علاوي يكشف عن تعرضه لمحاولة اغتيال في بيروت

علاوي يكشف عن تعرضه لمحاولة اغتيال في بيروت
رئيس البرلمان يحذر من مخاطر نشر مليشيات في المدن

أسامة مهدي من لندن : رفض رئيس البرلمان العراقي حاجم الحسني تشكيل مليشيات مسلحة ونشرها في المدن محذرا من مخاطر هذه العملية ، فيما بحث الرئيس العراقي جلال طالباني مع رئيس الوزراء السابق اياد علاوي اليوم نتائج جولة الأخير العربية وتعرضه لمحاولة اغتيال في بيروت و تطورات العملية السياسية، في حين قالت القوات المتعددة الجنسيات أنها قتلت خمسة إرهابيين واعتقلت عشرات آخرين بينهم سوريان .

وأعرب الحسني عن قلقه المتزايد إزاء الوضع الأمني الخطير في العراق وتزايد وتيرة العمليات الإرهابية وارتفاع عدد الضحايا بين المدنيين الابرياء ، واوضح في بيان صحافي ارسل الى "ايلاف" اليوم ان ما يزيد في خطورة هذا الوضع ويضيف له تعقيدا جديدا قد يجر العراق الى متاهة حقيقة هو مناداة بعض القوى والشخصيات السياسية العراقية مؤخرا بتشكيل مليشيات عسكرية تنتشر في المدن والمناطق السكنية تحت ذريعة المساعدة في حفظ القانون وفرض النظام.

و اضاف ان وجود المليشيات المسلحة وانتشارها في الشارع العراقي يعد تحديا كبيرا للحكومة العراقية المنتخبة ولمساعيها في بسط سيادتها وسياساتها الرامية الى اقرار الأمن كما ان وجودها يعد تحديا خطيرا لطموحات الشعب العراقي في تحقيق الاستقرار واعمار البلاد والتطلع لمستقبل مشرق ، فضلا عن انه سيكون مدعاة لتجاذبات وتدخلات بعض القوى السياسية والدول الاقليمية والدولية في الشؤون الداخلية للعراق. واكد الحسني رفضه لمثل هذه المشاريع والطروحات المهددة لأمن ومستقبل العراق داعيا في الوقت نفسه الحكومة العراقية الى الاسراع في بناء وتطوير وتسليح المؤسسات الأمنية والعسكرية على أسس وطنية بعيدا عن اي اعتبارات اثنية او طائفية وتفعيل وثكثيف تواجدها في الشارع العراقي وبالشكل الذي يؤثر ايجابا في تحسين الأوضاع الأمنية ويدخل الطمأنينة الى نفوس ابناء شعبنا الابي . ودعا جميع القوى السياسية الى التمسك بمبدأ الحوار واستيعاب الطرف الاخر والالتفاف حول اجهزتنا الوطنية الأمنية والعسكرية وتقديم الدعم المطلوب لها كما طالب العراقيين برصّ صفوفهم والتكاتف في مواجهة الحملة الارهابية الشرسة التي تستهدف جميع العراقيين دون تمييز بين دين او طائفة او قومية والتعاون الجاد والمثمر مع المؤسسات الأمنية.

و معروف أن المجلس الأعلى للثورة الإسلامية الشيعي يمتلك مليشيا بدر وجهت لبعض القوى السنية اتهامات باعتقال وقتل مواطنين سنة فيما يمتلك الحزبين الكرديين الرئيسيين قوات البيشمركة المسلحة تشير مصادر عراقية الى ان عناصر منهما تشارك في القتال ضد المسلحين . وكان برلمانيون عراقيون دعوا خلال الأيام القليلة المنصرمة بعد تصاعد عمليات العنف التي تشهدها البلاد وأدت خلال الأيام العشرة الأخيرة وحدها الى مقتل واصابة حوالي 500 شخص بتشكيل لجان شعبية في المدن تتولى حفظ الأمن فيها .

طالباني بحث مع علاوي العملية السياسية

قال بيان صحفي رئاسي أرسل الى "ايلاف" ان طالباني اجتمع بمقر الرئاسة في بغداد مع علاوي رئيس حركة الوفاق الوطني العراقي واشار الى ان طالباني قال في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء السابق "لقد ناقشنا مع الدكتور علاوي نتائج جولته الأخيرة في عدد من الدول العربية و لقائه بعدد من الرؤساء و القادة العرب" واضاف ان هذه الجولة ستساعد في تحسين علاقات العراق بالدول العربية موضحا أنه تمت مناقشة أمور أخرى تتعلق بسير العملية الدستورية و تفعيل أداء الحكومة العراقية. و فيما يتعلق بلقائه امس مع رئيس الجمعية الوطنية حاجم الحسني قال طالباني انه يندرج ضمن مساعي التأكيد على ضرورة تفعيل دور الحكومة العراقية المكونة من مجلس الرئاسة و الجمعية الوطنية و مجلس الوزراء و مجلس القضاء واشار إلى أن مسودة الدستور ستكتمل قبل نهاية هذا الشهر "إذا ما تم النظر في مقترحات وطلبات الإخوة السنة العرب الذي وصفهم سيادته بالمقاطعين للانتخابات كما يحبون أن يصفوا أنفسهم".

من جهته تحدث علاوي الذي زار في وقت سابق مصر والأردن وسوريا والإمارات عن جولته الأخيرة، التي وصفها بغير الرسمية لعدد من الدول العربية و قال " إن الغرض من الجولة كان تطوير العلاقات مع البلدان العربية" و أضاف "إنني مازالت أعمل ضمن النسيج العراقي و العملية السياسية رغم كوني خارج السلطة التنفيذية". في السياق ذاته أشار علاوي الى ان القادة العرب ابدوا ارتياحهم الكامل من اختيار طالباني لمنصب رئيس جمهورية العراق ونقل عنهم الاستعداد للتعاون من اجل استقرار العراق. كما تحدث علاوي عن تعرضه لمحاولة اغتيال فاشلة خلال زيارته للبنان مطلع الشهر الحالي وقدم الشكر نبيه بري رئيس البرلمان اللبناني زعيم حركة أمل التي أحبطت و كشفت محاولة الاغتيال التي قالت مصادر عراقية انها كانت تتم بواسطة سيارة مفخخة من دون اعطاء تفصيلات اخرى .

وعن رأيه بالحكومة العراقية الحالية قال علاوي " إنني بموقع لا يسمح لي أن أقيّم الحكومة وإن الأمر متروك لمجلس الرئاسة و الجمعية الوطنية" لافتاً إلى انه متفق مع القائمة الكردستانية و القوى الوطنية الأخرى على ضرورة أن يكون قانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية أساساً للدستور العراقي الدائم مشيرا الى انه مستعد لدخول الانتخابات المقبلة مع قوى لم تشارك في الانتخابات وأخرى شاركت و لم تفز . ويأتي لاجتماع فيوقت يعد فيه علاوي لمؤتمر وطني موسع يسعى لتجميع القوى الديمقراطية العلمانية واللبرالية في البلاد تحت مظلة تحالف يخوض به الانتخابات المقبلة اواخرالعام الحالي ، في وقت يشهد التحالف الكردي الشيعي الحاكم صعوبات وخلافات فيما يخص قضية كركوك وبعض مواد الدستور الجديد فيما يتعلق بعروبة العراق والعلاقة مع اقليم كردستان وصلاحيات سلطاته .

و من جهة اخرى أكد طالباني على حل قضية كركوك وفقا للمادة 58 من قانون ادارة الدولة باعتبارها الحل الامثل لتطبيع الأوضاع في المدينة وشدد خلال استقباله لوفدي جمعية ضباط كركوك و الملتقى الثقافي العراق في كركوك ان حل هذه القضية يجب ان يكون وديا واخويا وبقاء أهالي المدينة متحابين ومتآخين كما أوعز بصرف مبلغ 20 ألف دولار لجمعية الضباط وتوفير الأراضي السكنية ومساعدة عوائل الشهداء.
في المقابل عبّر الوفدان عن دعمهما لمقترح لجنة الحوار و الحل الوطني للعرب الوافدين في كركوك و المتمثل بنقل سجلات نفوسهم الى مناطق سكناهم الأصلية و تعويضهم ماديا لمن يرغب بالرحيل من المدينة و ضمان حق السكن كمواطن عراقي لمن يريد البقاء. وقال بيان رئاسي ان اعضاء الوفدين اثنوا "على الجهود التي يبذلها رئيس الجمهورية من اجل إيجاد حل عادل يضمن حقوق الجميع و يعمق روح المحبة و التآخي و الانسجام بين سكانها" .

عمليات عسكرية

قالت القوات المتعددة الجنسيات انها صادرت وقوات الأمن العراقية مخبأ كبيرا للأسلحة وأعتقلت ثمانية إرهابين مشتبه بهم وقتلت خمسة إرهابين خلال عمليات في شمال العراق . وأشارت الى ان الشرطة العراقية وبدعم من جنود قوات التحالف صادرت المخبأ الذي احتوى على اكثر من 1000 قذيفة هاون وأكثر من 25 من أنظمة أطلاق الهاونات و 150 صاروخ و450 قذيفة RPG و 26 قاذفة RPG والعديد من أنظمة أطلاق الصواريخ و حشوات مختلفة و عبوات ناسفة وأكثر من 30 بنادق مصنفة وقالت انه تمت مصادرة الأسلحة ليتم تدميرها في المستقبل . واضافت ان عناصر من الجيش الأميركي وقوات الفرقة السادسة التابعة للجيش العراقي قامت خلال اليومين الماضيين بألقاء القبض على عدد من الإرهابيين في مناطق العمليات التي قاموا بها حيث قامت قوات من اللواء الرابع الأمريكي واللواء الأول العراقي في عملية تطويق وتفتيش لعدد من المنازل التي يشتبه بإيوائها عدد من الإرهابيين في منطقة العامرية في بغداد وقد أسفرت العملية عن إلقاء القبض على ثلاث من المشتبه بهم اثنان منهم يحملون الجنسية السورية.

وأوضحت أنه أثناء العملية عثرت القوات المذكورة على 10-12 قذيفة عيار 122/130 ملم مزودة بغاز البروباين لأحداث كتلة نارية كبيرة أثناء التفجير. وفي منطقة أخرى تمكن الجنود الأميركيين من إلقاء القبض على ثلاثة أشخاص وصفوا بأنهم مهمين وبعد أن طرق الجنود أبواب المنازل المشتبه بها وجدوا بأنها فارغة لكن المواطنين في المنازل المجاورة قاموا بإرشاد الجنود الى الإرهابيين المشتبه بهم. وقالت ان الجهود المشتركة للجنود الأمريكيين والجيش العراقي اسفرت عن القاء القبض على 33 من الإرهابيين المشتبه بهم .. كما أسفرت العمليات التي قام بها اللواء الثالث الأميركي واللواء الرابع التابع للجيش العراقي عن إلقاء القبض على 15 من المشتبة بهم. وأضافت أنه بينما كانت دوريات من جنود اللواء الأميركي الثاني واللواء العراقي الثالث تقوم بعمليات بحث تمكنت تلك القوات من إلقاء القبض على ثمانية عشر من المشتبه بهم ويجري التحقيق معهم حالياً.