أخبار

تحرك إقليمي ودولي لإنقاذ الوضع السوري واللبناني

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بوادر أزمة جديدةبين دمشق ولجنة التحقيق
تحرك إقليمي ودولي لإنقاذ الوضع السوري واللبناني

"إيلاف" من بيروت: ماذا يحصل، ما الذي سيحصل في سورية؟ الموضوع يستأثر باهتمامات اللبنانيين كما في البلد الذي يجاور بلدهم وأكثر، نظراً إلى التفاعل الشديد والمتبادل بينهما، فكل ما يطرأ في سورية يؤثر مصيرياً في لبنان، والعكس صحيح. اليوم يصل إلى بيروت وزير الخارجية البريطاني" جاك سترو" ظهرا في زيارة هي الأولى إلى لبنان تستغرق ثلاثة ايام يلنقيخلالهامع "فؤاد السنيورة " رئيس الحكومة اللبنانية ونظيره اللبناني "فوزي صلوخ " وعدد من الشخصيات السياسية والدينية ويستثني الرئيس اللبناني إيميل لحود. اليوم يتوجه الرئيس المصري حسني مبارك الى فرنسا للقاء الرئيس جاك شيراك عقب زيارته القصيرة إلى السعودية حيث التقى الملك عبد الله بن عبد العزيز التي تناولت الملف السوري اللبناني وكيفية الخروج من الأزمة بما يحفظ العلاقات السورية اللبنانية ويجنب المنطقة النتائج التي قد تكون خطيرة. صحيفة الأهرام المصرية قالت إن زيارة مبارك للسعودية وفرنسا تأتي في تحرك إقليمي ودولي لإنقاذ الوضع السوري واللبناني. فيما نقلت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية عن السفير اللبناني في مصر عبد اللطيف مملوك أن تصريحات خدام تحصيل حاصل لما ورد في تقرير القاضي الألماني "ميليس" الذي أشار إلى وجود تهديدات من سورية للحريري.

وكان المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية سليمان عوادrlm; قال إن القمة المصرية ـ السعودية ركزت على الوضع على الساحتين السورية واللبنانية مضيفا أن وجهات نظر الزعيمين قد التقت علي أن استجلاء الحقيقة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق يتفق مع الشرعية الدوليةrlm;,rlm; بما يضمنrlm; تجنيب سوريا كل شرrlm;,rlm; وكل مكروهrlm;,rlm; وأي ضغوط دولية من خلال تعاونها مع اللجنة الدولية rlm;.rlm;

واشنطن تحذر سوريا
وفيما أبواب التكهنات والمعلومات الشحيحة مفتوحة على ما سيكون عليه رد فعل قيادة النظام السوري حيال طلب لجنة التحقيق الدولي الاستماع إلى إفادتي الرئيس بشار الأسد ووزير خارجيته فاروق الشرع، في ضوء القنبلة التي فجرها نائب الرئيس السابق عبد الحليم خدام، قالت الولايات المتحدة لسوريا إنه يجب على رئيسها ومسؤولين كبار اخرين ان يخضعوا للاستجواب على أيدي محققي الامم المتحدة الذين يحققون في مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وطلبت لجنة الامم المتحدة التي تشكلت للتحقيق في مقتل الحريري استجواب الرئيس بشار الاسد وكذلك وزير الخارجية فاروق الشرع. وقال السفير الاميركي جون بولتون للصحافيين "لا احد يتمتع بحصانة من الالتزام بتقديم الشهادة الى لجنة شرعية قضائية". وقال ان سجل سوريا "حتى الان كان سجل عرقلة للتحقيق او تلاعب بالأدلة وعدم جعل الشهود متاحين بطريقة منظمة". وحذر بولتون دمشق قائلا ان مجلس الامن اوضح انه يتوقع "اذعانا كاملا غير مشروط" لتحقيق الامم المتحدة وان "اجراءات اضافية قد تتخذ اذا اقتضت الضرورة."

عزالي يعيش في الجنة
أماالعميد في الاستخبارات السورية رستم غزالي، فاتصلبقناة "الجزيرة" ونفى صحةشائعة انتشرت في سورية ولبنان عن إقدامه على الإنتحار. وقال إنه ضابط سوري يتلقى أوامره من قيادته وعلى رأسها "الرئيس البطل" بشار الأسد، مضيفاً أنه "عائش في الجنة ، أي سورية". وأجاب عن سؤال بالقول :"إذا طلبت مني قيادتي الإستشهاد فأنا حاضر ، فكيف بالإستقالة؟". ووصف كل ما أورده خدام عنه في ما يتعلق بتهديده رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري وبارتكابات قام بها في ملف "بنك المدينة" اللبناني بأنه "مجرد افتراءات"، مضيفاً أن خدام لم يوجه اتهاماته إلى أشخاص بل إلى سورية. وهو لا يرد عليه لأنه افترى على الدولة السورية. وذكر بأن دمشق متعاونة مع التحقيق الدولي الذي يجري بناء على طلب الأمم المتحدة ، مضيفاً أنه يمتلك وثائق مهمة تبرئه من التهم التي توجه إليه وسيقدمها إلى التحقيق.

وعندما سئل غزالي رأيه في التوقيت الذي اختاره خدام لإطلاق المقابلة عبر قناة "العربية"، أجاب أنه لم يسمع السؤال ثم انقطع الاتصال.

وكانت جريدة "السياسة" الكويتية نشرت في عددها اليوم خبرا مفاده أن غزالي تعرض لمحاولة اغتيال على أيدي رجال قائد الحرس الجمهوري، شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد.

تمهّل وردود متناقضة
وكانت سورية ردت أولياً على طلب لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، مقابلة الرئيس بشار الأسد ووزير خارجيته فاروق الشرع بالتأكيد على قرارها "التعاون" لكن ضمن "اعتبارات السيادة السورية"، مجددة المطالبة بتوقيع بروتوكول يضبط العلاقة بين الجانبين.

وأدى تسارع وتيرة التحقيق الدوليّ إلى بوادر "اشتعال" أزمة جديدة بين العاصمة السوريّة واللجنة الدولية. ففي تصريح إلى راديو "سوا" الأميركي، قال المستشار في وزارة الإعلام السورية أحمد الحاج علي ان "السلطات السورية ترفض طلب لجنة التحقيق لقاء الرئيس الأسد وفق الطريقة التي اعتمدتها اللجنة". وأضاف ان "قضية اغتيال الحريري تأخذ منحى سياسياً وثمة فئات دولية ولبنانية ستسعى لاستثمار تصريحات عبدالحليم خدّام". ولفت إلى ان "اللجنة استطاعت مقابلة الرئيس اللبناني اميل لحود لأن مسرح الجريمة كان لبنان، والعماد اميل لحود هو رئيس الجمهورية ومن صلاحياته وواجبه أن يفتح الباب لمن يريد أن يذهب إليه"، وقال :"أما بالنسبة إلى سوريّا فالمسألة تشوبها رائحة الاتهام". وختم بالقول انّ "الرئيس الأسد محصّن بالقانون الدولي والمسألة ليست بهذه السهولة".

وكانت اللجنة لفتَت إلى انّ رئيسها ديتليف ميليس لا يزال ينسّق عمل اللجنة في إشارة على ما يبدو إلى انّ الطلب جاء بناء على توجيه منه، وقالت الناطقة باسم اللجنة نصرة حسن انّها "في انتظار ردّ السلطات السوريّة". وردّاً على احتمال إثارة دمشق مسائل قانونية تتعلّق بحصانة الرئيس السوريّ، نقل عن مصدر ديبلوماسي انّ "هناك ببساطة طلباً لإجراء مقابلة في هذه المرحلة".

وذكر متحدث رسمي سوري أن دمشق لم تتلق أي طلب رسمي وفق الأصول من اللجنة الدولية لمقابلة الأسد والشرع، الأمر الذي دفع المتحدثة باسم اللجنة إلى التأكيد أن الطلب قدم رسميا الأحد الماضي.

على أنّ البارز تجلّى في الدعم الأميركي لطلب لجنة التحقيق الدولية، فقد أعلن السفير الأميركي في الأمم المتّحدة جون بولتون انّ بلاده "تدعم بقوّة جهود لجنة التحقيق"، وتوقّع "ان تلبّي دمشق هذا الطلب تلبية كاملة ومن دون شروط وفقاً لما جاء في مقرّرات مجلس الأمن الدولي".

رؤية جنبلاط
من جهته أعرب رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط عن اعتقاده انّ "من طرد عبدالحليم خدّام من حزب البعث واعتبره خائناً إنّما أثبت انّه مصاب بانفصام الشخصيّة لأنّه بفعلته هذه وكأنّه يدين تاريخ سوريّا على عهد حافظ الأسد ورفاقه وفي مقدّمهم عبدالحليم خدّام".

وقال جنبلاط: "سأترك جانباً دور سوريّا في لبنان في تلك المرحلة الى وقت لاحق من دون إسقاط مراحل تلك التجربة بسلبياتها وايجابياتها، وذلك من اجل حصر النقاش في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، ما تلاها وما سبقها". غير انّه لاحظ انّ "فعل الطرد والتخوين يذكّرني بالمقابلة الأخيرة بين الرئيس السوريّ والرئيس الشهيد رفيق الحريري عندما أمر الأسد الحريري بالتمديد وقال له إنني أعرفك منذ أربع سنوات فقط". ولفت إلى انّ طرد خدّام وكلام الأسد للحريري "حادثتان متشابهتان وكأنّ الفاعل مصاب بعقدة نقص تجاه تاريخ كبير أعطى سوريّا دوراً عربياً ودولياً مميزاً"، وأضاف :"أمّا الحريري فاختار بالرغم من المرارة والإهانة العلاقة مع سوريّا فمدّد، لكنّ موقفه هذا لم يكفِ فتمَّ اغتياله"، في حين انّ "خدّام فضّل الوطن على النظام، واختار الحقيقة ومستقبلاً أفضل لسوريّا، ولكم تستحق سوريّا مستقبلاً أفضل، فحسناً فعل أبو جمال". وقال "أمّا القيادة القطرية فقطريّتها تضيق يوماً بعد يوم لدرجة انّها لم تعد تعرف إلى أيّ أمر تستجيب من بين أفراد الدائرة العائليّة الضيّقة"، ووصف هذه الدائرة بأنها "متناحرة في ما بينها إلاّ على الإجرام في لبنان وسوريّا، وعلى ترتيب تحالفات اقليميّة لسوريّا قد تفرّغ مضمون القوميّة من معناه وقد تشكّل خطراً على عروبة سوريّا". وتحدّث جنبلاط "عمّا يسمّى مجلس شعب في سوريا"، ووصفه بأنّه "أشبه بمجلس شعب تشاوشيسكو وبئس المصير".

الأزمة الحكومية في لبنان
وفيما راوحت أزمة تعليق وزراء حركة "أمل" و"حزب الله" مشاركتهم في الحكومة مكانها، لفتَ توقّع وزير الاتصالات مروان حمادة أن تحاول دمشق "تعقيد الأزمة الحكوميّة" وتصعيدها بعد التطوّر المتمثل في طلب لجنة التحقيق الدولية الاستماع إلى الأسد والشرع، معلناً رهانه على "حكمة الرئيس نبيه برّي والسيّد حسن نصرالله". وفي هذا الإطار، وفي انتظار نتيجة زيارة رئيس مجلس النواب نبيه برّي إلى المملكة العربية السعودية للقاء كبار المسؤولين فيها ورئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري فضلاً عن أداء فريضة الحج، أكّد رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة انّ "ثمّة بعض الإشكالات، والحكومة تعالج الآن قضيّة اعتكاف بعض الوزراء". وشدّد على "انّنا متمسّكون ببقاء زملائنا، ومتمسّكون بالحكومة أيضاً"، معلناً انّ "علينا أن نعزّز التشاور والحوار للتوصّل إلى قناعات مشتركة تحت سقف الدستور والقوانين"، لافتاً "مَن كان ولا يزال يتصدّى لحماية اللبنانيين والدفاع عنهم" إلى انّ "ذلك لا يكون إلاّ من خلال الدولة(..)".

وقد التقى السنيورة والأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله ثلاث ساعات، وذكرت مصادر الطرفين أن حل الأزمة الحكومية يحتاج إلى مزيد من الوقت والاتصالات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف