الفلسطينيون بانتظار نتيجة الامتحان الصعب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الدعاية انتهت أرضا وبدأت هوائيا
الفلسطينيون بانتظار نتيجة الامتحان الصعب
إقرأ أيضا
عباس يدعو كل مواطن فلسطيني الى التصويت غدا
انتخابات رمزية لفلسطيني الشتات
اشتباكات بين الجهاد والسلطة في طولكرم
وثيقة تكشف عزم إسرائيل عزل فتح ومفاوضة حماس
سمية درويش من رفح،القدس:مع عقارب الساعة السابعة صباحا من يوم غد سيكون الفلسطينيون على موعد مع صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم للمجلس التشريعي الفلسطيني الجديد ، في ظل الانتخابات البرلمانية الثانية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية. ورغم حرب استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسات ومراكز كثيرة ، الا ان نتيجة التصويت والتي من المقرر الإعلان عنها في الساعات الأولى لفجر يوم الخميس القادم ستكون بمثابة الفيصل الوحيد التي ستحدد قبلة الحكومة الجديدة . وتعتبر هذه الساعات بمثابة امتحان صعب ينتظر نتيجته الفلسطينيين في كافة مناطقهم ، لاسيما في ظل المشاركة الواسعة للتيارات والفصائل الفلسطينية مع مختلف ألوانها في تلك الانتخابات.دعاية هوائية
وبعد ساعات من إعلان المنظمات الفلسطينية والقوائم الانتخابية انتهاء الدعاية الانتخابية على الأرض أمس ، بدأت معركة دعائية أخرى عبر الانترنت والاتصالات والجوالات التي انهالت على المواطنين. نسرين إسماعيل في العقد الثالث من عمرها استيقظت الساعة واحدة فجرا على رنين جوالها لتجد رسالة من إحدى القوائم تحثها على انتخابها. تقول أم يوسف لـ(إيلاف) ، بان الانتخابات الحالية بمثابة معركة سياسية شهدتها الأراضي الفلسطينية ، معربة عن أملها بان يتمكن اعضاء المجلس الجديد من الإيفاء ببرامجهم ووعودهم للشعب الفلسطيني.
ورفضت نسرين الكشف عن اسم قائمتها التي تنوي التصويت لها مكتفية بالقول بأنها ستعطي اسمها لمن تعرف بأنه سيكون في خدمة الشعب.
صالح أبو خليل طالب جامعي قال لـ(إيلاف) ، بأنه وجد على بريده الالكتروني ، عدة رسائل من قوائم انتخابية مختلفة تحثه على انتخابها ، متمنيا بان تفوز فتح لأنها صاحبة المشروع السياسي والوطني، حسب راية.
اختيار 132 نائبا
وحسب لجنة الانتخابات المركزية ، مليون وثلاثمائة ألف مواطن في كافة المحافظات الفلسطينية سيتوجهون يوم غد إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم الجدد ، بعد ان أتمت كافة استعداداتها لهذه الانتخابات من حيث توزيع الاستمارات الانتخابية وصناديق الاقتراع والحبر السري الخاص بالانتخابات على حوالي 1008 مركز اقتراع في كافة محافظات الوطن، ويبلغ عدد المحطات الانتخابية في هذه المراكز 2721 محطة.
وتبلغ عدد القوائم المتنافسة على الانتخابات احد عشر قائمة وهم قائمة الإصلاح والتغيير التابعة لحماس ، وقائمة البديل، قائمة فلسطين المستقلة ، قائمة الطريق الثالث، قائمة العدالة الفلسطينية، قائمة الشهيد أبو علي مصطفى ، قائمة الشهيد أبو العباس ، قائمة الحرية والعدالة الاجتماعية ، قائمة وعد ، قائمة الحرية والاستقلال ، قائمة حركة فتح. كما يبلغ عدد مرشحي القوائم يبلغ 314 مرشح ومرشحة ، في حين يبلغ عدد مرشحي الدوائر 414 مرشحا ومرشحة وهم من مختلف القوى السياسية والاجتماعية والمستقلين ، بينما سيتم اختيار 132 نائبا للمجلس الجديد.
دعوة للمشاركة الواسعة
هذا وقد دعا زياد جرغون مرشح الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عن دائرة رفح ، أبناء الشعب الفلسطيني للمشاركة الواسعة في الانتخابات التشريعية ، مطالبا إياهم بالحضور إلى مراكز الاقتراع. وأصر جرغون خلال حديثه لـ(إيلاف) ، على أهمية سيادة القانون وحماية أمن المواطنين وذلك بتعزيز سلطة القضاء وضمان استقلالها وتطوير قدراتها ، وفرض احترام القانون وتطبيقه على جميع المواطنين دون تمييز ووقف جميع الصراعات المدمرة بين مراكز النفوذ وما نعيشه من فوضى وفلتان أمني وعدم الاستقرار . ويشار إلى ان قوى الأمن الفلسطينية أنهت أمس الاثنين اقتراعها المسبق الذي استمر لمدة ثلاثة أيام متتالية.
فلسطينيو القدس يدلون بأصواتهم الأربعاء وسط مشاعر من الخوف
من جهة ثانية يؤكد عدد كبير من الناخبين الفلسطينيين القاطنين في القدس الشرقية والبالغ عددهم 123 ألفا انهم يخشون التعرض لغضب السلطات الاسرائيلية اذا شوهدوا في أحد مراكز الاقتراع الستة المخصصة للقدس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي تجري الأربعاء. ولا يشير اي شيء في محيط المدينة القديمة في شارع صلاح الدين امام مركز الاقتراع الرئيسي في القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل وضمتها منذ 1967، الى ان انتخابات ستجري في هذا المكان في غضون بضع ساعات.
فقد وضعت اسرائيل قيودا على الحملات والدعاية الانتخابية في هذا الجزء من المدينة. ويفضل الفلسطينيون، خوفا من التعرض لمضايقات اسرائيلية ادارية، عدم المجاهرة باهتمامهم بالانتخابات. وسمحت اسرائيل للفلسطينيين بالادلاء باصواتهم في ستة مراكز اقتراع في القدس الشرقية، وهي مراكز كافية فقط ليدلي 6300 ناخب باصواتهم فيها. اما الناخبون الآخرون فسيكون عليهم الادلاء باصواتهم في مراكز اقتراع اخرى في ضواحي المدينة، وبالتالي عليهم ان يعبروا ليس الحواجز الاسرائيلية فحسب، بل ايضا "الجدار الامني" الفاصل الذي اقامته اسرائيل.
ويقول مرشح حركة فتح في القدس الشرقية برنار سابيلا ان "فلسطينيي القدس لا يعلقون آمالا على هذه الانتخابات. يعتقدون ان السلطة الفلسطينية لم تفعل شيئا لهم خلال السنوات العشر الماضية، واهتمت فقط بالضفة الغربية". وشارك ستة آلاف فلسطيني من القدس الشرقية فقط السنة الماضية بالانتخابات الرئاسية التي جرت في المدينة وضاحيتها. وقال فلسطيني شاب رفض الكشف عن هويته مشيرا باصبعه الى مركز للشرطة الاسرائيلية قريب من مركز الاقتراع الرئيسي، "سادلي بصوتي ولكن ليس في هذا المركز. هناك افراد من عائلتي في السجن ولا اريد ان تنتظرني الشرطة امام باب منزلي للقبض علي". واضاف "كما انني ساصوت لحركة حماس، وبالتالي افضل ان اقوم بهذا في مركز آمن".
ورأت اللجنة الانتخابية المركزية ان شروط ادلاء الفلسطينيين باصواتهم في القدس لا تحترم المبادىء الاساسية "لانتخابات حرة وعادلة وشفافة". وقال مراقب اوروبي بيري فيلانوفا "في هذه المدينة، لا تتوافر شروط الحرية الضرورية لعملية انتخابية". واضاف المراقب وهو استاذ جامعي خبير في شؤون الشرق الاوسط، ان السلطات الاسرائيلية، عبر السماح للفلسطينيين بالتصويت في مكاتب بريد في القدس الشرقية، تحاول ارضاء الجميع: الفلسطينيين الذين يمكنهم ممارسة حقهم بالتصويت والاسرائيليين الذين لا يشعرون بان سيادتهم على المدينة مهددة.
ويسعى كل من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى جعل القدس عاصمة لدولته. والانتخابات فيها ترتدي طابعا رمزيا نتيجة وجود ستة مقاعد فقط مخصصة للمدينة من 132 مقعدا في البرلمان الفلسطيني. ويقول رجل متقدم في السن عمار حسين "قبل عشر سنوات، اقترعنا بالقيود نفسها المفروضة اليوم وفي الصناديق نفسها التي وضعت في مكاتب بريد. ومنذ ذلك الحين، لم يفعل ياسر عرفات شيئا من اجلنا والرئيس الحالي (محمود عباس) كذلك. لم يتغير شيء. وفي مثل هذه الظروف، لن ادلي بصوتي غدا (الاربعاء)".