أخبار

نجاد يكسر المحرمات عبر حلف جديد

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


نجاد يصلي

بهية مارديني من دمشق :كسر الرئيس الايراني كل المحرمات والقواعد التي كانت سائدة في المنطقة منذ بداية الحرب الاميركية على مايسمى بالارهاب واعلن ولادة حلف جديد يضم ايران وسورية وفصائل الرفض الفلسطينية والقوى المناهضة للنفوذ الاميركي في لبنان ولاسيما الشيعية منها .

فاي حلف هذا الذي تحدث عنه نجاد وهل كانت ايران وسورية بحاجة الى زيادة متاعبهما عبر خلق مشاكل جديدة لابد وان تثير حفيظة اوربا والولايات المتحدة واسرائيل على الاقل اضافة الى دول الخليج العربية وتركيا وحتى الهند وباكستان ؟ المراقبون يؤكدون ان نجاد والاسد قررا ان يصعدا من وتيرة هجومهما باعتبار ان التعصيد خير وسيرة لانتزاع اكبر قدر ممكن من التنازلات من الطرف المقابل .

ولكن القراءة السورية الايرانية للاوضاع قد لاتكون بالضرورة قراءة مثالية اذ ان موازين القوى الدولية وحتى الاقليمية ربما لاتكون في صالحهما تماما واكثر مايمكن ان يراهنا عليه هو انهما قادران على اثارة المتاعب سواء في لبنان او فلسطين او العراق وربما هذه الحجج تكون كافية لاقناع الخصوم بالجلوس الى طاولة والاستماع بجدية دون ادنى استهزاء لان القدرة على نسف الاستقرار متوفرة في الحلف الجديد دون ادنى شك .

ولكن سؤال من يسيّر من في الحلف الجديد فانه سؤال عبثي طالما خفى على كثير من المحللين الذين يشغلون انفسهم بذلك اذ ان البلدين بحاجة الى بعضهما بنفس القدر ولو لم يكن الحلف السوري الايراني قائما في هذا الظرف لوجب اختراعه لان وجود كل منهما مهدد بنفس القدر مادام مصرا على تبني الافكار التي يطرحها ويعلن تبنيه لها صباحا ومساء .

وفي كل الاحوال فان الرسائل التي ارسلها نجاد اليوم من دمشق كانت لاتخفى الا على العميان فلقاءه الحميم مع نصر الله ونبيه بري ومع خالد مشعل ورمضان شلح ونايف حواتمة واحمد جبريل تكفي ولاداع للحديث عن الاتفاقيات العسكرية والامنية التي يمكن ان يكون ابرمها مع حليفه الجديد "بشار الاسد "وبالاستناد الى الواقع الجديد لابد من ترقب احداث وتحولات كبيرة من المنطقة وقد تكون خطيرة بلا ادنى شك.

كما وطالبت دمشق وطهران اليوم بتحقيق "على اسس مهنية وحيادية" في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، في بيان مشترك صدر في ختام زيارة رسمية قام بها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى سوريا.

وجاء في البيان الذي بثه التلفزيون السوري "دان الجانبان جريمة اغتيال الحريري مؤكدين حرصهما على ان ياخذ التحقيق الدولي مجراه على اسس مهنية وقانونية وحيادية". وشجب البلدان بحسب البيان "اي محاولة لاستغلال هذه الجريمة الآثمة لاغراض سياسية تستهدف الضغط على سوريا".

ورأى البلدان ان "توجيه الاتهامات المسبقة قبل انتهاء التحقيق الدولي هو استفزاز غير مبرر ويخدم اعداء لبنان وسوريا"، معبرين عن "دعمهما لاستقرار لبنان وسيادته".

والتقى احمدي نجاد اليوم في دمشق قادة عشرة فصائل فلسطينية متشددة بينهم مسؤولون من حركتي حماس والجهاد الاسلامي. واعلن الرئيس الايراني خلال الاجتماع "وقوف ايران بقوة الى جانب كفاح الشعب الفلسطيني".

