أخبار

أحزاب الأنابيب تؤسس برلمانا وحكومة ظل

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نبيل شرف الدين من القاهرة: بعد فشلها في الحصول على مقعد وحيد في البرلمان، أعلنت عدة أحزاب صغيرة في مصر، والتي توصف بالهامشية، عن تشكيل "حكومة وبرلمان ظل"، وعقدت لجنة مشتركة من قادتها شكلت باسم "لجنة التشاور والتضامن الحزبي" مؤتمرها التأسيسي الأول لإعلانها عن تشكيل برلمان الظل، وسط حضور خمسة رؤساء أحزاب فقط الذين أصروا على استكمال مشاريع اللجنة، رغم انسحاب ثلاثة احزاب من تلك اللجنة، وأعلنوا عدم انضمامهم إلى ذلك التشكيل الحكومي البديل الذين شغلوا حقائب وزارية فيه .

والمثير في هذا السياق أن معظم رؤساء تلك الأحزاب الصغيرة خاضوا الانتخابات الرئاسية، غير أن أيّاً منهم لم يرشح نفسه لخوض الانتخابات البرلمانية، وهو ما يفسره مراقبون بأن رؤساء تلك الأحزاب خاضوا الانتخابات الرئاسية لسبب وحيد، هو الحصول على مبلغ النصف مليون جنيه الذي حدده التعديل الدستوري، وحين حاول أحد رؤساء تلك الأحزاب أن يدفع عن نفسه هذه التهمة، تحدته الصحف المحلية إن كان صادقاً في عدم اهتمامه بمبلغ النصف مليون أن يعلن رفضه له، كما فعل الحزب الوطني أو حزب الوفد، غير أن الرجل أجاب بعبارات باهتة ممطوطة عن رفض التمويل الأجنبي، رغم أنه لم يكشف عن أي جهة أجنبية حاولت دعمه، كما تحدث عن مدى أهمية دعم الدولة للعمل الحزبي، وكيف يستطيع أن يتحمل أعضاء حزبه كل هذه النفقات من أموالهم وهم أناس بسطاء لا يملكون شيئاً .

تهريج رخيص
وفي الوقت الذي أصّر فيه وحيد الاقصري رئيس حزب مصر العربي الاشتراكي على انضمام عشرة أحزاب إلى لجنة التشاور حتى الآن، فقد أعلن رؤساء ثلاثة من رؤساء الأحزاب وهي الحزب الدستوري وحزب مصر 2000 والجيل، عن رغبتهم في عدم الاشتراك باللجنة أو التشكيل الوزاري البديل الذي تم الاعلان عنه، أو ضمهم لبرلمان الظل، وقال إن هجوم البعض على فكرة تكوين وإعلان تشكيل برلمان الأحزاب يسعد قادة هذه الأحزاب لأنه يساعد على نشر الفكرة ويؤكد نجاحها وإنها خطوة على طريق تفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية .

يأتي هذا في وقت اصدر فيه ممدوح قناوي رئيس الحزب الدستوري بياناً شديد اللهجة يرفض فيه اقحام حزبه في الاشتراك بهذه اللجنة، وشغله لمنصب وزاري في حكومة الظل، وحذر قناوي أعضاء اللجنة من عدم ذكر حزبه في تشكيل برلمان الظل الذي أعلن عن تأسيسه، في ما اعتبر ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل ان التشكيل الحكومي البديل أو برلمان الظل للجنة التشاور هي "تهريج رخيص" ولا علاقة لها بالعمل السياسي أو الحزبي، مؤكداً أن حزبه لن يشترك في أعمال من هذا النوع، في وقت انتقد فيه فوزي غزال رئيس حزب مصر 2000 إصرار أعضاء لجنة التشاور باعتبار حزبه مشتركا باللجنة حتى الآن، مشيراً إلى انه منذ الإعلان عن تشكيل اللجنة لم يحضر اجتماعاً واحداً بها، مؤكداً ان محاولات إقحام حزبه في أعمال اللجنة يعد أحد أشكال "الدجل السياسي"، الذي تمارسه تلك الأحزاب لإقناع الرأي العام بأن اللجنة تضم أحزابا كثيرة ولها وجود فاعل في الحياة السياسية خلافاً للواقع والحقيقة، على حد تعبيره .

تجدر الإشارة إلى أن في مصر أكثر من 20 حزبا سياسيا, بعضها مجمد بقرار لجنة الأحزاب الحكومية، ومنذ عودة التعددية والحياة الحزبية إلى مصر، رفضت هذه اللجنة التي تتبع مجلس الشورى90% من الطلبات المقدمة إليها مما حدا بمراقبين ومعارضين مصريين إلى تسميتها بـ"لجنة منع تأسيس الأحزاب"، وتعكس هذه التسمية الساخرة تقويم الرأي العام لتلك اللجنة باعتبارها إحدى أدوات الحكومات المصرية المتعاقبة لتحجيم المعارضة، وتعميق حضور الحزب الأوحد على الساحة، مع الإبقاء على هامش يحول ـ نظرياً ـ دون تصنيف النظام دولياً على لائحة الأنظمة الشمولية .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف