ضغوط لإلغاء عطلة البرلمان وتسريع قانون الإرهاب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أسامة مهدي من لندن : دعا سياسيون بريطانيون الى إلغاء عطلة البرلمان الصيفية وتسريع اصدار القوانين الجديدة لمكافحة الارهاب بينما بدأت الحياة في لندن تعود ببطء الى طبيعتها مساء اليوم وخاصة في بعض المناطق التي شهدت الانفجارات الاربعة ظهرا حيث بدأت حركة السير في عدد من الشوارع التي اخليت من المارة تشهد نشاطا تدريجيا بعد ان اكد رئيس الوزراء توني بلير وقائد شرطة سكوتلانديارد ايان بلير ان افشال اهداف الارهابيين بادخال الرعب في نفوس البريطانيين يتم بالعودة في اسرع وقت الى ممارسة حياتهم الطبيعية والتعايش بين مكوناتهم المختلفة .
وذكرت مصادر بريطانية ان رئيس الوزراء عقد مساء اليوم سلسلة من الاجتماعات مع وزراء حكومته ورؤساء الاجهزة الامنية والاستخبارية اضافة الى عدد من نواب مجلس العموم والسياسيين حيث بحث معهم التداعيات التي خلفتها اعتداءات اليوم واشارت الى ان بلير تعرض خلال هذه الاجتماعات الى ضغوط لتسريع اصدار القوانين الجديدة لمكافحة الارهاب التي كان مقررا عرضها على البرلمان في تشرين الاول (اكتوبر) المقبل وتشريعها في كانون الاول (ديسمبر) المقبل . واوضحت المصادر ان بعض البرلمانيين ابلغوا بلير بضرورة الاستعجال باصدار هذه القوانين وهو ما يعني تقليص او إلغاء عطلة البرلمان السنوية التي تبدأ الاسبوع المقبل وابلغوه انه من غير المعقول ان تعيش البلاد هذه الظروف الاستثنائية الخطرة فيما يتمتع نوابها بعطلة طويلة .
وقالت مصادر الشرطة البريطانية انها تعمل مع مختلف الجهات المختصة لتشغيل بعض القطارات والباصات التي تعطل عملها منذ ظهر اليوم لكنها اشارت الى ان قواها ستبقى مستنفرة لاي طارئ فيما لايزال البحث عن شاب ذكر انه اسيوي السنحة قد هرب من محطة وارن ستريت في قلب العاصمة بعد انفجار عبوة فيه وفشل ثلاثة رجال لاحقوهفي القبض عليه . واشارت الشرطة الى انها بدأت فحص اشرطة الفيديو التي سجلتها كاميرات الشرطة في اماكن الانفجار فيما وجهت الشرطة نداءات الى المواطنين بابلاغها عن اي معلومات يتوفرون عليها او صور فوتوغرافية او ملتقطة باجهزة الهواتف النقالة عن تفجيرات اليوم الى الاسراع بتوصيلها الى الشرطة .
وقال قائد الشرطة البريطانية (سكوتلانديارد) انه من المبكر اتهام منظمة القاعدة بتفجيرات اليوم او معرفة انهم ينتمون الى المجموعة نفسها التي نفذت اعتداءات السابع من الشهر الحالي محذرا من اتهام اي مجموعة بريطانية بالمسؤولية عنها في اشارة الى المسلمين بينما اكد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير انه لايمكن تماما تفادي مثل هذه الاعتداءات بينما اعتقلت الشرطة مشبوهين اثنين وتبحث عن ثالث اثر وقوع اربعة انفجارات او محاولات للتفجير في ثلاث محطات قطار وسط لندن وانفجار في باص شرق العاصمة اسفرت عن اصابة شخص واحد في وقت شددت السلطات على ان الاوضاع تحت السيطرة فيما اخليت بعض البنايات المحيطة بالمحطات وسط رعب المسافرين الذين قال احدهم انه شاهد شابا اسيوي السنحة يهرب من الشرطة .
وفي مؤتمر صحافي مع محافظ لندن كين لينغستون قال قائد شرطة سكوتلانديارد ايان بلير ان الوقت مبكر لاتهام منظمة القاعدة بتفجيرات اليوم واشار الى ان بعض العبوات لم تنفجر مؤكدا ان هذه الاعتداءات تهدف الى قتل الابرياء واشار الى ان اجهزة الشرطة والاسعاف وشرطة النقل قد عملت بشكل رائع للسيطرة على الاوضاع واعادتها الى طبيعتها في العاصمة . وحذر من توجيه اتهام الى اي مجموعة داخل المجتمع البريطاني في اشارة الى المسلمين بالمسؤولية عن اعتداءات اليوم مشددا على انها اعمال اجرامية وذلك بعد ان ظهر ان منفذي الانفجارات السابقة هم بريطانيون يعتنقون الاسلام . واضاف انه لايستطيع القول الان ان مسؤولي تفجيرات اليوم ينتمون الى المجموعة نفسها التي نفذت الاعتداءات قبل اسبوعين وقال (لاانفي ولا اؤيد) اوعدد المتورطين فيها موضحا ان معلومات جديدة عما حدث تتكشف دقيقة بعد اخرى .
