الإيرانيون يختارون رئيسهم الجديد غدا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
طهران: يتوجه الناخبون الايرانيون غدا الجمعة الى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم بين مرشحين، البراغماتي المعتدل اكبر هاشمي رفسنجاني والمحافظ المتشدد محمود احمدي نجاد، في معركة يكتنفها الغموض ومن شأن نتيجتها ان تحدد استمرار الاصلاحات الداخلية ام عدمه وفك العزلة الدولية ام تعزيزها.
وتفتح صناديق الاقتراع الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي (4.30 ت غ). ويبلغ عدد الناخبين الايرانيين حوالى 47 مليونا تتجاوز اعمارهم 15 سنة.
وهذه المرة الاولى التي تجري فيها دورة ثانية في الانتخابات الرئاسية في تاريخ الجمهورية الاسلامية. ويمكن لايران نتيجة هذه الدورة ان تسلك اتجاهين مختلفين تماما بعد سنوات الاصلاحات النسبية التي ارساها حكم الرئيس الايراني الحالي محمد خاتمي (1997-2005).
ويرى المحللون ان ايران في ظل رئاسة رفسنجاني قد تعتمد خط الاعتدال والانفتاح الى حد ما، بينما في ظل رئاسة احمدي نجاد قد تتجه اكثر الى الراديكالية. ويرى المراقبون ان المنافسة شديدة بين المرشحين.
ووعد رفسنجاني الذي كان رئيسا بين 1989 و1997، في بداية الحملة الانتخابية، بالمضي في الليبرالية الاجتماعية التي بدأت مع خاتمي وباستمرار الاصلاحات و"الدفاع بفاعلية عن حقوق الانسان" وتخصيص الاقتصاد الذي يخضع بشكل كامل للقطاع العام. وراى انه "من المنطقي" ان تحل الولايات المتحدة وايران مشاكلهما.
ولكن منذ تأهل احمدي نجاد المفاجئ الى الدورة الثانية، تحولت العملية الانتخابية الى استفتاء مع او ضد احمدي نجاد، عمدة طهران والضابط السابق في حراس الثورة، الجيش العقائدي للنظام.
ويعتبر احمدي نجاد متشددا ومتجردا، ويدعو الى الالتزام بالقواعد الاسلامية ويتحدث عن "نقاوة" السنوات الاولى للثورة. وقد قال يوما "لم نقم بالثورة من اجل الحصول على الديمقراطية".
وقال احمدي نجاد قبل ساعات من انتهاء الحملة الانتخابية التي تخللتها اعتداءات وشائعات وحملات تشهير واتهامات بالتزوير "الجمعة يجب اختيار حكومة شجاعة من حزب الله".
ويرفض احمدي نجاد استئناف العلاقات مع الولايات المتحدة لانه امر "مفروض" من واشنطن، ويندد ب"الامبريالية" الغربية.
وقال دبلوماسي اوروبي قريب من ملف المفاوضات النووية لوكالة فرانس برس "اننا ننتظر بقلق بالغ" نتيجة المفاوضات، مبديا خشيته من تصريحات احمدي نجاد المتشددة في شأن العلاقات مع الغرب والمفاوضات حول الملف النووي، في وقت يصر المجتمع الدولي على الحصول على ضمانات من ايران في شأن عدم تصنيعها القنبلة الذرية.
وتشكلت جبهة رفض لاحمدي نجاد حول رفسنجاني مؤلفة من شخصيات اصلاحية ودينية واقتصادية وثقافية وفنية وتجمعات طالبية.
ودافع احمدي نجاد عن نفسه، نافيا ان يكون في نيته فصل الرجال عن النساء في اماكن العمل او قمع الشباب. ويستقطب خطابه حول ضرورة جعل الثروات الوطنية في متناول كل الايرانيين، الاوساط الشعبية الفقيرة. والانطباع السائد عنه انه رجل بسيط يعيش من راتبه في التعليم ومسلم ملتزم مترفع عن كل طموح شخصي، بينما الصورة المنطبعة عن رفسنجاني هي صورة الرجل النافذ والغني الذي يمتلك احدى اكبر الثروات في ايران.
وفي محاولة لمواجهة احمدي نجاد على هذا المستوى، وعد رفسنجاني خلال الساعات الاخيرة من الحملة الانتخابية، بان يدفع في حال فوزه "لكل عائلة ايرانية 100 مليون ريال (حوالى 11 الف دولار) من اسهم مؤسسات الدولة التي سيتم تخصيصها".
وتشير الارقام الرسمية الى ان عدد العائلات الايرانية يبلغ 14 مليونا، ما يعني ان المبلغ الاجمالي سيشكل حوالى 155 مليار دولار. وقال رفسنجاني انه سيكون على العائلات ان "تعيد تدريجيا المبلغ على فترة عشر سنوات".
وقال ان "العاطلين عن العمل سيحصلون شهريا على ما بين 800 الف و5،1 ملايين ريال" (بين 90 و165 دولارا). ويبلغ عدد العاطلين عن العمل حاليا في ايران اكثر من ثلاثة ملايين شخص. واضاف "ستحصل النساء المعيلات على مبلغ 700 الف ريال" (حوالى 80 دولارا).
وبحسب الارقام الرسمية، يعيش حوالى ستة ملايين ايراني تحت خط الفقر، الا ان العدد يتجاوز 15 مليونا بحسب المعلومات المتداولة.
وفي حال فوز احمدي نجاد، يكون الاصلاحيون خسروا كل الهيئات المنتخبة في البلاد، بينما يسيطر المحافظون اصلا على المجالس غير المنتخبة التي تلعب دورا اساسيا في النظام الايراني.