الإعلام الإسرائيلي كيف يعمل و من يتحكم فيه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القدس : تقول اسرائيل انها من الدول الديمقراطية التي تحترم حرية الصحافة و مع ذلك فإن سلطة البث في اسرائيل أحيانا تتحكم بما ينشر بحجة المحافظة على الأمن. ولكن في المحصلة فإن الاعلام الاسرائيلي و تحديدا عندما يتناول القضايا المحلية حر إلى حد ما . وتنتشر في اسرائيل عشرات الصحف و الاذاعات و يوجد بضع محطات تلفزيونية و حسب القانون الاسرائيلي فإن الاعلام محمي من أي تدخل من قبل السلطة التنفيذية في البلاد. و لكن الاجهزة الامنية تتدخل في عمل الاعلام أحيانا. حاييم يافين هو مقدم النشرة الاخبارية الرئيسة في التلفزيون الاسرائيلي القناة الأولى منذ سبعة وثلاثين عاما وهو من الوجوه المشهورة و المؤثرة في الرأي العام الاسرائيلي وهو يعتبر الاعلام في اسرائيل ديمقراطيا وحرا .
حاييم يشرح كيف تدخلت السلطات الاسرائيلية في عمله عندما كان رئيسا للتلفزيون الاسرائيلي في السبعينات من القرن الماضي. يقول حاييم:: " كان هناك أوامر من سلطة البث بعدم اجراء مقابلات مع أعضاء في منظمة التحرير الفلسطينية مثل عرفات و شخصيات اخرى في الضفة الغربية التي كانت معتدلة وليست متطرفة وفعلا لم يكن مسموحا بمقابلتهم ونحن حاربنا من أجل حقنا ووصلت القضية إلى محكمة العدل العليا التي تسير على خيط رفيع هي الأخرى.
كذلك نحن و الحكومة والبرلمان فالكل يسير على هذا الخيط وعندما تصل الامور إلى ماذا نعرض و ماذا لا نعرض فالقضية تذهب إلى المحكمة وفي النهاية فزنا في معركتنا ." يعتبر داني روبنشتاين من أهم الصحافيين الاسرائيليين و هو يعمل في صحيفة هأرتس الواسعة الانتشار ذات التوجه اليساري و هو يرى أن الاعلام هو انعكاس للمجتمع: " الاعلام الاسرائيلي هو إعلام حقيقي و يعبر عن المجتمع فهما الشيء نفسه , فإن كان الرأي العام يمينيا فإن الاعلام يكون يمينيا وليس صحيحا أن التيار اليميني يتحكم في الاعلام لأن النقود والسوق هما من يتحكمان في الاعلام ."
المراقبون للاعلام الاسرائيلي يرون أن الاعلام يساري بعض الشيء فهو يتطرق لما يفعله الجيش الاسرائيلي في الاراضي المحتلة و يعرض بعض التقارير التي لا تصب في مصلحة الحكومة الاسرائيلية . حاييم يافين قام بتقديم سلسلة أفلام وثائقية تسمى أرض المستوطنين تناهض الاستيطان في الضفة الغربية و تعرض لانتقاد قوي من التيار اليميني في اسرائيل. حاييم يوضح الفكرة من هذه الافلام قائلا: " ردة الفعل حول أرض المستوطنين كانت قوية جدا فالبعض من التيار اليمني و المستوطنين قالوا لا يمكن لهذا الرجل أن يقدم نشرات الاخبار ,اخرون قالوا ,لا انتظروا! هذه كانت صورة مقربة للواقع , وأنا لا أخجل أن أقول إن هذا الاستيطان لا يمكن أن يستمر هكذا و الارهاب هو شيء فظيع ولكن يوجد علاقة بين تمسكنا بالارض واحتلال المناطق مع هذا العمل النابع من اليأس من قبل الانتحاريين وأنا قمت بهذا الربط ."
الصحف الاسرائيلية لا تنشر مقالات كثيرة لكتاب فلسطينيين بعكس الصحافة الفلسطينية التي تنشر يوميا مقالات لاسرائيليين. و يرى داني روبنشتاين أن السبب هو الرأي العام: " هذه اشارة توضح طبيعة الاعلام الاسرائيلي حيث لا يريد سماع الفلسطينيين. ليس الاعلام بالضرورة وانما الرأي العام الذي ينعكس على الاعلام لأن علينا أن نبيع الصحف ونعرض اعلانات على التلفزيون واذا كان هناك فلسطينيون لن يكون هناك اعلانات وزبائننا لن يشتروا الصحف أو ينشروا اعلانات ." لغة الاعلام الاسرائيلي ليست فقط العبرية بل أيضا الروسية و العربية و عدد من الاحزاب تملك صحفا وبعض الحركات السياسية اليمينية تملك اذاعات و لكن يبقى الاعلام التجاري هو الانجح و الأكثر تأثيرا .