وذكرت مصادر الشرطة انها اعتقلت شخصين لشكوك بعلاقتهما في تفجيرات اليوم كما انها تحاصر مستشفى لندن التعليمي القريب من محطة وارن ستريت وسط لندن للبحث عن شاب هرب منها الى المستشفى ذكر انه ذو سحنة اسيوية يبلغ طوله بين 6 و8 انجات ويرتدي بلوزا ازرق .
اما المحافظ لينغستون فقال انه لم يستغرب من وقوع اعتداءات اليوم مشددا على ضرورة اعادة الحياة في العاصمة الى طبيعتها واشار الى ان اجتماعا سيعقد غدا لتسريع عمليات اعادة فتح جميع محطات القطار وتشغيل خطوط قطارات الانفاق .. مشيرا الى ان هذه الانفجارات الارهابية ليست جديدة فقد وقعت مثيلات لها ي السبعينات والثمانينات في اشارة الى اعتداءات الجيش الجمهري السري في ايرلاندا . واضاف ان الاجتماعات ستتواصل مع قادة الاديان في البلاد لتمتين التعايش الاجتماعي .
وفي وقت سابق اليوم بعد ثلاث ساعات من وقوع الاعتداءات الجديدة قال بلير في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس وزراء استراليا الزائر مايكل هوارد انه لايمكن تماما تفادي حصول اعتداءات ولكن السلطات تتخذ جميع الاجراءات اللازمة لحماية ارواح المواطنين والبقاء حذرة واشار الى ان هذه الحوادث الهدف منها ادخال الرعب في نفوس المواطنين وارباك حياتهم الطبيعية مشددا على ان الاجراءات تتخذ الان لاعادة الحياة الى طبيعتها في العاصمة . وناشد بلير البريطانيين الى الهدوء وعدم التصرف بردود افعال غير مدروسة يحاول ان يجرهم اليها الارهابيون مشددا على ان هؤلاء لن ينجحوا في تغيير طبيعة حياة البريطانيين مؤكدا عدم وقوع اصابات على ما يبدو كما قال في احداث اليوم . وشدد على ان هزيمة الارهاب لاتتم بالاجراءات الامنية وحدها وانما بمقارعة الافكار الشريرة التي يحملها والتأكيد على حرية المعتقدات الدينية مشيرا الى ان الاسلام لاعلاقة له بالارهاب . ورفض الفرضيات التي قالت ان هذه الاعتداءات لها علاقة بالحرب في العراق موضحا ان دولا عدة شهدت انفجارات قبل عشر سنوات ايضا .
واشار هوارد من ناحيته الى تعاطفه مع ضحايا الانفجارات التي شهدتها لندن قبل اسبوعين وقال ان الارهاب عدو كل الاحرار في العالم ولذلك فهو يحاول نشر الافكارالشريرة في اوساطهم واشاعة الرعب والارهاب في العالم .
ومن جهته اكد ايان بلير قائد شرطة سكوتلانديارد في تصريحات اخرى تسجيل اربعة انفجارات او محاولات تفجير في ثلاثة قطارات وباص، لكنه قال ان الاوضاع تحت السيطرة ودعا المواطنين الى الهدوء والبقاء في اماكن تواجدهم بدون خوف وشدد على أن انفجارات اليوم هي اقل خطورة من تلك التي شهدتها لندن في وقت سابق من الشهر الحالي . وعلى الفور ترأس بلير اجتماعا طارئا للمجلس الامني الاعلى الذي يطلق عليه (الكوبرا) بمشاركة قادة الشرطة والامن والاستخبارات اضافة الى وزير الداخلية تشارلز كلارك والخارجية جاك سترو لمتابعة تداعيات الاحداث الجديدة التي وقعت اليوم ظهرا . واشار قائد الشرطة الى ان شخصا واحدا اصيب اصابات خفيفة موضحا ان بعض العبوات لم تنفجر بالشكل الذي كان يريد اصحابها تفجيرها ووجه نداء الى المواطنين للادلاء باي معلومات او صور هواتف نقالة يملكونها عن الاحداث التي شهدتها العاصمة اليوم .
وقد وقع انفجار في محطة وارن ستريت وسط لندن التي سمع فيها اطلاق نار ايضا ورجل قيل ان طوله بين 6 و8 انجات يبدو اسيويا اسود ويرتدي ملابس غامقة يجري بعد سماع صوت الانفجار قيل انه نتيجة انفجار عبوة في حقيبة أعقبه تصاعد دخان حيث وضع هذا الشخص الحقيبة وجرى هاربا ولم تعرف بعد طبيعة الانفجارات الاخرى لكن محطات شبرد بوش التي لم تنفجر فيها عبوة واوفال ووارين ستريت قد اخليت من المسافرين وشوهد خبراء متفجرات يرتدون بدلات مضادة للاشعاعات الكيميائية يدخلونها اعلن بعدها عدم وجود اي اشعاعات كيميائية نتيجة التفجير، فيما تم ايقاف حركة القطارات في خطوط الانفاق الثمانية في انحاء لندن التي تقل ثلاثة ملايين نسمة يوميا . وارسلت الشرطة عناصر منها الى مستشفى لندن بالقرب من المحطة لتقصي ملابسات حادث قال تقرير انه وقع فيها من دون اعطاء ايضاحات اخرى .
وقالت امراة انها شاهدت ثلاثة رجال يحاولون الامساك بشخص يعتقد انه صاحب الحقيبة التي انفجرت لكنه استطاع الهرب منهم .. بينما اشار شاهد عيان اخر كان في احدى عربات القطار الى انه سمع انفجارا في عربة اخرى وتصاعد دخان وروائح احتراق اسلاك فيما هرب المسافرون الى عربات اخرى ومنها الى خارج المحطة حيت ترك بعضهم احذيته وحاجياته في القطار وفي انحاء المحطة لدى هروبهم منها خائفين .
وقد تدفقت اعداد كبيرة من سيارات الشرطة والاسعاف الى وسط لندن التي اخليت اعداد كبيرة من البنايات المحيطة بالمحطات واشارت الى انها تتعامل مع هذه الاحداث على انها من النوع الخطير رغم ان العبوات التي انفجرت كانت اصغر من تلك التي استخدمت في الاعتداءات الاربعة قبل اسبوعين .
واعلنت شركة النقل المشترك انه لم يسجل سقوط جرحى في الحافلة رقم 26 التي افيد عن وقوع حادث فيها شرق لندن. وقال متحدث باسم الشركة "لقد سمع السائق دويا في الطبقة العلوية وعندما صعد الى هناك رأى ان زجاج النوافذ قد تطاير".
وعرضت محطة سكاي نيوز صورا من الجو للباص الذي وقع فيه انفجار ايضا شرق لندن حيث تحطم وتناثر زجاجه على ارض الرصيف المجاور .. كما اظهرت الصور ان العديد من الشوارع المحيطة باماكن الحوادث وقد خلت تماما من المارة وحركة السيارات .. ومنعت الشرطة الناس حول هذه المناطق من استخدام اجهزة الهاتف المحمول .
وتأتي هذه الحوادث بعد اسبوعين بالضبط من اربعة انفجارات انتحارية شهدتها لندن وادت الى مقتل 57 شخصا لحد الان بينما يستعد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ليبحث في وقت لاحق اليوم مع مسؤولين في الشرطة والاستخبارات السلطات الجديدة التي يشعرون انهم بحاجة إليها في أعقاب تفجيرات لندن في السابع من الشهر الحالي وادت الى مقتل 57 شخصا لحد الان مع توقعات بارتفاع هذا العدد فيما لايزال 27 اخرين يعالجون في المستشفى .
واعلن بليرامس انه سيدعو الى قمة للدول المتضررة من الارهاب سيعقد في لندن مطلع الشهر المقبل لدراسة سبل القضاء على التشدد الاسلامي بعد يوم من اعلان وزير الداخلية البريطاني تشارلز كلارك ان بلاده بصدد اتخاذ بعض الخطوات الامنية المشددة في اعقاب التفجيرات لمنع دعاة الارهاب والمتطرفين الداعين له من التأثير في الشباب المسلم الغاضب في البلاد . وابلغ كلارك مجلس العموم امس ان السلطات التي يتمتع بها اصلا لمنع اولئك الذين يشك في دعمهم للارهاب من دخول البلاد وفي طرد من هم موجودون فيها ستعزز الى حد بعيد كما ستوضع قائمة بالأنشطة المحظورة كالدعوة الى الارهاب ونشر المقالات التحريضية وتأسيس مواقع تدعو الى الارهاب على شبكة الانترنت حيث سيدرج الاشخاص الذين يقومون بهذه الاعمال في اي مكان في العالم على هذه القائمة لمنعهم من دخول بريطانيا بينما سيواجه المقيمون منهم فيها احتمال طردهم من البلاد مؤكدا أن العمل جار لاصدار قوانين تحظر نشاطات معينة تشمل الإعداد للاعمال الارهابية وتشجيعها او الترويج لها والتدريب عليها استعدادا للقيام بها اضافة الى منع او طرد ائمة المساجد ورجال الدين المسلمين الذين يحرضون او يشجعون على التطرف والعنف .