الصدر: رفضت رئاسة العراق مقابل وقف المقاومة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أسامة مهدي من لندن: أكد رجل الدين العراقي الشيعي الشاب مقتدى الصدر أنه رفض عرضا للأميركان برئاسة العراق مقابل تخليه عن مقاومتهم وقال إنه يجري اتصالات مع علماء دين سعوديين وكويتيين لاصدار فتوى ضد الارهابيين لعزلهم وابطال دعاواهم بتمثيل السنة.
وكشف الصدر في لقاء خاص مع مجموعة من الشخصيات السياسية والمالية الكويتية في الكويت بعد ظهر اليوم الخميس عن عرض تقدمت به اليه الولايات المتحدة الاميركية لاستلام قيادة العراق وتعيين نائب له من السياسيين العراقيين مقابل تخليه عن معارضة الولايات المتحدة الاميركية في العراق وقال "اني رفضت هذا العرض ولو كنا نعمل من اجل الحكم ولاتحكمنا المبادئ لكان هذا العرض قابلا للتفاوض ومن هنا جاء مبدأ رفضي لهذا العرض وانني متى ما اختارني شعبي للقيادة فسوف استجيب له بمشاركة بقية اخواننا العاملين في العراق" لكنه لم يوضح تاريخ تقديم مثل هذا العرض اليه من قبل الاميركيين. جاء ذلك اثناء لقاء موسع ضم الصدر مع مجموعة من الشخصيات السياسية والمالية في الكويت في ديوانية احد التجار الكويتيين الذي وجه الدعوة له لمناسبة زيارته البلاد في طريقه الى العراق بعد عودته من الديار المقدسة وادائه لفريضة الحج.
واشار الصدر الى انه يبذل مسعى في الكويت وبذله في المملكة العربية السعودية من اجل اقناع جمع من علماء السنة لاصدار فتوى ضد من أسماهم بالتكفيريين والنواصب الذين ينصبون العداء لاهل البيت عليهم السلام (الشيعة) وقال ان هؤلاء يقومون بالعمليات الارهابية كل يوم ضد اتباع اهل البيت واضاف ان مثل هذه الفتوى من شأنها ان تحصر هذه الفئات وتعزلها وتفضحها وهي تتستر بالدين ولاتحسب على اخواننا المسلمين السنة الذين يجمعهم تاريخ واحد مع الشيعة واتباع اهل البيت عليهم السلام ،من التنسيق والتعاون عبر التاريخ وخاصة في العراق كما نقل عنه موقع نهريت نيت العراقي.
وأشار الى ان التيار الصدري ضحية حملة اعلامية مضادة وقال "اننا حاضرون على ان نوضح مواقفنا للاخوة في كل مكان بدلا من سماعها وقراءتها في وسائل الاعلام التي تساهم في شن حملة ظالمة ضد التيار الصدري" . وجدد رجل الدين الشاب الذي يتبعه تيار ديني عريض في العراق مطالبته قوات الاحتلال الاميركي بجدولة انسحابها من العراق ونفى ما يشاع من ان العراق سيشهد حربا داخلية اذا ما تم هذا الانسحاب.
من جانب آخر اعتبر الصدر أن القوات الأميركية لم تأت إلى العراق لتحرير السنة أو الشيعة من طغيان صدام حسين بل "من أجل الإمام المهدي لعلم الأميركيين بأنه سيخرج من العراق. ووصف الصدر في تصريحات لدى زيارته امس لديوان وكيل المراجع الشيعية في الكويت محمد المهري، المحاكمة التي تجرى الآن لرئيس النظام العراقي السابق بأنها "تمثيلية نخشى أن تنتهي إلى إصدار حكم ببراءته" معربا عن أمله في أن تكون شخصية قاضي المحكمة الجديد أقوى من سابقه "ليتسنى القصاص العادل من الطاغية صدام حسين".
وقد استبعد الصدر وجود ديمقراطية حقيقية وحرية في العراق في ظل وجود الاحتلال مؤكدا أن البعثيين و"النواصب" كانوا وراء شرارة الفتنة الطائفية نافيا في الوقت ذاته وجود خلاف بينه وبين رئيس الحكومة العراقية إبراهيم الجعفري أو مع المرجع الشيعي الكبير آية الله السيد علي السيستاني. وفي إشارة منه إلى الانتخابات المصرية في سياق حديثه عن الديمقراطية التي يسعى الأميركيون إلى إيجادها في المنطقة قال الصدر "إنها انتخابات كلها ضرب وسكاكين.. أفهذه ديمقراطية اذن".
وكان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز استقبل في الحادي عشر من الشهر الحالي الصدر في سياق استقباله عددا من الشخصيات والزعماء في قصره في منى شرق مكة المكرمة. والصدر الذي قاد انتفاضة مسلحة دامية في جنوب العراق عام 2004 ضد القوات الاميركية قدم الى السعودية لاداء فريضة الحج ويعتبر لاستقبال الملك عبدالله له رمزية استثنائية .. ومن جهته اكد الصدر انه التقى العاهل السعودي على انفراد قبل ذلك وان "الاجتماع كان لتوطيد العلاقات بين البلدين" رافضا الادلاء باي تفاصيل اضافية واضاف ردا على سؤال عن رأيه بالوضع في العراق بعد الانتخابات التشريعية الاخيرة, "انا متشائم فالتعصب والتكفير هو الطاغي الآن".الى ذلك قال رئيس البعثة العراقية الى الحج الشيخ خالد العطية ان مقتدى الصدر وصل الى المدينة المنورة منذ عشرة ايام وان "مسؤولين سعوديين ابلغوه منذ وصوله انه في ضيافة الملك عبدالله" مشيرا الى انه دخل الى المملكة برا عن طريق مدينة على الحدود الشمالية مع العراق.