عملية عسكرية أميركية في حديثة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عبد الرحمن الماجدي من أمستردم: ضمن الخطة الامنية التي تستهدف تنظيف البلاد من العناصر المسلحة شنت قوة اميركية كبيرة في الثالثة من فجر اليوم، حملة عسكرية مباغتة على منطقة حديثة التابعة لمحافظة الانبار غرب العراق يشارك فيها قرابة 1000 جندي اميركي وعناصر من مشاة البحرية الاميركية.
وتاتي هذه العملية بعد ثلاثة ايام متواصلة من المداهمات التي شارك فيها جنود اميركيون ومغاوير قوات الداخلية العراقية لمنطقة ابو غريب ،بين الانبار وبغداد اعتقل خلالها 440 متهما بالارهاب بينهم عدد من المطلوبين، ومبالغ مالية تزيد على الستة ملايين دولار بالاضافة الى اسلحة ومعدات تفخيخ تكفي لتفخيخ 70 سيارة حسب الناطق باسم الحكومة العراقية يوم امس.
وقد اطلق الجيش الاميركي على الحملة العسكرية الجديدة على حديثة اسم (السوق الجديد) اذ جرت العادة ان يتم اطلاق اسماء على هذه الحملات لاعتبارات عسكرية ونفسية. فكانت اخر عملية تحمل اسم (اطلاق النار على الثور الجريح) التي جرت لتعقب مقاتلين في مدينة القائم قرب الحدود العراقية السورية.
ويبدو ان معركة (السوق الجديد)شرسة منذ انطلاقتها اذ سقط ثلاثة مسلحين مقابل اثنين من المارينز في اول انطلاقتها. وقامت المروحيات الاميركية بانزال عناصر المارينز فيما حاصرت قوات الجيش المدينة التي بدأت المدرعات بالدخول لوسطها.وتشارك طائرات مقاتلة من طراز اف 16 شوهدت محلقة فوق المدينة. وقال سكان من المدينة ذات الاغلبية السنية ان الجنود شرعوا بمداهمات للمنازل بحثا عن اسلحة.
وقال شهود عيان من أهالي مدينة حديثة إن القوات الاميركية التي تحاصر المدينة منذ الساعات الاولى لهذا الصباح بدأت عمليات مداهمة وتفتيش للمنازل بحثا عن مقاتلين مسلحين.
ونقلت سي ان ان عن قائد الكتيبة الثالثة للفوج الـ25 لمشاة البحرية الأميركية، ليونيل يوركهارت "في الوقت الراهن، هناك تهديدات أكبر مما يجب في الحديثة.. ونحن هنا لنقول لهم إنهم غير مرحب بهم."
وتأتي عملية "السوق الجديد" رداً على مقتل أربعة من الجنود الأميركيين في كمين نصبه المقاتلون المسلحون في مستشفى المدينة ذات التسعين ألف نسمة، في مطلع الشهر الجاري.
وأسفر الكمين الذي استخدم فيه العناصر المسلحة سيارة مفخخة وقنابل وأسلحة صغيرة من مواقعهم المحصنة بالمستشفى عن تدمير جزء من المبنى.وكانت المدينة مسرحا لاشتباكات عنيفة جرت قبل أشهر قليلة بين مسلحين متشددين يتخذون من المنطقة الغربية للبلاد معقلا لهم وبين القوات الاميركية التي تحاول جاهدة السيطرة على هذا الاقليم والقضاء على معاقل وجود المسلحين.
وكانت مداهمات ابو غريب اعقبت اشتباك مسلح قرب المدينة التي تشهد زرع عبوات ناسفة على جانبي الطريق الذي عادة تسلكه دوريات اميركية وعراقية.
وقال ضابط عراقي أمس ان "ابو غريب هي النقطة الرئيسية التي تدخل منها السيارات المفخخة الى بغداد"، مضيفا "من الضروري استعادة هذه المدينة لضمان امن العاصمة".
وتعرضت بغداد وضواحيها الى انفجار 126 سيارة مفخخة منذ اذار/مارس الماضي مقابل 25 سيارة مفخخة طوال العام 2004 حسب ما اعلن اخيرا مسؤول اميركي. وبلغ عدد السيارات المفخخة التي انفجرت منذ مطلع ايار/مايو الجاري في العاصمة اكثر من عشرين سيارة.
وقال الجيش الاميركي ايضا ان عربا غير عراقيين بين الاشخاص المعتقلين بينهم سوريون ومصريون ويمنيون.
وقال العقيد العراقي سمان الطالباني ان اربعة اشخاص اعتقلوا ثم اطلق سراحهم بعد ان تبين ان لا علاقة لهم بالاعمال المسلحة.واضاف العميد سويدي "لقد عثرنا على كميات من الاسلحة المخبأة وعلى منشورات تدعو الى قتل الجنود العراقيين وعلى اقراص مدمجة دعائية".
واضاف العميد سويدي ان "ابو غريب هي المكان الذي يضم اكبر عدد من المسلحين المتمردين" في منطقة بغداد، مضيفا "لقد تلقينا معلومات عدة حول زيارة الزرقاوي الى هذه المدينة". الا انه اوضح ان العسكريين الاميركيين والعراقيين لم يواجهوا اي مقاومة لدى دخولهم ابو غريب. وقال الكولونيل الاميركي مارك ميلاي ان خلايا للقاعدة استقرت في ابو غريب بعد انتخابات الثلاثين من كانون الثاني/يناير الماضي.
واضاف الكولونيل الاميركي "تلقينا معلومات في شباط/فبراير واذار/مارس الماضيين تشير الى وجود هذه الخلايا"، موضحا ان انصار الزرقاوي انتقلوا الى ابو غريب بعد ان طردوا من الفلوجة في تشرين الثاني/نوفمبر 2004.