مطالبة سورية بعلاقات دبلوماسية مع لبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أمام القمة الاستثنائية الواو الكافرة بين دمشق وبيروت
مطالبة سورية بعلاقات دبلوماسية مع لبنان
نصر المجالي من لندن: بينما تستعد القاهرة لوضع آخر تفاصيل أجندة العمل أمام القمة الاستثنائية التي دعا إليها الرئيس المصري حسني مبارك في خطابه الذي أعلن فيه ترشيحه لنفسه لولاية خامسة لرئاسة مصر، فإن معلومات (إيلاف) تشير إلى أن موضوعا مهما سيثير جدالا كبيرا في مداولات القمة وهو متعلق بالعلاقات السورية اللبنانية. وعلم أن اقتراحات مقدمة من دول عربية ستطالب سورية بضرورة الإعلان عن قيام علاقات دبلوماسية بين بيروت ودمشق وإقامة سفاراتين لكل من البلد الآخر على هدي مما هو جار بين دول منظومة الجامعة العربية. يشار إلى أنه لا توجد سفارات أو علاقات دبلوماسية متبادلة بين الجارين العربيين سورية ولبنان من استقلالهما من الانتداب الفرنسي في العام 1946 ، حيث أعلن عن قيام كيانين وطنين منفصلين في البلدين اللذين ظلت علاقاتهما تواجه موجات من المد والجزر انتهت باحتلال سوري دام أكثر من ثلاثين عاما للبنان انتهى بانسحاب الجيش السوري في مايو (أيار) الماضي نهائيا من الأراضي اللبنانية بعد تهديد أميركي ـ فرنسي مشترك بالتدخل عسكريا لطرد تلك القوات بالقوة. وتمهيدا للقمة الاستثنائية العربية في شرم الشيخ، وحسما لقضايا مشتركة بين لبنان وسورية، بدأ رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة محادثات اليوم مع القيادة السورية، ومحادثاته تجيء بعد يوم واحد من منح حكومته الثقة في مجلس النواب اللبناني. ويأمل السنيورة في أن تكون الزيارة بداية لعلاقة جديدة بين سورية ولبنان مبنية على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل. ومن المتوقع أن تضع الزيارة الأمور العالقة بين لبنان وسورية في إطارها القانوني. ولا يعرف بعد ما إذا كان الرئيس السنيورة حادث نظرائه السوريين في مسألة فتح السفارات وتبادل التمثيل الدبلوماسي.
وتحادث الرئيس السنيورة مع الرئيس السوري بشار الأسد، وكذلك مع ، مع نظيره السوري ناجي العطري، في وقت قالت فيه صحيفة (تشرين) المتحدثة باسم حكومة دمشق "إن سورية ستستقبل رئيس الوزراء اللبناني "بقلب مفتوح رغم جوقة من المشككين اللبنانيين". من جهته، صرح رئيس المجلس الاعلى السوري اللبناني نصري خوري ان السنيورة سيبحث كافة الملفات مع سورية خلال زيارته التي تستغرق ساعات. والزيارة تكتسب أهمية كبيرة نظرا لسخونة الملفات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي سيتم بحثها مع المسؤولين السوريين وعلى رأسهم الأسد والعطري. وسيجري السنيورة خلال الزيارة محادثات حسب بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء السوري تتركز حول علاقات التعاون الثنائية والقضايا التي تهم البلدين الشقيقين سورية ولبنان. وتأتي أهمية زيارة السنيورة الى دمشق كونها الاولى لرئيس وزراء لبناني يحظى بثقة غالبية مجلس النواب اللبناني بعد انسحاب القوات السورية من لبنان في شهر ابريل الماضي والفتور الذي شاب العلاقات السورية اللبنانية منذ ذلك الوقت وكذلك كونها الاولى له خارج بلاده واول اتصال سياسي بعد التجاذبات بين تياره والقيادة السورية اثر اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري.
ومن شان زيارة السنيورة إلى دمشق، حسب المصادر الدبلوماسية في البلدين أن تبلور صيغة جديدة للعلاقات السورية اللبنانية من مختلف جوانبها قد يعاد من خلالها النظر في كثير من الاتفاقيات الموقعة بين الحكومتين وبخاصة منها التجارية والاقتصادية التي يقول الجانب السوري إنها تميل إلى صالح الجانب اللبناني. وزيارة الرئيس السنيورة هي أول نشاط خارجي لحكومته، ووصف مراقبون في العاصمة السورية الزيارة بأنها "مهمة جدا بالنسبة لسورية وكذلك للبنان مؤكدين ضرورة نجاح هذه الزيارة لان فشلها فشل للبلدين معا".
واو سعيد عقل
واليوم، خرج كاتب أردني أردني مخضرم إلى العلن للحديث في جريدة (الرأي) القريبة من الحكم الهاشمي في عمان، عن العلاقات السورية اللبنانية في ظل زيارة الرئيس السنيورة، وقال عضو مجلس الأعيان والكاتب طارق مصاروة "يزور رئيس الوزراء اللبناني دمشق، اليوم، في اول نشاطات الحكومة الجديدة والعهد الجديد. فالطبيعي ان يبدأ اللبناني مهماته في دمشق. والطبيعي ان يبدأ كل عهد سوري جديد بلبنان!! لكن الذي نتمناه هو ان يدرك الطرفان، دون تأخير كالعادة، طبيعة الموقف السوري - اللبناني في تركيبة المنطقة، وتحرك القوى الدولية في هذا الاتجاه او ذاك. وحين يسعى ارئيل شارون الى باريس لكسب الرضى الفرنسي والاوروبي فإن علينا ان نتحسس رؤوسنا. فمنذ اكثر من عقدين والسياسيون الاسرائيليون يضعون كل البيض في السلة الاميركية، ويعادون كل اتجاه فرنسي او اوروبي في ازمة المنطقة!!".
والكاتب ذكّر بما كان ذهب إليه الكاتب اللبناني والشاعر المعروف سعيد عقل في مسألة ما أطلق عليه (الواو) الكافرة بين سورية لبنان، وقال مصاروة "المهم ان لا تتأخر دمشق في حساباتها، فمثل هذا التأخر كلفها ويكلفها الكثير، والسنيورة ليس هيناً ابداً، مثلما ان العهد اللبناني الجديد له في واشنطن وباريس موقع قوي. واذا كانت ازمة الشاحنات على الحدود هي البداية السورية للكلام.. فإنها بداية سيئة. خاصة وأن الاميركيين والفرنسيين اعلنوا قبل زيارة السنيورة بيوم واحد انهم سيخففون الضغط على لبنان، وعلى حزب الله في قضية تنفيذ القرار 1559، ومعنى هذا بصريح الكلام، تخفيف الضغوط على سورية، اذا اختارت دمشق تسهيل مهمة السنيورة وبدأت بداية افضل من اغلاق الحدود!!".
وتابع البرلماني الأردني كلامه قائلا "الذين يحسبون حسابات الجملة في السياسة يعتقدون ان واشنطن (وباريس) الغتا اي دور اقليمي يمكن ان تلعبه احدى دول المنطقة. لأن الادوار الاقليمية متعبة لهما، ولا تساعد على تسهيل مهمات المستقبل في شرق اوسط مختلف. وهذه الحسبة تنطبق اكثر ما تنطبق على سورية. فبعد انتهاء الدور المصري، والدور العراقي والسعودي.. لم يعد من الممكن ابداً لسورية ان تمارس اي نوع من الهيمنة التي تسميها مجازاً دوراً اقليمياً. لا على لبنان ولا على الفلسطينيين.. وبطبيعة الحال ليس على الاردن".
والعين الأردني حذر دمشق بقوله "هذا الذي نقوله، ونتمنى ان تدركه دمشق مبكراً، لا يحتمل الكثير من المناورة.. ففي دمشق للسياسي غرام في انجاز التكتيكات الصغيرة وهذه ساعدت في مرحلة ما، لكنها الان لن تساعد. ويكفي ان هذه التكتيكات هي التي جعلت من خروج دمشق من لبنان له هذا الطعم المر الذي نلمسه في تصريحات المسؤولين السوريين. فلماذا لم تفكر دمشق بالانسحاب قبل الشهر الاخير من انتهاء ولاية الرئىس لحود؟! ولماذا كان الاصرار على استمرار لعب دور مهيمن في وقت انتهت فيه الهيمنات الاقليمية.. وانتهت التوازنات؟!".
وختم الحديث قائلا "الفرصة الان متاحة لدمشق لفتح صفحة جديدة غير تكتيكية مع لبنان.. صفحة من العمل الجاد، والنظيف الذي يقوم على حسابات سياسية لا امنية، ولا مصلحية لأي طرف من اطراف النظام"، وقال في النهاية "كان سعيد تقي الدين يقف امام خطاب سورية ولبنان، ويسمي الواو بينهما «بالواو الكافرة»!!".
وإليه، فإن مراقبين قالوا إن القضايا الاقتصادية التي سيبحثها السنيورة مرتبطة ارتباطا لا بأس به في مجمل الوضع العام السياسي في سورية وفي لبنان وفي المنطقة وان ارتباط الاقتصاد بالسياسة لم تخترعه لبنان بل هو امر معروف في السياسة في كل أرجاء العالم.
ويؤكد المراقبون ان المطلوب الان وبالدرجة الاولى هو ان تنجح محادثات السنيورة مع القيادة السورية لان في نجاح هذه المحادثات اطمئنان لسورية وللبنان وفي فشلها لا يمكن لسورية ان تكون مطمئنة ولا لبنان كذلك .واعرب المراقبون عن ثقتهم بان تخرج المحادثات السورية اللبنانية بنتائج ايجابية نظرا لقدرة رئيس وزراء لبنان فؤاد السنيورة ونظيره السوري.
ويدور حديث في الأوساط الإعلامية السورية عن ان محادثات السنيورة مع الأسد وعطري ستتركز حول قضايا ثنائية هامة من ابرزها موضوع الحدود وتجارة الترانزيت وتسهيل حركة مرور الشاحنات حيث ان هذا الموضوع كان مدار تجاذب اتهامات بين الطرفين خلال الاسابيع الماضية والتبادل التجاري ومواضيع تتعلق بالعمال السوريين في لبنان الذين يعملون في مجال البناء والزراعة وكذلك موضوع العمال اللبنانيين ويعمل معظمهم في الفنادق والمطاعم إضافة الى مواضيع امنية تهم الجانبين. كما أن هناك توجه نحو إثارة موضوع المفقودين السوريين في لبنان إبان الحرب الأهلية التي جرت فيه.
ومما لا شك فيه أن مشكلة الحدود اللبنانية السورية تأتي على خلفية خروج القوات السورية من لبنان، الأمر الذي أبرز تغييرًا تامًا في طريقة التعامل التي تنتهجها دمشق تجاه بيروت، إذ باتت تتعامل مع لبنان على أنه دولة وبالتالي فالامتيازات التي كان يحظى بها في السابق باتت غير موجودة الآن. كما أن هناك توجهًا رسميًا في دمشق إلى تنظيم العمالة بين البلدين. وكانت الحكومة السورية قد طالبت رسميا بتعويضات عن الاذى الذي لحق بالعمالة السورية في لبنان بعد اغتيال الحريري وانسحاب القوات السورية من لبنان.
وفي المجال السياسي سيتم التركيز على قرار مجلس الامن الدولي رقم 1559 الخاص بلبنان حيث تقول سورية انها قامت بتنفيذ مايتعلق بها من هذا القرار المتمثل بانسحاب القوات السورية واجهزتها الاستخباراتية بشكل كامل في حين توجه الى سورية اتهامات عن وجود بعض العناصر المخابراتية ما زالت متواجدة في لبنان.
وسبقت زيارة السنيورة الى دمشق انقسامات بين الكتل النيابية في مجلس النواب اللبناني خلال مداولات منح الثقة حيال مستقبل العلاقات السورية اللبنانية وملفات ساخنة اقتصادية وسياسية خاصة ما يتعلق بمصير سلاح حزب الله اللبناني والفصائل الفلسطينية في مخيمات لبنان.
وترتبط سورية ولبنان بعدة اتفاقيات تجارية واقتصادية ومائية تم التوقيع عليها خلال اجتماعات المجلس الاعلى السوري اللبناني برئاسة رئيسي الوزارة في البلدين منها تسهيل انسياب السلع والمنتجات الصناعية والزراعية واقامة المشاريع الاستثمارية المشتركة واقامة السدود وفي قطاع الكهرباء والغاز الطبيعي حيث تقوم سورية بتزويد لبنان بالطاقة الكهربائية والغاز.
وتشهد العلاقات بين سورية ولبنان توتًرا كبيرًا منذ اشهر وخصوصا منذ انسحاب القوات السورية في نيسان(ابريل) الماضي تحت ضغط مظاهرات شعبية لبنانية وضغوط دولية.
