البرادعي يدعم الاقتراح الروسي لتسوية الملف الايراني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن، دافوس (سويسرا): اعتبر محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم أن اقتراح موسكو بتخصيب اليورانيوم الايراني في روسيا قد يتيح تجاوز المازق المتعلق بالملف النووي الايراني. وقال البرادعي في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس (سويسرا) "انني واثق في امكانية ان يؤدي الاقتراح الروسي الى بداية حل".
وابدت طهران الاربعاء تجاوبها مع الاقتراح الروسي بتخصيب اليورانيوم الايراني في روسيا لتبديد مخاوف الغربيين من قدرتها على تصنيع القنبلة النووية. لكن ايران هددت مجددا بان تطلق بنفسها برنامج التخصيب في حال احالة ملفها على مجلس الامن. واعلن الرئيس الاميركي جورج بوش اليوم انه يؤيد الاقتراح الروسي الذي يحظى ايضا بتاييد الصين، في حين ابدت المفوضة الاوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر "شكوكا" حيال هذا الامر. وشدد البرادعي على ان احالة الملف امام مجلس الامن لا تعني نهاية الجهود الدبلوماسية لتسوية القضية. وقال "ما دمنا نتكلم عن الدبلوماسية ولا نتحدث عن اجراءات قسرية وعقوبات فاننا على الطريق الصحيح، ولكن علينا ان نعجل تحركنا".
واشنطن ستستنفذ كافة السبل الدبلوماسية بشأن المسألة الإيرانية
من جهته قال الرئيس الأميركي جورج بوش في مقابلة نشرت اليوم أن حكومته "ستستنفذ كافة السبل الدبلوماسية" وتعمل مع حلفاء الولايات المتحدة في معالجتها لبرنامج ايران النووي المثير للجدل. وقال في مقابلة نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" ان "الهدف هو مواصلة العمل مع العديد من الدول في انحاء العالم لاقناع ايران بالتخلص من تطلعاتها لامتلاك اسلحة نووية. هذا هو الهدف". واضاف "من المهم بالنسبة لنا ان نستنفذ كافة السبل الدبلوماسية ولذلك فاننا نراقب الجهود الدبلوماسية تتطور".
وتسعى واشنطن والدول الاوروبية الى احالة الملف النووي الايراني الى مجلس الامن الدولي بسبب الاشتباه بتطويرها اسلحة نووية. ولم يستبعد بوش في السابق الخيار العسكري ضد ايران. وردا على سؤال حول ما اذا كان ذلك الخيار قائما قال في الحديث للصحيفة اليوم الخميس "نعم". والتقى المسؤول الايراني المكلف الملف النووي علي لاريجاني بمسؤولين صينيين في بكين اليوم لمحاولة تخفيف الضغوط الغربية عليها. وقال لاريجاني ان طهران مستعدة لبحث الاقتراح الروسي باجراء عمليات تخصيب اليورانيوم الايراني على اراضيها.
وجدد بوش دعمه للخطة الروسية التي "ستسمح بتطوير برنامج نووي مدني داخل ايران" مع اجراء عمليات التخصيب على الاراضي الروسية تحت مراقبة دولية. وتقوم الولايات المتحدة "بمساع متعددة الاطراف" وتجري مشاورات مع حلفائها للحصول على توافق على المسألة الايرانية. وقال بوش "نعمل مع اصدقائنا وحلفائنا حول كيفية صياغة مجموعة من القرارات التي ستتيح لنا التحدث بصوت واحد". وحول الرئيس الايراني الحالي محمود احمدي نجاد الذي دعا الى "محو اسرائيل عن الخارطة" ووصف المحرقة النازية بانها "خرافة"، قال بوش "اشعر بقلق شديد بشأن اعلان رئيس دولة عظيمة مثل ايران عن نيته او رغبته في تدمير واحدة من اقرب حلفائنا".
بوش يدعم الاقتراح الروسي في شأن الملف النووي الايراني
كما أعلن الرئيس بوش اليوم أنه يدعم الاقتراح الروسي القاضي بتخصيب اليورانيوم الايراني في الأراضي الروسية. وقال بوش في مؤتمر صحافي في واشنطن "كنت واضحا، اعتقد انه يجب ان يكون لايران برنامج نووي مدني للطاقة". واضاف "اذا صنع الوقود النووي في روسيا واعطي لايران تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاستخدامه في المفاعل المدني، على ان يسترجع الروس النفايات لاحقا ويعيدوها الى روسيا، فاعتقد ان ذلك يشكل خطة جيدة". وتابع بوش "اقترح الروس هذه الفكرة وانا اؤيدها (...) لانني اعتقد ان من حق الناس امتلاك الطاقة النووية المدنية".
وابدت ايران تجاوبا الاربعاء مع الاقتراح الروسي بتخصيب اليورانيوم في الاراضي الروسية لتبديد المخاوف الغربية، لكنها هددت مجددا بان تطلق بنفسها برنامج التخصيب اذا احيل ملفها على مجلس الامن الدولي. وفي حين اعلنت الصين تاييدها لاقتراح موسكو، قالت المفوضة الاوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر انها "تشكك" في رد الفعل الايراني.
واذ ذكر بوش بانه يعارض بشدة ان تمتلك "انظمة غير شفافة تهدد الامن العالمي" على غرار النظام في طهران السلاح النووي، قال "نعمل بكثافة لمواصلة الدبلوماسية الضرورية وتوجيه رسالة واضحة للحكومة الايرانية:+رغبتكم في امتلاك سلاح (نووي) غير مقبولة". وردا على سؤال عن احتمال دعمه لمبادرات برلمانية تطلب من الادارة الاميركية تقديم دعم ناشط لمجموعات معارضة للتعجيل بتغيير النظام او باصلاحات ديموقراطية، اكتفى بالتاكيد على ان الولايات المتحدة "(تدعم) الحركات من اجل الحرية في كل انحاء العالم".
رايس: "حان الوقت" لاحالة الملفالايراني الى مجلس الامن
في المقابل كررت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اليوم تصميم الولايات المتحدة على احالة الملف النووي الايراني على مجلس الامن الدولي في بداية شباط(فبراير)، مشددة على ان هذه الاحالة لن تضع حدا للجهود الدبلوماسية حيال طهران. وقالت رايس في اطار المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس (سويسرا) "نحن قلقون للغاية من رغبة ايران الواضحة في الوقوف خارج الاجماع الدولي الذي يرفض ان تتمكن ايران من امتلاك السلاح النووي".
واضافت "ان موقفنا حازم وهو ان الوقت قد حان لاحالة ايران على مجلس الامن" الدولي ليفرض عقوبات عليها، مشددة على ان "المجتمع الدولي يجب ان يتحرك وينبغي ان يتحرك في شكل فاعل". وتابعت رايس التي كانت تتحدث عبر الاقمار الاصطناعية من واشنطن "حين تصبح القضية امام مجلس الامن فان امامه العديد من الخيارات المتاحة، ونعتقد انها فقط بداية مرحلة جديدة من الدبلوماسية". واوضحت رايس ان "ربما تكون جولة محددة من المفاوضات قد فشلت، ولكن لا يزال امامنا وسائل دبلوماسية لمحاولة اقناع ايران بالعودة الى سياسية اكثر عقلانية".
ويعقد حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 2 شباط(اجتماعا) قد يفضي الى احالة الملف الايراني على مجلس الامن، وذلك بضغط من الولايات المتحدة التي رفضت اشارات الانفتاح من جانب طهران، مما يعني ان الامم المتحدة قد تفرض عقوبات على ايران.