أخبار

خدام : أسعى لتشكيل حكومة منفى من باريس

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نافياً أنباء عن انتقاله إلى السعودية أو الإمارات
خدام : أسعى لتشكيل حكومة منفى من باريس


نبيل شرف الدين من القاهرة: في وقت نفى فيه عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق أنباء عن طلب فرنسي بانتقاله للإقامة في السعودية أو الإمارات، فقد نقلت اليوم السبت مجلة "دير شبيغل" الألمانية عنه قوله، إنه بدأ بالفعل في تشكيل حكومة في المنفى، معرباً عن اعتقاده أن الرئيس السوري بشار الأسد "سوف يجد نفسه مضطراً إلى التنازل عن السلطة قبل نهاية هذا العام"، ووصف خدام الأسد بقوله "إنه رجل شديد التهور وهو دائما ما يفقد هدوءه"، على حد تعبير النائب السابق للرئيس السوري .

من جانبه أعلن جهاد نجل عبد الحليم خدام اليوم السبت في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة "فرانس برس" في باريس أن والده سيبقى في فرنسا ولا ينوي الانتقال إلى السعودية أو الإمارات .

وتحدثت أنباء عن توجه مبعوث فرنسي إلى السعودية من أجل بحث مسألة ترتيب انتقال خدام إلى المملكة إلا أن طلبه قوبل بالرفض هناك؛ الأمر الذي دفع المبعوث إلى التوجه للإمارات لبحث ذات الموضوع مع المسئولين في دولة الإمارات، غير أن خدام نفى علمه بهذه الأنباء، قائلاً إن أحداً لم يفاتحه في مغادرة باريس أبداً .

ومضى خدام الذي يتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقراً له قائلاً إن بشار الأسد يواجه ضغوطا متزايدة من المشاكل الاقتصادية في الداخل ومن التحقيق الدولي في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري .

وجدد خدام اتهاماته السابقة لبشار الأسد قائلاً "إنه على قناعة تامة بأن الرئيس السوري بشار الأسد هو الذي أعطى الأوامر باغتيال الحريري"، موضحاً أنه أبلغ رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقيل ديتليف ميليس وأعضاء اللجنة الذين التقاهم في باريس مؤخرًا بأن "مثل هذا القرار لا يتخذه إلا رئيس دولة"، حسب تعبيره .

لقاء الشهابي
ونفى نجل خدام أنباء اوردتها بعض وسائل الاعلام مفادها ان والده يخضع لضغوط فرنسية من أجل ان يغادر البلاد، مؤكدا "ليست هناك أي مضايقات من الحكومة الفرنسية بل العكس ولا مشروع للانتقال للسعودية"، واعتبر ان هذه الانباء "تضليل" من قبل النظام السوري، واكدت السلطات الفرنسية اكثر من مرة انها لم تجر "اي اتصال" مع خدام وانه "يقيم في باريس بصفة شخصية" .

أما عبد الحليم خدام نفسه فقد برر خلال مقابلة اجرتها معه وكالة (فرانس برس) تحركه "اجريت اتصالات مع شخصيات من حزب البعث العربي الاشتراكي وأحزاب اخرى في سوريا وستجري اتصالات اخرى مع آخرين"، وحين سئل عن دوافع تحركه قال خدام إنه قرر الحديث بعد اتصالات اجراها مع بعض المسؤولين وممثلي القوى السياسية"، على حد تعبيره .

ومضى خدام قائلاً إن دعوته موجهة الى كل السوريين لأن يسهموا في تقرير مصير بلادهم، مؤكدا ان "الشعب السوري متذمر من النظام الحالي ومن واقع تسلط أجهزة الأمن ومصادرة الحريات والفساد الذي تقوم به الدائرة المقربة من رئيس الدولة".

