جمال مبارك: لم أتدخل في إختيار الوزراء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
جمال مبارك في أول حوار مع الصحافة المصرية
لم أتدخل في إختيار الوزراء ولا رؤساء التحرير
نبيل شرف الدين من القاهرة: تواصل (إيلاف) نشر الجزء الثاني من أول حوار يجريه جمال مبارك نجل الرئيس المصري مع صحيفة مصرية، الذي قال إنه "لا يسمح لنفسه بأن يتجاوز حدود صلاحياته ومسئولياته الحزبية، ولا يزكي أي اسم ولا يرشح أحدا"، وأضاف رداً على سؤال لعبد الله كمال، رئيس تحرير صحيفة "روز اليوسف"، إنه لم يتدخل في تشكيل الحكومة، ولم يرشح أحداً من رؤساء تحرير الصحف القومية"، على حد تأكيده .
وتناول جمال مبارك طبيعة العمل داخل أمانة السياسات بالحزب الوطني (الحاكم) وطبيعة المسئوليات الملقاة عليها وأسلوب صياغة السياسات وأسلوب اتخاذ القرار ووصول الحزب في النهاية إلى قرار واحد، مشيرا إلى أن "هناك محاولة خلال الفترة الماضية لترسيخ صورة مغلوطة للناس عن دور أمانة السياسات وهي بعيدة عن الواقع"، على حد تعبيره .
وأوضح مبارك الابن أن أمانة السياسات هي مجرد واحدة ضمن 13 أمانة داخل الحزب الوطني ولها مسئوليات ومهام معينة حسب النظام الأساسي وقال "إنه من خلال آليات مختلفة نصل إلى اقتراح سياسات عامة ترفع إلى الأمانة العامة وللمكتب السياسي ومهمتنا أن نساند ونساعد أعضاءنا داخل مجلسي البرلمان(الشعب والشورى) ونمدهم بالأوراق والتحليل لقضايا السياسات العامة والتشريعات لتسهيل مهمتهم في المناقشة داخل البرلمان" .
الإصلاح السياسي
ومضى جمال مبارك قائلاً إن "الأحزاب السياسية خلال السنوات الخمس المقبلة أو حتى بعد ذلك سيكون دورها أن تستغل هذا المناخ الموجود ومواصلة عملية الإصلاح لأن هذا يقوي الحياة الحزبية في مصر".
واعتبر جمال مبارك أن الحياة الحزبية هي عماد حياة سياسية صحية سليمة خلال السنوات المقبلة وهو اقتناع الحزب الوطني منذ البداية ولا يزال، مؤكدا أن الحزب سيستمر في عملية التطوير والإصلاح داخله وبالتالي قدرته على مواصلة طرح رؤية مستقبلة لمصر والحياة الحزبية والسياسية .
ووصف جمال مبارك عام 2005 بأنه عام تحول كبير لم يأت من فراغ بل حمل سلسلة من التحولات والإصلاح التراكمي الذي حصل في السنوات الماضية، وأعرب عن اعتقاده بأن هناك تغييراً أساسيا يحدث في مصر حيث يوجد الآن كثيرون يحرصون على الحصول على بطاقة انتخابية قبل أن يحل موعد الانتخابات القادمة .
واستعرض جمال مبارك أسس ومراحل التطوير داخل الحزب مؤكدا أن الحزب أنجز خلال السنوات الثلاث الماضية الكثير من الإصلاح الداخلي، مشيرا إلى أن أسلوب اتخاذ القرار داخل الحزب اختلف عن السابق وأصبحت هناك فاعلية للوحدات الحزبية وهناك أيضا أسلوب مختلف تماما في صياغة السياسات الحزبية.
وأوضح جمال مبارك أن هناك أسلوبا جديدا تماما في علاقة الحزب بحكومته وبهيئته البرلمانية .. وقال ان هناك مشاركة نتمنى ان تزيد وتتعمق من القيادات والكوادر المحلية في رفع التوصيات التي تشكل عنصرا أساسيا في صياغة السياسات العامة، لافتاً إلى أن الحزب أصبح بعد ثلاث سنوات يعقد مؤتمراته السنوية بانتظام ويناقش قضاياه بشكل تفصيلي، ويقدم كشف حساب كل عام لما تحقق سواء في قضايا تنظيمية أو في السياسات ويحاسب حكومته كل عام عما تم انجازه.
الحزب والحكومة
وتحدث جمال مبارك عن علاقة الحزب بالحكومة داعيا إلى النظر فيما تم انجازه في السنوات الثلاث الماضية في مجمل السياسات العامة لبيان مدى التوافق في الرؤى بين الحزب والحكومة وترجمة ذلك إلى انجاز حقيقي، مشيرا إلى أن هذا هو المعيار الأساسي للتقييم .
وضرب مثالا على ذلك قائلا " انه حتى قبل الخطوات الجوهرية التي اتخذت العام الماضي في مجال الإصلاح السياسي رأينا خطوات ملموسة قامت بها الحكومة السابقة ومنها إنشاء المجلس القومي لحقوق الإنسان وإلغاء محاكم أمن الدولة العليا بموجب إلغاء القانون رقم 105 وإلغاء عقوبة الأشغال الشاقة وإلغاء معظم الأوامر العسكرية" .
ومضى جمال مبارك الذي يسود اعتقاد على نطاق واسع أنه سيكون رئيس مصر المقبل، موضحاً أن ذلك تواكب مع إصلاحات جذرية في المجال الاقتصادي تمثلت في قانون الضرائب وتخفيض الجمارك وما صاحب ذلك من تطوير مؤسساتي في هذين المجالين وتحقيق استقرار سوق الصرف الأجنبي والتطور الحاصل في القطاع المصرفي الذي بدأ بقانون البنوك ..وأضاف الى ذلك الانجازات التي تمت على صعيد الإصلاح الاجتماعي، وإنشاء محاكم الأسرة وصندوق النفقة للمرأة والمساواة بين الرجل والمرأة في منح الجنسية للأبناء وتعيين أول قاضية بالمحكمة الدستورية وغير ذلك من الإنجازات .
نجل الرئيس
وتطرق حوار جمال مبارك مع صحيفة "روز اليوسف" إلى ظروف توليه منصب أمين السياسات في الحزب الوطني وعما إذا كان شغله للمنصب يعود لكونه نجل الرئيس فقال "إنني لم أصبح أمين السياسات إلا بعد ما يقرب من ثلاث سنوات كنت عضوا في الأمانة العامة وقبلها في إحدى اللجان النوعية للحزب" .
وأضاف " لا شك أن نشأتي وقربي من الرئيس مبارك في فترات طويلة من مسيرته سواء في حياته العسكرية أو السياسية أتاح لي فرصة كبيرة للتعرف على القضايا السياسية والشأن العام وكان له أثر كبير في تفعيل اهتمامي بالعمل العام وتحديدا العمل السياسي والحزبي .
وقال جمال مبارك إن النقطة الثانية التي أود التأكيد عليها هي أنه عندما بدأت في الانخراط في العمل الحزبي، فبلا شك أن معرفتي الأمين العام وقيادات الحزب ومعرفتهم بي عن قرب هو الذي أدى إلى ترشيحهم لي لدخول الأمانة العامة عام 2000 "، على حد قوله .
وقال " أعتقد أن الفترة منذ دخولي الأمانة العامة في 2000 ثم انتخابي عضوا في الأمانة واختياري أمينا للسياسات عام 2002 في المؤتمر العام الثامن كانت فترة مهمة بالنسبة لي لبناء جسور الثقة والاحترام داخل الحزب خاصة في ظل تركيزي على الإسهام في عملية التطوير داخل الحزب التي بدأناها بعد انتخابات 2000"، وأضاف "ومن ثم فالسؤال الأهم هو مع دخولي الأمانة العامة عام 2000 الذي سبق اختياري أمينا للسياسات هل كان عملي وإسهامي داخل الحزب يعتمد على كوني جمال مبارك نجل الرئيس أم اعتمد على قدرتي على العمل المؤسسي الجماعي مع قياداتي وزملائي واحترامي لهم والثقة التي سعيت لأن أبنيها بيني وبينهم، وقدرتي على العطاء والإسهام في عملية التطوير الحزبي .
وتساءل جمال مبارك قائلاً : "هل تقاس تجربتي الحزبية على أساس كوني جمال مبارك نجل الرئيس أم على أساس ما ساهمت في تحقيقه، وخاصة في فتح المجال بشكل واسع لقيادات شابة كثيرة تتقدم الصفوف وتتولى مراكز قيادية داخل الحزب ، وعندما أسترجع محصلة تجربتي أعتقد أن هذا من أهم الإنجازات التي حققناها في السنوات الماضية ومازال أمامنا الكثير .
واختتم إجابته قائلا "ما من شك أن الحياة وظروفها في أوقات كثيرة تفتح فرصا معينة لكل واحد منا، وظروف حياتي أتاحت هذه الفرص، ولكن أعتقد أن المعيار في النهاية هو مدى قدرتك على اقتناص هذه الفرصة وتوظيفها للمساهمة والعطاء في المجال الذي نختاره لأنفسنا، فهذا في النهاية المعيار الأساسي لأي عمل سواء كان حزبا سياسيا أو في أي مجال آخر" .
نص الحوار
وفي ما يلي نص الجزء الثاني من الحديث الذي نشرته صحيفة (روزاليوسف) المصرية :
* روزاليوسف : ألاحظ أنك تركز في حديثك على العام الماضي.. ما هو توصيفك الشامل لعام 2005؟.
* جمال مبارك:عام تحول كبير، ولكن أيضا هو لم يأت من فراغ.. إنما هو عام تلى سلسلة من التحولات ، والإصلاح التراكمي الذي حصل في السنوات الماضية.. يمكن الوتيرة زادت خلال السنوات الثلاث الماضية.. وحتى في عام 2002 عندما بدأنا قضية الإصلاح في الحزب نحن لم نبدأ من فراغ.ولو تذكر، على سبيل المثال في القضايا الاقتصادية عندما طرحنا وأعدنا صياغة المبادئ الأساسية للحزب بدأنا صياغة سياسات اقتصادية جديدة ، كنا نحاول في الحزب .. لكن من وجهة نظري أن الحكومة كانت قد سبقت الحزب في توجهاتها وسياساتها الاقتصادية بخطوات كثيرة..كنت حين تقرأ مبادئ الحزب الأساسية والخطاب الاقتصادي للحزب وعندما تنزل في التشكيلات الحزبية.. كنت تشعر بأن هناك نوعا من التباعد بين الحزب والحكومة..لأن الحزب يتحدث في توجه وأفكار اقتصادية تختلف في بعض جوانبها عن تلك التي تسير فيها الحكومة.
ولما بدأنا نطور رأينا أن أول شيء أن يطور الحزب في فلسفته ورؤيته الاقتصادية ، بما يتواكب مع التحولات الكبيرة التي حدثت في المجتمع المصري والتي كانت نتيجة لسياسات الحكومات السابقة، وبعد ذلك نبدأ في أسلوب جديد وشراكة جديدة وندير حوارا بشكل متواصل بين الحزب والحكومة وهيئاته البرلمانية لصياغة السياسات المستقبلية.
* روزاليوسف : العام الماضي هو عام التحول إذن؟
* جمال مبارك : 2005 عام تحول كبير بالنسبة لنا كحزب وطني وكل الأحزاب الأخرى، الآن أعتقد أن هناك تغييرا أساسيا يحدث في مصر، وتجد الآن الكثيرين الحريصين على الحصول على بطاقة انتخابية قبل أن يحل موعد الانتخابات القادمة.والأحزاب السياسية خلال السنوات الخمس المقبلة أو حتى بعد ذلك سيكون دورها أن تستغل هذا المناخ الموجود ، وطبعا مواصلة عملية الإصلاح .. لأن هذا يقوي الحياة الحزبية في مصر.
* روزاليوسف : أنت تركز كثيرا على قضية الحياة الحزبية .. لماذا؟
* جمال مبارك : هذه القضية هي عماد حياة سياسية صحية سليمة خلال السنوات المقبلة، هذا الذي كنا مقتنعين به تماما من البداية ومازلنا مقتنعين به.. وسوف نستمر في تعميق عملية التطوير والإصلاح داخل الحزب، وبالتالي قدرته على مواصلة طرح رؤية مستقبلية لمصر وللحياة الحزبية والسياسية.
* روزاليوسف : تتحدث كثيرا عن الجيل الجديد.. هذا الجيل وأصواته الانتخابية، وقد قرر أن يتفاعل فجأة مع مناخ 2005.. هل فاجأكم؟
* جمال مبارك : لا.. لم يفاجئنا، أنت كنت تحضر معنا بعض اللقاءات أنا وزملائي، بعد انتخابات 2000 بالذات ، ومع الشباب تحديدا، وتذكر أنه كانت عندي رسالة واحدة هي : كيف نحفز أعضاءنا داخل الحزب لأن يأخذوا العملية الحزبية بشكل جدي.. ومن خلالهم يأخذ المواطن المشاركة السياسية بشكل جدي.. هذا الموضوع كنا ولم نزل نتحدث فيه في كل مكان نذهب إليه .. وفلسفة الإصلاح داخل الحزب.. وتغيير القوانين السياسية وخلق ديناميكية داخل الحزب وتطوير نظام الانتخابات داخل الحزب.. خلق طموحا لدي أمين الوحدة الحزبية في أن يكون صاحب مركز قيادي في المركز أو المحافظة أو عضوا في تشكيل مركزي أو له صوت في مجمع انتخابي.
والخطوات الإصلاحية التي سرنا فيها كان هدفها الأول أن نحفز أعضاء الحزب وقياداته على كل المستويات لكي تشعر أن هناك حيوية جديدة داخل المؤسسة الحزبية، ثم تترجم لحيوية أكثر في مجتمعه أو مشاركته بشكل عام في الحياة العامة.. ليس فقط في مشاركته وأن يذهب للانتخاب، بل كعضو مؤثر في الناس حوله في محيطه أو مجتمعه.. ثم ان الرئيس طرح برنامجا طموحا وعمليا، إذا نجحنا إن شاء الله، في أن ندعم تنفيذه خلال السنوات الخمس المقبلة، أعتقد أننا سننتقل بمصر نقلة كبيرة في كل المناحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلى موقع مختلف.
* روزاليوسف : قوة الدفع التي حدثت في 2005 والمناخ الذي خلقته مجموعة المتغيرات أدت إلى تفجير طاقة الشباب ورغبته في المشاركة.. لكن ألم يكن لدي الحزب الوطني آلية لجمع هؤلاء الشباب.. بدلا من أن يستفيد من أصواته الآخرون أكثر من الحزب الوطني..هل هذه فرضية صحيحة؟
* جمال مبارك : ممكن .. لكن أرجعك مرة ثانية، لأن الموضوع ليس موضوعا واحدا، وهو أن نحفز نسب المشاركة.. ولكن أنا أحفزه على المشاركة، ولازم كمان أقنعه أن يصوت للحزب وبرنامجه..هنا شقان.
* روزاليوسف : حسنا.. وأنا أسأل عن الشق الثاني؟
* جمال مبارك: في الشق الثاني هناك بعض المشاكل التي تحدثنا عنها، وهي التي سوف نحللها ونقيمها في الحزب، ولكن جزءا منها واضح لي وهو أن بعض المشاكل الحياتية الضاغطة التي كانت متراكمة معنا حتى قبل عامين عندما بدأت العجلة تدور مازالت مسيطرة.. لم نستطع أن نحدث التغيير الكبير لتخفيف هذه الضغوط بشكل واسع لأن بعض المشاكل التي تحدثت عنها بعد انتخابات 2000، سببت آثارا سلبية.. مع الأخذ في الاعتبار أنني مقتنع تماما أن التوجهات العامة والتشريعات والخطوات الاقتصادية التي اتخذت خلال السنوات الثلاث الماضية هي الخيارات السليمة وسوف تبدأ آثارها الإيجابية تظهر على مستويات أوسع في المجتمع خلال هذا العام .
* روزاليوسف : هل تعتقد أن الوضع الآن مختلف؟
* جمال مبارك : اليوم ، ونحن نتحدث في عام 2006 بعد التعديل الوزاري الجديد والبرنامج الانتخابي الذي أصبح خطة عمل للحكومة والحزب معا.. نري وضعا اقتصاديا مختلفا تماما بني على مدار السنوات الثلاث الماضية بما أدي إلى ثقة متزايدة تتأكد يوما بعد يوم.. بقدرة الاقتصاد المصري على جذب الاستثمارات وخلق فرص العمل والإصلاحات الجوهرية التي عملناها ومنها على سبيل المثال قانون الضرائب والجمارك.
كحزب سياسي، وأنت تواجه الناخب، تكتسب مصداقية لو أنك كنت مقتنعا بسياسة ما أو توجه معين تلتزم به وتكاشف الناس وتقول هذا هو الهدف له سلبياته وسأتعامل معها.. لدينا أمثلة كثيرة وتحديدا في الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي فقد دفعنا خلال الأعوام الماضية فاتورة بعض القرارات التي كانت لها تبعات سلبية ولم يكن تنفيذها بالشكل المطلوب، ولكن هي في جوهرها كانت قرارات سليمة وبدأت تؤتي ثمارها الآن في كل المؤشرات الاقتصادية .
* روزاليوسف : هناك نقاط كثيرة في الموضوع الاقتصادي سوف نناقشها.. لكن دعنا نعود إلى الحزب .. هل هناك فجوة بين الحزب وجهازه التنظيمي؟ ، وهل تعتقد أن الفكر سبق إلى حد ما الجهاز التنظيمي؟ .. هل هناك ثقة في حجم العضوية وفاعلىتها وقدرتها على العمل.. عفوا.. نطلب إجابة الآن ولاتؤجلها إلى ما بعد مرحلة التقييم؟
* جمال مبارك : في المؤتمر الصحفي عقب المؤتمر العام للحزب 2002 سئلت سؤالا من أحد المتحدثين قال : طيب انتم عملتم مؤتمر عام وغيرتم المبادئ والنظام الأساسي، هل هذه الرؤية محصورة فقط على المستوى المركزي أم تمتد للقاعدة، وقلت بوضوح إن التحدي الأكبر لنا في الحزب الوطني خلال السنوات المقبلة أن نرسخ هذا التوجه وأن ننشر هذه الأفكار وهذه المبادئ وهذه الرؤية على مستوى القواعد الحزبية حتى تكون هناك قناعة تامة بها لدي أغلبية الكوادر الحزبية.. هذا تحد ٍّمستمر منذ عام 2002، ولايزال هذا التحدي موجودا معنا حتى الآن لكي أكون صريحا.. لأن المواطن العادي يري سياسة فيها سلبيات في الأمد القصير، ويبدأ يلفظها ويقول هذا ليس الخيار السليم، والأعضاء والقيادات الذين تتحدث عنهم جزء من المجتمع، وتواصلي معهم هدفه أن يؤمنوا أن هذا هو الخيار السليم ولكي نقنعهم بذلك ليس بالعمل الهين.هذا كان التحدي الرئيسي لنا منذ المؤتمر العام للحزب في 2002.. وفي الفترة المقبلة بإذن الله سوف نعمق عملية الإصلاح والتغيير داخل الحزب لتوصيل هذه الرسالة وهذه الرؤية تنظيميا وسياسيا لأكبر عدد ممكن من أعضاء الحزب ، والأهم من ذلك لدي قيادات الحزب مركزيا ومحليا.
الحزب والناس
* روزاليوسف : كم عاما سوف يستغرق الحزب ليحقق هذا النجاح على المستوى العام، مرت ثلاث سنوات ولم يحقق هدفه بالكامل .. ما هو الوقت المتبقي؟
* جمال مبارك : أولا : يجب أن أوضح أن ثلاث سنوات مرت أنجز فيها الحزب الوطني الكثير من الإصلاح الداخلي، فأسلوب اتخاذ القرار داخل الحزب اختلف عن السابق، وأيضا بعد ثلاث سنوات أصبحت هناك فاعلية للوحدات الحزبية، وهناك أيضا أسلوب مختلف تماما في صياغة السياسات الحزبية، وهناك أسلوب جديد تماما في علاقة الحزب بحكومته وبهيئته البرلمانية، وهناك مشاركة - نتمني أن تزيد وتتعمق - من القيادات والكوادر المحلية في رفع التوصيات التي تشكل عنصرا أساسيا في صياغة السياسات العامة.
وأصبح الحزب بعد مرور ثلاث سنوات يعقد مؤتمراته السنوية بانتظام ويناقش قضاياه بشكل تفصيلي، ويقدم كشف حساب كل عام لما تحقق سواء في قضايا تنظيمية أو في قضايا السياسات ويحاسب حكومته كل عام عما تم إنجازه.. فثلاث سنوات حدث فيها الكثير ، لكن هل تحقق كل ما تمناه الحزب؟!
* روزاليوسف: دعنا نعيد عليك سؤالك..هل تحقق كل ما تمناه الحزب؟!
* جمال مبارك : الإجابة.. لا.
* روزاليوسف : ما تحقق يمثل نسبة كم في المائة؟
* جمال مبارك : من الصعب تحديد النسبة المئوية.. فما أقوله أنه عندما نجلس لنحلل الانتخابات البرلمانية في عام 2005 هي التي تعطي لنا المعيار، هل وصلنا فعلا إلى جزء كبير مما نتمناه أم لا.
* روزاليوسف : هل فوق الـ 50\%؟!
* جمال مبارك : يتوقف هذا عما تتحدث عنه.. هل تتكلم بمعيار الانتخابات؟! أقول لك: لا، ليست نهاية المطاف.
* روزاليوسف : هل مسألة الانتخابات تمثل نكسة لعملية الإصلاح؟!
* جمال مبارك: لاأعتقد أنها نكسة، يتصور البعض أننا نطور منذ ثلاث سنوات ولم نحقق ما هو مطلوب، وبالتالي فإن الإصلاح غير ذي جدوي!، وأنا غير متفق مع هذا تماما، أنا أقول شيئين: أولا: هناك وقفة وهناك مسئولية نتحملها، نعم هناك أخطاء ودروس لابد من الاستفادة منها.. لكن هذا لن يحيدنا عن التوجه العام للإصلاح، بل سوف يعطينا عزيمة أكبر لنعمق مواصلة التطوير والإصلاح.
* روزاليوسف : دعني أصوغ السؤال بصورة عكسية: هل لو لم تتم عملية الإصلاح لكانت نتيجة الحزب الوطني أسوأ بكثير مما كانت عليه الآن؟
* جمال مبارك : سوف أرد عليك بصراحة.. نعم عندما بدأنا التطوير في 2002 كان هدفنا الأساسي انتخابات مجلس الشعب 2005.ولكن أرجع وأقول لا التطوير الحزبي الذي تم، ولا انتخابات 2005 هما نهاية المطاف.. لقد كان لدينا منظور أوسع لحتمية تطوير الحزب الوطني، ليتواكب مع التحول الحاصل على مستوى الشارع السياسي .. وقد وضعنا اللبنة الأساسية وطورنا الحزب لنخوض انتخابات 2005، ولكن أيضا وفوق ذلك لكي نواصل عملية التطوير في المستقبل.. فمسيرة التطوير الحزبي لم تنته عند انتخابات العام الماضي.
* روزاليوسف : هل إذن يتغير المسار إذا لم يأت الإصلاح بنتيجة ؟
* جمال مبارك: لا.. الإصلاح كان ضروريا ويسير في التوجه العام الصحيح.. هل لابد أن نعمق ونستحدث آليات جديدة ونبدأ نفكر في تعديلات معينة؟! ، وهل لابد من تطوير خطابنا وأسلوب تعاطينا مع المواطن من خلال الإعلام؟.. نعم، ولابد أن نرى كيفية تعميق الالتزام الحزبي كواحدة من فوائد التجربة .. لابد، كل هذا مع مواصلة عملية الإصلاح.. فلدينا برنامج انتخابي ملتزمون به، ولن تلهينا عملية الإصلاح داخل الحزب وتقييم الانتخابات عن الهدف السياسي لحزب الأغلبية وهو تنفيذ البرنامج الذي طرحه وعلى أساسه يشكل الأغلبية داخل البرلمان.
* روزاليوسف : عفوا.. لم تجب عن السؤال مرة جديدة، وسوف أصوغه في شكل آخر : لو أدار الحزب انتخابات 2005 بنفس الأسلوب الذي أدار به انتخابات 2000 ، هل كان سيصل إلى هذه النتائج الحالية بالأسلوب التقليدي القديم ؟ .. هل محصلة الإصلاح أدت إلى نتائج أفضل؟
* جمال مبارك : سؤال صعب يا عبدالله ، إنما أقول لك الآتي: محصلة الإصلاح أدت إلى نتائج أفضل، لكن معياري للنتائج الأفضل لايتمثل فقط في الانتخابات.. لأنه إذا أخذت الإحصائية بشكل واضح ستقول لي إنه في انتخابات 2000 كانت 39\%، أما هذه الانتخابات فمن الأساسيين نجح ما يقرب من 33\%.. وبالتالي وبشكل بسيط تصبح إدارة الانتخابات والإصلاح بالعكس أدت إلى نتائج أسوأ، إذا كان هذا هو المعيار الوحيد، كلامك سيكون في هذا الاتجاه.
لكني أقول إن الموضوع أعمق من ذلك، أولا: ظروف ومناخ انتخابات 2005 تختلف كثيرا عن عام 2000 من حيث المنافسة الشديدة والتغيرات السياسية التي حدثت خلال العام الماضي.ثانيا: نعم لم نوفق بالقدر الكافي في تحقيق النتيجة التي كنا نتمناها في المرشحين الأصليين، ولكن مغزي ومدلول الإصلاح فيما يتعدي 2005 أكبر بكثير جدا من مجرد الوقوف على تجربة ونتائج الانتخابات مع أهميتها والدروس والعبر التي سوف نستخلصها.
* روزاليوسف : أنا كنت أقصد من سؤالي العكس ..
* جمال مبارك (ضاحكا) .. وأنا لا أريد أن أقول العكس.
* روزاليوسف : هل الخطاب السياسي للحزب يحتاج إلى مراجعة؟
* جمال مبارك : الخطاب السياسي للحزب حصل فيه تطوير كبير منذ أربع سنوات.. وهو يعكس مبادئ وسياسات الحزب، ويعكس أيضا رؤيته وبرنامجه إلى المستقبل، وأعتقد أن من القضايا التي لابد أن تناقش هي الرسالة الحزبية، وهل وصلت أم لم تصل؟ سياستنا.. وبرنامجنا للمستقبل واضح، هل استطعنا أن نوصل هذه الرسالة بالشكل الكافي وبشكل مقنع؟
* روزاليوسف : ما هي الإجابة لديك؟
* جمال مبارك : النتيجة تقول لا، ليس بالقدر الكافي، وبالتالي لابد أن أستنتج أننا نحتاج إلى تطوير خطابنا السياسي، وأترك تفاصيل ذلك عندما نبدأ في التحليل .. نحن نحتاج إلى تطوير آليات التواصل مع المواطن، ومع الناخب، وخصوصا في العصر الذي نعيش فيه.. كل هذه الآليات المفتوحة ليست لنا فقط ولكن لكل القوى السياسية، والإجابة السريعة هي نعم، نحتاج إلى مزيد من التطوير في خطابنا السياسي ليعكس ويوصل حقيقة الإصلاح، وحقيقة توجهات الحزب الجديدة .
معضلة الاقتصاد
* روزاليوسف : من الأمور المثيرة للتساؤل أمام أي شخص يقرأ برنامج الحزب، أو يستمع لخطاب الرئيس بشكل مستمر.. هو أننا نلحظ حديثه -الرئيس - المستمر عن توجهه الاجتماعي لمحدودي الدخل والطبقات الأقل في المستوى الاجتماعي .. لكن الحكومة في الفترة الأخيرة تتحدث في اتجاه خطاب يبدو مناقضا.. فتتحدث عن تحرير الخدمات وتقديمها بسعر أعلى لمن يريد الأفضل، إلى أي مدي يعبر هذا عن سياسات الحزب؟.
* جمال مبارك : في الحقيقة أن هذا موضوع مهم جدا، ويمكن أن يكون ذلك من ضمن الدروس المستفادة.. ونحن نتكلم عن الخطاب الإعلامي أو بالذات الرسالة التي تصل للناخب، وأعتقد أنه قد تكون توجهات الحزب الأساسية فيما يخص الإصلاح الاجتماعي والقضايا الخاصة بالدخل والقضايا الخاصة بحماية الطبقات غير القادرة في المجتمع، ربما لم نوفق بالقدر الكافي في توصيل الرسالة حسبما هو مطلوب في خطابنا الإعلامي، وهذا لايعني أن هذه القضايا هي محور أساسي في سياستنا الاقتصادية والاجتماعية، فعندما نقول تحرير الخدمات وعندما نقول مشاركة مجتمعية، قد تؤخذ - وقد يكون هذا مضمون سؤالك - على أنه يتعارض مع توفير الخدمات بأسعار مناسبة للطبقات غير القادرة، ولكن هذا ليس المقصود. وأنت بذلك تؤكد لي أيضا أن هناك فهما مغلوطا.. فتطوير جودة الخدمات وتحريرها شيء، ولكن الدعم الذي يقدم للمواطن بشكل مباشر أو غير مباشر شيء آخر.
* روزاليوسف : قد يكون فهما مغلوطا.. ولكن هل هناك تقصير؟
* جمال مبارك:أعتقد أنه قد يكون تقصيرا منا في عرض المشكلة، ولكن ليس تقصيرا في فهمنا للأمور، فكما قلت أساس اهتمامنا ينصب على الاجتماعي وحماية محدود الدخل في كل القضايا.
* روزاليوسف: كيف؟ ..
* جمال مبارك : سوف أعطيك مثالا، في سنة 2003 حين بدأت الحكومة في وضع توجهات جديدة للسياسة النقدية وسعر الصرف وحدث ضغط من التضخم وزيادة أسعار السلع الأساسية، نحن في الحزب والحكومة لم نقل أبدا أن نترك مقتضيات السوق تأخذ مجراها ويتحمل المواطن تبعات ذلك. فتدخلت الحكومة بشكل مباشر بزيادة الموارد المتاحة لدعم السلع الأساسية، ورجعنا لموضوع البطاقات التموينية بغض النظر عن الآراء فيها، ولكن الهدف منها أننا عندما نقوم بسياسات تحريرية، لدينا قطاع في المجتمع لن نتخلي أبدا عنه وعن الاستمرار في حمايته سواء بدعم مباشر أو في سلع أو في خدمات.
ومن جانبنا يجب أن نوضح أكثر ألا تؤخذ فكرة تحرير الاقتصاد أو فكرة آليات السوق وفكرة زيادة الكفاءة في المنشآت الاقتصادية وزيادة الكفاءة في تقديم الخدمات للمواطن على أنها تعني أنني أقول أن تتحكم آليات السوق وترتفع الأسعار كما تشاء والمواطن هو الضحية ،ونفس الكلام ينطبق على الصحة على سبيل المثال، ففي صدر سياستنا الصحية أن لكل مواطن الحق في الرعاية الصحية المتميزة.. وطبعا لم نصل إلى هذا الهدف.. بغض النظر عن وضعه المادي. وهذا هو المحور الأساسي في سياسات التأمين الصحي التي عكفنا على مناقشتها العام الماضي بأكمله وطرحناها في أمانة السياسات في مطلع هذا العام، وأخذت طريقها في برنامج الرئيس، وفي برنامج الحزب الانتخابي، وآمل أن تكون هدفا أساسيا للحكومة الجديدة تسعي لتحقيقه، أعتقد أننا نحتاج لتوضيح هذا الأمر بشكل أفضل.
* روزاليوسف : التوضيح دور من .. الحزب أم الحكومة؟
* جمال مبارك: والله ..الاثنين ، وسوف أقول لك لماذا، حدث شيء أنا أري أنه تطور إيجابي والبعض ينظر إليه على كونه تطورا سلبيا.. اليوم يوجد توافق كبير جدا ولابد أن يكون موجودا في الفكر بين الحزب والحكومة..عدد كبير من السادة الوزراء حزبيون وحتى قبل تولي المهمة التنفيذية فهم مارسوا الحياة الحزبية وشاركوا في مناقشة وصياغة هذه القضايا وهذه السياسات، ومازال هناك نشاط حزبي لهم.
في الماضي كانوا يقولون إنكم تأتون بوزراء من خارج الحزب، وبالتالي سينتهج سياسة أخرى ليست لها علاقة بسياسة الحزب أو الحكومة السابقة، ثم بدأت الحكومة ترى أن هناك قيادات حزبية قادرة على تولي المسئولية.. وهذا شيء طبيعي، فالوزراء في المستقبل سوف يأتون بشكل متزايد من خلال القيادات الحزبية المعايشة للعمل السياسي والحياة الحزبية يستطيع بعدها تولي الوزارة، وهذا يضمن الاستمرار ويضمن أن تكون لديك حكومة سياسية وليس فقط حكومة فنية. إنما قد يكون هناك تباين في بعض القضايا بين تصريحات الحكومة والحزب.. هذا وارد.
* روزاليوسف : عفوا.. هذا ليس مجرد " وارد" وإنما خلاف عميق ..
* جمال مبارك: كيف؟ .. اعطني مثالا.
* روزاليوسف : الخطاب الاقتصادي للحكومة الآن يتكلم عن التحرير الاقتصادي خاصة في الأيام العشرة الأخيرة.. وهذا عكس التوجه الاجتماعي للحزب.
* جمال مبارك : دعنا ننتظر بيان الحكومة في آخر هذا الشهر، وأعتقد أنه سيكون من ضمن التركيز الأساسي للحكومة في السنوات المقبلة، الاهتمام بالمكون الاجتماعي وقضايا الدعم .. وأيضا تري في فلسفة تشكيل الحكومة الأخيرة الفصل في بعض المسئوليات ودمج بعض الوزارات مابين وزارة التضامن الاجتماعي وفصلها عن وزارة التأمينات وهي معنية بشكل مباشر بقضايا دعم محدودي الدخل.. ولكن بالعكس أنا أرى ذلك في الفترة المقبلة وأعتقد أننا ننتظر أن نري في بيان الحكومة في مجلس الشعب اهتماما متزايدا بالقضايا الاجتماعية وقضايا محدودي الدخل.
* روزاليوسف : إلى أي مدي كان لك دور في تشكيل الحكومة الجديدة كما يقال كثيرا في الصحف؟
* جمال مبارك (مبتسما) بالضبط نفس الدور الذي قمت به في تشكيل الحكومة الأولى أي أنه لا يوجد دور
* روز اليوسف : خالص.. ومن أي نوع؟
* جمال مبارك: خالص .. تتذكر في 2004 في تشكيل الوزارة الأولى للدكتور نظيف، تناولت بعض الصحف أن أمانة السياسات كان لها دور.. وقامت بشخصنة الموضوع.. وقالت هي التي شكلت الحكومة .. أيامها وفي مؤتمر صحفي قلت كون أن رئيس الوزارة المكلف وجد في بعض القيادات الحزبية كفاءات متميزة وهم أعضاء في الحزب الوطني قبل أن يكونوا أعضاء في مجلس أعلى للسياسات ولا غيره - وعلى فكرة كانت بعض الشخصيات في 2004 منهم أعضاء في أمانة السياسات وأعضاء في أمانات أخرى بالحزب.
التركيز على شخصنة الموضوع في أمانة السياسات لا أتفق معه ودوافعه واضحة بالنسبة لي.. فكون رئيس الوزراء في 2004 أو في هذا التشكيل الحالي أو في تشكيلات قادمة لحكومة الحزب الوطني يري قيادات سياسية حزبية قادرة على تولي المسئولية وتولي مسئولية الوزير في الحكومة أنا أعتقد أن هذا تطور طبيعي .
في 2004 جاء رئيس الوزراء فعلا واستقر الرأي لديه على ترشيح عدد من القيادات الحزبية للوزارة.. وكان جزء منهم أعضاء في أمانة السياسات وأمانات أخرى. بدأت هذه القصة.. وقيل إن لجنة السياسات شكلت الحكومة.. وأنا خرجت لأرد عليهم في مؤتمر صحفي وقلت والله كون أن رئيس الوزراء أخذ قيادات سياسية حزبية، فهذا شيء إيجابي، وهذا لايعني أن أمانة السياسات بأي شكل كان لها تدخل في اختيارات تشكيل الوزارة، ونفس الكلام ينطبق هذه المرة.
لجنة السياسات
* روزاليوسف : المسألة كانت أخف هذه المرة.. لدرجة أن البعض يتصور أنه نتيجة للضغط الإعلامي الماضي في 2004 ظهرت لدي رئيس الوزراء حساسية خاصة تجاه لجنة السياسات، وقيل إنه استبعد بعض الكوادر التي بدا إنها مرشحة بشكل أو بآخر؟
* جمال مبارك : لاأعتقد هذا، والذي أريد أن أقوله بدلا من أن نرهق أنفسنا في هذه التحليلات دعنا نقيم الأمور من 2004 وحتى نهاية الحكومة الماضية بشكل موضوعي بغض النظر عن كونهم في أمانات بعينها.. وزير حزبي وسياسي تولي المسئولية أنجز أم لم ينجز؟ دعونا نقيم أداء الحكومة بشكلها العام وحتى نعطي الحكومة الجديدة فرصة لتقييمها في الفترة المقبلة، ونري هل تنجز البرنامج الانتخابي؟! هذا هو ما يعنيني.. طبعا هذا لا يمنع أن نتداول هذه القضايا.. هذا لا يضر.لكن الرد واضح.. وهو لا، لم أتدخل في تشكيل الحكومة الأولي للدكتور نظيف في 2004 ولا أسمح لنفسي أصلا أن أتدخل في تشكيل حكومة أو في تزكية فلان .
* روزاليوسف : أنت لاتزكي أحدا؟ ..
* جمال مبارك : لا أزكي، وليس هذا دوري المؤسسي.. وأنا شخصيا لا أسمح لنفسي بذلك .
* روزاليوسف :وبما في ذلك أثناء حدوث نوع من الارتباك وتعذر الوصول لوزير التعليم لفترة من الوقت ، وبما في ذلك أن تقرر الحكومة سياسة مختلفة للتعامل مع مجلس الشباب بعكس ما كانت تقول به أمانة السياسات؟
*- جمال مبارك: لا أريد أن أتعجل الأمور، ولاأعتقد أن لدي الحكومة توجها مختلفا في مجلس الشباب.. إلخ .. أنا عضو في لجنة الشباب بأمانة السياسات.. والأفكار الصادرة من الحزب لم تكن ما تتجه إليه الحكومة أنا أريد أن أؤكد على أمر مهم.. كان هدفنا الأساسي من تطوير العلاقة بين الحزب والحكومة هو خلق آلية للتشاور والتناقش حول مجمل قضايا السياسات العامة بهدف التوصل إلى توافق عام للسياسات التي نتفق عليها.. وفي اطار هذا الاتفاق هناك هامش متروك للحكومة لتقدير ما إذا كان من المطلوب إدخال بعض التعديلات على هذه السياسات، وخاصة فيما يتعلق بجوانبها التنفيذية، من واقع أن الحكومة الأكثر دراية بالتفاصيل التنفيذية الخاصة بوضع هذه السياسات موضع التنفيذ.
يضاف إلى ذلك أن الحكومة، وعلى رأسها رئيس الوزراء، هي المسئولة دستوريا عن تنفيذ السياسات العامة، فإذا قدرت أن هناك حاجة لتعديل بعض جوانب هذه السياسات، فهي تأتي وتناقش ذلك مع الحزب في إطار آليات التشاور التي حرصنا على تفعيلها بين الحزب والحكومة.
* روزاليوسف : نحتاج من جديد تعريف طبيعة العلاقة بين الحكومة والحزب في ضوء أمرين، أن الحكومة مسئولة دستوريا وأن الحزب في المقابل هو الذي يحصد نتائج أداء الحكومة انتخابيا .
* جمال مبارك: لا أريد الدخول في فرعيات، دعنا نتكلم بشكل عام..، دعنا نرى السنوات الثلاث الماضية في مجمل القضايا التي طرحناها في وجود ثلاث وزارات حتى الآن بدءا من وزارة د. عاطف عبيد والحكومة الأولي للدكتور نظيف والحكومة الثانية الآن.. دعنا نرى ما تم إنجازه في السنوات الثلاث الماضية في مجمل السياسات العامة، لنؤكد على مدي التوافق في الرؤي بين الحزب والحكومة وترجمة ذلك إلى إنجاز حقيقي، لأن هذا هو المعيار الأساسي للتقييم.
فعلى سبيل المثال حتى قبل الخطوات الجوهرية التي اتخذت العام الماضي في مجال الإصلاح السياسي، رأينا خطوات ملموسة قامت بها الحكومة السابقة، ومنها إنشاء المجلس القومي لحقوق الإنسان، وإلغاء محاكم أمن الدولة بموجب إلغاء القانون رقم 501، وإلغاء عقوبة الاشغال الشاقة، وإلغاء معظم الأوامر العسكرية.
وتواكب مع ذلك إصلاحات جذرية في المجال الاقتصادي تمثلت في قانون الضرائب، وتخفيض الجمارك، وما صاحب ذلك من تطوير مؤسسي في هذين المجالين، وتحقيق استقرار سوق الصرف الأجنبي، والتطور الحاصل في القطاع المصرفي الذي بدأ بقانون البنوك. ولا تقل أهمية عن ذلك الانجازات التي تمت على صعيد الإصلاح الاجتماعي، إنشاء محاكم الأسرة، صندوق النفقة للمرأة، المساواة بين الرجل والمرأة في منح الجنسية للأبناء، وتعيين أول قاضية بالمحكمة الدستورية، وغير ذلك الكثير.
* روزاليوسف: كل هذا هو محصلة ذلك؟
* جمال مبارك: نعم.. كل هذه القضايا وغيرها التي تحققت خلال السنوات الثلاث الماضية كانت نتيجة للتوافق بين الحزب والحكومة في قضايا السياسات العامة، بما أدي إلى ترجمة السياسات التي طرحها الحزب إلى واقع ملموس.يضاف إلى ذلك ما نشهده الآن من تحسن مطرد في مؤشرات الاقتصاد القومي. نسبة نمو وصلت إلى 9ر4 \% العام الماضي. معدلات تضخم انخفضت بشكل كبير. تحسن كبير في ميزان المدفوعات وصل باحتىاطي النقد الأجنبي إلى ما يقرب من 22 مليار دولار. زيادة مطردة في الصادرات المصرية وصلت إلى حوالي 23\% خلال العام الماضي. تحسن وثقة متزايدة في أداء الاقتصاد المصري أدي إلى مضاعفة حجم الاستثمار الأجنبي المباشر إلى 9،3 مليار دولار العام الماضي. تواكب مع ذلك أرقام قياسية في الدخل السياحي وعدد الليالي السياحية ودخل قناة السويس.
هذا كله مجرد نبذة عن التطور المستمر الذي شهده أداء الاقتصاد، وهو محصلة لسياسات محددة تم الاتفاق عليها بين الحزب والحكومة، ونتجت عن ذلك انجازات ملموسة لم تكن لتتحقق إلا في ظل توافق في الرؤى والأهداف بين الحزب والحكومة.
* روزاليوسف : أنت لا تري أننا نعود مرة جديدة إلى مرحلة حزب الحكومة؟
* جمال مبارك: لا، وأعتقد أن محصلة تجربة السنوات الماضية هي خير رد على هذا السؤال.
* روزاليوسف: أنت تتكلم عن أن الحكومة هي المسئولة دستوريا أمام البرلمان، لكن الحزب مسئول سياسيا أمام الناخب، كيف يحدث هذا التوازن؟ وكيف يحصد الحزب ما تفعله الحكومة فضلا عن أنه يبدو أن الحكومة ترغب حقا في الابتعاد عن الحزب؟
* جمال مبارك: الدستور يقول إن الحكومة هي المسئولة دستوريا، وإذا وجدنا الحكومة بصفتها الدستورية بدأت تنتهج سياسات وبدأت تنطلق في اتجاهات مختلفة عن الحزب، سوف يفقد الحزب مصداقيته لأنه في النهاية يجني السلبيات والإيجابيات المترتبة على أداء الحكومة.. ولكن في الوقت نفسه ستجد الحكومة صعوبة في دعم الحزب لها من خلال هيئته البرلمانية لو حادت عن التوجهات والسياسات المتفق عليها، لأن قيادتنا في مجلسي الشعب والشورى "الهيئة البرلمانية" هم أيضا أعضاء معنا ويشاركوننا في مناقشة السياسات والقضايا العامة.
* روزاليوسف : ألا يبدو هذا الكلام بعيدا عما يحدث؟
* جمال مبارك: بالعكس.. من الناحية العملية والواقع يظهر لنا أنه في السنوات الثلاث الماضية هناك تنسيق وتوافق كبير كما قلت فيما نتفق عليه من سياسات وما تقدم عليه الحكومة في طرحها للتشريعات في مجلس الشعب، واتفاق على الحد الأدني من القضايا الرئيسية مع الهيئة البرلمانية، ولكن أيضا في خطواتها التنفيذية هنا تبرز بعض النقاط أو التفاصيل تراها الحكومة بموقف مختلف، وهنا تبرز المسئولية الدستورية، فرئيس الوزراء والوزير المختص يري أن يتخذ خطوة معينة فيعود ليناقشها مع الحزب.. يمكن أن يناقشها قبل اتخاذها ويمكن أن تدعو الحاجة وطبيعة العمل أن يأخذ القرار ثم يناقشه بعد ذلك داخل الحزب لأنه يحتاج مساندة الحزب ومساعدة هيئة الحزب في مجلسي الشعب والشوري، فلا توجد حكومة تعمل وحدها أو حزب يعمل وحده.
* روزاليوسف : بغض النظر عن مساءلة البرلمان هل هناك مساءلة سياسية للحكومة من داخل الحزب؟
* جمال مبارك : طبعا في.. فعلى سبيل المثال المؤتمر السنوي للحزب.. ماذا يحدث فيه؟
أولا: تنظيميا نعرض كشف حساب ماذا فعلنا تنظيميا أمام الأعضاء ونقيم ونستمع ونطور.
ثانيا: تأتي الحكومة ممثلة في رئيس الوزراء أو الوزراء ويتحدثون عما تم إنجازه.
وفي 2004 جئنا كحزب وحكومة في المؤتمر السنوي واستعرضنا ما وعدنا به في السنوات الثلاث الماضية وما تم إنجازه وتنفيذه على أرض الواقع، وذلك تحت شعار "وعدنا فأوفينا" ، وقد طرحت لك أمثلة مما تم إنجازه وذلك للتأكيد على أننا نفى بما نعد به.
* روزاليوسف : هذه القضية متي تنتقل من المرحلة البروتوكولية إلى مرحلة التقييم الحقيقي .. يعني مجرد كلمة يلقيها رئيس الوزراء أمام المؤتمر العام وينتهي الأمر ولاأحد يناقشه بشكل جدي؟
* جمال مبارك : برنامج المؤتمر السنوي يتضمن لجان عمل للمناقشة يشارك فيها الوزراء، ولجانا تسير بالتوازي خارج الجلسات العامة وفيها مناقشة السياسات وخلالها يناقش الأعضاء قضايا السياسات العامة ، وهل السياسات التي نفذت أتت بنتائجها أم لا، وذلك في حضور الهيئة البرلمانية. كذلك هناك حوار مستمر طوال العام بين الحزب والحكومة، في اجتماعات المجلس الأعلى للسياسات، واللجان النوعية للحزب، واجتماعات اللجنة البرلمانية.
الذي أريد أن أقوله في واقع الأمر: إن الحكومة نفسها تسعي لذلك، فليس من مصلحة الحكومة أن تنفرد وتتخذ إجراءات حتى لو عندها المسئولية الدستورية دون التنسيق مع حزب الأغلبية الذي يدعمها سياسيا في الشارع، وأيضا يدعمها ويساند توجهاتها في مجلسي الشعب والشوري، وليس من صالح الحكومة أن تنطلق في تنفيذ قضايا بدون التنسيق مع الحزب ولا يتخيل أن أية حكومة تسعي لهذا.
* روزاليوسف : هذه الحكومة توصف بأنها حكومة رجال أعمال بل إن البعض يمضي إلى حد وصفها مجلس إدارة شركة جمهورية مصر العربية كما تقول بعض التعليقات الساخرة في الصحافة .. ما هو تعليقك على هذا ؟
* جمال مبارك : في النهاية هناك معايير معينة أو أسلوب واضح وضعه رئيس الوزراء واتبعه في حكومة 2004 والحكومة الجديدة لاختيار الوزراء، ويجب أن نحكم بالنتائج، ففي عام 2004 مع تشكيل الحكومة الأولي للدكتور نظيف بدأ لأول مرة - ولم يكن المجتمع يعتاد على ذلك - في الدفع ببعض الكفاءات القادرة على العطاء من القطاع الخاص.
اليوم نحن أمام تجربة جديدة وعلى المجتمع أن يراقبها ومطلوب منه أن يري هل تتمتع بالشفافية المطلوبة أم لا؟ .. هل هي قادرة على تحقيق النتائج أم لا؟ وأعتقد أن تجربة الحكومة السابقة أثبتت هذا في النهاية مع المكاشفة والشفافية المطلوبة.
وزراء البزنس
* روزاليوسف : أليس هناك تناقض في المصالح في أن يأتي وزير صاحب شركة كبيرة في مجال النقل ليصبح مسئولا عن قطاع النقل.. ألا يخلق حالة تناقض مصالح، وألا توجد كفاءات أخرى أو لم يدرب الحزب كوادر ورؤساء لجان وآخرين يؤمنون بفكر وتوجه القطاع الخاص وكانوا أجدر بأن يقوموا بهذا العمل؟
جمال مبارك : هذه خيارات في نهاية الأمر وهي تخص رئيس الوزراء ولكن أرد على النقطة الأولي وهي "ألا يوجد في الحزب كوادر"؟بالطبع هناك كوادر وقد حدث في 2004 ومن المثير أن نفس الناس الذين انتقدوا اليوم هم الذين انتقدوا من قبل.. وعدد كبير من القيادات الحزبية على درجة عالية من الكفاءة جاءت من الحزب، ورأي رئيس الوزراء أن يستعين بها في الوزارة وانتقد البعض هذا وقالوا إن الحكومة كلها من الحزب ومن أمانة السياسات.
اليوم عدد غير قليل من الوزراء حزبيون وهناك عدد آخر إضافة إلى من تم الدفع بهم في 2004 من مجتمع القطاع الخاص ذي الكفاءة. وبالطبع المعايير مهمة .. أقصد مثل الشفافية والوضوح وهو ما حدث في 2004 عندما تم اختيار عدد من الوزراء من القطاع الخاص وحرصوا على وضع فاصل واضح بين مسئوليتهم العامة وعملهم السابق.. وأعتقد أن التجربة تقول إنهم أنجزوا بشهادة كثيرين كانوا متشككين من هذه التجربة.
دعونا نرى فالتجربة أخذنا فيها خطوة جديدة ودعونا نقيمها من خلال المجتمع والصحافة ومجلس الشعب.
* روزاليوسف : تبدو الحكومة كما لو أنها فريق عمل اقتصادي في حين لا يوجد بها مسئول سياسي بشكل أو بآخر رغم صعود الإحساس السياسي في الشارع ورغم أن الرأي العام أصبح مسيسا؟
* جمال مبارك: بمعني إيه مسئول سياسي؟ ..
* روزاليوسف : مسئول يعبر عن الخطاب السياسي للحكومة.. فهي الآن لا تتحدث في أي شئون سياسية.
* جمال مبارك: لا أعتقد.. فرئيس الوزراء في السنة ونصف السنة الماضية تحدث كثيرا في الشأن السياسي وأعطيك أمثلة كثيرة ومجلس الوزراء ناقش الكثير من التشريعات السياسيةرئيس الوزراء في كثير من جولاته الخارجية تحتل القضايا السياسية وقضايا الإصلاح السياسي اهتماما كبيرا لديه ويمكن تابعت كثيرا في العام الماضي من خطابه
السياسي ولقاءاته السياسية ومباحثاته مع المسئولين، وأنت تقول: إنه لايوجد أي من السياسيين معه، فكل وزير لديه مسئولية سياسية وقطاع معين مسئول عنه. وهناك وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية وهو المسئول عن التنسيق مع البرلمان ويتحدث في القضايا السياسية ، فالقضية ليست وزيرا يتكلم في السياسة، فالكل يتحدث في القضايا السياسية بشكل مباشر أو غير مباشر.. ولكن بشكل عام المسئول عن التوجهات العامة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا هو رئيس الوزراء .
* روزاليوسف : بناء على السؤال الخاص بمشاركتكم في إعداد التشكيل الوزاري أم لا.. تردد كثيرا أنكم شاركتم في ترشيح رؤساء تحرير الصحف القومية.. هل هذا الكلام صحيح؟
* جمال مبارك: قبل أن أجيب عن هذا السؤال: أقول إنه على مدار العام الماضي كانت هناك محاولة لوضع الصورة في ذهن القارئ في بعض الصحف على أن أمانة السياسات حسب مفهومهم هي الحزب وليس فقط الأمانة التي تقوم بمسئولياتها طبقا للنظام الأساسي للحزب لتتعدي الى كونها الأمانة التي تقوم بإعداد ترشيحات معينة داخل الحزب .ويقولون إنها هي التي أدارت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.. وهي التي حاولت دفع مرشحيها إلى مجلس الشعب، وبالتالي هي الأمانة التي تدخلت في اختيار بعض الوزراء في الحكومة الماضية وليس هناك مانع من أن يقال أيضا إن أمانة السياسات هي التي اختارت رؤساء الصحف القومية. هذا كله جائز أن يكون عدم فهم أو محاولة من أطراف أخرى لشخصنة الموضوع، ومحاولة توصيل رسالة للقارئ أن الحزب هو أمانة السياسات وأمانة السياسات هي الحزب، بل الأكثر من ذلك أن أمانة السياسات تتدخل في قضايا حكومية أكبر.
كنت حريصا دائما منذ البداية أن أوضح طبيعة العمل داخل أمانة السياسات وطبيعة المسئوليات الملقاة علينا وأسلوب صياغة السياسات وأسلوب اتخاذ القرار وأسلوب وصول الحزب في النهاية لقرار واحد.. وهناك محاولة في الفترة الماضية أن يرسخوا للناس صورة مغلوطة وهي بعيدة عن الواقع ، فأمانة السياسات هي أمانة من ضمن 13 أمانة داخل الحزب ولنا مسئوليات ومهام معينة حسب النظام الأساسي، ومن خلال آليات مختلفة نصل لاقتراح سياسات عامة حتى ترفع للأمانة العامة وللمكتب السياسي، ومهمتنا أن نساند ونساعد أعضاءنا داخل مجلسي الشعب والشورى ونمدهم بالأوراق والتحليل لقضايا السياسات العامة والتشريعات لتسهيل مهمتهم في المناقشة داخل البرلمان.
ومهمتنا مزيد من التنسيق بين الحكومة والحزب وأن ننزل للقواعد ونلتقي بالناس حتى تعبر سياستنا عن مشاكل حقيقية في الواقع .
أما أنا في الأمانة العامة أو هيئة المكتب بالحزب .. فدوري مثل أي عضو آخر حسب ما ينص عليه النظام الأساسي.. بالطبع لم يكن لي دور وأنا لا أسمح لنفسي أن أتدخل في شيء لا يخصني أولا ويتعدى حدود سلطاتي ومسئولياتي داخل الحزب الوطني، وأنا ملتزم بنظامه الأساسي، وبالعمل المؤسسي داخله.
إفرا ايضا