ووعد القادة الفلسطينيون الذين شاركوا في الاجتماع وبينهم امين عام الجهاد الاسلامي رمضان عبدالله شلح ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل والامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة احمد جبريل، "بمواصلة المقاومة والكفاح".

وقال مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين للخارج ماهر الطاهر ان القادة الفلسطينيين عبروا عن "تضامنهم مع سوريا التي تتعرض للضغوط بسبب مواقفها الوطنية وكذلك مع ايران التي لها حق امتلاك التكنولوجيا النووية لاغراض سلمية". وجرى الاجتماع على هامش محادثات الرئيس الايراني مع المسؤولين السوريين ولم يحضره الرئيس بشار الاسد.

وكان الاسد شدد على موقف دمشق الداعم لحق الفلسطينيين في "المقاومة" ضد اسرائيل، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الايراني الخميس.

وجدد احمدي نجاد خلال زيارته لسوريا دعوته الى الدول الاوروبية من اجل ان تستضيف يهود اسرائيل وتقيم لهم دولة على اراضيها.

وقال متوجها الى الاوروبيين خلال لقاء مع مثقفين سوريين "اعطوا الاذن ليتوجه هؤلاء المهاجرون الى بلادكم وسترون انهم لن يرغبوا بعد ذلك في العيش في الاراضي (الفلسطينية) المحتلة". وتابع "هل انكم مستعدون لفتح ابواب بلادكم امام المهاجرين (اليهود) حتى يتمكنوا من التوجه بحرية الى جميع انحاء اوروبا؟ هل ستعطونهم ضمانات تكفل امنهم وعدم تعرضهم لحملة قمع جديدة معادية للسامية في اوروبا ان جاؤوا الى بلادكم؟"، مشككا في "صدق" الاوروبيين.

وفي ما يتعلق بالملف النووي الايراني، ندد الاسد بالضغوط التي تمارس على طهران، معتبرا انه "يحق لايران ان تبني تكنولوجيا نووية سلمية"، ودعا الى تسوية المسألة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن طريق التفاوض.

وجدد الرئيس السوري دعوته الى قيام شرق اوسط "خال من اسلحة الدمار الشامل"، عارضا البدء باسرائيل، القوة الوحيدة في المنطقة التي يشتبه بامتلاكها السلاح النووي.

وزار احمدي نجاد اولا مقام الست زينب في ضاحية دمشق الجنوبية ثم انتقل الى مقام السيدة رقية بنت الحسين في المدينة القديمة، برفقة وزير الخارجية الايراني مونشهر متقي.

واثناء قراءته الفاتحة في المقامين، ظهرت علامات التأثر على الرئيس الايراني الذي توجه بعد ذلك الى الجامع الاموي في دمشق حيث زار مقام رأس الحسين.

وتستقبل سوريا كل سنة عشرات الآلاف من الحجاج الايرانيين.

وعلى صعيد آخر، عبر الرئيسان عن دعمهما ل"العملية السياسية الجارية" في العراق. كما اكدا دعمهما "للاستقرار في لبنان" ومساندتهما حزب الله اللبناني المؤيد لسوريا وايران، في "مقاومته" ضد اسرائيل.

وقبل ان يغادر دمشق لاحقا الجمعة، زار الرئيس الايراني الجامع الاموي ومقام السيدة زينب الذي يستقطب كل سنة عشرات الآلاف من الزوار الايرانيين. ومن المقرر ان يعود الرئيس الايراني اليوم الجمعة الى طهران بعد لقاء اخير مع الاسد.

بشار الاسد يلقي خطابا غدا
إلى ذلك ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) اليوم ان الاسد سيلقي "كلمة سياسية" السبت في مناسبة افتتاح المؤتمر العام لاتحاد المحامين العرب.

ومن المتوقع ان يتطرق الخطاب الى السياسة الداخلية وعملية الاصلاح في سوريا. يأتي هذا الخطاب بعدما افرجت السلطات السورية الاربعاء عن خمسة معارضين اعتبر اعتقالهم عام 2001 مؤشرا على انتهاء مرحلة "ربيع دمشق" التي شهدت هامشا من حرية التعبير.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف