أغرب حملة انتخابية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إقرأ أيضا رشوة وشراء أصوات وتمويل خارجي
مجدلاني لـإيلاف: الدعاية الانتخابية غير نزيهة
إيلاف تلتقيمرشحا علنيا في مكان سري
أغرب حملة انتخابية لأقدم مطارد فلسطيني
ويقدم ميسورون ومعدمون تبرعات لابي شحادة، تعبيرا عن تعاطفهم معه، بينما تشكل سيرته الحياتية والكاريزما التي يتمتع بها إعجابا من الشبان المفتونين بالأفكار الثورية وأحلام تغيير العالم.
وفي حديث مع إيلاف، تأجل اكثر من مرة بسبب ظروف أبو شحادة الأمنية واجري في مكان سري، قال بأنه يفاجيء الجمهور في تجمعات عديدة، بحضوره، برفقة المسلحين الذين يتولون حمايته، ويستطيع أن يوصل فكرته لهم، في وقت قصير ثم يغادر المكان، لأسباب أمنية.
وردا على سؤال كيف سيقوم بدوره كنائب إذا تم انتخابه، للمجلس التشريعي، قال أبو شحادة إنه يعيش في القرن الواحد والعشرين، وسيتواصل عبر التكنولوجيا الحديثة ليس فقط في المجلس، ولكنه أيضا يتواصل الان مع العالم عبر الإنترنت. وافتتح مؤيدو أبو شحادة مقرا انتخابيا له، ولكنه لا يتواجد فيه، ويزور المقر، لفترات قصيرة جدا، وفي أوقات متباعدة، ويشغل مؤيدوه أشرطة فيديو يتحدث فيها أبو شحادة، وأفلام لمقابلات له لمحطات التلفزة.
ويتنقل أبو شحادة من مكان إلى مكان من دون أن يفارقه سلاحه الكلاشنكوف، واصبحت ملامحه المتواضعة ولحيته الكثة، معروفة للكثيرين، الذين إذا ما شاهدوه يهرعون إليه، خصوصا وانه وجوده في مكان ما عادة ما يكون مفاجأة.
وعندما أجريت معه هذه المقابلة في ظروف معقدة، حضر أبو شحادة بسلاحه مع مرافقيه الظاهرين والمختفين، على دفعات، بالإضافة إلى مستشاره الإعلامي، وهو صحافي وصديق شخصي مقرب له، واخرين من رفاقه وجميعهم مطلوبين لسلطات الاحتلال ويعيشون نفس ظروفه. وقال رفيقه المطارد عاطف الكامل "عشنا مع ابي شحادة في غرف تحت الأرض مع القوارض، ودائما أعطى المثل في القائد المضحي، واستيقظت مرة ورايته وقد غطاني ومطارد آخر ببطانية، بينما جلس ينفخ داخل قميصه ليحصل على قليل من الدفء".
وانتمى أبو شحادة لحركة الجهاد الإسلامي، واصبح أحد رموزها، ولكنه تميز بتفكيره المستقل، ساعده في ذلك ثقافته وانفتاحه على التيارات الفكرية في العالم، حتى انه اختار عبارة لمفكر فرنسي لحملته الانتخابية الحالية وهي (لا وطن مع الظلم)، وهو يخوض الانتخابات بعيدا عن أية حركة سياسية.
واعتقل اكثر من مرة، وابعد عام 1992 إلى مرج الزهور في الجنوب اللبناني، وخلال مسيرته، تمكن أبو شحادة من أن يشكل قدوة لمجموعات شبابية، ومنذ أعوام يعيش مطاردا، وبعد انطلاقة انتفاضة الأقصى، اخذ يعيش تحت الأرض.
ويقر أبو شحادة انه اضطر لتغيير بعض عاداته في الظهور والاختفاء بعد أن قرر ترشيح نفسه، ولكنه ما زال يبتعد أن أي سلوك حياتي روتيني، لان في ذلك مقتلا للمطارد كما يقول، ولا يركب أية سيارة اكثر من مرة، ويعتمد على شبكة من المساعدين الذي يؤمنون وصوله إلى أي مكان وكذلك إخراجه منه.
ولا يعتبر أبو شحادة نفسه يمثل حركة أو حزب معين أو حتى تيار، قائلا بأنه أممي التفكير، وبان الأطر مهما كانت تشكل عائقا أمام التفكير الحر. وقال "أنا انتمي لكل الأحرار في العالم، وافخر بان مؤيدي من المسلمين والمسيحيين، والعلمانيين واليساريين". واضاف "أسعى لتشكيل تجمع مفتوح يضم كل الأحرار، بغض النظر عن معتقداتهم وأفكارهم".
وحول شعبيته لدى هذه الفئات قال أبو شحادة "انهم يرون أبنائهم في، ويرونني بمثابة الشهيد الحي". واضاف "أنا منحاز لصف المظلومين من مختلف الفئات والشرائع التي تعاني القهر السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وسأحارب كل من يستقوي بالسلطة أو بسرقة أموال الناس، وسأبقى ملتزم بالوفاء لدماء الشهداء".
ومثلما كان اللقاء انتهى، وغاب أبو شحادة متمنطقا سلاحه وفي جيوب سترته العديدة عدة كتب كما هي عادته، وانطلق إلى المجهول، وكأنه أحد أبطال الروايات التي يقراها.