أخبار

أولبرايت : لا يمكن فرض الدستور بالقوة العسكرية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك



الياس توما من براغ : أكدت وزيرة الخارجية الأميركية الأسبق مادلين أولبرايت بان الوضع في العراق لا يتطور بالصورة التي توقعتها إدارة الرئيس بوش في كافة المجالات فلم يتم العثور على أي أسلحة دمار شامل ولم يتم استقبال الأميركيين كمحررين كما أن النفط لا يتدفق فيما تزداد عمليات التمرد والقلاقل كما أن العلاقات بين العراق وإيران غدت وثيقة أكثر مما تتمناه الولايات المتحدة .
وأضافت في حديث نشرته اليوم صحيفة" ليدوفي نوفيني " التشيكية أن ما يقلقها هو إمكانية تعرض سيادة الأراضي العراقية للخرق ووضع حقوق النساء في العراق كما أن لديها مخاوف من أن تصبح الشريعة المصدر الوحيد للتشريع العراقي بدلا من أن تكون احد مصادره .
وأكدت أن لاشي في العراق قائم الآن مثلما تم الوعد به بان القوة العسكرية ستوفره ولذاك فان الأمر يتطلب أولا اتفاقا بين الأطراف العراقية تمكن العراق وبالتدريج من بلورة الصورة النهائية لنظامه السياسي كما أن مثل هذا الأمر يتطلب إجراء استفتاء ثم بعد ذلك تجري الانتخابات فالنظام السياسي الجديد بعد ذلك لن يكون جاهزا مرة والى الأبد وإنما سيتم خلقه بشكل دائم .
ورأت أن الشيء الذي يمكن تعلمه من درس العراق هو أن الأمور لا تجري وفق ما هو مخطط لها و"أننا نحن الأمريكيون الذين لم نكن أبدا دولة عظمى كولونياليه نريد دائما أن يتم حل كل شيء بسرعة كي نتمكن من الانسحاب وعمل شيء أخر ،غير أن المشكلة أن العمليات السياسية تكون عادة حية وفيها الكثير من التقلبات والصفحات البيضاء والسوداء أما الدرس الأخر الذي نتعلمه من العراق فهو أن تنفيذ المهام يحتاج إلى انتباه متواصل .
وأخذت على الرئيس بوش تغييره لأهداف غزوه للعراق ففي البداية كان الأمر يتعلق بالإطاحة بنظام صدام حسين و إزالة أسلحة الدمار الشامل ثم تحول الهدف الى فرض الديموقراطية في الشرق الأوسط وفرض حقوق النساء وغيرها أما الآن فيبدو أن الهدف هو قمع القلاقل وتامين الحد الأدنى على الأقل من الاستقرار.
ورأت أن القوة يمكن استخدامها لحماية الأرواح كما جرى في إقليم كوسوفو لكن لا يمكننا بها أن نفرض على الناس تطبيق دستور جيد أو تشكيل هياكل سياسية ليبرالية لان مثل هذه الأمور تحتاج إلى وقت وجهد .
وردا على سؤال عن سبب تعزيز الإسلاميين قوتهم نتيجة للتدخل الأمريكي في كوسوفو والعراق وسبب تزايد حالة عدم الاستحسان للولايات المتحدة في العالم الإسلامي قالت إن هذا الأمر قد ينطبق على الدول العربية ولكنه بالتأكيد لا ينطبق على إقليم كوسوفو فهناك الناس يحبون أمريكا وقد أطلقوا على احد الشوارع اسم الرئيس السابق كلينتون ، كما أن الأمر يحرجني وان كان يسعدني أن اسمع أن الكثير من الأهالي في الإقليم قد أطلقوا اسم "مادلين " على بناتهم تيمنا بي الأمر الذي لا يحدث ما يشبهه في العراق .
وأكدت أنها تؤيد استخدام الولايات المتحدة للقوة العسكرية عندما يتعلق الأمر بمساعدة الناس المهددين بتصفيات عرقية غير أنها تعارض التصور الأمريكي الحالي الذي يقول بان على أمريكا أن تكون السباقة في استخدام القوة دائما كأول خيار لحل المشاكل أو لدرء التهديدات
ورأت أن احد المشاكل الأساسية لسياسة بوش ليس أنها أحادية الطابع وإنما تتصف ببعد واحد وتنظر إلى كل الأمور فقط عبر القوة العسكرية وتربط كل شيء بأحداث الحادي عشر من أيلول كما لو انه لم يحصل شيء أخر في العالم غير ذلك وبالتالي لن يتم الانتهاء من تنفيذ مهمتنا في أماكن أخرى من العالم مثل كوسوفو.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف