حوزة النجف تهاجم فضل الله لاصطفافه مع الجزيرة

أسامة مهدي من لندن : تأججت خلافات شيعية شيعية حول الموقف من قناة "الجزيرة" القطرية وذلك اثر هجوم شنته الحوزة الشيعية في النجف اليوم ضد المرجع الشيعي الاعلى في لبنان محمد حسين فضل الله التي اعتبرت ظهوره على شاشتها خروجا على تقاليد وقيم الحوزة بعد شتم احد ضيوف برامجها للمرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني .

وفي بيان صحافي للفيف من علماء حوزة النجف ارسل الى "ايلاف" اليوم قالوا انهم يستغربون اشد الاستغراب من اصطفاف فضل الله مع الجزيرة ضد مشاعر الغيورين على مقام المرجعية العليا في النجف معتبرين ظهوره في القناة التي هاجمت المرجع الشيعي السيستاني في احد برامجها الذي عرضته في الثالث عشر من الشهر الحالي تعد فاضح مؤكدين ادانتهم وشجبهم لفضل الله على عدم مقاطعته لهذه القناة الطائفية بعد كل إساءاتها واشاروا الى ان الحوزة تعتبر خروجه في هذا الوقت بالذات على شاشتها اصطفافا معها ضد المرجعية العليا في النجف الأشرف وتجريحا لمشاعر أتباع أهل البيت (ع) في كل مكان .
وشن علماء الحوزة هجوما حادا على المرجع الشيعي اللبناني واصفين اراءه بالشذوذ وخروج عن طرائق وقيم وتقاليد الحوزة سواء في تصديه للتقليد من دون اتبّاع آلياته المعهودة أم في خروجه عن المشهور من إجماع فقهاء المذهب في قسم من المسائل أم في العديد من متبنيات الإمامية في الاعتقاد ومسلماتها في التاريخ .. وفيما يلي نص البيان الصحافي للحوزة :

الحوزة العلمية
في النجف الأشرف

بسم الله الرحمن الرحيم
إدانة واستنكار لاصطفاف السيد فضل الله مع قناة الجزيرة

(ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون )
صدق الله العلي العظيم

في محاولة من قناة الجزيرة الفضائية للرد على جماهير المؤمنين من اتباع أهل البيت (ع) الذين تظاهروا ونددوا باعتدائها الغاشم على مقام المرجعية العليا في النجف الأشرف وتعديها الصارخ على مشاعر الملايين منهم في أنحاء الأرض ، استضافت القناة السيد محمد حسين فضل الله على أحد برامجها وحاورته يوم أمس .

إن علماء الحوزة العلمية في النجف الأشرف الذين أشاروا في مناسبات عدة الى خروج السيد فضل الله عن طرائق وقيم وتقاليد الحوزة سواء في تصديه للتقليد من دون اتبّاع آلياته المعهودة ، أم في خروجه عن المشهور من إجماع فقهاء المذهب في قسم من المسائل ،أم في العديد من متبنيات الإمامية في الاعتقاد ، ومسلماتها في التاريخ ، حتى لندد ببعض آرائه الغريبة الشاذة مراجع ومجتهدون وباحثون ، ليستغربون أشد الاستغراب اصطفافه مع قناة الجزيرة ضد مشاعر المؤمنين الغيورين على قدسية ومقام مرجعيتهم العليا في النجف الأشرف. وإذا كان السيد فضل الله قد شكك بكسر ضلع سيدة النساء (ع) فهل سيشكك أيضا بما أقدمت عليه الجزيرة من تجاوز صارخ على مقام وقدسية ابن الزهراء على رؤوس الأشهاد.

إن الحوزة العلمية في النجف الأشرف إذ تكرر إدانتها لقناة الجزيرة لتعديها الصارخ على مقام المرجعية الدينية العليا وجرحها لمشاعر ملايين المؤمنين ، تدين وتشجب بالقدر نفسه السيد فضل الله على عدم مقاطعته لهذه القناة الطائفية بعد كل إساءاتها السالفة ، وتعتبر الحوزة خروجه في هذا الوقت بالذات على شاشتها اصطفافا معها ضد المرجعية العليا في النجف الأشرف وتجريحا لمشاعر أتباع أهل البيت (ع) في كل مكان .

لفيف من علماء
الحوزة العلمية في النجف الأشرف
22 ذو القعدة 1426هجرية- 25/12 /2005م

وفي وقت سابق من الشهر الحالي انتقد شيعة العراق بحدة قناة الجزيرة والحكومة القطرية التي تستضيف مقرها اثر شتم احد ضيوف برنامج الاتجاه المعاكس الذي عرضته في الثالث عشر من الشهر الحالي المرجع الشيعي السيستاني حيث تواصلت المظاهرات الغاضبة في مدن وقرى جنوب ووسط العراق مطالبة الحكومة العراقية باتخاذ موقف حازم يعيد الاعتبار للمرجع وتطالب الحكومة القطرية وقناة الجزيرة بتقديم اعتذار للشعب العراقي حسب .
وقد حضر رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري الى مدينة كربلاء التي انطلقت فيها مظاهرة ضد قناة الجزيرة وخاطب المتظاهرين قائلا ان مشكلة قناة الجزيرة ليست مع الحكومة العراقية انما مع الشعب العراقي. واضاف "لا بد أن يصححوا ما ارتكبوه من جريمة بحق الشعب العراقي" موضحا "سبق ان استقدمت الجزيرة إلى المكتب في بغداد و قلت لهم إن مشكلتكم ليست مع الحكومة بل مع الشعب العراقي".

وكانت الحكومة العراقية السابقة اغلقت مقر قناة الجزيرة في بغداد العام الماضي واوقفت التعامل معها بعد ان اعلنت انها اخضعت خطاب القناة الاعلامي من قبل لجنة مستقلة وجدت ان القناة تتخذ موقفا سلبيا من الوضع العراقي الجديد وتحرض على العنف في تناولها للوضع العراقي حسب ما اعلنت الحكومة العراقية السابقة عند اغلاقها مقرات القناة في العراق
لكن القناة نجحت في اختراق منعها في العراق من خلال الاتصال المباشر بمسؤولين عراقيين في نشرات اخبارها وبرامجها الحوارية بالاضافة الى اعتمادها مراسلين غير رسميين في عدد من المحافظات العراقية.
وكان برنامج الاتجاه المعاكس الذي يقدمه السوري فيصل القاسم استضاف الكاتب فاضل الربيعي المعارض لتغيير نظام حكم صدام حسين وزار بغداد قبيل سقوط النظام بثلاثة اشهر وظهر في عدد من برامج الجزيرة منتقدا المسؤولين العراقيين الجدد وظهر في حلقة من برنامج " الاتجاه المعاكس" قد وصف السيستاني بأنه رجل ظلامي ومتخلف وانه شرع للاحتلال وانه ملاية (تأنيث مُلا) وطلب من رجال الدين الشيعة ان يجلسوا في مساجدهم ويتركوا المقاومة تحرر العراق على حد قوله.
واثر تصاعد الاحتجاجات العراقية ضد القناة برر وضاح خنفر مديرها موقفها من الاعتداء على السيستاني والاحتجاجات ضدها قائلا "أن القناة تحترم جميع رجال الدين بمن فيهم السيستاني وان مايتحدث به ضيوف القناة لايعبر عن وجه نظر القائمين عليها".وامتدت أزمة القناة القطرية مع الشيعة الى خارج العراق اذ صدرت بيانات تنديد من شيعة البلدان المجاورة للعراق كالسعودية والبحرين والكويت بالاضافة الى ايران مطالبين القناة بتقديم اعتذار.