جمال مبارك يدعو الى تعامل قانوني مع الاخوان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة: دعا جمال مبارك نجل الرئيس المصري والرجل القوي في الحزب الحاكم اليوم الى اجراءات قانونية تكفل وقف استغلال الدين في السياسة وكبح الصعود السياسي لجماعة الاخوان المسلمين التي باتت العائق الرئيسي امام طموحاته السياسية. واعتبر مبارك في الجزء الرابع من حديث مطول ادلى به لصحيفة روزاليوسف الحكومية انه يتعين وقف "التفاف" الجماعة على القانون من اجل "الانخراط في الحياة السياسية" ومنعها من "استغلال الدين لتحقيق مكاسب سياسية".
وقال ان "كيفية التعامل سياسيا وبشكل قانوني مع محاولة الالتفاف على التوافق الوطني بشأن حظر قيام احزاب على اساس ديني موضوع مطروح برمته" على الاجندة السياسية المصرية. واعتبر النجل الاصغر للرئيس المصري الذي امسك منذ العام 2002 بزمام الامور في الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم ان النشاط السياسي للاخوان المسلمين ومشاركتهم في الانتخابات التشريعية التي جرت في تشرين الثاني(نوفمبر) وكانون الاول(ديسمبر) الماضيين يشكلان مخالفة للقانون المعمول به في مصر والذي يحظر قيام احزاب على اساس ديني.
وتستند السلطات المصرية الى هذا النص في قانون الاحزاب السياسية لرفض التصريح للجماعة بانشاء حزب رسمي. واكد جمال مبارك ان "الجماعة ليس لها اي وضع قانوني او شرعي (...) وظهر في انتخابات مجلس الشعب الاخيرة ان هناك محاولة (من جانب الاخوان) للالتفاف حول القوانين الموجودة للانخراط في الحياة السياسية". واعرب عن اسفه "للاستغلال القوي للدين والشعارات الدينية لتحقيق مكاسب سياسية وهذا امر يجب ان نتوقف امامه" مشيرا الى ان هذا الامر "له تأثير سلبي على العملية السياسية عموما وعلى العملية الانتخابية في مجملها".
وقال نجل الرئيس المصري، الذي يعتبر المراقبون انه خليفته المحتمل رغم نفيه رغبته في الترشيح لرئاسة الجمهورية، ان الاحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني مدعوة الى الاجابة علي السؤال "كيف يتم التعامل مع موضوع الالتفاف (من قبل جماعة الاخوان) على القوانين". وحذر من انه "اذا لم يتم التعامل مع هذا الامر بشكل واضح وقانوني فسيظل عاملا مقوضا للعملية السياسية". وكان الرئيس المصري حسني مبارك تعهد في اول خطاب له امام مجلس الشعب الجديد في 19 كانون الاول/ديسمبر الماضي بمواصلة الاصلاح السياسي.
وقال ان حكومته ستتقدم في هذا الاطار بمجموعة من التعديلات التشريعية والدستورية الى مجلس الشعب خلال الشهور المقبلة ولكنه لم يكشف عن فحواها. وكان الاخوان المسملون حققوا فوزا تاريخيا في الانتخابات التشريعية الاخيرة اذ حصدوا 20% من مقاعد مجلس الشعب واصبح لهم 88 نائبا في البرلمان وهو ما اعتبره المحللون نكسة للحزب الحاكم.
وباتت جماعة الاخوان المسملين، التي اسسها حسن البنا عام 1928، قوة المعارضة الرئيسية في مصر الان. ولم يتمكن الحزب الحاكم من الاحتفاظ باغلبيته في البرلمان الجديد الا بفضل عودة قرابة 170 نائبا الى صفوفه اثر انتخابهم كمستقلين بعد ان رفض الحزب ادارجهم على قائمة مرشحيه الرسمية. ويعتقد محللون مصريون ان الاخوان المسلمين صاروا العقبة الرئيسية امام الطموحات السياسية لجمال مبارك. وقال نائب مدير مركز الدراسات السياسية للاهرام محمد السيد سعيد ان "السؤال الكبير المطروح هو من يستطيع ايقاف زحف الاخوان". واعتبر انه "اذا استمر التدهور داخل الحزب الوطني واستمر في الاعتماد على جهاز الدولة وحده للاحتفاظ بالسلطة فانه لن يستطيع ان يوقف صعود الاخوان".