كلام صحيفة تشرين
وعليه استقبلت صحيفة (تشرين) المتحدثة باسم الحكومة السورية زيارة رئيس الحكومة اللبنانية بافتتاحية تضمنت الموقف السوري الرسمي من الزيارة وقالت الصحيفة إن سورية ستستقبل اليوم رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة "بقلب مفتوح" رغم "جوقة من المشككين اللبنانيين".
وكتبت الصحيفة ان "اكثر اللبنانيين انقسموا حول زيارة السنيورة الى دمشق التي تستقبله اليوم بقلب مفتوح رغم جوقة من المشككين وضعوا انفسهم في معاداة سورية والدفاع عن العملاء والخونة الذين باعوا الوطن". واضافت ان "عددا كبيرا من اللبنانيين ووسائل الاعلام يعتبرون هذه الزيارة عصا غليظة يرفعها الاميركيون والفرنسيون في وجه سورية لاحباط زيارته واختلاق الازمات والعراقيل ووضعها في الطريق".
وتابعت ان هؤلاء "يتهمون الاعلام السوري بالتصعيد وهو ان وجد لا يتعدى نقطة في بحر التصعيد اللبناني العدائي والحاقد الذي يطلقه اعلاميون لبنانيون يوميا لاحباط زيارة السنيورة ووضعه في نقطة اللاعودة الى سورية". واضافت ان "النواب اللبنانيين الذين دافعوا عن العملاء والخونة واصلوا حملتهم ليس على سورية فحسب وانما على كل لبناني يتجرأ ويصف سورية بالشقيقة". وختاما، أشارت الصحيفة إلى أن "انقسام اللبنانيين بين مشككك ومتشائم برز بعد توافق اميركي فرنسي بتخفيف الضغوط على حكومة السنيورة ، بشأن العلاقات مع سورية وسلاح المقاومة واحترام السنيورة لواجباته الدولية بتطبيق القرار 1559".
وإلى هذا، وذكرت الصحف السورية اليوم الاحد نقلا عن مصادر رسمية سورية ان زيارة السنيورة ستتناول "ملفات ينادي بها اهل المفقودين السوريين الذين تجاوز عددهم 795 مفقودا سورية في لبنان". وقالت هذه المصادر ان "فيصل كلثوم رئيس اللجنة الاهلية للمفقودين السوريين في لبنان التي تشكلت بعد مغادرة الجيش السوري من لبنان عرض للعطري خلال لقاء امس (السبت) طلبات اهالي وذوي المفقودين في لبنان الذي قدر عددهم حتى الان 795 شخصا".
وهذه هي المرة الاولى التي تتحدث فيها سورية عن مفقودين سوريين منذ الحرب الاهلية اللبنانية (1975-1990). ومن جهتها، ذكرت صحيفة "البعث" ان عائلات المفقودين السوريين تطالب باثارة قضية هؤلاء "الذين اختطفوا على حواجز الميليشيات المتقاتلة ولا معلومات حول مصيرهم ابان فترة الحرب الاهلية في لبنان". واضافت الصحيفة ان عددا من الرسائل وصل اليها من اهالي هؤلاء المفقودين. وتابعت ان "البعض في لبنان يريد اخفاء وتزوير وتعتيم الحقائق ويريدون جر البلدين الى مستقبل غامض ومشبوه شكل احدى حلقاته اجتماع للاخوان المسلمين تحت اعين بعض المسؤولين اللبنانين". واشارت الى ان المسؤولين اللبنانيين "نفوا ان يكون الاجتماع (عقد) تحت اعينهم لكنهم لم ينفوا حدوث الاجتماع مما يدعو الى القلق في جميع الاحوال".
يشار ختاما، إلى أن صحيفة "البعث" المتحدثة باسم الحاكم في سورية كانت اتهمت يوم الخميس الماضي مسؤولين لبنانيين برعاية اجتماع لحركة الاخوان المسلمين قبل فترة في لبنان من اجل الاساءة الى سورية. ونفى مسؤولون لبنانيون ذلك.
إقرا ايضا
السنيورة: الازمة مع سورية يجب أن تكون عابرة
الاسد يؤكد ضرورة وضع خطة للحد من الارهاب بعد معرفة اسبابه
السنيورة في دمشق لوضع أطر قانونية لملفات شائكة