حكايات حب وإرهاب وخطف وأمومة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
زوجة دبلوماسية سعودية تفردت بالألم العبقري
حكايات حب وإرهاب وخطف وأمومة
والسيدة الملحوق، تعرفت على زوجها في بيروت حين كان عمرها 19 ربيعا لتنشأ علاقة حب دائمة لا تزال تعيش ذكرياتها في العاصمة السعودية، لكن اكثر المحطات إثارة في كتابها الذي يعد وثيقة، هي روايتها لهجوم منظمة أيلول الأسود الإرهابية الفلسطينية، ضد السفارة السعودية في الخرطوم في صيف قائظ من العام 1973.
وفي الحادث الإرهابي تم ترويع أطفال ونساء، كما تمت تصفية جسدية بدم بارد لأبرياء من بينهم السفير الأميركي والسفير البلجيكي وآخرون، من السودانيين، وفي روايتها لتك الجريمة البشعة تروى السيدة الملحوق مشاعر الخوف والهلع اللذين اعترياها، وهي تشاهد بأم عينها شيرك حياتها وحبيبها السفير مهدد بالموت فيما فلذات أكبادها أمام مصير مجهول.
ومن ذاك المشهد المثير وتلك العاصمة، ينقل القدر الدبلوماسية زوجة السفير السعودي إلى الجزائر، كي تواجه حدثا أكثر دراماتيكية، وهي اختطاف وزراء منظمة أوبيك، حيث اختتمت الرحلة المأساة في الجزائر الاصمة، بعد إذعان الإرهابي العالمي كارلوس الذي يقبع حاليا في السجون الفرنسية، حيث كانت سلمته لباريس الحكومة السودانية ذات التوجهات الأصولية.
وتروي الكاتبة، تفاصيل استقبالها للشيخ أحمد زكي يماني وزير البترول السعودي آنذاك حيث كان من بين الوزراء الرهائن، وكيف أن هذه الحادثة ذكّرتها بمأساتها التي عاشتها سابقا في الخرطوم. أما المحطة الثالثة الأكثر مأسوية التي تتذكرها السيدة الملحوق في كتابها الذي نشرته دار الساقي في لندن، وهى محاولة اغتيال زوجها حين كان سفيرا معتمدا للسعودي في أثينا التي أمضيا فيها أربعة عشر عاما، وهي المحاولة التي أسفرت عن تفجير إرهابي قرب منزل السفير. وإليه، فإن السيدة الملحوق تروي إلى جانب ذلك كله الصعوبات التي تواجهها زوجة سفير من دولة محافظة ومنها على سبيل المثال حين رفضت الخارجية السعودية قبولها لوسام من جمعية يونانية، فاضطرت إلى التنازل عنه لسيدة يونانية مشهورة بتعاطيها للعمل الخيري، وهذا الكتاب الرواية، مليء بالتجارب والقصص والأحداث الإنسانية وهو يعد محاولة ناجحة من جانب سيدة لم تكن معروفة ككاتبة من قبل، بل كسيدة صالون دبلوماسي تمارس دورها في شكل ناجح إلى جانب زوجها في مختلف مواقعه الدبلوماسية.