رفسنجاني : أنا المنتصر ونجاد يرد : لا أنا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيران تنقسم بين الشاه الجديد ونصير المحرومين
رفسنجاني : أنا المنتصر ونجاد يرد : لا أنا
نصر المجالي من لندن:
نهضت إيران فجر اليوم من نومها منقسمة على نفسها من القمة وصولا إلى القاعدة حيث كلمة الفصل الأخيرة لتحديد الرجل الذي سيتولى سدة الرئاسة للسنوات الأربع المقبلة، ومع توجه الناخبين الإيرانيين إلى صناديق الاقتراع لاختيار رجل المرحلة المقبلة، فإن هذه الانتخابات التي يحسمها دور ثان تعتبر تاريخية في كل المعايير، ولعل أول ما يلفت الانتباه هو التغير السريع الذي طرأ على المزاج الإيراني العام في ممارسة ديموقراطية عالية الشفافية لم تكن معهودة من قبل، ومن ثم مشاركة أكبر قطاع من الشباب،الغاضب على حكم الملالي، من الجنسين وتدافعهم للتصويت لصالح أحد رموز الحكم وهو علي أكبر هاشمي بهرماني (رفسنجاني) معتبرينه رجل مرحلة الانفتاح، مقابل المتشدد الضابط السابق في الحرس محمد أحمدي نجاد الذي كان فعلا مفاجأة المعركة الانتخابية.ولدى اقتراع كل المرشحين المتنافسين رفسنجاني ونجاد صباح اليوم، فإن كلا منهما قال إن النتيجة "مؤكدة لصالحة"، واعترف كلا الرجلين بقوة الآخر، وكانت نتيجة الدور الانتخابي الأول قاربتهما (رفسنجاني 21 % ونجاد 5 . 19 % )، ومنذ يوم الأحد الماضي، فإن إيران بدت تواجه انقساما حادا في توجهات ناخبيها وأمزجتهم حول شخصية الرجل الآتي وسياسته وبرامجه داخليا وخارجيا على أن الشأن المحلي له عامل الحسم الأول والأخير لجهة الإصلاحات الاقتصادية والسياسية ومنح المزيد من الحريات.
وبدت معركة الأيام الخمسة الأخيرة وكأنها بين الانفتاح والإصلاح وبين التشدد الذي كان السمة البارزة في ربع القرن الأخير من تاريخ إيران، ولهذا احتشد خصوم رفسنجاني من الإصلاحيين وراءه ليس تأييدا لسياساته ومنح شرعية للنظام الحاكم، بقدر ما هي الخشية من ما سموه "حقبة ظلامية جديدة قوامها الاستبداد في المستقبل فيما لو فاز أحمدي نجاد الذي ظهر كنصير للمحرومين، فهو حصد غالبية الأصوات في المدن التي تعتبر قلاع التشدد وخاصة المدن المقدسة الثلاث قم ومشهد وأصفهان، حيث طبقات محرومة كثيرة.
وبمقابل، الصفات التي تطلق على نجاد لبساطة حياته الاجتماعية، فإن خصوم رفسنجاني يعيبون عليه حياة البذخ التي يعيشها، حتى إنهم يصفونه بـ "شاه إيران الجديد"، ولم يتوان نجاد يوم الأربعاء الماضي، حين تكلم في مؤتمر صحافي من الغمز من قناة رفسنجاني وعائلته لاحتكارهم تجارة النفط، وهو ما ردت عليه وزارة النفط سريعا، مكذبة كل ادعاءاته.
ودعا المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي حين أدلى بصوته صباح اليوم، الإيرانيين ممن يحق لهم التصويت إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع وقال "كل ما تزايد عدد الناخبين، كل ما قدمنا حصانة وحماية للرئيس المقبل للبلاد ودعما له بتطبيق سياساته التي تخدم المصالح الإيرانية في نهاية المطاف"، وإذ لم يعرف لمن صوّت المرشد الأعلى، فإن قريبين من مؤسسة الحكم المتشددة لا تستبعد ان يكون خامنئي منح صوته للمتشدد نجاد، كما أن عديدين من رجالات هذه المؤسسة وكذلك غالبية الحرس الثوري فعلوا الشيء ذاته، ومن هنا تخشى مصادر كثيرة أن تكون النتيجة "كارثية بالنسبة لرفسنجاني".
في الأخير، يشار إلى أن توزيع الثروة، والملف النووي والسياسة الخارجية الإيرانية، وتبادل الأدوار في السلطة داخل إيران، كانت من بين أجندات المرشحين السبعة الذين خلصوا إلى متنافسين اثنين، سيظل الإيرانيون يتذكرون لأجيال تأتي معركتهما، كونها فاصلة ليس بين الرجلين، بل إنها تحمل معها رياح التغيير والتحول الشامل في الحياة الإيرانية.