دعوة الى عدم الربط بين شارون وعملية السلام

رام الله (الضفة الغربية): قالت الصحيفة الناطقة باسم السلطة الفلسطينية اليوم أن أرييل شارون "لا علاقة له" بعملية السلام، مستغربة أن يكون ادخال رئيس الوزراء الاسرائيلي الى المستشفى قد أثار التساؤلات بشان مصير هذه العملية.وفي مقالة لرئيس تحرير "الحياة الجديدة"، اسف حافظ البرغوثي ل"غباء" المحللين والصحافيين الذي يتساءلون حول مصير عملية السلام في مرحلة ما بعد شارون. وقال "لا علاقة للسيد شارون من قريب او بعيد بعملية السلام فهو شخصيا كان يصف لقاءاته مع الفلسطينيين بانها اتصالات وليست مفاوضات فاين عملية السلام في هذا الكرنفال الدموي؟".

واكد البرغوثي انه "منذ تسلم (شارون) السلطة في اسرائيل (في شباط/فبراير 2001) اوقف المفاوضات ودفن الاتفاقات السابقة وحتى التي يتوصل اليها على شكل تفاهمات لم ينفذها بحجة عدم وجود شريك فلسطيني". واضاف "عندما وافق على خارطة الطريق وضع الى جانبها 14 تحفظا تنسفها من الاساس ثم وضع خطة الانفصال عن الفلسطينيين ونفذ مرحلتها الاولى في غزة منفردا وكان منهمكا في اعداد المرحلة الثانية في الضفة (الغربية)".

واتهم رئيس تحرير الصحيفة شارون بالسعي الى ضم مساحات واسعة من الضفة الغربية و"اقامة كيان فلسطيني مؤقت ضمن حل مؤقت طويل المدى". وتابع "ان مثل هذا المشروع انما وضع لتعطيل تنفيذ خارطة الطريق وهو افضل وصفة لاطالة سفك الدماء الى عقود مقبلة". ويتعارض مضمون هذه المقالة مع تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس وزرائه احمد قريع اللذين اكدا انهما يتابعان بقلق الوضع الصحي لرئيس الوزراء الاسرائيلي الذي اصيب بجلطة حادة في الدماغ، متمنيين له الشفاء العاجل.

وفي تصريح للصحافيين اليوم الاحد في رام الله، تمنى قريع مرة جديدة لشارون "الشفاء العاجل".وقال "نامل ان تكون اي انعكاسات لمرض شارون انعكاسات ايجابية على عملية السلام وان نبدأ حقبة جديدة نكون فيها شركاء ويكون هناك مفاوضات بين الجانبين (...)". ولطالما كان شارون المدافع الاول عن الاستيطان في الاراضي المحتلة وعن تطبيق حل احادي الجانب بالقوة للصراع بين اسرائيل والفلسطينيين الذين يعتبرونه المسؤول عن مجاز صبرا وشاتيلا في لبنان عام 1982 ومسبب الانتفاضة الثانية.

في المقابل، يعتبر المسؤولون الفلسطينيون في ما بينهم ان كون شارون قائدا قويا وشعبيا، يمكنه التوصل الى حل مع الفلسطينيين من خلال اتباع سياسة براغماتية، كما حصل مع الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة في ايلول/سبتمبر بعد 38 سنة من الاحتلال.