وقال خدام في حضور نجله جهاد وعدد من افراد عائلته انه التقى رئيس الاركان السابق العماد حكمت الشهابي "بصفته صديقا" قبل ان يطل بموقفه المعارض وتصريحاته الصاخبة على الاعلام في 30 كانون الاول (ديسمبر) من دون ان يحدد مكان عقد ذلك اللقاء .

وأكد احد المقربين من رئيس الاركان السابق المقيم في لوس انجليس بالولايات المتحدة والذي يتنقل كثيرا ان "الشهابي لا يطمح الا لان ينساه الجميع"، فيما يرد اسمه في بعض وسائل الاعلام كاحد الناشطين في المعارضة.

ويضاعف خدام الذي لجأ مع عائلته الى باريس حيث يقيم في منزل فخم، المداخلات الاعلامية منذ نحو اسبوعين موضحا انه يسعى لاثارة "انتفاضة شعبية" ضد بشار الاسد، وهو يتهم الرئيس السوري بانه اصدر أوامر باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في 14 شباط/فبراير في بيروت في عملية تفجير وجهت اصابع الاتهام بها الى دمشق.

خدام والإخوان
وعن صدور تصريحاته من فرنسا التي انتقل اليها بعد ان استقال من مهامه في السلطة والحزب في حزيران (يونيو) الماضي قال ان "السوريين يعرفون انني لو كنت وجهت هذا الكلام من سوريا لكنت قتلت كما قتل غيري"، معتبرا ان "الشعب السوري يقدر اسباب انتقالي الى فرنسا" .

واضاف في سياق انتقاداته للنظام السوري ان "هذا النظام لا يحتمل كلمة نقد واحدة فهو خائف من اطلاق حرية الناس وسيتعامل معهم بالعنف وهو خائف من الخارج يتعامل معه بالتنازلات". وسئل خدام ان كان ينوي طلب اللجوء السياسي الى فرنسا فقال "ابدا".

وفي دمشق، نأى عدد من المعارضين بانفسهم عن مواقف خدام احد اقرب المعاونين السابقين للرئيس الراحل حافظ الاسد الذي حكم بلاده بيد من حديد.

وحده علي صدر الدين البيانوني المراقب العام للاخوان المسلمين في سوريا اعلن من منفاه في لندن استعداد تنظيمه للعمل مع خدام لتغيير النظام في سوريا، مع الاشارة الى انه غير مقتنع بمواقف خدام المعلنة من اجل الديموقراطية.

وفي معرض تعقيبه على احتمال وقوع انتفاضة شعبية في هذا البلد الذي تسيطر عليه أجهزة الأمن منذ عقود قال معارض سوري يقيم في باريس طلب عدم كشف اسمه لوكالة (فرانس برس) أن "هذا أمر مستبعد تماماً" .

كما اعتبر الكاتب والصحافي البريطاني باتريك سيل ان "هذا امر يصعب تصوره ويتطلب سنوات وحتى تنظيما سريا". ولا يرى سيل المتخصص في شؤون الشرق الاوسط "من اين يمكن ان يأتي الدعم" لخدام الذي يعتبر في بلاده على حد قوله "من قضى على ربيع دمشق" الذي اعقب تسلم بشار الاسد مقاليد السلطة في العام 2000.

وتبقى فرضية حصول خدام على دعم من فرنسا او الولايات المتحدة اللتين تقفان معا خلف قرار مجلس الأمن 1559 الذي أدى الى انسحاب الجيش السوري من لبنان وتواصلان الضغط على سوريا من اجل ان تتعاون مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري، ورأى سيل ان "الولايات المتحدة وفرنسا واسرائيل لا تريد إطاحة بشار بل اضعافه" وارغامه على "التضحية" ببعض المقربين منه.

من جانبه أوضح الصحافي والسجين السياسي السابق ياسين الحاج صالح في دمشق انه "من المستبعد ان تقوم شخصية مثل خدام بمثل هذه المبادرة بدون خطة أو توافق مع جهات دولية او اقليمية او حتى محلية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف