الجعفري في كردستان لإقناع الأكراد باحتفاظه بمنصبه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
العراق يستقبل العام الجديد بثماني مفخخات
الجعفري يحاولإقناع الأكرادبمنصبه
أسامة مهدي من لندن : في وقت دشن فيه العراقيون العام الجديد 2006 بتعرضهم لثمان سيارات مفخخة فان مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق تشهد اليوم رسم ملامح صورة الحكومة الجديدة وتحالفاتها المقبلة بلقاء بين رئيس الوزراء المنتهية ولايته ابراهيم الجعفري ورئيس الاقليم مسعود بارزاني بينما ينتظر ان يغادر الى هناك اليوم وفد من جبهة التوافق السنية الفائزة الثالثة في الانتخابات بعد الكتلتين الشيعية والكردية فيما اعلن التيار الصدري اتفاقه مع الحزب الاسلامي السني على شكل الحكومة وتحالفاتها . فقد صحا العراقيون اليوم على اصوات انفجارات مصدرها ثمان سيارات مفخخة في مناطق متفرقة من العاصمة بغداد لتؤدي الى اصابة حوالي 20 شخصا بجروح مختلفة بشكل بدد امال العراقيين في عودة الهدوء والاستقرار الى بلدهم وهي امنية يبدو انها ماتزال بعيدة المنال في وقت تعيش فيه البلاد ازمة سياسية ناتجة عن الخلافات الواسعة بين القوى السياسية حول نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة التي رفضتها قوى وقبلت بها اخرى معتبرة انها تشكل تعبيرا حقيقيا عن توازن القوى في العراق .
وتواصلا مع المباحثات التي تجريها مختلف الفصائل العراقية مع بعضها من اجل رسم ملامح تحالفاتها المقبلة تمهيدا للاتفاق على شكل الحكومة الجديدة فقد بدا الجعفري وبارزاني مباحثات سياسية في اربيل اليوم تأتي بعد ثلاثة ايام من مباحثات مماثلة اجراها مع بارزاني زعيم الائتلاف الشيعي رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية عبد العزيز الحكيم . واشارت مصادر عراقية تحدثت معها "ايلاف" اليوم الى ان الجعفري سيحاول اليوم تبديد مخاوف الاكراد وشكوكهم في عدم امكانية التعاون معه مجددا اذا ما شكل الوزارة الجديدة اثر مايقولون انها تجربة فاشلة خاضوها معه من خلال التحالف في الحكومة الحالية نتيجة عدم ايفائه بالتزاماته تجاه تطبيع الاوضاع في مدينة كركوك الشمالية الغنية بالنفط التي يطالبون بضمها الى اقليم كردستان الذي يحكومنه منذ عام 1991 .
واضافت المصادر الى انه على العكس من مساعي الحكيم خلال مباحثاته الاخيرة مع بارزاني والرئيس العراقي جلال طالباني للحصول على دعمهما لمرشحه لرئاسة الحكومة القيادي في المجلس الاعلى نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي فان الجعفري سيحاول تقديم ضمانات للاكراد بالعمل على انهاء مشكلة كركوك باسرع وقت فيما اذا تولى رئاسة الحكومة الجديدة وحصل على دعمهم لرغبته هذه . ومعروف ان الائتلاف الشيعي لم يحسم امره بعد بالنسبة لمرشحه لرئاسة الحكومة وسط خلافات بين كياناته حول مرشحها للمنصب الذي يتردد ان ستة من الشخصيات قد تقدمت لشغله لحد الان لكن الاكثر حظوظا بينهم هما الجعفري وعبد المهدي .
وتاتي مباحثات الجعفري في وقت يتوقع ان يصل فيه الى اربيل ايضا اليوم وفد جبهة التوافق السنية برئاسة عدنان الدليمي رئيس مؤتمر اهل العراق الذي يكون مع الحزب الاسلامي ومجلس الحوار هذه الجبهة . ومن غير المؤكد ان تتناول مباحثات الجبهة في كردستان شكل الحكومة الجديدة بعد ان اكدت امس انها لن تبحث هذا الامر الا بعد البت في اعتراضاتها على نتائج الانتخابات وهو امر قد يستغرق اسبوعين بانتظار وصول فريق التحقق الدولي غدا لتدقيق النتائج ودراسة الشكاوى المقدمة ضدها والتي قاربت الالفي شكوى .
ويقول جواد المالكي نائب الجعفري في قيادة حزب الدعوة وعضو الائتلاف الشيعي ان المشاورات على تشكيل حكومة وحدة وطنية أصبح محسومة بين الائتلاف والتحالف والتوافق ما يعني انها شكلت بينها rdquo;اكبر كتلة برلمانية ldquo; في مجلس النواب حيث تشير الارقام الاولية الى حصول الائتلاف على 130 مقعدا والتحالف على 52 والتوافق على 42 مقعدا.
وحدد المالكي في تصريحات له اليوم ثلاث دوائر لاختيار رئيس الوزراء الاولى دائرة الحزب والثانية مناخ الائتلاف بشكل عام والثالثة الساحة السياسية بين القوائم الثلاث واشار الى ان الائتلاف شكل لجنتين احداها برئاسةالمالكي نفسه لمحاورة الاكراد لتوزيع المناصب الرئاسية والثانية لمحاورة التوافق.
ومن جهتها أعلنت الكتلة الصدرية التابعة لرجل الدين مقتدى الصدر في قائمة الائتلاف الشيعي وجود اتفاق مع الحزب الاسلامي السني حول تشكيل الحكومة المقبلة. وقال عضو الكتلة الصدرية بهاء الاعرجي اليوم "إن وفدا من التيار الصدري يضم كلا من الشيخ صلاح العبيدي وبهاء الاعرجي وقصي السهيل قد التقوا وفدا من الحزب الاسلامي يضم كلا من طارق الهاشمي ونصير العاني واياد السامرائي واتفقوا على شكل الحكومة المقبلة". وأضاف "تم الاتفاق مع الحزب الاسلامي على تكوين ائتلاف وتكتل خلال البرلمان المقبل كما تم الاتفاق على تحديد صلاحيات رئيس الجمهورية والصفات التي يجب ان تتوفر في رئيس الوزراء المقبل" كما ابلغ وكالة الانباء الوطنية العراقية مشيرا الى إن "الكتلة الصدرية غير راضية على الاتفاق الذي حصل في اقليم كردستان لأنه حصل من دون علمنا وان الائتلاف العراقي الموحد لم يحسم امره بعد بشأن التحالفات المقبلة". وبين الاعرجي:"إن لدى الائتلاف لجنة مسؤولة على الاتفاق مع الاكراد تتكون من حسين الشهرستاني وقصي السهيل ومحمد المولى واخرى مع السنة تتكون من همام حمودي وبهاء الاعرجي وخضير الخزاعي ونديم الجابري وهي المسؤولة عن الاتفاق مع هذه الكتل وليس أحدا آخر".
وفي وقت ينتظر العراقيون وصول فريق دولي من اربعة اعضاء بينهم عضوان رفيعا المستوى من الجامعة العربية وعضو برلماني كندي واستاذ جامعي ممثل عن الاتحاد الاوروبي فان مصادر مفوضية الانتخابات العراقية تؤكد ان المفوضية لن تكون طرفا في التحقيق الذي تجريه البعثة الدولية مؤكدة ان هذه البعثة مستقلة ولا دخل للمفوضية بأعمالها وستكون بمنأى عنها بغية ان تكون قراراتها مستقلة واستنتاجاتها خاصة بها بعد ان تلتقي مع كيانات سياسية اعترضت على نتائج الانتخابات وتبحث التفاصيل معها. ومن المتوقع تبعا لذلك ان يتاخر الاعلان الرسمي للنتائج المصادق عليها حتى تنتهي البعثة من تدقيق عدد كبير من الشكاوى وهو ما يشير الى التأخر في تشكيل الحكومة. ويتعين حسب الدستور قيام رئيس الجمهورية rdquo;الحالي ldquo; بدعوة البرلمان المنتخب في مدة اقصاها 15 يوما من اعلان النتائج المصدقة للانتخابات حيث يتم انتخاب هيئة رئاسية للبرلمان ثم يتوجب اختيار هيئة الرئاسة بالثلثين في مدة اقصاها 15 يوما على اول اجتماع للبرلمان. ويقوم رئيس الجمهورية خلال 15 يوما بتكليف الكتلة البرلمانية الأكبر بترشيح رئيس الوزراء الذي يمهل شهرا واحدا لتشكيل الحكومة. يذكر ان العمل بالدستور يبدأ في الاجتماع الاول للبرلمان اذ يجب الانتباه الى ان الحكومة ما زالت تعمل بقانون ادارة الدولة رغم ان المادة 61 تنص على ان تتسلم الحكومة الجديدة مهامها في موعد اقصاه نهاية الشهر الحالي .
وقال مصدر في المفوضية اليوم انها انتهت من النظر في 90 بالمائة من الشكاوى المقدمة لها مؤكدا إن المفوضية انتهت من النظر في غالبية الشكاوى المقدمة من القوائم التي شاركت في الانتخابات والجميع بانتظار فريق البعثة الدولية لمراقبة الانتخابات الذي من المتوقع وصوله اليوم أو غدا . وأضاف إن المفوضية ستقدم جميع التسهيلات التي يحتاجها فريق المراقبة وأي شيء يحتاجونه مشيرا إلى إن المفوضية هي التي دعت هذا الفريق إلى زيارة العراق . وأوضح أن هذا الفريق سيتولى المراقبة وليس الطعن في نتائج الانتخابات". واستبعد أن يتم إعلان النتائج خلال هذا الأسبوع مشيرا إلى أن المفوضية لا تعلم المدة التي سيستغرقها عمل الفريق الدولي .