدي من لندن : بعد ساعتين من اعلان جبهة التوافق العراقية السنية رفضها لنتائج الانتخابات التي اعلنتها المفوضية العليا للانتخابات في 10 محافظات اكدت القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي تحفظها على النتائج متهمة اعضاء في مجلس مفوضي المفوضية بالتحيز وعدم اداء الامانة .
وقالت مصادر عراقية تعليقا على رفض القائمتين للنتائج المعلنة ان ذلك سيضع صعوبات امام اشتراكهما في حكومة واحدة مع الائتلاف العراقي الشيعي المتهم بهذه التجاوزات التي قام بها لحسابه ايضا اعضاء في مجلس مفوضية الانتخابات الذين رفضوا استلام العديد من الشكاوى الموثقة المقدمة من مدراء مراكز انتخابية كانت هي التي عينتهم في مسؤولياتهم وقاموا باعلان نتائج منقوصة للتأثير على الاجواء السياسية في البلاد .

وفي مؤتمر صحافي عقده قادة القائمة في بغداد اليوم قال مرشحها الامين العام للحزب الشيوعي حميد مجيد موسى ان القائمة قدمت عشرات الشكاوى الموثقة بصور وشهود وادلة عن خروقات وتجاوزات وعمليات تزوير حصلت خلال الانتخابات الاخيرة الخميس الماضي وشكك بنزاهة الدوافع التي جعلت المفوضية تعلن نتائج جزئية في وقت لم تنتهي فيه بعد من عد جميع الاصوات مشددا على ان الهدف من ذلك كان التأثير على الرأي العام العراقي وخلق حالة من الامر الواقع .

وتساءل موسى عن الاسباب التي دعت المفوضية لاعلان النتائج في هذا الوقت بينما كان اكثر من مسؤول فيها قد صرح في وقت سابق بانها تحتاج لاسبوعين على الاقل لاذاعة ارقامها ملمحا الى عمليات تزوير في انتخابات العاصمة بغداد متسائلا: لماذا اعلنت نتائج بغداد قبل انتهاء عد الاصوات كاملة فيها ولماذا قيل ان منطقة الكرخ ستعلن نتائجها في وقت لاحق ؟ مشيرا الى انه كان من المفترض الالتزام بالقوانين التي تنص على عدم اعلان أي نتائج قبل البت في جميع الشكاوى المقدمة الى المفوضية والتي وصل عددها الى 692 شكوى .. وليتم بعد ذلك الغاء او اعادة الانتخابات التي تثبت حصول تجاوزات فيها .
واكد ان القائمة العراقية لاتقبل هذه الممارسات من المفوضية التي تحيز عدد من مفوضي مجلس مفوضيتها لجهات معينة في اشارة الى قائمة الائتلاف الشيعي مؤكدا التحفظ على النتائج المعلنة وطالب باجراء تحقيق مع المفوضين المتحيزين والذين اذاعوا النتائج قبل اكتمال عد الاصوات واساءوا الى العملية السياسية في البلاد . وقال ان القائمة العراقية لايهمها الربح والخسارة بقدر حرصها على اختيار حر وديمقراطي يقرر فيه الشعب خياراته بعيدا عن الضغوط والتلاعب والخروقات داعيا الشعب العراقي وقياداته وزعمائه السياسيين الى رفض ممارسات خرق القانون التي رافقت العملية الانتخابية واعلان نتائجها .

وكانت مفوضية الانتخابات اعلنت امس نتائج 10 محافظات شمالية وجنوبية اشارت فيها الى اكتساح الائتلاف الشيعي للاصوات في الجنوب والكردستاني في الشمال وقالت ان الائتلاف حازعلى حوالي مليون ونصف المليون صوت في العاصمة بغداد بما يشكل نسبة 58% من مجموع المصوتين وحلت جبهة التوافق السنية التي تضم ثلاثة احزاب سنية كبرى ثانية والقائمة العراقية بقيادة علاوي ثالثة .. لكن جبهة التوافق رفضت في وقت سابق اليوم هذه النتائج وطالبت باعادة اللانتخابات في بغداد محذرة من تداعيات خطيرة ستنشأ عن التزوير والتلاعب بالاصوات .

ومن جهته اعلن المدير العام في المفوضية العليا للانتخابات عادل اللامي ان النتائج التي تم اعلانها اولية وليست نتائج نهائية. وقال اللامي معلقا على ما جاء في المؤتمر الصحافي الذي عقدته جبهة التوافق العراقية اليوم ودعت فيه إلى إعادة إجراء الانتخابات انه "يوجد امام المفوضية العليا للانتخابات العديد من الطعون ويتم النظر فيها للتحقق من صحتها واتخاذ الاجراءات القانونية نحوها". وأضاف "إن لكل كيان سياسي الحق في الاعتراض على اي امر يشك فيه وعليه ان يعززها بالارقام وستتم مقارنتها بالنتائج التي عندنا وعنده ويتم اتخاذ قرار بشأنها". واوضح "إن هناك بعض الكيانات تريد ان تطعن بعضها بعضا وذلك حسب وجهة نظرها" مشيرا إلى انه تم تقديم طعون في انتخابات بعض المناطق.

واشار الى ان " النتائج التي تم الاعلان عنها في بغداد تشكل نسبة تسعة وثمانين بالمائة من النتائج الكلية بسبب عدم اكتمال عد نتائج مناطق الطارمية والعامرية وحي تموز والحمدانية وخان ضاري لوجود طعونات ننظر فيها الآن" مبينا وجود شكاوى اخرى في بعض المحافظات يتم النظر فيها. وأكد اللامي " إن إعلان النتائج الجزئية امر طبيعي وقد قمنا به في الانتخابات الماضية وغايتنا ان نعرف الجميع بما تم التوصل اليه أولا بأول ".