السعودية تفتح النار على الجعفري
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سلطان القحطانيمن الرياض: مراقبونكثر اعتبروا أن رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته إبراهيم الجعفري قد أخطأ استخدام ورقة اللعب ضد السعودية للحصول على مكاسب سياسية في الداخل العراقي بعد أن تهاوت أبراج نفوذه متخذاً من قضية الحجاج العراقيين، العائدين من الحدود السعودية بعد أن زاد عددهم عن الحصة المقررة، رأس "الورقة التي أدمت أصابعه" على حد تعبيرهم، خصوصاً بعيد سيل الزيارات التي قام بها الجعفري منذ تشكيل حكومة العراق الأولى إلى السعودية وتحدث خلالها بأنمق العبارات وأكثرها أناقة حول العلاقة مع الجار السعودي.
وساق المراقبون ما عدوه تناقضاً بين قول المسؤول العراقي وما حدث على أرض الواقع خلال رئاسته وفد بلاده إلى الحج قبيل توليه كرسي رئاسة الوزراء ولم يسمعوا له آنئذ شكوى أو تذمراً من تعامل الجانب السعودي فيما يتعلق بحجاج العراق وعددهم، ما يجعل مصداقية الجعفري على المحك. أما الحكومة السعودية فقد استهجنت بدورها استخدام رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته الحج كورقة يعالج بها "ترضي مكانته السياسية داخل بلاده وزجه بشؤون الحجاج لتحقيق مكاسب انتخابية وأن المملكة ستظل بإذن الله هي الخادمة القائمة على كل شؤون الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين وزوار بالكفاءة والأمانة وابتغاء الأجر والثواب التي يشهد بها الجميع".
وعقب مصدر مسؤول في وزارة الحج بالمملكة العربية السعودية على تصريحات رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته إبراهيم الجعفري يوم أمس الخميس التي قال فيها ن المملكة العربية السعودية لم تسهل دخول العراقيين الراغبين في أداء فريضة الحج لهذا العام وأن المملكة لم تأخذ في الاعتبار رغبة أعداد متزايدة من العراقيين أداء فريضة الحج منذ سقوط نظام صدام حسين .
وقال المصدر إن إبراهيم الجعفري ترأس بعثة حج بلاده قبل توليه منصب رئيس الوزراء في العراق ويعرف حق المعرفة التفهم الكبير والجهد المنقطع النظير والمرونة الفائقة التي تبديها جميع الجهات المعنية بالحج في المملكة للتسهيل على الحجاج العراقيين وكيف أن أعداد الحجاج العراقيين الذين قدموا لأداء فريضة الحج خلال العامين الماضيين قد زاد بأكثر من 40 في المائة عن الحصة الرسمية المقرة لحجاج العراق على أساس قرار مؤتمر وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي الذي حدد حصة كل دولة بألف حاج لكل مليون من سكانها من المسلمين وزاد بأكثر من الضعف عما كان عليه في سنوات حكم نظام صدام حسين.
أضاف المصدر كذلك أن "المملكة خلال العامين الماضيين قبلت بتقديرات الجانب العراقي لعدد السكان بالرغم من المبالغة فيه وتعاملت المملكة بكل التعاون مع عدم قدرة السلطات العراقية المعنية بالحج وعلى رأسها السيد إبراهيم الجعفري على ضبط إصدار وثائق السفر للمواطنين العراقيين الراغبين في أداء مناسك الحج وعجزها عن توزيع تلك الوثائق بصورة عادلة منصفة بين فئات الحجاج العراقيين المختلفة وكيف كان كل ذلك يخضع للحسابات الفئوية والمناطقية وحتى المذهبية".
وقال أن الحكومة السعودية قدمت يد العون في كل مرة للتسهيل على أكبر عدد من الحجاج العراقيين للقدوم عن طريق الجو وغضت الطرف عن عجز السيد إبراهيم الجعفري في الوصول إلى اتفاقية نزيهة لاستئجار الطائرات اللازمة لنقل هؤلاء الحجاج وتذبذب قراره بين لحظة وأخرى.
وأضاف المصدر أن المملكة كانت طوال السنوات الماضية وما تزال "خير معين للعراق في تنظيم أمور حجاجه واستيعابهم وخصهم دون غيرهم بأخذ تأشيرات الحج من منافذ الدخول كما تعاملت بالتقدير والاحترام مع الأخوة القائمين على شؤون الحج في العراق وتفهمت صعوباتهم وتغاضت عن عدم التزامهم بما يبرم معهم من اتفاقيات حول أعداد حجاجهم ومنافذ دخول وخروج هؤلاء الحجاج وأعانتهم على إيجاد الحلول لكل مشكل وقفوا عاجزين أمامه واستضافت ألوفا من الحجاج العراقيين تقديرا لطلبات الجانب العراقي وكان السيد إبراهيم الجعفري تحديدا من أكثر من قدرتهم المملكة وأعانته على تصريف شؤون الحج ووضعته محل الاحترام والضيافة".
وكان الجعفري انتقد "الموقف الغامض" للسلطات السعودية من التعامل مع زيادة عدد الحجاج العراقيين عن المقرر للعراق وعدم تساهلها في دخولهم إلى أراضيها معلناً عن تشكيل لجنة في وزارة الداخلية للتحقيق في أمر الزيادة وكشف الجوازات المزورة وتحديد المسئولين عن ذلك وتوقع تشكيل الحكومة العراقية الجديدة خلال ثلاثة أشهر .
وقال " لقد بذلنا جهوداً كبيرة في سبيل تسهيل مهمة دخول الحجاج العراقيين المتبقين في المطار وبعض المناطق الحدودية إلا أن الطرف السعودي لم يكن واضحاً في موقفه رغم إننا لا نريد الخلط بين المسار السياسي ومسار تعاطي السعوديون مع موسم الحج ولكن أقول لهم إنني لم اصبر على تعاملي معهم بهذه الطريقة إلا من اجل عوائل الشهداء خاصة وأبناء الشعب ككل وأتمنى من الشعب العراقي أن ينسى هذا الموقف، ولتعلم الحكومة السعودية أن العراقيين جاءوا لأداء فريضة الحج ومع ذلك كان موقفهم غامضاً في تجاوز هذه الأزمة" .
وأضاف "على السعوديين أن يفرقوا بين فعل مجموعة شواذ قاموا بتزوير جوازات سفر وبين شعب أصيل يتوق لأداء مناسك الحج بعد أن حالت الظروف السابقة في زمن النظام المقبور دون أدائها وليتعاملوا مع الموقف كما تعاملنا معهم عندما كان ولا زال السعوديون يتصدرون قائمة الإرهابيين الذين يأتون إلى العراق ليقتلوا أبناءه ، ولقد فرقنا بين السعودية كشعب وكحكومة وبين هؤلاء رغم أنهم سعوديون" .