عزم سعودي للقضاء على الإرهاب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إقرأ ايضا الأمن السعودي يعتقل أربعة مطلوبين
لندن: استؤنفت في لندن بعد ظهر اليوم جلسات مؤتمر مكافحة الارهاب الذي ينظمه المعهد الملكي البريطاني للخدمات المتحدة بالتعاون مع سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة بكلمة الامير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة وايرلندا. وقال في كلمته التي القاها في الجلسة التي كان عنوانها " مكافحة الارهاب.. وجهات نظر من الشرق الاوسط وآسيا " ان المملكة العربية السعودية ترى انه من اجل انزال الهزيمة بالارهاب والقضاء عليه فانه ينبغي علينا تضافر الجهود للعمل يدا بيد كمجتمع دولي لان الارهاب لا يستهدف بلدا معينا او ثقافة معينة بل يستهدف كل الدول وكل الثقافات ".
وأوضح الامير محمد بن نواف ان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز شدد على ان المملكة العربية السعودية ماضية في هدفها للقضاء على الارهاب والارهابيين مهما طال الزمن لان الارهاب والارهابيين اعداء لنا ولامتنا". واستعرض الجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية في هذا الهدف سواء من النواحي الامنية او الفكرية او المالية وما تحقق من نجاحات على هذه الصعد خلال السنوات العشر الماضية.
كما اكد ان الجهات الامنية في المملكة العربية السعودية نجحت في القضاء على العديد من الخلايا الارهابية وتمكنت من احباط كثير من العمليات الارهابية قبل وقوعها موضحا انه وبالارقام فان الجهات الامنية تمكنت من تحقيق النجاح في مواجهة الارهاب .
وأفاد الامير محمد بن نواف ان المملكة العربية السعودية حققت نجاحا معتبرا في المعركة ضد الارهاب من الناحية المالية ايضا من خلال تجفيف مصادره المالية ومنع وصول الاموال الى الجماعات الارهابية . وأشار الى ان منظمة الامم المتحدة قد نوهت بهذا الامر من خلال التقويم الذي قامت به حيث اوضحت المنظمة الدولية ان الاجراءات والانظمة التي وضعتها المملكة كانت فعالة وقوية في هذا المجال . وبين حرص الاسلام على النفس البشرية مستشهدا بآيات من الذكر الحكيم وقال ان قتل النفس البشرية محرم في الدين الاسلامي الحنيف وكذلك في الاديان السماوية الاخرى.
ودعا الى تضافر جهود الديانات والثقافات المختلفة للعمل صفا واحدا لتخليص العالم من افة الارهاب وقال ان تهديد النشاط الارهابي ليس قاصرا على مدينة معينة بل اصبح يهدد الكثير من المدن بدءا من نيويورك الى مدريد ومن بغداد الى بالى ومن الرياض الى لندن .
وأعرب عن الاعتقاد ان الارهاب الشرير يستخدم شبكات الانترنت لنشر الفتنة والحض على الكراهية والاحقاد وانه يسمم عقول الصغار الذين يعانون اليأس ويشكون من التوتر والاضطراب مشيرا الى ان النشاطات الارهابية يجرى تمويلها من خلال النشاطات الاجرامية ومن عوائد المخدرات وغيرها .
وحمل على الذين يستخدمون الدين الاسلامي لتبرير عملياتهم الارهابية معيدا سموه الى الاذهان رأي المفتي العام للمملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز ال الشيخ وتنديده بعمليات الارهاب التي وقعت في اماكن مختلفة من العالم.
من جهته اكد الامير سعود الفيصل وزير الخارجية المواقف الثابتة للمملكة العربية السعودية الرافضة لكل اشكال الارهاب مهما اختلفت اصوله وتبريراته.. داعيا الى تعاون المجتمع الدولي من اجل مكافحة هذه الافة التي باتت تهدد المجتمعات البشرية في العديد من مناطق العالم.
وقال الامير سعود الفيصل في الكلمة الرئيسة التي القاها اليوم خلال افتتاح مؤتمر "الارهاب الدولي ..مواجهة عالمية"" الذي ينظمه المعهد الملكي البريطاني للخدمات المتحدة "روسى " بالتعاون مع سفارة خادم الحرمين الشريفين في لندن "" ان هدف الارهاب الاساسي هو زرع الفتنة بين المجتمعات واثارة الكراهية والحقد.. مشيرا الى ان التهديدات الارهابية العشوائية ليست الخطر الوحيد المباشر.. بل ان هدف الارهابيين الاساسي هو تفريقنا عن بعضنا البعض وزع الفتنة واثارة الكراهية بين شعوبنا ومعتقداتنا الدينية وثقافاتنا "".
واضاف وزير الخارجية قائلا" انه من اجل التغلب على خطر الارهاب علينا ان لا نكتفي بهزيمة الارهابيين الان وانما ينبغي ايضا ان نزيل كل الظروف والعوامل التي تشجع على ظهور الارهاب كما ينبغي علينا ان نسكت جميع الاصوات التي تدعو للكراهية وعدم التسامح". واوضح أنه في الوقت الذي يشهد فيه العقد الاول من الالفية الجديدة عملية العولمة وتسارع نقل المعلومات ومرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي المتبادل بل وتنامي التعاون الثقافي يقوم طيف الارهاب القبيح بتهديد التوقعات المتفائلة للعهد الجديد من التعاون الدولي مشيرا الى ان العنف المتطرف كاد ان يقضي على اواصر التناغم والتسامح التي دعت إليها العولمة .
وقال "ان من لا يلمون بالمعلومات الصحيحة عن منطقة الشرق الاوسط ويعتمدون فقط على ما تنشره وسائل الاعلام عن المنطقة قد يعتقدون اننا وحدنا الذين نعاني من الارهاب وهذا ليس بصحيح". واردف قائلا " ان احصاءات معهد راند عن احداث عام2004 قد ذكرت ان نحو 47 في المئة من حوادث الارهاب قد وقعت في الشرق الاوسط ونحو 53 في المئة من الحوادث الارهابية وقعت في اجزاء اخرى من مناطق العالم..الا أن الارقام الخاصة بحوادث الشرق الاوسط تشمل العنف الراهن في العراق الامر الذي يشير الى ان هذه الاحصائية يمكن وضعها في اطار قيد النظر"
واكد الامير سعود الفيصل في كلمته ان الارهاب لا يعترف بحدود ولا يفرق بين الشعوب مهما اختلفت معتقداتها والوانها وقال " لا تختلف الجرائم الفظيعة التي ارتكبت في اوروبا بل ولا تقل بشاعة عن تلك التي ارتكبها الارهابيون في اسيا او افريقيا او الشرق الاوسط .. فالتطرف لا يعترف بحدود بين الدول كما لا يفرق بين الشعوب على اختلاف دياناتها او معتقداتها او الوانها" .
ودعا الى التعاون الدولي البناء لمكافحة الارهاب وقال " نحن في المملكة العربية السعودية نؤمن بالدور الحيوي الذي يلعبه التعاون الدولي في محاربة الارهاب كما لا نرى حاجة للتنويه بان العزيمة والاصرار والعمل على مكافحته يجب ان تبدأ من الداخل قبل تشابك الايدي مع الارادة الدولية الشاملة للقضاء على هذا الخطر علما انه لايمكن لاي بلد ان يتخلف عن هذه المسؤولية" . كما اكد ضرورة ان يلعب التعاون الثنائي بين الدول دورا بناء لدفع تعاون اجهزة الامن والاستخبارات المختلفة لتكثيف الجهود نحو مواجهة الارهاب مشددا على ضرورة تبادل المعلومات والتنسيق بين الاجهزة والدوائر المذكورة لاعتراض التدابير الارهابية ومنع وقوعها في كل الاحيان.
واعرب عن الاعتقاد انه لا يمكن تحديد نوع محدد او مثال واحد يغطي كل انواع الاعمال الارهابية وقال " لكن كلنا يعرف ان فئات ضالة هي التي ترتكب الارهاب .. فالبعض من هؤلاء ينشد المجد او الخلاص بدافع التطرف والعصبية الدينية والبعض الاخر يسقط فريسة لليأس والاحباط من ظروف محيطة بهم لا يملكون السيطرة عليها كما ان هناك اعمالا ارهابية ترجع لعوامل سياسية محلية او عالمية تستغلها عناصر انتهازية لاغراضها الذاتية" .
ودعا وزير الخارجية الى معالجة اسباب ودوافع الارهاب وقال " انه من اجل القضاء على جذور ومنطلقات ومظاهر الارهاب الشريرة ينبغى علينا ان نعملمعا لمعالجة اسبابه ودوافعه بكل فاعلية سواء كان ذلك على المدى القصير او البعيد" .
واشار الامير سعود الفيصل الى الحوادث الارهابية التي تعرضت لها المملكة العربية السعودية في السنوات القليلة الماضية وقال انه خلال الاعوام الثلاثة الماضية تعرضت المملكة لاكثر من 25 عملية ارهابية من تفجيرات وقتل وخطف راح ضحية ذلك نحو 144 شخصا من المواطنين ورجال الامن والوافدين كما جرح في هذه العمليات الارهابية المذكورة اكثر من 500 شخص.
واكد ان سلطات الامن في المملكة العربية السعودية قتلت خلال الفترة المذكورة نحو120 شخصا ارهابيا وجرحت نحو 17 ارهابيا واحبطت نحو 52 عملية ارهابية مؤكدا ان الحملة ضد الارهاب تجري في المملكة على قدم وساق .
وشدد على ان حكومة المملكة العربية السعودية وشعبها يقفون صفا واحدا في الحرب على الارهاب والارهابيين وضد من يساندوهم ومن يشجعهم او من يتغاضى عنهم مشيرا الى انه منذ 11 أيلول (سبتمبر) عام 2001 م القت السلطات الامنية السعودية القبض على اكثر من800 شخص من المتهمين بالارهاب من جنسيات مختلفة كما القت القبض على عدد كبير من عناصر خلايا تنظيم القاعدة واستولت على مستودعاتهم من السلاح .
ولفت الى الاجراءات التي اتخذتها حكومة المملكة العربية السعودية لتجفيف مصادر الارهاب وقال ان الحكومة السعودية اتخذت اجراءات مشددة لسد الثغرات امام استغلال الارهابيين للنظام المالي وللجمعيات الخيرية في المملكة وفي هذا المنحى قامت الحكومة السعودية بتجميد الارصدة المالية الخاصة بالممولين المشتبه بهم في دعم الارهاب كما تشكلت لهذه الغاية وحدات سعودية" اميركية مشتركة لمتابعة وتقصي الحقائق عن الناشطين وممولي الارهاب .
واكد وزير الخارجية ان القوانين التي جرى سنها في هذا الصدد تعد من اكثر اللوائح فاعلية في العالم وقد اكدت مصداقية ذلك بعض الجهات الدولية المستقلة من بينها الوحدة الخاصة بالحماية المالية في مجموعة الدول الثماني المعروفة باسم " فاتف جى 8 " .
واوضح انه الى جانب الخطوات المذكورة اهتمت الحكومة السعودية بالتصدي المباشر لكل مظاهر التعصب ومنطلقاته وللعناصر التي تغرس بذور الكراهية والعنف سواء كان ذلك في المساجد او المدارس وغيرها ونتيجة لذلك تقوم الجهات المعنية في المملكة بمراجعة لرفع كفاءة المناهج التربوية والمقررات الدراسية كما تتولى عملية تأهيل الائمة وكذلك تحسين نظم الاشراف والمراقبة على ذلك .
ولاحظ انه لا يتم تحول المجتمعات بين عشية وضحاها وقال انه لا بد للتغيير الناضج والفعال ان يأخذ دورته الكافية غير ان خطوات المملكة العربية السعودية في هذا السياق يمضي قدما بكل ثقة وثبات وسوف يستمر ذلك بعون الله حتى تصل الى غايتها المنشودة .
وبين الامير سعود الفيصل ان المملكة العربية السعودية وبناء على مكانتها الفريدة في العالم الاسلامي بوصفها مهد الرسالة فان ذلك يلقي على عاتق المملكة مسؤولية وواجبات اخلاقية للتصدي للفئات الضالة التي تعمل على اغتصاب وتشويه المعتقدات الدينية " . وقال ان المملكة العربية السعودية حققت في ذلك نجاحات كبيرة ولكن على الرغم مما انجزت تدرك المملكة جيدا ان الجهود المنفردة وحدها لا تكفي ولا بد من دعمها بالتعاون البناء من جانب كل الاقطار في العالم .
