العلاقات الأوروبية الإيرانية أمام اختبار جديد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
علي اوحيدة من بروكسل: يمثل مرشد الثورة الإيرانية آية الله العظمى علي خامني الملاذ الأخير للاتحاد الأوروبي لتجنب مواجهة معلنة بين طهرن وبروكسل خلال الفترة القليلة القادمة. ورهان الاتحاد الأوروبي على فوزه كان يعتبر اكثر من أكيد لحجة الإسلام علي اكبر هاشمي رافسنجاني في الاقتراع الرئاسي، ولكن الفوز الكاسح لزعيم التيار المحافظ محمود احمدي نجاد يطرح معادلة جديدة وغير متوقعة في علاقة القوة بين أوروبا وإيران.
وعلى خلاف الولايات المتحدة التي سارعت وبشكل ملفت للأنظار بالتشكيك في قدرات الرئيس الإيراني المنتخب والرد على ما اسماه المتحدث باسم الخارجية في واشنطن على التطلعات الشرعية للإيرانيين وللعالم الخارجي فان الاتحاد الأوروبي و بمختلف دوله وهيئاته التزم صمتا تجاه التطورات الجارية في طهران.
ويتوقع الدبلوماسيون في بروكسل دخول العلاقات الإيرانية الأوروبية اختبار دقيق وحاسم خلال الأسابيع القليلة المقبلة ولكنهم لا ينتظرون حصول انفراج فعلي قبل اشهر من الآن أي قبل استكمال تشكيل الحكومة الإيرانية الجديدة وسيطرة أنصار محمود احمدي نجاد على موقع النفوذ الفعلي في مختلف الوزارات والإدارات الرئيسية في طهرن.
وقالت مصادر أوروبية وثيقة الصلة بالمفاوضات الإيرانية الأوروبية ان الاتحاد الأوروبي لن يتراجع عن آية من مطالبه الرئيسة والمحددة في ملف التفاوض النووي وانه لا بديل لايران ومهما كانت التطورات المسجلة داخلها غير خيار التخلي عن تخصيب اليورانيوم .
وتريد أوروبا خلال الفترة القليلة المقبلة الحصول على تعهد نهائي إيراني بان إتفاق حول الملف النووي يجب ان يتم أي القبول بالية تفتيش دولية محددة وصارمة متعارف عليها وتحظى بدعم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وضمن هذا الأفق يبدو دور مرشد الثورة علي خامني حاسما في تحديد مجرى العلاقات ليس بين إيران والاتحاد الأوروبي بل بين إيران والعالم الخارجي.
ويأمل المسؤولون في الاتحاد الأوروبي ان يتولى الرئيس الجديد تنفيذ برنامجه الاقتصادي والاجتماعي الداخلي الذي ورد خلال حملته الانتخابية وان لا يمس بالخيارات الخارجية لإيران والتي تكرست تدريجيا إبان ولاية محمد خاتمي.
ومن المرجح أن يعمل الجانب الأوروبي على الحصول بشكل سريع على موافقة إيرانية بعقد لقاء على مستوى الخبراء قد يتم قبل نهاية الشهر القدم لتقديم عروض أوروبية نهائية لإيران تتمثل في تمكينها من العديد من الامتيازات والمكاسب التجارية والسياسية.
ولكن رغم ذلك، أوروبا لن تقطع الاتصالات والمفاوضات مع إيران أيا كانت نتائج الانتخابات الرئاسية فان أي لقاء على المستوى السياسي لا يمكن انتظاره بين الطرفين قبل الخريف القادم. وسيتمسك الاتحاد الأوروبي بان موقفه لم يتغير ولكن الخلافات المحتدمة والعلنية داخل الثالوث الفرنسي الألماني البريطاني الذي يدير الملف النووي الإيراني سيزيد من تعقد الموقف الأوروبي.
كما ان إسراع واشنطن في توجيه أول مؤشرات الضغط على الرئيس الجديد يعتبر عاملا إضافيا لتعقيد التوتر ويجد محمود احمدي نيجاد الذي وعد بحركة تغيير شاملة في وزارتي النفط والخارجية في إيران خلال الحملة الانتخابية نفسه في موقف صعب اذا ما أبدى أي تساهل في الملف النووي الذي مثل محورا رئيسيا من محاوره الدعائية.