علاقة شارون بفرنسا تفتقد للثقة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
اندريه مهاوج من باريس: لم تكن علاقة ارييل شارون بفرنسا من أفضل العلاقات بين رؤساء حكومات اسرائيل وفرنسا. فعلى الرغم من ثوابت السياسة الفرنسية تجاه دولة اسرائيل القائمة على التأكيد على حق الدولة العبرية بالعيش بسلام مع جيرانها وتمتعها بالامن وتوفير الوسائل العسكرية والدعم السياسي لها لتحقيق ذلك، فإن الجفاء طبع علاقة حكومة شارون الاولى بباريس ووصلت الى حد الجفاء ان لم نقل العداء مما ادى مرارا الى تأجيل زيارة رسمية كان يعتزم القيام بها شارون الى فرنسا.
لكن هذه العلاقة استعادت بعضا من حرارتها في السنتين الماضيتين، إذ زار شارون باريس من 26 الى 28 تموز ـ يوليو من عام 2005 تكريسا لاعادة التطبيع بعد وساطات وزيارات متبادلة قام بها وزيري خارجية البلدين لتل ابيب وباريس.
وخلال استقباله لشارون في قصر الإليزيه، قال الرئيس جاك شيراك في كلمته الترحيبية حينها إن فرنسا تقف الى جانب الشعب الأسرائيلي والفلسطيني لمناسبة القرار التاريخي المتعلق باعادة تفعيل عملية السلام في اطار خارطة الطريق التي عليها ان تؤدي الى تمتع اسرائيل بالسلام والامن والفلسطنيين الى بناء دولة تتمتع بمقومات العيش وتحقق لهم الاستقلال.
اما رئيس الحكومة الفرنسية دومينيك دو فيلبان فكان أكثر وضوحا في اشادته بقرار شارون اخلاء المستوطنات اليهودية في قطاع غزة اذ قال في حفل عشاء على شرف شارون في اليوم الثاني لزيارته الى باريس ان هذا القرار الشجاع المتمثل على المدى القصير بالانسحاب من غزة يجب ان يترافق مع قرار مماثل على المدى الطويل في اطار افق سياسي يعيد الى كل شعوب المنطقة الامل بالسلام والازدهار. وهذا هو تحديدا هدف خارطة الطريق التي تبقى المرجعية للجميع . وربما يكون هذا التمسك الفرنسي بمرجعية خارطة الطريق احد اوجه الحذر في علاقة فرنسا مع شارون الداعي الى دفن خارطة الطريق .
ابعد من ذلك، لم يتردد شارون مرارا باتهام فرنسا علنا بممارسة العنصرية على اليهود قائلا في اكثر من مناسبة مع بعض وزراء حكومته الاولى ان فرنسا هي في طليعة البلدان الاوروبية التي تمارس التمميز العنصري بحق اليهود. ووصل به الامر في احدى المناسبات الى دعوة يهود فرنسا للهجرة الى اسرائيل.
ولكن ما كان يزعج شارون ايضا هو الموقف الفرنسي من القضية الفلسطينية، ولم يتوان عن التهجم على سياسة شيراك التي وصفها بانها منحازة للفلسطينيين في تهجم مباشر من شارون على المعادلة التي اعتمدها في سياستها تجاه الملف الفلسطيني ـ الاسرائيلي والقائمة على دعم حق اسرائيل بابعيش بأمن وسلام وتأييد قيام دولة فلسطينة قابلة للعيش .
شارون الذي يعتبر ان شيراك كان صديقا للعرب لم يكن ايضا مرتاحا لموقف الرئيس الفرنسي الى جانب لبنان في كل مرة كان يتعرض فيها هذا البلد لاعتداء اسرائيلي.
وكان شارون يأخذ على شيراك عدم تردده بالوقوف الى جانب الحكومة اللبنانية في المحافل كما انه لم ياخذ عليه تعطيل قرار اوروبي بادراج حزب الله على لائحة المنظمات الارهابية علما ان فرنسا لم تتوانى عن منع بث تلفزيون المنار التابع للحزب عندما بث التلفزيون مسلسلا اعتبر تحريضيا ضد اليهود . وهكذا يمكن القول ان علاقة شارون بفرنسا كانت تفتقد دوما للثقة.