ميليس : لا نزال ننتظر جواب الأسد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
هسام في دفعة الاستجوابات إلى فيينا
ميليس : لا نزال ننتظر جواب الأسد
في إيلاف أيضا
هسام يشبه رسم مشبوه في اغتيال حاوي
تقرير ميليس يتهم .. دمشق حركت هسام
إيلي الحاج من بيروت : لا يزال رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس ينتظر رد سورية على طلبه استجواب الرئيس بشار الأسد في قضية اغتيال الرئيس الحريري، استناداً إلى عدد كبير من إفادات مختصرها أن الرئيس السوري هدد رئيس حكومة لبنان السابق صراحة بقتله وتدمير بلاده على رأسه. وفي حين يبدو واضحاً ارتباك النظام السوري في التعامل مع هذا الطلب ، فتارة يرفض كلياً وطوراً يقبل بشرط أن يكون الاستجواب خطياً تليه زيارة عادية، يقول ميليس إن "شهادة النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام كانت حقاً مفاجأة. إن خدام ليس شخصاً عادياً، فهو كان طوال 20 عاماً نائباً للرئيس. إن شخصا بموقعه يمتلك الكثير من المعلومات، يدلي بها خاصة لوسيلة إعلامية عربية لها صدقيتها، يؤكد هذا الأمر ما توصل إليه المحققون الدوليون. هذه فعلاً مفاجأة!".وفيما يأمل أركان النظام السوري أن تدرك الدول المهتمة مقدرة دمشق على تحويل لبنان أرض حرائق إذا استمر الضغط عليها، سواء عبر مسلسل الاغتيالات والتفجيرات أو عبر رفع منسوب التوتر السياسي والميداني بالاتكال على حلفاء استنهضتهم ليدافعوا عنها بأسلوب تحريك الشارع، يبدي هؤلاء الأركان تجاوباً مع لجنة التحقيق الدولية يراد منه إفهام الجميع أن أبواب الحلول الإيجابية تظل مفتوحة إذا ابتعدت اللجنة عن الرئيس السوري والحلقة الضيقة المحيطة به ، كشقيقه قائد الحرس الجمهوري ماهر الأسد وصهره رئيس الاستخبارات العامة آصف شوكت. في هذا الإطار تجيء جولة جديدة من الاستجواب بدأت اليوم في مقر للأمم المتحدة فيينا ويخضع إليها، على التوالي، أربعة من الضباط السوريين هم : رئيس الاستخبارت السورية في لبنان سابقا العميد رستم غزالي ومساعداه في بيروت العميدان محمد خلوف وجامع جامع ومسؤول الاستخبارات السورية سابقا في جبل لبنان العميد سميح القشعمي .
هسام في فيينا
ليظهر فيها هسام واقفا بالقرب من عائلة الراحل لكن وكالة "رويترز" نقلت عن مصادر دبلوماسية في بيروت اليوم أن الشاهد السوري المثير للجدل هسام طاهر هسام هو من بين الأربعة الذين ستستجوبهم اللجنة في فيينا.
وكان محامي هسام، عمران الزعبي، قد كشف أن موكله وأفراد عائلته رفضوا طلبا لاستجوابهم في مقر لجنة التحقيق في المونتفردي قرب بيروت.
وعلل موقفهم بأنهم "لا يثقون بأي ضمانات قانونية تقدم لهم لأن القائمين على الأمن في لبنان، سواء في الأمن الداخلي أو وزارة الداخلية كانوا ممن أجبروا هسام على الإدلاء بشهادته تحت الضغط". وأضاف أن "الرفض يستند إلى أصول قانونية أهمها ضرورة شعورالشاهد بالأمان الجسدي والنفسي" وإن موكله وأهله "وضعوا أنفسهم بتصرف لجنة التحقيق الدولية في أي مكان في العالم ولكن ليس في لبنان".
ويُقال في بيروت إن الرئيس الجديد للجنة التحقيق سيرج براميرتس سيصل الأسبوع المقبل إلى المونتيفردي التي ستشهد على الأثر حركة تحقيقات كثيفة، يواكبها القاضي ميليس لمرحلة انتقالية قد تمتد أسبوعين او أكثر يسلم بعدها الملف نهائياً إلى خلفه البلجيكي، وربما يعيّن في مرحلة لاحقة مدعياً عاماً في القضية.
ويقول مصدر دبلوماسي غربي في بيروت ان من أولى الخطوات التي سيقوم بها براميرتس طلب توقيف ضباط سوريين أبرزهم غزالي استنادا إلى منطق قرار مجلس الامن الدولي رقم ١٦٤٤ ، باعتبار ان المعطيات التي وضعها القاضي ميليس تكفي لوضع غزالي وضباط آخرين على لائحة المشتبه بهم.
ميليس والمهمة الأخطر
وقد عرّب مراسل صحيفة "السفير" اللبنانية في برلين غسان بو حمد حديثاً خاصاً لميليس نشره موقع "شتيرن أونلاين" الألماني واعتبره فيه ، أكثر إنسان عرضة للخطر في منطقة الشرق الأوسط. وهذا نصه:
كم هو عدد رجال الأمن الذين يحرسونك؟
ميليس: لا أستطيع البوح بذلك، فالحديث عن الحماية الأمنية هنا في ألمانيا ممنوع، وفي لبنان كان بالإمكان عدّهم على الأصابع، عشرة حراس من قبل الأمم المتحدة يضاف إليهم من 20 إلى 30 عنصراً من الجيش اللبناني، لكن هذه حاجات تفرضها ضرورات العمل.
على ما يبدو سوف تعيش إلى فترة معينة في ظلّ الحماية الشخصية؟
ميليس: نعم للأسف. عندما قررت قضاء عطلة لعدة أيام وضعوا بتصرفي سيارتين مصفحتين ورجال أمن أمام منزلي في العطلة، نقلوني من المطار وإليه، وأنا شخصيا ولجنة التحقيق أصبحنا أشخاصا مهمين بسبب طبيعة عملنا وهذا الأمر ليس فقط في لبنان. إن اسمي وأعضاء لجنة التحقيق الدولية شئت ذلك أم أبيت من الرموز التي تمثل القيم الغربية، وهذه الرموز هي المطلوب تحطيمها أولاً، ومن هذا التصور يكتسب أي اعتداء علينا معانيه، وبالإضافة إلى ذلك وبكل تأكيد فإن ذلك في حال وقوعه لن يُدخل لبنان في أزمة سياسية.
قبل أربع وعشرين ساعة من تقديم عرضك أمام مجلس الأمن الدولي في الامم المتحدة في نيويورك والمتعلق بقضية اغتيال الرئيس الحريري، تعرض ناشر صحيفة في بيروت هو النائب جبران تويني للاغتيال بانفجار سيارة، هل يوجد هنا أي رابط؟
ميليس: بكل تأكيد. لقد قصد القاتل إسكات صوت معارض لسوريا عبر اغتيال جبران تويني، ومن خلال هذه الحادثة كان الهدف تهديد الصحافيين والسياسيين وإشعار كافة الناس بالخوف، والهدف كان بكل تأكيد هو تحقيق الفوضى ودفع البلاد للشعور باليأس، وهذا ما سعى إليه القتلة، وقد نجحوا بدفع لبنان عدة أشهر إلى الوراء. ولقد حقّقت منذ تاريخ استلامي لمهامي في العديد من جرائم القتل، ولكن لم يسبق لي إطلاقا أن كنت على معرفة شخصية مسبقة بالضحية. هنا مع الضحية تويني يختلف الموضوع، كنت أعرفه شخصياً وأجده لطيفاً إلى درجة كبيرة، وكان واحداً من بين أكثر من 500 شاهد في الحادثة قمت شخصيا بالتحقيق معهم.
هل كانت هناك أدلة تشير إلى خطر يتهدد حياة تويني؟
ميليس: كان واحدا من بين ثلاثة أشخاص عرضة للخطر في لبنان، وتعجبت من سهولة تعامله مع الأوضاع التي تتهدده، ولقد علمنا بوجود لائحة اغتيالات أعدها السوريون وكان اسم تويني في مقدمة اللائحة. وعندما اطلعت على الأسماء طلبت من ضابط الارتباط اللبناني إطلاع تويني فوراً وتحذيره، وقد دفع تويني نفسه إلى دائرة الأمان، وذهب إلى باريس، مثله مثل (النائب) سعد الحريري، نجل (الرئيس) رفيق الحريري وسواهما من الشخصيات السياسية اللبنانية التي كانت أسماؤها مدرجة على لائحة الاغتيال. وبعد غيابه عدة أشهر عن لبنان عاد تويني لمدة 12 ساعة إلى لبنان، حيث اغتيل في هذا الوقت. وعلمت باغتيال تويني صباحاً وأنا في فندقي في نيويورك حيث اقترب مني رجل الأمن اللبناني وهمس في أذني: lt;lt;هل سمعت الخبر جبران تويني!gt;gt;. في البداية ذهلت ثم عدت إلى تدبيج تقريري تمهيدا لإطلاع الأمم المتحدة عليه، وسألت نفسي: lt;lt;كيف يمكن أن يحصل ذلك؟gt;gt;، وlt;lt;لماذا يقدم المرء على هكذا فعل؟gt;gt;. وكان الجواب على تساؤلي سهلا: إن اغتيال تويني هو رسالة شخصية لي ولأعضاء لجنة التحقيق، وأرادوا إطلاعنا على الآتي: باستطاعتكم عمل ما تشاؤون! هذا لن يفيد شيئا، وباستطاعتك كتابة ما تشاء من التقارير، ونحن سنتابع على الرغم من كل شيء!
هل وصلك تهديد مباشر بقتلك؟
ميليس: نعم! لكن كنت بحراسة المرافقين قدر الإمكان، لكن الشعور بالسوء بقي بالطبع. وعندما كنت أمر في بيروت بالقرب من سيارة شحن وأتخطاها كنت أسأل نفسي: لماذا لم تنفجر؟!
كنت في لبنان إلى حد ما lt;lt;بطلاً وطنياgt;gt;، وقد أطلق بعضهم اسمك (lt;lt;ميليسgt;gt;) على أولاده؟
ميليس: سمعت بهذا الأمر، وهذا شيء كثير بالنسبة لي حتى ولو كان المقصود به خيراً. وعندما تناولت lt;lt;غداء عملgt;gt; مع وزير العدل اللبناني في مطعم جاء إلي أحد الزبائن وطلب مني أن أكون lt;lt;رئيس جمهورية لبنانgt;gt;، وعندما غادرت مع الوزير المطعم صفق الزبائن، وهذا الأمر لا أستسيغه لأن الناس لا تصفق عادة للمدعي العام. وفي السياسة اللبنانية لم أتخل عن مهمتي كضيف وكمحقق دولي!
حاولت سوريا التقليل من شعبيتك، هل أساءك هذا الأمر؟
ميليس: وجدت بعض الأمور محببة ومدعاة للابتسام. إن الناس تقرأ وتسمع ولكن ما من أحد يأخذ الأمور على محمل الجدّ، وسمعت بخبر دعوتي إلى متن مركب (ياخت) واحتسائي للنبيذ بمبلغ 1200 دولار، أو بخبر يشير إلى أن والدي عضو في الاستخبارات الأميركية، أو بخبر يشير إلى أن أمّي يهودية ومدفونة في هضبة الجولان المحتلة من إسرائيل منذ العام 1967. كل هذا هراء، فأمي مسيحية بروتستانتية وتعيش في برلين وبصحة جيدة(...).
كيف توصلت إلى اتهام السوريين؟
ميليس: كما في قضية lt;lt;لابيلgt;gt;، حيث حصلنا على معلومات من أرشيف الاستخبارات الألمانية الشرقية، ولكن التحقيقات في لبنان كانت مثيرة خاصة بعد شهادة عبد الحليم خدام. وحقاً كانت هذه مفاجأة. إن خدام ليس شخصاً عادياً، وهو كان طوال 20 عاماً نائباً للرئيس. إن شخصا بموقعه يمتلك الكثير من المعلومات، يدلي بها خاصة لوسيلة إعلامية عربية لها مصداقيتها، يؤكد هذا الأمر ما توصل إليه المحققون الدوليون، وهذه فعلاً مفاجأة!
لقد استمعت إلى شهادة عدد من المسؤولين السوريين وطلبت الرئيس بشار الأسد للشهادة، فهل لبّى السوريون طلبك؟
ميليس: سوف ننتظر، وكما يؤكد السوريون طلبنا الاستماع إلى شهادة الرئيس السوري في دمشق، وبعد ذلك يبقى على الحكومة السورية اتخاذ القرار. إن موقفها يشير إلى مدى استعدادها الإيجابي للتعاون.
ذكرت في تقريرك في نيويورك أن التحقيقات في قضية الحريري قد تستغرق عدة سنوات والمحقق البلجيكي الذي يخلفك مدة عمله هي فقط لستة أشهر، فهل تتوقع العودة لاحقا لمتابعة هذا الملف؟
ميليس: أولا سيتابع زميلي مهمته، وعلينا بعد ذلك الانتظار كي يقرر هو متى ينتهي التحقيق، ويجوز أن يتوصل إلى نتائج سريعة في هذه القضية أقل بكثير من الفترة التي أتوقعها.