واوضح ان المملكة استضافت في شباط (فبراير) من العام الماضي مؤتمرا دوليا لمكافحة الارهاب وقال ان المؤتمر الذي عقد في العاصمة الرياض ضم جمعا من60 دولة ومنظمات دولية اخرى من جميع انحاء العالم حيث توصل خبراء مكافحة الارهاب خلال انعقاد المؤتمر الى ان الارهاب اصبح الخطر الرئيس على الامن الدولي في القرن الحادي والعشرين كما خرج فريق الخبراء بتوصيات عملية صيغت في مسودة خاصة من اجل محاربة الارهاب والقضاء على اسبابه.
وقال ان اعلان الرياض الذي صدر في ختام المؤتمر أكد اهمية ترسيخ مبادئ التسامح وقيم التعايش والتفاهم بين الثقافات المختلفة ورفض المنطق الذي يزعم بحتمية الصدام بين الحضارات وكل ما يدعو الى الكراهية . واشار وزير الخارجية الى ان اعلان الرياض المذكور شدد على ان الارهاب افة لا تنتسب الى دين او عرق او قومية ولا ترتبط بجهة جغرافية معينة او بموقع دون اخر ولذلك يجب رفضه ومواجهته من الجميع دون تحديد .
وبين ان الوفود المشاركة التي حضرت مؤتمر الرياض قد ايدت الاقتراح السعودي لتأسيس مركز عالمي لمكافحة الارهاب تحت مظلة الامم المتحدة يتولى التنسيق وتبادل المعلومات ووضع الخطط والوسائل الكفيلة بالقضاء على الارهاب العالمي . وتطرق الى مؤتمر القمة الاسلامي الاستثنائي الذي استضافته المملكة في كانون الأول (ديسمبر) الماضي في مكة المكرمة وقال" ان المؤتمر الاسلامي الاستثنائي المذكور اعتبر الارهاب ظاهرة عالمية وانه عمل تستنكره كل الاديان والاعراق بل وكل الدول كما ان البيان الختامي للقمة الاسلامية ادانت كل انواع الارهاب واشكاله ورفضت اي مبرر له كما اعربت عن تضامنها مع الدول الاعضاء التي تعرضت لاعتداءات ارهابية " .
واكد الامير سعود الفيصل في كلمته ان المؤتمر الاسلامي تبنى بالاجماع خطة اصلاحية لعشر سنوات ترمي إلى مواجهة الارهاب من خلال المراجعة والتصحيح للمناهج التعليمية وتنظيم صدور الفتاوى الشرعية ومقاومة المرض والجوع وتحرير الاقتصادات والتجارة وتشجيع المراكز العلمية وتطويرها .
ودعا الى ضرورة ان يحرم الارهابيون من الملاذات الامنة في اقطار بعينها او السماح لهم باستغلال حق اللجوء وقوانين الهجرة في بلاد اخرى للقيام باعمال ارهابية او اثارة الكراهية الدينية والحث على العنف ومعاداة الاخرين .فيما قال سموه انه من الواجب ان تتصدى القوانين والسلطات الامنية للذين يستغلون شبكة الانترنت وغيرها من وسائل الاتصالات لاثارة الفتنة والحض على الكراهية والتحريض او التجنيد لاعمال العنف .
وقال " ان المملكة العربية السعودية تتصدى وتحارب الارهاب منذ احداث العليا والخبر في عام 1995 وعام 1996 .. ونتيجة لمأساة 11 أيلول (سبتمبر) اكتشفنا ان الارهاب يمثل حملة دولية في نواياه ومقاصده ترمي إلى إثارة الكراهية والتعصب والاحقاد واضرام الفتنة والخلافات والقطيعة التامة بين الشرق والغرب " . واوضح وزير الخارجية ان النزاع الاسرائيلي الفلسطينى يمثل مصدرا مستمرا وخطرا للعنف في منطقة الشرق الاوسط وما وراءها وقال ان سياسات اسرائيل المنافية للقانون والعدالة في الاراضي المحتلة ادت الى معاناة مستمرة للشعب الفلسطيني والى اثارة الغضب والكراهية والاحتجاج في كل انحاء العالم العربي والاسلامي .
وشدد على حل النزاع الاسرائيلي"الفلسطيني وتحقيق تسوية عادلة لمصلحة السلام في العالم مشيرا الى ان المقترحات التاريخية التي طرحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على القمة العربية فى بيروت عام 2002 لصالح انهاء النزاع والتوصل الى اقامة سلام بين الدول العربية واسرائيل مقابل انسحاب اسرائيلي من كل الاراضى العربية التي احتلتها عام 1967 بما فيها القدس الشرقية.
واكدالامير سعود الفيصل انه بينما تبنت القمة العربية المذكورة بالاجماع اقتراح خادم الحرمين الشريفين لم يصدر اي رد من اسرائيل بهذا الخصوص حتى الان مؤكدا ان المملكة العربية السعودية ملتزمة وبكل حزم تجاه العمل من اجل تحقيق سلام عادل وشامل ودائم يضمن كل اسباب الامن والطمأنينة للفلسطينيين والاسرائيليين معا . وناشد الجميع بالعمل على توفير الظروف الملائمة لجميع الفلسطينيين والاسرائيليين ودفعهم إلى تجاوز كل العقبات وإزاحة كل الضغائن المتراكمة حتى يتم التفاهم بين الطرفين .وقال ان الترويج لمشاعر التفاهم والتسامح والانسجام لا يقف عند المجتمعات العربية والاسلامية وحدها وانما يجب ايضا ان يعم باقي العالم دون تمييز .
من جانبه اعرب وزير الخارجية البريطاني جاك سترو في كلمة مماثلة القاها امام المؤتمر عن تقديره لحكومة المملكة العربية السعودية وللمعهد الملكي البريطاني للخدمات المشتركة لتنظيم هذا المؤتمر وقال ان هذا المؤتمر المشترك يساعد على التأكيد على الطبيعة العالمية للتهديد الذي نواجهه.
ورحب سترو بشكل خاص بصاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية وقال " لقد كان لي شرف العمل معه طوال حوالى خمس سنوات فهو يقدم للسلك الدبلوماسي مزيجا نادرا من الذكاء وروح الدعابة" .
واوضح سترو قائلا إن " المملكة المتحدة تشترك بالطبع بالكثير من الميزات مع المملكة العربية السعودية فهي قبل كل شيء الوطن الروحي والديني لحوالى مليونين تقريبا من المواطنين البريطانيين المسلمين معربا عن اساه لوفاة عدد من الحجاج نتيجة التزاحم عند جسر الجمرات .. مشيرا الى ان السلطات السعودية عملت دون كلل أو ملل لمساعدة المتضررين من ذلك .
وقال سترو " ان شعب المملكة العربية السعودية واجه خلال السنوات الاخيرة أهوال الارهاب مرارا وتكرارا وقد فعلوا ذلك بكل ثبات وبحس جيد. واليوم يؤدي الشعب السعودي وحكومته دورا حيويا في الرد العالمي على ذلك التهديد الاتي من الارهاب. وقد كانت انجازاتهم في مجال مكافحة الارهاب خلال العامين الماضيين مثيرة للاعجاب. ونوه سترو بالجهود الكبيرة التي بذلتها المملكة لمواجهة الارهاب وبدور المملكة الريادي في العالم الاسلامي لتشجيع الاخرين على تبني جهود مماثلة لجهودها في هذا الصدد .
وعبر سترو عن الاعتقاد ان هدف الارهاب الاعلى هو تغيير العالم الذي نعيش فيه وقال" ان أهداف الارهاب العالمي في يومنا هذا يمتد الى ما هو أبعد من الاهداف الوطنية أو السياسية الضيقة نسبيا. فنحن نشهد اليوم اعتداء على المجتمع الدولي ككل وعلى قيمنا المشتركة وعلى مستقبلنا المشترك" .
ونوه سترو بالعلاقات القائمة بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية بشأن التصدي للارهاب وقال " ان علاقتنا مع المملكة العربية السعودية حول مكافحة الارهاب ازدادت قوة بشكل مضطرد ولصالح كلا الطرفين .. مشيرا الى ان احد المظاهر الدالة على ذلك هو عدد ومستوى الزيارات المتبادلة في كلا الاتجاهين.
ونوه سترو بقرارات القمة الاسلامية الاستشارية التي عقدت في مكة في الشهر الماضي .. مشيرا الى ان هذه القمة جاءت بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز ال سعود . واوضح سترو ان قادة العالم الاسلامي الذين شاركوا في القمة أدركوا بأنه يتعين عليهم بذل المزيد من الجهود لحماية الاسلام من تسلل الارهابيين الى تعاليمه. وأقروا خطة عمل لدعم الفكر الاسلامي المعتدل.