طالباني يجمع علاوي والحكيم على حكومة وحدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تعريب الأزمة السياسية العراقية بحثاً عن حلول تنزع فتيلها
طالباني يجمع علاوي والحكيم على حكومة وحدة
أسامة مهدي من لندن : قالت مصادر عراقية ان الرئيس العراقي جلال طالباني وجه دعوتين الى زعيم الائتلاف العراقي الشيعي الموحد عبد العزيز الحكيم ورئيس القائمة العراقية الوطنية رئيس الوزراء السابق اياد علاوي لعقد لقاءات في اقليم كردستان للبحث في حل للازمة السياسية الحالية الناتجة عن الانتخابات البرلمانية الاخيرة ورفض قوى سياسية شاركت فيها لنتائجها في وقت تشهد القاهرة وابو ظبي لقاءات اليوم بين شخصيات عراقية مع مسؤولين كبار في العاصمتين للهدف نفسه .
وابلغت المصادر "ايلاف" في اتصال هاتفي من بغداد اليوم ان طالباني الذي اطلق قبل يومين مبادرة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها جميع القوى الفائزة في الانتخابات بغض النظر الى نسب الفوز التي حصلت عليها يقوم مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني بترتيب لقاء بين الحكيم الفائزة قائمته في الانتخابات وعلاوي الذي يقود جبهة الرفض لنتائجها وشكلت قائمته مع 42 كيانا سياسيا اخر جبهة لرفض النتائج اطلق عليها "مؤتمر رافضي الانتخابات المزورة "مرام" واشارت الى ان الزعيمين الكرديين يحاولان تقريب وجهات النظر بين الطرفين وانهاء الخلافات التي تهدد العملية السياسية برمتها . وقالت ان هذه الاجتماعات ستكون مصيرية في تحديد ملامح الصورة السياسية المقبلة في العراق وشكل التحالفات التي سيعقدها الاكراد الذين احتلوا المرتبة الثانية في النتائج مع الفصائل السياسية الاخرى .
وقالت ان هناك مقترحات حول شكل الحكومة المقبلة تقضي بان يحتفظ طالباني بمنصبه ويتم تعيين نائبين للرئيس قد يكون احدهما علاوي مع توسيع صلاحيات اعضاء المجلس الرئاسي وان يرشح الائتلاف رئيسا لحكومة تضم ممثلين عن جميع القوى والطوائف العراقية مع توقعات بين ان يكون منصب رئاسة الحكومة بين رئيس الوزراء الحالي ابراهيم الجعفري ونائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي على ان يتولى طارق الهاشمي الامين العام للحزب الاسلامي السني رئاسة البرلمان الجديد .
وتأتي هذه الجهود متزامنة مع مظاهرات ستشهدها بغداد اليوم دعا لها مؤتمر "مرام" للتنديد بعمليات التزوير والخروقات التي تقول ان الانتخابات قد شهدتها ولذلك فهي تطالب باعادتها في بغداد ومحافظات اخرى . وكان علاوي عاد الى بغداد امس بعد ان ترأس في عمان اجتماعا لقادة وممثلي الفصائل الرافضة لنتائج الانتخابات تقرر خلاله تقديم شكاوى الى الامم المتحدة والجامعة العربية ضد تزويرها والقيام بحملة سياسية واسعة داخلية وخارجية للطعن فيها .
ومن جهتها أعلنت انتصار علاوي عضو القائمة العراقية ان قائمتها متمسكة بالحصول علي خمس أو ست وزارات من بينها الدفاع أو الداخلية في الحكومة المقبلة .
وقالت انتصار ان القائمة العراقية تسعي لتسلم الملف الأمني فضلا عن انها تسعي إلي الحصول علي منصب نائب رئيس الجمهورية أو رئاسة الوزراء وأضافت ان هناك إصرارا لتسلم الملف الأمني ووزارة التجارة والمالية أو النفط فضلا عن وزارتين خدميتين . وأشارت إلي ان القائمة العراقية تسعي إلي التحالف مع التوافق والتحالف الكردستاني والحوار الوطني وكتلة المصالحة والتحرير في مجلس النواب المقبل . وتوقعت علاوي: ان يستمر طالباني في منصبه بعد تحديد الصلاحيات وان يشغل عادل عبد المهدي منصب رئاسة الوزراء وان يقود مجلس النواب المقبل احد أعضاء جبهة التوافق وان يكون برهم صالح من التحالف الكردستاني وزيرا للخارجية وان يستمر سلام المالكي وسامي المظفر في وزارتي النقل والتعليم العالي والبحث العلمي . وأوضحت ان شخصيات جديدة ستظهر علي الساحة السياسية العراقية ستتولي العديد من الوزارات في الحكومة المقبلة .
وفي هذا الوقت الذي يشهد فيه اقليم كردستان هذه القمة السياسية من اجل الاتفاق على حكومة الوحدة الوطنية ترعى ابو ظبي اليوم لقاء لممثلي الطوائف والقوى العراقية الفائزة في الانتخابات البرلمانية والمعترضة على نتائجها فيما يلتقي وفد من المعارضين في القاهرة مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى لتقديم شكوى ضد مايقولون انها عمليات تزوير وخروقات شهدتها الانتخابات التي فاز فيها الائتلاف العراقي الشيعي الموحد .
وابلغت المصادر "ايلاف" ان مستشار الامن القومي العراقي موفق الربيعي ممثلا عن قائمة الائتلاف بزعامة رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية عبد العزيز الحكيم وعدنان الباجة جي رئيس مجلس الحكم السابق رئيس تجمع الديمقراطيين العراقيين ممثلا للقائمة العراقية الوطنية بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي وعضو مجلس الحكم السابق الشخصية السياسية الدينية السيد محمد بحر العلوم اضافة الى ممثل عن قائمة التحالف الكردستانية قد وصلوا الى ابوظبي امس حيث يبداون اجتماعا مغلقا لم يعلن عنه في مركز الامارات للدراسات الاستراتيجية الذي يشرف عليه الشيخ محمد بن زايد ولي عهد ابوظبي الذي سيرعى الاجتماع نظرا لوجود شقيقه الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الامارات العربية المتحدة في زيارة خاصة الى باكستان حاليا .
واشارت المصادر الى ان الاجتماع المغلق المفترض ان يكون قد بدأ الساعة التاسعة من صباح اليوم ستعقبه فترة غداء ثم يلتئم في السابعة مساء في محاولة لانهاء الازمة السياسية التي يشهدها العراق عقب الخلاف الحاد بين الفصائل العراقية حول نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت منتصف الشهر الحالي اضافة الى الاتفاق على شكل وتركيبة الحكومة المقبلة التي ارتفعت اصوات تنادي بان تكون حكومة انقاذ وطني او حكومة وحدة وطنية تمثل فيها جميع القوائم الفائزة في الانتخابات بغض النظر عن نسب الفوز التي حققتها .
وعلى الجانب الاخر قالت المصادر ان وفدا عراقيا اخر يمثل مؤتمر رافضي نتائج الانتخابات "مرام" الذي يضم 42 كيانا سياسيا سيجتمع اليوم ايضا في القاهرة مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي قد يقود مبادرة مضادة لجهود ابو ظبي واوضحت ان الوفد الذي يترأسه رئيس مجلس الحوار الوطني خلف العليان سيطلع موسى على الخروقات وعمليات التزوير التي شهدتها الانتخابات وذلك في محاولة لاقناع الجامعة التي كانت رعت في العاصمة المصرية الشهر الماضي مؤتمرا للوفاق العراقي بالتدخل لاصلاح الخلل الذي افرزته النتائج وخروقاته . وفي وقت سابق امس كلف مؤتمر رافضي نتائج الانتخابات علاوي بقيادة الاتصالات مع المنظمات الدولية والعربية لابلاغها بالموقف الناتج عن تداعيات تزوير الانتخابات واقديم شكاوى لها وخاصة الجامعة العربية والامم المتحدة .
وبالترافق مع الاجتماعات التي ترعاها ابو ظبي فقد قرر موسى تعيين مصطفى عثمان اسماعيل مستشار الرئيس السوداني موفدا للجامعة في العراق بهدف المساعدة في التحضير لمؤتمر المصالحة العراقي الذي سيعقد في شباط (فبراير) المقبل في بغداد حيث طلب منه الامين العام متابعة الوضع في العراق والتوجه اليه للتحضير للمؤتمر .
وقد اكدت المصادر ان القوى الرافضة لنتائج الانتخابات قررت اثر اتصالات في بغداد وعمان الانسحاب من العملية السياسية في حالة عدم الاستجابة لمطلبها باعادة التصويت في عدد من المحافظات التي شهدت عمليات تزوير واسعة . وقالت ان اتفاقا تم التوصل اليه فب ختام نقاشات استمرت يومين في عمان بين قادة وممثلي القوى الرافضة لنتائج الانتخابات بينهم علاوي ورئيس جبهة التوافق السنية عدنان الدليمي ورئيس جبهة الحوار خلف العليان ان الاتفاق قد تم على خطة ستعرض على الجامعة العربية والامم المتحدة من أجل إعادة الانتخابات في محافظات بغداد وبابل والبصرة وكركوك. وااشارت المصادر الى ان موضوع اعادة الانتخابات بعد ستة اشهر من الان وارسال بعثة تحقيق من الامم المتحدة الى بغداد مطروح الان للنقاش وقالت ان القوى الرافضة تطالب كذلك باقالة مفوضية الانتخابات متهمة بعض اعضائها بالأنحياز وعدم النزاهة كما تعو الى تشكيل لجنة دولية أو لجنة تحت اشراف دولي لدراسة الطعون التي قدمتها تلك القوائم الانتخابية ضد نتائج التصويت .
وكان الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني والسفير الاميركي في بغداد زلمادي خليل زاد قد دعوا اثر اجتماع لهم في منتجع دوكان الشمالي امس الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم جميع الفائزين في الانتخابات . كما اعلن الدكتور مهدى الحافظ مرشح القائمة العراقية الوطنية امس ان هناك دعوة من جهات سياسية لتشكيل حكومة وحدة وطنية لكن هذا الموضوع مؤجل حاليا بسبب الاتهامات والخروقات والمخالفات العديدة التى حصلت فى الانتخابات.
وقال الحافظ "ان مجموعة من القوى السياسية والقوائم المشاركة ترى ان الاولوية هي لحسم نتائج الانتخابات لوجود الكثير من التحفظات بشان ماحصل" واشار الى "ان العمل في اتجاه التشكيل الحكومي لن يبدأ حتى ننتهي من حسم موضوع الانتخابات. واضاف في تصريح للوكالة الوطنية العراقية "في الاجتماع الذى عقد امس الاول مع رئيس الجمهورية جرى الاتفاق على اجراء تحقيق على ما ذكر من اتهامات المفوضية وغير المفوضية للتحقق من نتائج الانتخابات بعد التوثق منها وقد يتطلب هذا الامر ارسال بعثة من الامم المتحدة كما ابدت الجامعة العربية استعدادها للمساعدة الفعلية فى هذا الموضوع".
ومن جهته اعلن اشرف قاضي ممثل الامم المتحدة في العراق أن خمسة فرق من الامم المتحدة في العراق قد توجهت اليوم الى المحافظات الجنوبية لاجراء اعمال التدقيق والنظر في الشكاوي المقدمة ضد الانتخابات.
وقال قاضي في تصريحات صحافية في بغداد ان "هناك تقارير حول الانتخابات من داخل المفوضية وخارجها وستدرس التفاصيل وتصدر القرارات." وأضاف "ستقرر مفوضية الانتخابات شأن الانتخابات وان تشكيل الحكومة هي مسؤولية العراقيين." وأشار الى أن عدد الشكاوي المقدمة ضد الانتخابات بلغت 1800 شكوى وقال ان "الشكاوي احيلت الى المفوضية ولا نقلل من اهمية الشكاوي وسنتبع الاجراءات المعروفة لمعالجتها."