المبادرة السعودية جسدت عطاء الملك فهد للفلسطينيين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بشار دراغمه من رام الله: لم يكن من السهل على الملك فهد السعودي الراحل الكبير وخادم الحرمين الشريفين أن يتخذ قرار المبادرة السعودية للسلام في الشرق الأوسط مع الاحتلال الإسرائيلي، لكن ومن اجل إزاحة كل الذرائع أمام إسرائيل قرر الملك فهد ولأول مرة الاعتراف بإسرائيل من اجل الحصول على دولة فلسطينية يعيش فيها الفلسطينيون بأمن وسلام، وعدن إطلاق الملك فهد لهذه المبادرة في القمة العربية في بيروت أعلنت نسبة عالية من الفلسطينيين عن رضاهم من هذه المبادرة وأعلنوا دعمهم لها. وقد صادقت القمة العربية بالإجماع على المبادرة السعودية، التي أصبحت بعد تلك المصادقة مبادرة السلام العربية وتلخصت في الإنسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري، وحتى خط الرابع من يونيو 1967، والأراضي التي مازالت محتلة في جنوب لبنان.والتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، يتفق عليه وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة.
و قبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 4 يونيو 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة تكون عاصمتها القدس الشرقية(1) . وبعد ذلك تقوم الدول العربية إعتبار النزاع العربي -الإسرائيلي منتهياً، والدخول في إتفاقية سلام بينها وبين إسرائيل مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة.وإنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار هذا السلام الشامل.وضمان رفض كل أشكال التوطين الفلسطيني الذي يتنافى والوضع الخاص بالبلدان العربية. وكذلكيدعو المجلس المجتمع الدولي بكل دوله ومنظماته إلى دعم المبادرة. وأيضا يطلب المجلس من رئاسته تشكيل لجنة خاصة من عدد من الدول الأعضاء والأمين العام، لإجراء الإتصالات اللازمة لهذه المبادرة، والعمل على تأكيد دعمها على كافة المستويات في مقدمتها مجلس الأمن والأمم المتحدة.
المبادرة السعودية بعيون إسرائيلية
وقد جاءت المبادرة السعودية في رأي بعض الكتاب الإسرائيليين، لتثبت أن حل الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، هو الجوهر والأساس لشرق أوسط يعاني من الأزمات السياسية المريرة، فنرى ميرون بنفنستي ، يشير: "لقد ثبت منذ زمن، عدم وجود حل للصراع الإسرائيلي ـ العربي من دون حل الصراع مع الفلسطينيين، وهذا هو في الواقع مغزى المبادرة السعودية، فمن يقبلها حقاً فهو ناضج، لإنهاء الصراع العربي ـ الإسرائيلي ـ الفلسطيني، ومن يحاول استغلالها لكسب الوقت والتهرب من الحسم الاستراتيجي والظهور بمظهر الساعي للسلام أو أنه مازال عالقاً في سنوات السبعينات، عليه أن يحذر من أن السعوديين لا ينوون الخروج عن أطوارهم وتطبيق مبادرتهم. قد حققوا ما يصبون إليه منها"(30)، ومن جانب آخر، يعارض تيار قوي في إسرائيل المبادرة السعودية لعدم ثقتهم بالممارسة الفعلية للعلاقات الطبيعية بين العالم العربي وإسرائيل (التطبيع). فتحت عنوان (أسطورة التطبيع)، كتب يوسف جوئيل فقال: "وصلت الوقاحة في المنطقة إلى مستوى جديد قبل أسبوع. إذ حث الرئيس المصري حسني مبارك على قبول عرض ولى العهد السعودي الأمير عبد الله، من الانسحاب الكامل إلى حدود 1967 مقابل السلام الشامل".(31) وأضاف جوئيل: "ولأولئك الذين يعانون من فقدان كامل للذاكرة، فإن الحقيقة أن مبارك، من دون الجميع، كان الذي يلوح بطعم التطبيع، تكفي للتشكيك بهذه المحاولة السعودية".(32) ومن ناحية أخرى يرى بعض المثقفين الإسرائيليين أن المبادرة لا تقدم أي أمر جديد، وأن مبادرات مماثلة كثيرة طرحت قبل ذلك، فهذا (موشي أيشون) يكتب في هتسوفيه: "بهذا الصدد من الجدير أن نذكره أنه لا يوجد جديد في الاقتراح السعودي. لقد طرحت اقتراحات مماثلة في السابق على جدول أعمالنا بما في ذلك اقتراحات الرئيس السوري حافظ الأسد وابنه بشار الذي يمسك الآن العرش، إنه لمزيد من الأسف لم يظهر ولو مفاوض جدي في مباحثات السلام. وفي ظل عدم وجود سلام لا يبقى بوسعنا إلا أن نكرس اهتمامنا بالمخاطر الكامنة إمام دولة اليهود".
(33) أما بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق فيعارض هذه المبادرة، لأنها تساعد عرفات في القضاء على دولة إسرائيل، فصرح لصحيفة يديعوت: "رأيي بالمبادرة السعودية سلبي: يدور الحديث عن خطة من شأنها أن تنقلها إلى حدود 1967، الخطة تساعد عرفات في القضاء على دولة إسرائيل، من الأفضل أن يساعد السعوديون بأموالهم في إعمار مخيمات اللاجئين التي يسكنون فيها".(34) أما أرييل شارون، رئيس الحكومة الإسرائيلية، والذي لم يصوت في الحكومة مع أي اتفاق سلام، بما في ذلك اتفاق السلام مع مصر، وامتنع عن التصويت في الكنيست على اتفاق السلام مع الأردن، فلم تحظ المبادرة السعودية منه بمعاملة أكثر احتراما من تلك التي حصلت عليها المبادرة المصرية ـ الأردنية أو المبادرة الفرنسية أو مسار بيريس ـ أبو علاء.
تحقيق حلم اللاجئين
أما اللاجئون الفلسطينيون فقد نظروا إلى مبادرة الملك فهد بانهم تحقق حلمهم في العودة إلى ديارهم التي شردوا منها وأشار بيان صدر عن لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين إلى أن اللاجئين ينظرون إلى المبادرة السعودية لحل الصراع مع إسرائيل بعين المسئولية والجدية, خاصة بعد تضمنها حق عودة اللاجئين, وإنهاء الاحتلال, وطالبت القمة العربية باعتمادها كأساس سياسي لإنهاء الاحتلال, والعمل على ضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم, وفقا لقرار الأمم المتحدة رقم 194.