أخبار

عض الأصابع مستمر بين إيران والأسرة الدولية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

اندريه مهاوج من باريس : وسط تأكيدات ايران بأنها لا تخاف من نقل ملفها النووي الى مجلس الامن الدولي الذي قد يفرض عليها عقوبات ستؤدي الى مقاطعة دولية ، ووسط تلويح بعض المسؤولين الايرانيين باحتمال استخدام سلاح النفط لمواجهة اي عقوبات يعقد في لندن اليوم اجتماع على مستوى الخبراء الدوليين يضم ممثلين عن الترويكا الاوروبية اي فرنسا والمانيا وبريطانيا وعن الولايات المتحدة الاوروبية وروسيا والصين لمناقشة الاجتماع المبكر للوكالة الدولية للطاقة الذرية والاجراءات المقبلة التي يمكن اتخاذها في ضوء اصرار ايران على مواصلة ابحاثها النووية لتخصيب اليورانيوم بعدما كانت ازالت الاسبوع الماضي الاختام التي وضعتها الوكالة الدولية على ثلاثة مواقع نووية .

وقبل ساعات من بدء الاجتماع يتشبث كل طرف بموقفه في محاولة لرفع سقف المطالب والتهويل على الطرف الاخر بالثمن الباهظ الذي قد يدفعه اذا لم يقدم تنازلات . فالخبراء الذين يجتمعون في لندن يمسكون بورقة تدويل القضية وفرض عزلة على ايران تماما كما حصل بالنسبة الى النظام العراقي السابق مع اعتراف البيت الابيض نفسه بأن ايران ليست العراق ولكن من دون ان يغلق الباب امام اللجوء الى كل الاحتمالات كما قال الناطق باسمه الاسبوع الماضي والاروبيون يلوحون بوقف المفاوضات وتحميل اسرائيل تبعات هذه الخطوة كما اعلن الناطق باسم الخارجية الفرنسية نهار الجمعة الماضي محملا طهران مسؤولية ترك طاولة المفاوضات بينما ترك وزراء خارجية الترويكا الذين اجتمعوا في برلين في الثاني عشر من الحالي الجزرة ممدودة باتجاه ايران من خلال تاكيدهم على ضرورة حل الازمة بالسبل الدبلوماسية .

بالمقابل فان ايران لم تتردد في التلويح باستخدام ورقة الضغط الاساسية لديها وهي امكان اللجوء الى سلاح النفط الذي لا يزال يشكل هاجسا لدى الدول الغربية منذ استخدامه في بداية سبعينات القرن العشرين. وتعرف ايران تماما مدى القلق الذي يشكله التلويح بهذا السلاح وتعتمد على ضغط اللوبي الاقتصادي الاوروبي على الطبقة السياسية لعدم الوصول في المواجهة الى النهاية حتى لا يدفع الثمن لهذه الازمة السياسية ، الاقتصاد الاوروبي المتأرجح في بداية هذه السنة بين استعادة حيويته وبين مخاوف العودة الى الركود فيما الاسعار عرفت خلال السنة المنصرمة أعلى مستوى لها قد يتم تجازوه في حال حصول ازمة نفطية وهو ما يستشف من كلام مندوب ايران لدى دول الاوبيك والذي دعا هذه الدول الى خفض الانتاج من دون ان يربط ذلك مباشرة بازمة الملف النووي في حين نبه وزير الاقتصاد الايراني بطريقة مباشرة من احتمال وصول الاسعار الى مستويات لم تعرفها في السابق . ومن اجل زيادة التهويل على الدول الغربية والتاكيد على جدية تهديدات ايران صعد الرئيس محمود احمدي نجاد الى الواجهة محذرا الدول الاوروبية من انها ستندم حيث لا ينفع الندم اذا اقدمت على نقل الملف الى مجلس الامن ، وهو امر لن يؤد الى حل الازمة وفقا لما قاله الناطق باسم الخارجية الايرانية علي رضا اصفي.

وبين ما يخفيه الحزم الغربي وخصوصا الاميركي تجاه ايران من مصالح اقتصادية او امنية منها ما يتعلق بالوجود الاميركي في دول الخليج لتأمين المصالح الاستراتيجية الامنية والسياسية والاقتصادية للولايات المتحدة ولازالة اي تهديد محتمل لاسرائيل ، وما تسعى اليه ايران من الحصول على اعتراف دولي لمكانتها كقوة اقليمية لها ايضا مصالحها في الخليج وفي الشرق الاوسط يبرز مجددا الخوف لدى بعض دول المنطقة من امتداد النفوذ الايراني مجددا اليها بعدما كانت الحرب العراقية ـ الايرانية في ثمانينات القرن الماضي قد انهكت ايران عسكريا واقتصاديا وبشريا . وقد عبر عن ذلك وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الذي حذر من ان برنامج ايران النووي سيصيب المنطقة بكارثة داعيا الرئيس الايراني الى نسيان المشروع النووي حتى لاغراض سلمية مذكرا في اطار الكارثة المحتملة بحادثة مفاعيل تشرنوبيل النووي . وطالب سعود الفيصل الرئيس الايراني بتخفيف التشنج في سياسته الخارجية وعدم التدخل في العراق مشددا على ضرورة جعل دول المنطقة خالية من السلاح النووي منتقدا في الوقت نفسه تغاضي المجتمع الدولي عن امتلاك اسرائيل هذا السلاح .

والامل المتاح وسط عض الاصابع بين ايران والاسرة الدولية قد يأتي من موسكو اذا ما ترجم بريق التفاؤل الذي روج له بعض المسؤولين الايرانيين بالتوصل الى حل مرضى خلال المفاوضات المقبلة في موسكو بشان تخصيب اليورانيوم داخل روسيا بشكل يعطي الاوروبيين والوكالة الدولية للطاقة الذرية ضمانات عملية على نوايا ايران السلمية وفقا لما طالب به الناطق باسم الخارجية الفرنسية .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف