فضيحة تهز صدر لندن من قلب أثينا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
جاسوس خطير عذب باكستانيين يعمل دبلوماسيا
فضيحة تهز صدر لندن من قلب أثينا
نصر المجالي من لندن: تواجه الحكومة البريطانية برئاسة توني بلير الذي بدأ أمس إجازة خاصة مع عائلته بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة في منتجع شرم الشيخ المصري فضيحة تمتد تفاصيلها من قلب لندن إلى قلب العاصمة اليونانية أثينا وصولا إلى باكستان. وفجرت القصة صحيفة يونانية والتقطتها صحف بريطانية اليوم مع توقعات أن يكون لهذا تداعيات خطيرة سواء في داخل الحكومة البريطانية أو لجهة العلاقات مع حكومة اليونان التي هي ساخطة في الأساس على موقف لندن من تأييدها لقبول تركيا عضوا في الاتحاد الأوروبي قبل اعترافها بالجمهورية القبرصية المدعومة من أثينا.
وفي تفاصيل الحدث، كشف صحيفة يونانية اسم ما وصفته بـ "كبير الجواسيس البريطانيين في اليونان"، وقالت أنه "تورط في عملية احتجاز وإساءة معاملة 28 مهاجرا باكستانيا"، وقالت صحيفة كرت صحيفة "بروتو ثيما" ان الجاسوس يعمل بصفة دبلوماسي في اليونان وانه يترأس فريق جهاز الاستخبارات البريطاني الخارجي (ام آي 6) في اليونان.
يشار إلى أن جهاز الاستخبارات البريطاني الخارجي نشط منذ أربع سنوات إثر اغتيال الملحق العسكري البريطاني في السفارة في أثينا، حيث ادعت حركة 17 نوفمبر اليسارية مسؤوليتها عن اغتياله، وكانت هذه الحركة أحبطت وألقي القبض على جميع قياداتها وكوادرها وزج بهم في السجون اليونانية بعد تحالف بين أجهزة
استخبارات بريطانية ويونانية وحليفة لها من الشرق الأوسط، قيل أن من بينها أردنية.
ونشرت الصحيفة اليونانية أيضا أسماء 15 عميلا يونانيا تقول إنهم تورطوا في عملية احتجاز المهاجرين الباكستانيين وإساءة معاملتهم والتي وقعت عقب تفجيرات لندن في السابع من يوليو (تموز) الماضي التي راح ضحيتها 52 قتيلا وما لا يقل عن 800 جريح.
وكانت الحكومة البريطانية نفت وقتها الاتهامات بإساءة معاملة المهاجرين عقب تفجيرات لندن ووصفتها بأنها غير صحيحة، لكن صحيفة (بروتو ثيما) قالت ان مداهمة الباكستانيين كانت عملية منسقة بين جهازي المخابرات البريطاني واليوناني.
وكان وزير الخارجية البريطاني جاك سترو أبلغ مجلس العموم في الأسبوع الماضي أن التقارير التي تتكلم عن تورط دبلوماسيين في استجواب واحتجاز مهاجرين باكستانيين "كلام سخيف ولا أساس له من الصحة"، ولكن منذ البارحة بدأت الأصوات تتعالى بضرورة تقديم إيضاحات لمجلس العموم من جانب وزير النظام العام جورج فولغاراكس.
واستنكر جهاز الاستخبارات اليوناني (إيه واي بي)تقرير الصحيفة، وندد بها بسبب نشرها معلومات تهدد سلامة عملائه في الميدان، كما اعرب عن اسفه لنشر اسماء هؤلاء العملاء. ويعتقد ان اثنين من العملاء اليونانيين الذين سمتهم الصحيفة سيتم استدعائهم من كوسوفو حيث يتمركزون هناك حاليا.
ويقول مراسل هيئة الإذاعة البريطانية اثينا مالكوم برابانت انه تسربت خلال الاسابيع الماضية المزيد من التفاصيل حول العملية المزعومة ضد المهاجرين الباكستانيين بواسطة عملاء يتحدثون اللغة اليونانية. وذكر احد المحتجزين ان سجانيه وضعوا مسدسا في فمه فيما ذكر آخر انه تعرض للضرب. وزعم ثالث انه رأى محتجزا آخر يتعرض للضرب.
وفي لندن، أبرزت صحيفتا (التايمز) و(الديلي تليغراف) فضيحة كشف الصحيفة اليونانية عن اسم دبلوماسي بريطاني في اليونان قائلة إنه ضابط في الاستخبارات البريطانية الخارجية "M.I6" متهمة إياه بالمسؤولية عن عمليات تعذيب لأشخاص مشتبه بعلاقتهم بالإرهاب في اليونان بعد أيام فقط من عملية تفجيرات القطارات في لندن في السابع من يوليو الماضي. وتقول تلك الصحف إن وزارة الخارجية البريطانية رفضت تأكيد أو نفي إن كان الاسم المنشور هو لشخص يعمل في السفارة البريطانية في أثينا.
وتقول (التايمز) إن الوزراء البريطانيين قد نفوا حتى الآن مشاركة أي مسؤول بريطاني في عملية لمكافحة الإرهاب في أثينا بعد هجمات يوليو الانتحارية.
ويشار في الختام إلى أن الصحيفة اليونانية قد تحدثت عن قيام أحد المعتقلين الـ 28 في اليونان( وهم من أصول باكستانية) ويدعى محمد منير بتقديم أدلة تزعم تعرضه لسوء المعاملة وكيف تم اعتقاله لمدة ستة أيام دون السماح له بإجراء أي اتصال وكيف تم ضربه على الرأس بشدة على يد عدد من المحققين البريطانيين واليونانيين.