أخبار

المتشدد نجاد: لست طالبانيا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نصر المجالي من لندن: بقي من الزمن 24 ساعة وتعود إيران لدور ثان من الانتخابات الرئاسية ليقول الناخبون كلمة الفصل الأخيرة في من سيكون سيد القرار في الجمهورية التاسعة، فالنسب التي حققها المرشحان الذاهبان للدور الثاني يوم الجمعة متقاربة ومثيرة للجدل، ويخشى معتدلون وإصلاحيون وحتى من جبهة الملالي في المؤسسة الدينية صاحبة القرار الأول في الجمهورية الإسلامية من مفاجأة أخرى يحققها محمد أحمدي نجاد عمدة طهران السابق، ليكون هو الرئيس الآتي. وكان هذا الضابط السابق في الحرس الثوري السابق (الباسدران) حقق المفاجأة الأولى في انتخابات الدور الأول يوم الجمعة الماضي وحاز على نسبة 19.5% ، مقابل المرشح البراغماتي علي أكبر هاشمي بهرماني (رفسنجاني) الذي حقق نسبة 21 % .

ويبدو أن فوز نجاد الذي تشير التقارير كافة إلى أن طبقات الفقراء والمسحوقين في العاصمة طهران والمدن الدينية المقدسة الثلاث لدى الشيعة وهي قم وأصفهان ومشهد اقترعت "لابنها الذي ينتمي إليها اجتماعيا ودينيا"، وكانت حملة أحمدي نجاد تركزت في هذه المدن، حتى أنه حين قرر مجلس صيانة الدستور إعادة فرز عشوائي لمائة صندوق اقتراع كانت كلها من هذه المدن.

وفضلا عن ذلك، فإن اتهامات وجهها مرشحون لم يحالفهم الحظ من أمثال الإصلاحي مصطفى معين ومهدي كروبي رئيس البرلمان الأسبق للحرس الثوري بأنه ساعد في "شراء ذمم الناخبين الفقراء لصالح زميله السابق نجاد".

وفي إعلان انتخابي، فإن نجاد ظهر على التلفزيون الإيراني، نافيا اتهامات وجهها مناهضوه بأنه عازم على إقامة حكم متشدد يشابه حكم الطالبان في أفغانستان الجارة، وانهار حكم الطالبان نتيجة للحرب الأميركية ضد الإرهاب في أفغانستان بعد تفجيرات 11 سبتمبر 2001 .

وقال نجاد (48 عاما) ، الذي يحمل شهادة الدكتوراه في الهندسة، ولم يكن معروفا من قبل حتى إنه فاز في انتخابات المجلس البلدي للعاصمة 2003 ، إن برنامجي لحكومة المستقبل يقوم على محاربة الفقر والفساد والعنصرية، وهذه شعارات جاذبة للناخبين في بلد متعدد الأعراق مثل إيران تعاني الفقر رغم أنها بلد نفطي، وتعاني من الفساد رغم أن حكمها إسلامي متشدد يرفض مثل هذه الظاهرة وغيرها، لكنها مستشرية مثل ظاهرة تعاطي المخدرات، حيث تشير الإحصائيات العالمية إلى أن هناك ثلاثة ملايين مدمن مخدرات في إيران.

كما وعد نجاد، الذي يقول عارفون في الشأن الإيراني، بأنه يعيش كمثله من غالبية الشعب الإيراني، أي عند خط الفقر، بعكس الحياة الباذخة للمرشح القوي الآخر رفسنجاني، بأنه سيعمل إذا فاز بالرئاسة على توزيع عادل للثروة النفطية في البلاد، واتهم نجاد عائلة لم يذكرها بالاسم، بأنها تحوز على غالبية الثروة النفطية، في إشارة إلى عائلة رفسنجاني، لكن وزارة النفط الإيرانية سارعت إلى نفي ذلك الادعاء.

ومقابل هذا التشدد الواضح في مواقف أحمدي نجاد، فإن إصلاحيين ومعتدلين ومن مختلف المشارب السياسية الأخرى في إيران، تنادوا إلى دعم رفسنجاني (70 عاما ) باعتباره معتدل الاتجاه، وواقعي في تعامله وقراراته. حتى ان مرشحا متشددا هزم في الدور الأول هو محمد باقر قاليباف أعلن أنه لن يدعم أحمد نجاد في انتخابات الدور الثاني.

ويتهم دعاة الإصلاح في إيران، نجاد بأنه "إن نجح سيعيد الظلامية والفاشية والاستبداد للحياة الإيرانية"، لذلك فإن هؤلاء رأوا في التصريحات التي أدلى بها رفسنجاني سواء لقناة (العربية) الاخبارية أو شبكة (سي إن إن) الأميركية بادرة نحو الانفتاح لتجاوز المحنة التي تعاني منها إيران حيث حصار عالمي مفروض عليها "لتشدد مواقف قيادتها الدينية".

وكان رفسنجاني طالب الولايات المتحدة بتغيير منهج تعاملها مع إيران، على مبدأ الاحترام المتبادل، وهو أيضا اعترف بأن أميركا هي القوة الوحيدة في العالم "ولا يمكن لإيران مواجهتها"، كما أنه لم يستخدم مصطلح (الشيطان الأكبر) الذي تعوده القادة الإيرانيون حين الحديث عن الولايات المتحدة.

وفي الأخير، فإن تقريرا لهيئة الإذاعة البريطانية من طهران، قال اليوم إن قطاعات كبيرة من الإيرانيين ممن لم يذهبوا إلى صناديق الاقتراع يوم الجمعة الماضي، فإنهم أعلنوا ذهابهم إلى تلك الصناديق دعما لرفسنجاني "والحؤول دون وصول مستبدين متشددين من أمثال نجاد إلى الرئاسة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف