محمد السادس: لاستكمال بناء مغرب الوحدة

إيلاف من الدير البيضاء: قال العاهل المغربي الملك محمد السادس إن المغرب يقدم على "خوض معركة استكمال بناء مغرب الوحدة، والديمقراطية والتنمية". وأوضح أن عمله كملك للمغرب يطمح أن "يأخذ قطار التنمية البشرية سرعته القصوى. واضاف "غايتنا المثلى ترسيخ دعائم المجتمع التضامني، الذي يكفل الكرامة والمواطنة المسؤولة لكافة أبنائه، في تلازم بين ممارسة الحقوق وأداء الواجبات. وبدون ذلك، لن نكون متجاوبين مع شبابنا، ولا مواكبين لتطور العصر".

وأوضح الملك أنه لا يجب أن ننظر إلى هذه المرحلة، في إشارة إلى 50 سنة على استقلال المغرب، كماض طواه الزمن. ولا أن نبقى سجناء له. وإنما نعتبرها جزءاً من سجل أمتنا العريق".

وأضاف "يظل التاريخ, بالنسبة للمغاربة جميعاً, وسيلة ناجعة لمعرفة الماضي, وفهم الحاضر, والتطلع للمستقبل, بكل ثقة"، وفي هذا السياق أوضح العاهل المغربي في خطاب وجه إلى المغاربة اليوم الخميس، أنه أصدر قرارا "بنشر كل من التقرير الختامي, لهيأة الإنصاف والمصالحة, والدراسة حول حصيلة وآفاق التنمية البشرية ببلادنا, وتمكين الرأي العام من الاطلاع عليهما".

ودعا إلى استخلاص الدروس اللازمة منها. وذلك بما يوفر الضمانات الكفيلة بتحصين بلادنا من تكرار ما جرى, واستدراك ما فات".

وشدد على أن "الأهم, هو التوجه المستقبلي البناء. ذلكم التوجه الإيجابي الذي يقوم على تعبئة كل طاقاتنا للارتقاء بشعبنا, والانكباب على قضاياه الملحة. فما أكثر ما ينتظرنا إنجازه".

وأضاف أنه لا يجب هدر الفرص الثمينة, واستنزاف الطاقات في معارك وهمية. وقد آن الأوان لتدبر حاضر أبنائنا ومستقبلهم. فشبابنا لن يتفهموا عدم تحقيق تطلعاتهم المشروعة للعيش الحر الكريم. ولن يتأتى لنا ذلك إلا بالتشمير عن ساعد الجد, ومواصلة تضحيات جيل الاستقلال, والمسيرة الخضراء. والمضي قدما في إصلاح شامل, عماده الجيل الصاعد. جيل تحقيق التنمية البشرية, والتمسك بالهوية الوطنية, والوحدة الترابية, والتشبث بالملكية المواطنة".

وأثنى على عمل والده الملك الراحل الحسن الثاني لتسوية الملفات الشائكة و"ذلك في إطار التغيير داخل الاستمرارية, التي تطبع نظامنا الملكي"، وأضاف "وإني كوارث لسر والدي المنعم, أحمد الله على أن وفقنا للنهوض بهذه الأمانة. وباسم الشعب المغربي قاطبة, فإني أرفع هذه البشرى, لتزفها ملائكة الرحمان, إلى روحه الطاهرة. وتثلج بها قلبه, وأفئدة جميع الضحايا والمتضررين, وكل الأسر المكلومة, التي هي محط عطفنا وعنايتنا".

وقال الملك أنه "واثق أن هذه المصالحة الصادقة التي أنجزناها, لا تعني نسيان الماضي, فالتاريخ لا ينسى. وإنما تعتبر بمثابة استجابة لقوله تعالى : "فاصفح الصفح الجميل". وإنه لصفح جماعي, من شأنه أن يشكل دعامة للإصلاح المؤسسي. إصلاح عميق يجعل بلادنا تتحرر من شوائب ماضي الحقوق السياسية والمدنية. وبذلكم نعبد الطريق المستقبلي, أمام الخمسينية الثانية للاستقلال, لتركيز الجهود على الورش الشاق والحاسم, للنهوض بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية, لكافة مواطنينا".

وأوضح الملك محمد السادس أن التركيز يجب أن يتوجه إلى المستقبل، "لاستكمال المواطنة الكريمة, بتجديد العهد على إنجاز الورش المستديم للتنمية البشرية. وعلى التعبئة الشاملة لطاقات شبابنا, وفسح المجال أمام كل المبادرات المنتجة للثروات الاقتصادية, أو المبدعة في كل مجالات العلوم والفنون, داخل المغرب وخارجه. غايتنا المثلى بناء مغرب تكافؤ الفرص والمسؤولية".